• 1346
  • خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، فَأَدَرَبْنَا - يَعْنِي دَرْبَ الرُّومِ - ثُمَّ مَرَرْنَا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ كَيْفَ قَتَلَهُ ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذَا الْخَمْرُ ، فَإِنْ تَجِداهُ صَاحِيًا تَجِداهُ رَجُلًا عَرَبِيًّا ، يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ . فَأَتَيْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ بِفِنَائِهِ ، فَنَظَرَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ ، فَقَالَ : ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ نَاوَلَتْنِيكَ أُمُّكَ السَّعْدِيَّةُ بِعُرْضَتِكَ ، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ فَعَرَفْتُكَ . قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّا جِئْنَاكَ لِتُخْبِرَنَا عَنْ قَتَلِكَ حَمْزَةَ كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : كُنْتُ عَبْدًا لِجُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَالَ : إِنْ قَتَلْتَ عَمَّ مُحَمَّدٍ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ . فَخَرَجْتُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي النَّاسِ مَعَ حَرْبَتِي ، وَإِنَّمَا هَمِّي أَنْ أُعْتَقَ ، فَجَعَلْتُ حَمْزَةَ مِنْ شَأْنِي ، فَعَمَدْتُ لَهُ ، وَتَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سَبَّاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى . قَالَ : وَصَدَرْتُ عَنْهِ وَهُوُ يَهُدُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَدًّا ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ، فَلَمَّا تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سَبَّاعٌ ، قَالَ حَمْزَةُ : هَلُمَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ . قَالَ : فَدَنَا إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ ، فَكَأَنَّمَا أَخْطَأَهُ ، وَاسْتَتَرْتُ بِشَيْءٍ ، هَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رَضِيتُ مِنْهَا دَفَعْتُهَا ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ . قَالَ : وَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَغُلِبَ ، وَاعْتَزَلْتُ وَرَجَعْتُ فِي النَّاسِ إِلَى مَكَّةَ ، وَعَتَقْتُ ، فَلَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَقَمْتُ بِهَا ، فَلَمَّا أَجْمَعَ أَهْلُ الطَّائِفِ عَلَى مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَيَّتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ ، فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ فَبَيْنَا أَنَا فِي هَمِّي إِذْ عَرَضَ لِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَالِي أَرَاكَ هَكَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا الرَّجُلُ قَدْ بَلَغْتُ مِنْ عَمِّهِ ، وَقَدْ أَرَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى مُصَالَحَتِهِ ، فَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا يَقْتُلُ أَحَدًا أَتَاهُ وَشَهِدَ شَهَادَتَهُ . فَخَرَجْتُ كَمَا أَنَا ، فَوَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ حَتَّى قُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ بِالْمَدِينَةِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : " وَحْشِيٌّ ؟ " قُلْتُ : وَحْشِيٌّ ، وَشَهِدْتُ بِشَهَادَتِهِ ، فَقَالَ : " وَيْحَكَ ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَتَلِكَ حَمْزَةَ ، كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ وَاللَّهِ كَمَا أَخْبَرْتُكُمَا ، فَقَالَ : " وَيْحَكَ ، غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ " . فَكُنْتُ أَتَجَنَّبُهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ الْجَيْشَ إِلَى الْيَمَامَةِ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَجَعَلْتُ مُسَيْلِمَةَ مِنْ شَأْنِي ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعِي حَرْبَتِي الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ . قَالَ : فَقَذَفْتُهُ بِالْحَرْبَةِ ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، فَإِنْ أَكُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، فَأَدَرَبْنَا - يَعْنِي دَرْبَ الرُّومِ - ثُمَّ مَرَرْنَا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ كَيْفَ قَتَلَهُ ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذَا الْخَمْرُ ، فَإِنْ تَجِداهُ صَاحِيًا تَجِداهُ رَجُلًا عَرَبِيًّا ، يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ . فَأَتَيْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ بِفِنَائِهِ ، فَنَظَرَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ ، فَقَالَ : ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ نَاوَلَتْنِيكَ أُمُّكَ السَّعْدِيَّةُ بِعُرْضَتِكَ ، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ فَعَرَفْتُكَ . قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّا جِئْنَاكَ لِتُخْبِرَنَا عَنْ قَتَلِكَ حَمْزَةَ كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : كُنْتُ عَبْدًا لِجُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، وَكَانَ عَمُّهُ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَالَ : إِنْ قَتَلْتَ عَمَّ مُحَمَّدٍ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ . فَخَرَجْتُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي النَّاسِ مَعَ حَرْبَتِي ، وَإِنَّمَا هَمِّي أَنْ أُعْتَقَ ، فَجَعَلْتُ حَمْزَةَ مِنْ شَأْنِي ، فَعَمَدْتُ لَهُ ، وَتَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سَبَّاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى . قَالَ : وَصَدَرْتُ عَنْهِ وَهُوُ يَهُدُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ هَدًّا ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ، فَلَمَّا تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سَبَّاعٌ ، قَالَ حَمْزَةُ : هَلُمَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ . قَالَ : فَدَنَا إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ ، فَكَأَنَّمَا أَخْطَأَهُ ، وَاسْتَتَرْتُ بِشَيْءٍ ، هَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رَضِيتُ مِنْهَا دَفَعْتُهَا ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ . قَالَ : وَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَغُلِبَ ، وَاعْتَزَلْتُ وَرَجَعْتُ فِي النَّاسِ إِلَى مَكَّةَ ، وَعَتَقْتُ ، فَلَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَقَمْتُ بِهَا ، فَلَمَّا أَجْمَعَ أَهْلُ الطَّائِفِ عَلَى مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَعَيَّتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ ، فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ فَبَيْنَا أَنَا فِي هَمِّي إِذْ عَرَضَ لِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَالِي أَرَاكَ هَكَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا الرَّجُلُ قَدْ بَلَغْتُ مِنْ عَمِّهِ ، وَقَدْ أَرَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى مُصَالَحَتِهِ ، فَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا يَقْتُلُ أَحَدًا أَتَاهُ وَشَهِدَ شَهَادَتَهُ . فَخَرَجْتُ كَمَا أَنَا ، فَوَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ حَتَّى قُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ بِالْمَدِينَةِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : وَحْشِيٌّ ؟ قُلْتُ : وَحْشِيٌّ ، وَشَهِدْتُ بِشَهَادَتِهِ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَتَلِكَ حَمْزَةَ ، كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ وَاللَّهِ كَمَا أَخْبَرْتُكُمَا ، فَقَالَ : وَيْحَكَ ، غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ . فَكُنْتُ أَتَجَنَّبُهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ الْجَيْشَ إِلَى الْيَمَامَةِ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَجَعَلْتُ مُسَيْلِمَةَ مِنْ شَأْنِي ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعِي حَرْبَتِي الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ . قَالَ : فَقَذَفْتُهُ بِالْحَرْبَةِ ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، فَإِنْ أَكُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ

    فدنا: الدنو : الاقتراب
    لينوء: ناء : قام ونهض
    أَخْبِرْنِي عَنْ قَتَلِكَ حَمْزَةَ ، كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ وَاللَّهِ
    حديث رقم: 16950 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ جِمَاعُ أَبْوَابِ السِّيَرِ
    حديث رقم: 1398 في مسند الطيالسي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ
    حديث رقم: 9550 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد السادس وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَكَانَ أَسْوَدُ مِنْ سُودَانِ مَكَّةَ عَبْدًا لِابْنَةِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَيُقَالُ : بَلْ كَانَ عَبْدًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا ، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى أُحُدٍ , فَقَالَتْ لَهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَامِرٍ : إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَإِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ ؛ فَأَنْتَ حُرٌّ ، إِنْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا أَوْ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , فَإِنِّي لَا أَرَى فِي الْقَوْمِ كُفْؤًا لِأَبِي غَيْرَهُمْ ، فَقَالَ وَحْشِيُّ : أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ أَصْحَابَهُ لَنْ يُسْلِمُوهُ ، وَأَمَّا حَمْزَةُ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ نَائِمًا مَا أَيْقَظْتُهُ مِنْ هَيْبَتِهِ ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَدْ كُنْتُ أَلْتَمِسُهُ . قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا فِي النَّاسِ أَلْتَمِسُ عَلِيًّا ، إِلَى أَنْ طَلَعَ عَلَيَّ , فَطَلَعَ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ كَثِيرُ الِالْتِفَاتِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هَذَا صَاحِبِي الَّذِي أَلْتَمِسُ ، إِذْ رَأَيْتُ حَمْزَةَ يَفْرِي النَّاسَ فَرْيًا ، فَكَمَنْتُ لَهُ صَخْرَةً وَهُوَ مُكَبِّسٌ لَهُ كَتِيتٌ ، فَاعْتَرَضَ لَهُ سِبَاعُ بْنُ أَنْمَارٍ , وَكَانَتْ أُمُّهُ خَتَّانَةٌ بِمَكَّةَ , مَوْلَاةُ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ ، وَكَانَ سِبَاعٌ يُكْنَى أَبَا نِيَارٍ ، فَقَالَ : وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا ، هَلُمَّ إِلَيَّ ، فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى إِذَا بَرَقَتْ قَدَمَاهُ , رَمَى بِهِ ، فَبَرَكَ عَلَيْهِ فَشَحَطَهُ شَحْطَ الشَّاةِ . ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ مُكَبِّسًا حِينَ رَآنِي فَلَمَّا بَلَغَ الْمَسِيلَ وَطِئَ عَلَى جُرُفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُهُ ، فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا ، فَأَضْرِبَ بِهَا فِي خَاصِرَتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ ، وَكَرَّ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَأَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ : أَبَا عُمَارَةَ ، فَلَا يُجِيبُ ، فَقُلْتُ : قَدْ وَاللَّهِ مَاتَ الرَّجُلُ ، وَذَكَرْتُ وَجْدَ هِنْدَ عَلَى أَبِيهَا وَعَمِّهَا وَأَخِيهَا ، وَتَكَشَّفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حِينَ أَيْقَنُوا بِمَوْتِهِ , وَلَا يَرَوْنِي , فَأَكِرُّ عَلَيْهِ , فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ , فَأَخْرَجْتُ كَبِدَهُ , فَجِئْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ ، فَقُلْتُ : مَاذَا لِي إِنْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِيكِ ؟ قَالَتْ : سَلَبِي ، فَقُلْتُ : هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ ، فَأَخَذَتْهَا فَمَضَغَتْهَا ثُمَّ لَفِظَتْهَا ، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا ، فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا وُحُلِيَّهَا فَأَعْطَتْنِيهِ ، ثُمَّ قَالَتْ : إِذَا جِئْتَ مَكَّةَ فَلَكَ عَشْرَةُ دَنَانِيرٍ . ثُمَّ قَالَتْ : أَرِنِي مَصْرَعَهُ ، فَأَرَيْتُهَا مَصْرَعَهُ ، فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ ، وَجَدَعَتْ أَنْفَهُ ، وَقَطَعَتْ أُذُنَيْهِ ، ثُمَّ جَعَلَتْ مِنْهُ مَسْكَتَيْنِ ، وَمَعْضَدَتَيْنِ ، وَخَدْمَتَيْنِ ، حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ مَكَّةَ وَقَدِمَتْ بِكَبِدِهِ مَعَهَا . وَشَهِدَ وَحْشِيٌّ أَيْضًا الْخَنْدَقَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَتَلَ الطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ , ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَلَمَةَ ، فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ : أَكْرَمَ اللَّهُ بِحَرْبَتِي حَمْزَةَ وَطُفَيْلًا وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا . يَعْنِي يَقْتُلَانِي مُشْرِكًا
    حديث رقم: 451 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم وَمِنْ ذِكْرِ مَوَالِي مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْحَبَشِيُّ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات