• 863
  • كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ دَخَلْنَا آنِفًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ فَإِذَا هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقُلْنَا : يَا أَبَا مَعْمَرٍ كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي وَاللَّهِ وَجِعًا وَلَا أَظُنُّنِي إِلَّا لَمَّا بِي وَلَكِنْ مَا تَقُولُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ لَمْ تُؤَدَّ مِنْهَا زَكَاةٌ وَلَمْ يوصَلْ مِنْهَا رَحِمٌ فَقُلْنَا : يَا أَبَا مَعْمَرٍ فَلِمَ كُنْتَ تَجْمَعُهَا ؟ قَالَ : كُنْتُ وَاللَّهِ أَجْمَعُهَا لِرَوْعَةِ الزَّمَانِ وَجَفْوَةِ السُّلْطَانِ وَمُكَاثَرَةِ الْعَشِيرَةِ فَقَالَ الْحَسَنُ : " انْظُرُوا هَذَا الْبَائِسَ أَنَّى أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَحَذَّرَهُ رَوْعَةَ زَمَانِهِ وَجَفْوَةَ سُلْطَانِهِ عَمَّا اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ وَعَمَّرَهُ فِيهِ خَرَجَ وَاللَّهِ مِنْهُ كَئِيبًا حَزِينًا ذَمِيمًا مَلُومًا ، إِيهًا عَنْكَ أَيُّهَا الْوَارِثُ ، لَا تُخْدَعُ كَمَا خُدِعَ صُوَيْحِبُكَ أَمَامَكَ أَتَاكَ هَذَا الْمَالُ حَلَالًا فَإِيَّاكَ وَإِيَّاكَ أَنْ يَكُونَ وَبَالًا عَلَيْكَ ، أَتَاكَ وَاللَّهِ مِمَّنْ كَانَ لَهُ جَمُوعًا مَنُوعًا يَدْأَبُ فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَقْطَعُ فِيهِ الْمَفَاوِزَ وَالْقِفَارَ ، مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ وَمِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ جَمَعَهُ فَأَوْعَاهُ وَشَدَّهُ فَأَوْكَاهُ لَمْ يُؤَدِّ مِنْهُ زَكَاةً وَلَمْ يَصِلْ مِنْهُ رَحِمًا إِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذُو حَسَرَاتٍ ، وَإِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ غَدًا أَنْ يَرَى أَحَدُكُمْ مَالَهُ فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ أَوَتَدْرُونَ كَيْفَ ذَاكُمْ ؟ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَأَمَرَهُ بِإِنْفَاقِهِ فِي صُنُوفِ حُقُوقِ اللَّهِ فَبَخِلَ بِهِ فَوَرَّثَهُ هَذَا الْوَارِثَ فَهُوَ يَرَاهُ فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ ، فَيَا لَهَا عَثْرَةٌ لَا تُقَالُ وَتَوْبَةٌ لَا تُنَالُ "

    حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قَالَ : ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ دَخَلْنَا آنِفًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ فَإِذَا هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقُلْنَا : يَا أَبَا مَعْمَرٍ كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي وَاللَّهِ وَجِعًا وَلَا أَظُنُّنِي إِلَّا لَمَّا بِي وَلَكِنْ مَا تَقُولُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ لَمْ تُؤَدَّ مِنْهَا زَكَاةٌ وَلَمْ يوصَلْ مِنْهَا رَحِمٌ فَقُلْنَا : يَا أَبَا مَعْمَرٍ فَلِمَ كُنْتَ تَجْمَعُهَا ؟ قَالَ : كُنْتُ وَاللَّهِ أَجْمَعُهَا لِرَوْعَةِ الزَّمَانِ وَجَفْوَةِ السُّلْطَانِ وَمُكَاثَرَةِ الْعَشِيرَةِ فَقَالَ الْحَسَنُ : انْظُرُوا هَذَا الْبَائِسَ أَنَّى أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَحَذَّرَهُ رَوْعَةَ زَمَانِهِ وَجَفْوَةَ سُلْطَانِهِ عَمَّا اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ وَعَمَّرَهُ فِيهِ خَرَجَ وَاللَّهِ مِنْهُ كَئِيبًا حَزِينًا ذَمِيمًا مَلُومًا ، إِيهًا عَنْكَ أَيُّهَا الْوَارِثُ ، لَا تُخْدَعُ كَمَا خُدِعَ صُوَيْحِبُكَ أَمَامَكَ أَتَاكَ هَذَا الْمَالُ حَلَالًا فَإِيَّاكَ وَإِيَّاكَ أَنْ يَكُونَ وَبَالًا عَلَيْكَ ، أَتَاكَ وَاللَّهِ مِمَّنْ كَانَ لَهُ جَمُوعًا مَنُوعًا يَدْأَبُ فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَقْطَعُ فِيهِ الْمَفَاوِزَ وَالْقِفَارَ ، مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ وَمِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ جَمَعَهُ فَأَوْعَاهُ وَشَدَّهُ فَأَوْكَاهُ لَمْ يُؤَدِّ مِنْهُ زَكَاةً وَلَمْ يَصِلْ مِنْهُ رَحِمًا إِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذُو حَسَرَاتٍ ، وَإِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ غَدًا أَنْ يَرَى أَحَدُكُمْ مَالَهُ فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ أَوَتَدْرُونَ كَيْفَ ذَاكُمْ ؟ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَأَمَرَهُ بِإِنْفَاقِهِ فِي صُنُوفِ حُقُوقِ اللَّهِ فَبَخِلَ بِهِ فَوَرَّثَهُ هَذَا الْوَارِثَ فَهُوَ يَرَاهُ فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ ، فَيَا لَهَا عَثْرَةٌ لَا تُقَالُ وَتَوْبَةٌ لَا تُنَالُ

    وجعا: الوجع : اسم جامع لكل مرض أو ألم أو تعب
    وجفوة: جفا فلانا : أعرض عنه وقطعه
    العشيرة: العشيرة : الأهل أو القبيلة
    روعة: الروعة : المرّةُ الواحدة من الرَّوع ، الفَزَع
    كئيبا: الكآبة : تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدّة الهمِّ والحُزن
    حسرات: الحسرات : جمع حسرة وهي الحزن والندامة
    الحسرات: الحسرات : جمع حسرة وهي الحزن والندامة
    عثرة: العثرة : الزلة والسقطة
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات