قَالَ الْحَسَنُ : " يَا ابْنَ آدَمَ سَرَطًا سَرَطًا جَمْعًا جَمْعًا فِي وِعَاءٍ ، وَشَدًّا شَدًّا فِي وِكَاءٍ ، رُكُوبَ الذَّلُولِ وَلَبُوسَ اللِّينِ ثُمَّ قِيلَ : مَاتَ فَأَفْضَى وَاللَّهِ إِلَى الْآخِرَةِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ عَمِلَ لِلَّهِ تَعَالَى أَيَّامًا يَسِيرَةً فَوَاللَّهِ مَا نَدِمَ أَنْ يَكُونَ أَصَابَ مِنْ نَعِيمِهَا وَرَخَائِهَا وَلَكِنْ رَاقَتِ الدُّنْيَا لَهُ فَاسْتَهَانَهَا وَهَضَمَهَا لِآخِرَتِهِ وَتَزَوَّدَ مِنْهَا ، فَلَمْ تَكُنِ الدُّنْيَا فِي نَفْسِهِ بِدَارٍ وَلَمْ يرَغَبْ فِي نَعِيمِهَا وَلَمْ يَفْرَحْ بِرَخَائِهَا ، وَلَمْ يَتَعَاظَمْ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَلَاءِ إِنْ نَزَلَ بِهِ مَعَ احْتِسَابِهِ لِلْأَجْرِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَمْ يَحْتَسِبْ نَوَالَ الدُّنْيَا حَتَّى مَضَى رَاغِبًا رَاهِبًا فَهَنِيئًا هَنِيئًا فَأَمَّنَ اللَّهُ بِذَلِكَ رَوْعَتَهُ وَسَتَرَ عَوْرَتَهُ وَيَسَّرَ حِسَابَهُ ، وَكَانَ الْأَكْيَاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا هُوَ الْغُدُوُّ وَالرَّوَاحُ ، وَحَظٌّ مِنَ الدُّلَجَةِ ، وَالِاسْتِقَامَةُ ، لَا يَثْنِكَ يَا ابْنَ آدَمَ ثَانٍ عَنِ الْخَيْرِ حَتَّى إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ ، وَلَا يُعْطِي بِالْأَمَانِي وَقَدِ اشْتَدَّ الشُّحُّ وَظَهَرَتِ الْأَمَانِيُّ وَتَمَنَّى الْمُتَمَنِّي فِي غُرُورِهِ "
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : قَالَ الْحَسَنُ : يَا ابْنَ آدَمَ سَرَطًا سَرَطًا جَمْعًا جَمْعًا فِي وِعَاءٍ ، وَشَدًّا شَدًّا فِي وِكَاءٍ ، رُكُوبَ الذَّلُولِ وَلَبُوسَ اللِّينِ ثُمَّ قِيلَ : مَاتَ فَأَفْضَى وَاللَّهِ إِلَى الْآخِرَةِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ عَمِلَ لِلَّهِ تَعَالَى أَيَّامًا يَسِيرَةً فَوَاللَّهِ مَا نَدِمَ أَنْ يَكُونَ أَصَابَ مِنْ نَعِيمِهَا وَرَخَائِهَا وَلَكِنْ رَاقَتِ الدُّنْيَا لَهُ فَاسْتَهَانَهَا وَهَضَمَهَا لِآخِرَتِهِ وَتَزَوَّدَ مِنْهَا ، فَلَمْ تَكُنِ الدُّنْيَا فِي نَفْسِهِ بِدَارٍ وَلَمْ يرَغَبْ فِي نَعِيمِهَا وَلَمْ يَفْرَحْ بِرَخَائِهَا ، وَلَمْ يَتَعَاظَمْ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَلَاءِ إِنْ نَزَلَ بِهِ مَعَ احْتِسَابِهِ لِلْأَجْرِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَمْ يَحْتَسِبْ نَوَالَ الدُّنْيَا حَتَّى مَضَى رَاغِبًا رَاهِبًا فَهَنِيئًا هَنِيئًا فَأَمَّنَ اللَّهُ بِذَلِكَ رَوْعَتَهُ وَسَتَرَ عَوْرَتَهُ وَيَسَّرَ حِسَابَهُ ، وَكَانَ الْأَكْيَاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَ : إِنَّمَا هُوَ الْغُدُوُّ وَالرَّوَاحُ ، وَحَظٌّ مِنَ الدُّلَجَةِ ، وَالِاسْتِقَامَةُ ، لَا يَثْنِكَ يَا ابْنَ آدَمَ ثَانٍ عَنِ الْخَيْرِ حَتَّى إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ ، وَلَا يُعْطِي بِالْأَمَانِي وَقَدِ اشْتَدَّ الشُّحُّ وَظَهَرَتِ الْأَمَانِيُّ وَتَمَنَّى الْمُتَمَنِّي فِي غُرُورِهِ