سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يَقْرَأُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ : " وَاعْلَمْ أَنَّ السُّنَّةَ سُنَّتَانِ : سُنَّةٌ أَخْذُهَا هُدًى , وَتَرْكُهَا ضَلَالَةٌ , وَسُنَّةٌ أَخْذُهَا هُدًى وَتَرْكُهَا لَيْسَ بِضَلَالَةٍ , وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ , وَأَنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ , وَحَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ , وَأَنَّهُ يُحَاسِبُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْفَرَائِضِ , فَإِنْ جَاءَ بِهَا تَامَّةً قُبِلَتْ فَرَائِضُهُ وَنَوَافِلُهُ , وَإِنْ لَمْ يؤَدِّهَا وَأَضَاعَهَا لَحِقَتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ , فَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ , وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ , وَأَوْلَى الْفَرَائِضِ الِانْتِهَاءُ عَنِ الْحَرَامِ وَالْمَظَالِمِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : {{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }} " الْآيَةَ وَقَالَ : {{ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ }} وَقَالَ تَعَالَى : {{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }} وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ التَّقْوَى عَنِ الْمَظَالِمِ أَنْ تَتَنَاوَلُوهَا فَتُنْفِقُوهَا فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ , يَا أَخِي عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ , وَلِسَانٍ صَادِقٍ , وَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ , وَأَعْمَالٍ شَتَّى صَالِحَةٍ , لَيْسَ فِيهَا غِشٌّ , وَلَا خُدْعَةٌ , فَإِنَّ اللَّهَ يَرَاكَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ , وَهُوَ مَعَكَ أَيْنَمَا كُنْتَ لَا يَسْقُطُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكَ , لَا تَخْدَعِ اللَّهَ فَيَخْدَعْكَ , فَإِنَّهُ مَنْ يُخَادِعِ اللَّهَ يَخْدَعْهُ وَيَخْلَعْ مِنْهُ الْإِيمَانَ وَنَفْسُهُ لَا تَشْعُرُ , وَلَا تَمْكُرَنَّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمَكْرَ السَّيِّيءَ , فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّيءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ , وَلَا تَبْغِيَنَّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ }} وَلَا تَغُشَّ أَحَدًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " مَنْ غَشَّ مُؤْمِنًا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " وَلَا تَخْدَعَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَكُونَ نِفَاقًا فِي قَلْبِكَ , وَلَا تَحْسِدَنَّ , وَلَا تَغْتَابَنَّ فَتَذْهَبَ حَسَنَاتُكَ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَتَوَضَّأُ مِنَ الْغِيبَةِ كَمَا يَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَدَثِ , وَأَحْسِنْ سَرِيرَتَكَ يُحْسِنِ اللَّهُ عَلَانِيَتَكَ , وَأَصْلِحْ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ يَصْلُحِ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ , وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ يَكْفِكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ , بِعْ دُنْيَاكَ بِآخِرَتِكَ تَرْبَحْهُمَا جَمِيعًا , وَلَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ فَتَخْسَرْهُمَا جَمِيعًا "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا مُبَارَكٌ أَبُو حَمَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يَقْرَأُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ : وَاعْلَمْ أَنَّ السُّنَّةَ سُنَّتَانِ : سُنَّةٌ أَخْذُهَا هُدًى , وَتَرْكُهَا ضَلَالَةٌ , وَسُنَّةٌ أَخْذُهَا هُدًى وَتَرْكُهَا لَيْسَ بِضَلَالَةٍ , وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ , وَأَنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ , وَحَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ , وَأَنَّهُ يُحَاسِبُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْفَرَائِضِ , فَإِنْ جَاءَ بِهَا تَامَّةً قُبِلَتْ فَرَائِضُهُ وَنَوَافِلُهُ , وَإِنْ لَمْ يؤَدِّهَا وَأَضَاعَهَا لَحِقَتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ , فَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ , وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ , وَأَوْلَى الْفَرَائِضِ الِانْتِهَاءُ عَنِ الْحَرَامِ وَالْمَظَالِمِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : {{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }} الْآيَةَ وَقَالَ : {{ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ }} وَقَالَ تَعَالَى : {{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }} وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ التَّقْوَى عَنِ الْمَظَالِمِ أَنْ تَتَنَاوَلُوهَا فَتُنْفِقُوهَا فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ , يَا أَخِي عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ , وَلِسَانٍ صَادِقٍ , وَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ , وَأَعْمَالٍ شَتَّى صَالِحَةٍ , لَيْسَ فِيهَا غِشٌّ , وَلَا خُدْعَةٌ , فَإِنَّ اللَّهَ يَرَاكَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ , وَهُوَ مَعَكَ أَيْنَمَا كُنْتَ لَا يَسْقُطُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكَ , لَا تَخْدَعِ اللَّهَ فَيَخْدَعْكَ , فَإِنَّهُ مَنْ يُخَادِعِ اللَّهَ يَخْدَعْهُ وَيَخْلَعْ مِنْهُ الْإِيمَانَ وَنَفْسُهُ لَا تَشْعُرُ , وَلَا تَمْكُرَنَّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمَكْرَ السَّيِّيءَ , فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّيءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ , وَلَا تَبْغِيَنَّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ }} وَلَا تَغُشَّ أَحَدًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ غَشَّ مُؤْمِنًا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا تَخْدَعَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَكُونَ نِفَاقًا فِي قَلْبِكَ , وَلَا تَحْسِدَنَّ , وَلَا تَغْتَابَنَّ فَتَذْهَبَ حَسَنَاتُكَ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَتَوَضَّأُ مِنَ الْغِيبَةِ كَمَا يَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَدَثِ , وَأَحْسِنْ سَرِيرَتَكَ يُحْسِنِ اللَّهُ عَلَانِيَتَكَ , وَأَصْلِحْ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ يَصْلُحِ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ , وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ يَكْفِكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ , بِعْ دُنْيَاكَ بِآخِرَتِكَ تَرْبَحْهُمَا جَمِيعًا , وَلَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ فَتَخْسَرْهُمَا جَمِيعًا