عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا آجَالُكُمْ فِي آجَالِ مَنْ خَلَا كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ : مَنْ يَعْمَلْ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَعْمَلْ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، فَقَالَ : مَنْ يَعْمَلْ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ ؟ أَلَا لَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ . قَالَ : فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، قَالُوا : نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا ؟ ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيَهُ مَنْ شِئْتُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثنا لَيْثٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّمَا آجَالُكُمْ فِي آجَالِ مَنْ خَلَا كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ : مَنْ يَعْمَلْ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَعْمَلْ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ، فَقَالَ : مَنْ يَعْمَلْ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ ؟ أَلَا لَكُمُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ . قَالَ : فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، قَالُوا : نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا ؟ ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيَهُ مَنْ شِئْتُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : هَذَا مَثَلٌ فِي فَضْلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهَا مِنَ الْأُمَمِ ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُضَاعَفُ لَهَا الثَّوَابَ عَلَى يَسِيرِ مَا كُلِّفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَعَ قِصَرِ مُدَّتِهَا فِي مُدَّةِ مَنْ قَبْلَهَا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْيَهُودُ يَهُودًا مِنْ قَوْلِهِمْ : {{ هُدْنَا إِلَيْكَ }} . وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْبَارِيُّ ، عَنِ الطُّوسِيِّ قَالَ : وَالتَّهَوُّدُ : التَّوْبَةُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ وَأَنْشَدَ : سِوَى رَبْعٍ لَمْ يَأْتِ فِيهَا مَخَافَةً وَلَا رَهَقًا مِنْ عَائِذٍ مُتَهَوِّدِ وَسُمِّيَتِ النَّصَارَى نَصَارَى لِأَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا نَصُورِيُّةُ ، وَقَالُوا : أَنَا صَرْتُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي النِّسْبَةِ : نَصْرِيُّ . وَالْأَجَلُ : الْمُدَّةُ وَالْوَقْتُ الَّذِي يَتَنَاهَى إِلَيْهِ الْعُمُرُ وَهَذَا عَلَى الْجُمْهُورِ الْأَكْثَرِ ، إِلَّا أَنَّ أَحَدًا لَا يَتَجَاوَزُهَا ، وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ : جَاءَتْ تَمِيمٌ ، وَأَقْبَلَتْ بَكْرٌ ، وَقَالُوا : جَاءَتْ غَطَفَانُ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا ، أَيْ : جَاءُوا بِأَجْمَعِهِمْ . وَأَنْشَدَنَا ابْنُ عَطِيَّةَ قَالَ : أَنْشَدَنَا أَبُو حَاتِمٍ : وَجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضُّهَا بِقَضِيضِهَا تَمَسَّحَ دُونِي بِالْفَضَاءِ سَبَالُهَا الْقَضُّ : الْحَصَى ، وَالْقَضِيضِ : التُّرَابُ . وَأَنْشَدَنِي رَجُلٌ بِضَرِيَّةَ يَذْكُرُ وَقْعَةً : ثَارَتْ لَهَا كَلْبٌ وَقَيْسٌ كُلُّهَا وَبَنُو الْحُرُوبِ تَنُوخُ وَالْأَنْصَارُ وَأَتَتْكَ بَهْرَاءُ بْنُ عَمْرٍو بِالْقَنَا وَالْخَيْلُ مُعْلَمَةٌ لَهَا إِحْضَارُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ : أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ مَكَّةَ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا يُرِيدُ : أَشْرَافَهَا ، يَعْنِي : مُعْظَمَهُمْ وَأَكْثَرَهُمْ