عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ سَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ ؟ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قُلْتُ : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيدِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ : قَلْبٍ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، وَأَمَالَ كَفَّهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقْطِيُّ ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ سَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ ؟ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قُلْتُ : تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيدِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ : قَلْبٍ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، وَأَمَالَ كَفَّهُ . وَإِنَّ أَبَا يَزِيدَ قَالَ : هَكَذَا وَأَمَالَ كَفَّهُ : لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ، وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ كَسْرًا ، فَقَالَ عُمَرُ : كَسْرًا لَا أَبَا لَكَ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَكَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ ، فَقُلْتُ : بَلْ كَسْرًا ، قَالَ : وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيظِ . رَوَاهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ زُهَيْرٌ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ *