سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثنا عَلِيِّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءَ الْحَبَطِيُّ مِنْ أَهْلِ تُسْتَرَ ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ ابْنَهُ الْحَسَنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمَرِ الْمُرُوءَةِ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ مَا السَّدَادُ ؟ قَالَ : يَا أَبَتِ السَّدَادُ دَفْعُ الْمُنْكَرِ بِالْمَعْرُوفِ ، قَالَ : فَمَا الشُّرَفُ ؟ قَالَ : اصْطِنَاعُ الْعَشِيرَةِ وَحَمْلُ الْجَرِيرَةِ ، قَالَ : فَمَا الْمُرُوءَةُ ؟ قَالَ : الْعَفَافُ وَإِصْلَاحُ الْمَالِ ، قَالَ : فَمَا الرَّأْفَةُ ؟ قَالَ : النَّظَرُ فِي الْيَسِيرِ وَمَنْعُ الْحَقِيرِ ، قَالَ : فَمَا اللُّؤْمُ ؟ قَالَ : إِحْرَازُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ ، وَبَذْلُهُ عُرْسَهُ ، قَالَ : فَمَا السَّمَاحُ ؟ قَالَ : الْبَذْلُ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ، قَالَ : فَمَا الشُّحُّ ؟ قَالَ : أَنْ تَرَى مَا فِي يَدَيْكَ شَرَفًا وَمَا أَنْفَقْتَهُ تَلَفًا ، قَالَ : فَمَا الْإِخَاءُ ؟ قَالَ : الْمُوَاسَاةُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، قَالَ : فَمَا الْجُبْنُ ؟ قَالَ : الْجُرْأَةُ عَلَى الصِّدِّيقِ ، وَالنُّكُولُ عَنِ الْعَدُوِّ ، قَالَ : فَمَا الْغَنِيمَةُ ؟ قَالَ : الرَّغْبَةُ فِي التَّقْوَى وَالزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا هِيَ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ ، قَالَ : فَمَا الْحِلْمُ ؟ قَالَ : كَظْمُ الْغَيْظِ وَمِلْكُ النَّفْسِ ، قَالَ : فَمَا الْغِنَى ؟ قَالَ : رِضَى النَّفْسِ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا وَإِنْ قَلَّ ، وَإِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ، قَالَ : فَمَا الْفَقْرُ ؟ قَالَ : شَرَهُ النَّفْسِ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَ : فَمَا الْمَنَعَةُ ؟ قَالَ : شِدَّةُ الْبَأْسِ وَمُنَازَعَةُ أَعِزَّاءِ النَّاسِ ، قَالَ : فَمَا الذُّلُّ ؟ قَالَ : الْفَزَعُ عِنْدَ الْمَصْدُوقَةِ قَالَ : فَمَا الْعِيُّ ؟ قَالَ : الْعَبَثُ بِاللِّحْيَةِ وَكَثْرَةُ الْبَزْقِ عِنْدَ الْمُخَاطَبَةِ قَالَ : فَمَا الْجُرْأَةُ ؟ قَالَ : مُوَافَقَةُ الْأَقْرَانِ قَالَ : فَمَا الْكُلْفَةُ ؟ قَالَ : كَلَامُكَ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ قَالَ : فَمَا الْمَجْدُ ؟ قَالَ : أَنْ تُعْطِيَ فِي الْغَرْمِ وَتَعْفُوَ عَنِ الْجُرْمِ ، قَالَ : فَمَا الْعَقْلُ ؟ قَالَ : حَفِظُ الْقَلْبِ كُلَّ مَا اسْتَوْعَيْتَهُ قَالَ : فَمَا الْخَرْقُ ؟ قَالَ : مُعَادَاتُكَ إِمَامَكَ ، وَرَفْعُكَ عَلَيْهِ كَلَامَكَ قَالَ : فَمَا الثَّنَاءُ ؟ قَالَ : إِتْيَانُ الْجَمِيلِ وَتَرْكُ الْقَبِيحِ ، قَالَ : فَمَا الْحَزْمُ ؟ قَالَ : طُولُ الْأَنَاةِ وَالرِّفْقُ بِالْوُلَاةِ قَالَ : فَمَا السَّفَهُ ؟ قَالَ : اتِّبَاعُ الدُّنَاةِ ، وَمُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ قَالَ : فَمَا الْغَفْلَةُ ؟ قَالَ : تَرْكُكَ الْمُجِدَّ ، وَطَاعَتُكَ الْمُفْسِدَ قَالَ : فَمَا الْحِرْمَانُ ؟ قَالَ : تَرْكُكَ حَظَّكَ وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْكَ قَالَ : فَمَا السَّيِّدُ ؟ قَالَ : الْأَحْمَقُ فِي مَالِهِ وَالْمُتَهَاوِنُ فِي عِرْضِهِ يُشْتَمُ فَلَا يُجِيبُ ، وَالْمُتَحَزِّنُ بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ هُوَ السَّيِّدُ فَقَالَ عَلِيٌّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ