وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : " الْإِيمَانُ كَلَامٌ ، وَحَقِيقَتُهُ الْعَمَلُ ، فَإِنْ لَمْ يُحَقَّقَ الْقَوْلُ بِالْعَمَلِ ، لَمْ يَنْفَعْهُ الْقَوْلُ
قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : الْإِيمَانُ كَلَامٌ ، وَحَقِيقَتُهُ الْعَمَلُ ، فَإِنْ لَمْ يُحَقَّقَ الْقَوْلُ بِالْعَمَلِ ، لَمْ يَنْفَعْهُ الْقَوْلُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَكَذَلِكَ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُتَّقِينَ فِي كِتَابِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْهُ ، وَدُخُولَهَمُ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : {{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ يَطُولُ بِهِ الْكِتَابُ لَوْ جَمَعْتُهُ , مِثْلَ قَوْلِهِ فِي الزُّخْرُفِ {{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }} إِلَى قَوْلِهِ {{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} وَمِثْلَ قَوْلِهِ فِي سُورَةِ ق ، وَالذَّارِيَاتِ ، وَالطُّورِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ : {{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ، فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} وَقَالَ فِي سُورَةِ الْمُرْسَلَاتِ : {{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : كُلُّ هَذَا يَدُلُّ الْعَاقِلَ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ ، كَذَا قَالَ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ ، وَأَنَا بَعْدَ هَذَا أَذْكُرُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَعَنْ كَثِيرٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَنَّ الْإِيمَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ ، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ عِنْدَهُمْ بِهَذَا فَقَدْ كَفَرَ