عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : يَا سَمَاءُ أَنْصِتِي ، وَيَا أَرْضُ اسْتَمِعِي ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَ شَأْنَ نَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنِّي عَمَدْتُ إِلَى عِبَادٍ مِنْ عِبَادِي رَبَّيْتُهُمْ فِي نِعْمَتِي ، وَأَصْفَيْتُهُمْ لِنَفْسِي ، فَرَدُّوا إِلَيَّ كَرَامَتِي ، وَطَلَبُوا غَيْرَ طَاعَتِي ، وَأَخْلَفُوا وَعْدِي ، تَعْرِفُ الْبَقَرُ أَوْطَانَهَا ، وَالْحُمُرُ أَرْبَابَهَا وَتَفْزَعُ ، فَوَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَظُمَتْ خَطَايَاهُمْ ، وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَتَرَكُوا الْأَمْرَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، نَالُوا كَرَامَتِي ، وَسُمُّوا أَحِبَّائِي ، فَتَرَكُوا قَوْلِي ، وَنَبَذَوْا أَحْكَامِي ، وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَتِي ، وَهُمْ يَتْلُونَ كِتَابِي ، وَيَتَفَقَّهُونَ فِي دِينِي لِغَيْرِ مَرْضَاتِي ، وَيُقَرِّبُونَ إِلَيَّ الْقُرْبَانَ وَقَدْ أَبْعَدْتُهُمْ مِنْ نَفْسِي ، يَذْبَحُونَ إِلَيَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي قَدْ غَصَبُوا عَلَيْهَا خَلْقِي ، يُصَلُّونَ فَلَا تَصْعَدُ صَلَاتُهُمْ ، وَيَدْعُونَنِي فَلَا يَعْرُجُ إِلَيَّ دُعَاؤُهُمْ ، يَخْرُجُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَفِي ثِيَابِهِمُ الْغُلُولُ ، وَيَسْأَلُونَ رَحْمَتِي وَهُمْ يَقْتُلُونَ مَنْ سَأَلَ بِي ، فَلَوْ أَنَّهُمْ أَنْصَفُوا الْمَظْلُومَ ، وَعَدَلُوا بِالْيَتِيمِ ، وَحَكَمُوا لِلْأَيْتَامِ ، وَتَطَّهَّرُوا مِنَ الْخَطَايَا ، وَتَرَكُوا الْمَعَاصِيَ ، ثُمَّ سَأَلُونِي لَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَجَعَلْتُ جَنَّتِي لَهُمْ نُزُلًا ، وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ رَسُولٌ ، وَلَكِنِ اجْتَرَءُوا عَلَيَّ ، وَظَلَمُوا عِبَادِي ، فَأَكَلَ وَلِيُّ الْيَتِيمِ مَالَهُ ، وَأَكَلَ وَلِيُّ الْأَمَانَةِ أَمَانَتَهُ ، وَجَحَدُوا الْحَقَّ ؛ لِيَشْتَرِكَ الْأَمِيرُ وَمَنْ تَحْتَهُ ، وَيُرْشِي الرَّسُولَ ، وَيُشْرِكُ مَنْ أَرْسَلَهُ ، فَيُرْشِي أَمِيرٌ فَيَقْتَدِي بِهِ مَنْ تَحْتُهُ ، وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ، لَوْ قَدْ جَاءَ وَعْدِي بَعْدُ ثُمَّ كَانُوا فِي الْحِجَارَةِ لَتَشَقَّقَتْ عَنْهُمْ بِكَلِمَتِي ، وَلَوْ قُبِرُوا فِي التُّرَابِ لَنَفَضْتُ عَنْهُمْ بِطَاعَتِي ، وَيْلٌ لِلْمُدُنِ وَعُمَّارِهَا ، لَأُسَلِّطَنَّ عَلَيْهِمُ السِّبَاعَ ، أُعِيدُ فِيهَا بَعْدَ تَحِيَّةِ الْأَعْرَاسِ صُرَاخَ الْهَامِ ، وَبَعْدَ صَهِيلِ الْخَيْلِ عُوَاءَ الذِّئَابِ ، وَبَعْدَ شُرَفِ الْقُصُورِ وُعُولَ السِّبَاعِ ، وَبَعْدَ ضَوْءِ السِّرَاجِ وَهَجَ الْعِجَاجِ ، وَلَأُبَدِّلَنَّ زِجَالَهُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ انْتِهَارَ الْأَرَانِبِ ، وَبِعِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ كُنَاسَةَ الْمَرَابِطِ ، وَبِتَاجِ الْمُلْكِ خِفَاقَ الطَّيْرِ ، وَبِالْعِزِّ الذُّلَّ ، وَبِالنِّعْمَةِ الْجُوعَ ، وَبِالْمُلْكِ الْعُبُودِيَّةَ . فَقَالَ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ هُوَ : يَا رَبِّ ، مِنْ رَحْمَتِكَ أَتَكَلَّمُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَهَلْ يَنْفَعُنِي ذَلِكَ شَيْئًا ، وَأَنَا أَذَلُّ مِنَ التُّرَابِ ؟ إِنَّكَ مُخَوِّفُ هَذِهِ الْقُلُوبِ ، وَمُهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَهُمْ وَلَدُ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ ، وَأُمَّةُ صَفِيِّكَ مُوسَى ، وَقَوْمُ نَبِيِّكَ دَاوُدَ ، فَأَيُّ الْأُمَمِ تَجْتَرِئُ عَلَيْكَ بَعْدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ وَأَيُّ قَرْيَةٍ تَعْصِيكَ بَعْدَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي لَمْ أَسْتَكْثِرْ بِكَثْرَتِهِمْ ، وَلَمْ أَسْتَوْحِشْ بِهَلَاكِهِمْ ، وَإِنَّمَا أَكْرَمْتُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَدَاوُدَ بِطَاعَتِي ، وَلَوْ عَصَوْنِي لَأَنْزَلْتُهُمْ مَنْزِلَ الْعَاصِينَ "
حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : يَا سَمَاءُ أَنْصِتِي ، وَيَا أَرْضُ اسْتَمِعِي ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَ شَأْنَ نَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنِّي عَمَدْتُ إِلَى عِبَادٍ مِنْ عِبَادِي رَبَّيْتُهُمْ فِي نِعْمَتِي ، وَأَصْفَيْتُهُمْ لِنَفْسِي ، فَرَدُّوا إِلَيَّ كَرَامَتِي ، وَطَلَبُوا غَيْرَ طَاعَتِي ، وَأَخْلَفُوا وَعْدِي ، تَعْرِفُ الْبَقَرُ أَوْطَانَهَا ، وَالْحُمُرُ أَرْبَابَهَا وَتَفْزَعُ ، فَوَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَظُمَتْ خَطَايَاهُمْ ، وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَتَرَكُوا الْأَمْرَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، نَالُوا كَرَامَتِي ، وَسُمُّوا أَحِبَّائِي ، فَتَرَكُوا قَوْلِي ، وَنَبَذَوْا أَحْكَامِي ، وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَتِي ، وَهُمْ يَتْلُونَ كِتَابِي ، وَيَتَفَقَّهُونَ فِي دِينِي لِغَيْرِ مَرْضَاتِي ، وَيُقَرِّبُونَ إِلَيَّ الْقُرْبَانَ وَقَدْ أَبْعَدْتُهُمْ مِنْ نَفْسِي ، يَذْبَحُونَ إِلَيَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي قَدْ غَصَبُوا عَلَيْهَا خَلْقِي ، يُصَلُّونَ فَلَا تَصْعَدُ صَلَاتُهُمْ ، وَيَدْعُونَنِي فَلَا يَعْرُجُ إِلَيَّ دُعَاؤُهُمْ ، يَخْرُجُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَفِي ثِيَابِهِمُ الْغُلُولُ ، وَيَسْأَلُونَ رَحْمَتِي وَهُمْ يَقْتُلُونَ مَنْ سَأَلَ بِي ، فَلَوْ أَنَّهُمْ أَنْصَفُوا الْمَظْلُومَ ، وَعَدَلُوا بِالْيَتِيمِ ، وَحَكَمُوا لِلْأَيْتَامِ ، وَتَطَّهَّرُوا مِنَ الْخَطَايَا ، وَتَرَكُوا الْمَعَاصِيَ ، ثُمَّ سَأَلُونِي لَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَجَعَلْتُ جَنَّتِي لَهُمْ نُزُلًا ، وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ رَسُولٌ ، وَلَكِنِ اجْتَرَءُوا عَلَيَّ ، وَظَلَمُوا عِبَادِي ، فَأَكَلَ وَلِيُّ الْيَتِيمِ مَالَهُ ، وَأَكَلَ وَلِيُّ الْأَمَانَةِ أَمَانَتَهُ ، وَجَحَدُوا الْحَقَّ ؛ لِيَشْتَرِكَ الْأَمِيرُ وَمَنْ تَحْتَهُ ، وَيُرْشِي الرَّسُولَ ، وَيُشْرِكُ مَنْ أَرْسَلَهُ ، فَيُرْشِي أَمِيرٌ فَيَقْتَدِي بِهِ مَنْ تَحْتُهُ ، وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ، لَوْ قَدْ جَاءَ وَعْدِي بَعْدُ ثُمَّ كَانُوا فِي الْحِجَارَةِ لَتَشَقَّقَتْ عَنْهُمْ بِكَلِمَتِي ، وَلَوْ قُبِرُوا فِي التُّرَابِ لَنَفَضْتُ عَنْهُمْ بِطَاعَتِي ، وَيْلٌ لِلْمُدُنِ وَعُمَّارِهَا ، لَأُسَلِّطَنَّ عَلَيْهِمُ السِّبَاعَ ، أُعِيدُ فِيهَا بَعْدَ تَحِيَّةِ الْأَعْرَاسِ صُرَاخَ الْهَامِ ، وَبَعْدَ صَهِيلِ الْخَيْلِ عُوَاءَ الذِّئَابِ ، وَبَعْدَ شُرَفِ الْقُصُورِ وُعُولَ السِّبَاعِ ، وَبَعْدَ ضَوْءِ السِّرَاجِ وَهَجَ الْعِجَاجِ ، وَلَأُبَدِّلَنَّ زِجَالَهُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ انْتِهَارَ الْأَرَانِبِ ، وَبِعِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ كُنَاسَةَ الْمَرَابِطِ ، وَبِتَاجِ الْمُلْكِ خِفَاقَ الطَّيْرِ ، وَبِالْعِزِّ الذُّلَّ ، وَبِالنِّعْمَةِ الْجُوعَ ، وَبِالْمُلْكِ الْعُبُودِيَّةَ . فَقَالَ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ هُوَ : يَا رَبِّ ، مِنْ رَحْمَتِكَ أَتَكَلَّمُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَهَلْ يَنْفَعُنِي ذَلِكَ شَيْئًا ، وَأَنَا أَذَلُّ مِنَ التُّرَابِ ؟ إِنَّكَ مُخَوِّفُ هَذِهِ الْقُلُوبِ ، وَمُهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَهُمْ وَلَدُ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ ، وَأُمَّةُ صَفِيِّكَ مُوسَى ، وَقَوْمُ نَبِيِّكَ دَاوُدَ ، فَأَيُّ الْأُمَمِ تَجْتَرِئُ عَلَيْكَ بَعْدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ وَأَيُّ قَرْيَةٍ تَعْصِيكَ بَعْدَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي لَمْ أَسْتَكْثِرْ بِكَثْرَتِهِمْ ، وَلَمْ أَسْتَوْحِشْ بِهَلَاكِهِمْ ، وَإِنَّمَا أَكْرَمْتُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَدَاوُدَ بِطَاعَتِي ، وَلَوْ عَصَوْنِي لَأَنْزَلْتُهُمْ مَنْزِلَ الْعَاصِينَ