• 2376
  • عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : " جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : " تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ ؟ " فَقَالَ حُذَيْفَةُ : " لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ الْأَرْضَ " . قَالَ عُثْمَانُ : " حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ " . فَقَالَ عُمَرُ : " انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ " . ثُمَّ قَالَ : " لَإِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا " . قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ : " اسْتَوُوا " . فَإِذَا اسْتَوُوا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ فِي مَكَانِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " قَتَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ " ، فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ . قَالَ : وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ ، وَكَانَ الْعِلْجُ فِي يَدَيْهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ ، لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ ، حَتَّى أَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ نَحَرَ نَفْسَهُ ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ صَلَاةً خَفِيفَةً ، فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ " ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا ، قَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : " مَنْ قَاتِلِي ؟ " فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : " غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ " ، وَكَانَ نَجَّارًا ، فَقَالَ عُمَرُ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ ، قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ مَعْرُوفًا " . ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : " لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ " . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : " إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُمْ " . فَقَالَ : " بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ " . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : " لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ " . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ أَحْمَرَ ، وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ احْسِبْهُ " . فَحَسَبَهُ فَإِذَا هُوَ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا ، فَقَالَ : " إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَسَلْ قُرَيْشًا ، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَأَدِّهَا عَنِّي ، ثُمَّ ائْتِ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ وَلَا تَقُلْ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَسْتُ الْيَوْمَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ " . فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي ، فَسَلَّمَ وَقَالَ : " اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ " . فَقَالَتْ : " كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّهُ عَلَى نَفْسِي " . فَلَمَّا جَاءَ قَالُوا : " هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ " ، قَالَ : " ارْفَعَانِي " ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " مَا لَدَيْكَ ؟ " قَالَ : " قَدْ أُذِنَ " . قَالَ : " مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلْنِي ، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ " . فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَقَالَ : " اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " ، فَأَذِنَتْ لَهُ حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : " لَا أَحَدَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، أَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي " . فَسَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، " فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ " . وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ، فَلَمَّا خَلَوْا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : " اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ " . فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَائْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرِينَ : " أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَيَّ عَلَى أَلَّا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَكُمْ ؟ " فَسَكَتَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : " أَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ ، أَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا ، فَوَاللَّهِ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَهُمْ " . فَقَالَا : " نَعَمْ " . فَخَلَا بِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : " إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقِدَمِ وَلِلَّهِ عَلَيْكَ لَإِنِ اسْتَخْلَفْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَإِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ ؟ " ثُمَّ خَلَى بِعُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : " ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ " ، فَبَايَعَهُ ، ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ . قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَبِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا {{ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ }} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا ، فَهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ ، وَجُبَاةُ الْمَالِ ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ ، فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفَّى بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ "

    أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ الْقَزْوِينِيُّ ، قَالَ : نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : نا حُصَيْنٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ الْأَرْضَ . قَالَ عُثْمَانُ : حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ . فَقَالَ عُمَرُ : انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ . ثُمَّ قَالَ : لَإِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا . قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ : اسْتَوُوا . فَإِذَا اسْتَوُوا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ فِي مَكَانِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَتَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ . قَالَ : وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ ، وَكَانَ الْعِلْجُ فِي يَدَيْهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ ، لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ ، حَتَّى أَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ نَحَرَ نَفْسَهُ ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ صَلَاةً خَفِيفَةً ، فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا ، قَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : مَنْ قَاتِلِي ؟ فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ ، وَكَانَ نَجَّارًا ، فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ ، قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ مَعْرُوفًا . ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُمْ . فَقَالَ : بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ أَحْمَرَ ، وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ احْسِبْهُ . فَحَسَبَهُ فَإِذَا هُوَ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا ، فَقَالَ : إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَسَلْ قُرَيْشًا ، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَأَدِّهَا عَنِّي ، ثُمَّ ائْتِ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ وَلَا تَقُلْ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَسْتُ الْيَوْمَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ . فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي ، فَسَلَّمَ وَقَالَ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ . فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّهُ عَلَى نَفْسِي . فَلَمَّا جَاءَ قَالُوا : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ ، قَالَ : ارْفَعَانِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : قَدْ أُذِنَ . قَالَ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلْنِي ، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ . فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَقَالَ : اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَأَذِنَتْ لَهُ حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : لَا أَحَدَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، أَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي . فَسَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ . وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ، فَلَمَّا خَلَوْا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ . فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَائْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرِينَ : أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَيَّ عَلَى أَلَّا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَكُمْ ؟ فَسَكَتَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ ، أَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا ، فَوَاللَّهِ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَهُمْ . فَقَالَا : نَعَمْ . فَخَلَا بِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْقِدَمِ وَلِلَّهِ عَلَيْكَ لَإِنِ اسْتَخْلَفْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَإِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ ؟ ثُمَّ خَلَى بِعُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ ، فَبَايَعَهُ ، ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ . قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَبِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا {{ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ }} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا ، فَهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ ، وَجُبَاةُ الْمَالِ ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ ، فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفَّى بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ بِطُولِهِ

    العلج: العلج : الرجل الشديد الغليظ ، والعلج : الرجل من كفار العجم وغيرهم
    برنسا: البرنس : كل ثوب رأسُه منه مُلْتَزق به
    بنبيذ: النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل، والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
    والقدم: القدم : السبْق
    ردء: الردء : القوة والعماد والناصر والمعين
    حواشي: حَواشي أمْوَالهم : هي صِغار الإبل ، كابن المخَاض ، وابن اللَّبون ، واحِدُها حاشِية ، وحاشية كل شيء : جانبه وطَرَفُه
    تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ ؟
    حديث رقم: 1339 في صحيح البخاري كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما
    حديث رقم: 3530 في صحيح البخاري كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان وفيه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
    حديث رقم: 2915 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
    حديث رقم: 3018 في صحيح البخاري كتاب الجزية باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
    حديث رقم: 4624 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {والذين تبوءوا الدار والإيمان}
    حديث رقم: 7043 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
    حديث رقم: 11135 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْحَشْرِ
    حديث رقم: 36385 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي مَا جَاءَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
    حديث رقم: 6687 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجَنَائِزِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ وَمَنْ أَوْلَى بِإِدْخَالِهِ الْقَبْرَ
    حديث رقم: 15446 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ بَابُ مَنْ جَعَلَ الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْتَصْلِحِينَ لَهُ
    حديث رقم: 17455 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجِزْيَةِ جِمَاعُ أَبْوَابِ الشَّرَائِطِ الَّتِي يَأْخُذُهَا الْإِمَامُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ , وَمَا
    حديث رقم: 666 في الجامع لمعمّر بن راشد وَصِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 1358 في الشريعة للآجري كِتَابُ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَابُ ذِكْرِ مَقْتَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 3283 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ قَسْمِ أَرْبَعَةِ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْحُكْمِ فِي رِقَابِ أَهْلِ الْعَنْوَةِ مِنَ الْأُسَارَى أَوِ الْفِدَاءِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات