أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ مَرَّ بِدِمَشْقَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ أَوْ فِي آخِرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ لَمْ يَرَ أَجْمَلَ مِنْهَا فَعَثَرَتْ أَوْ تَعَاثَرَتْ ، فَقَالَتْ : يَا لَيْلَى ، فَقَالَ : وَمَنْ لَيْلَى ؟ قَالَتِ : ابْنَةُ الْجُودِيِّ ، قَالَ : وَلَيْلَى أَحْسَنُ مِنْكِ ؟ قَالَتْ : عَجُوزٌ مَعَهَا ، فَتُحِبُّ أَنْ أُرِيكَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ فِيهَا شِعْرًا : {
} تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا {
}وَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَالِيَا {
}{
} وَأَنَّى تَعَاطَى قَلْبُهُ حَارِثِيَّةً {
}تُدَمِّنُ بُصْرَى أَوْ تَحِلُّ الْجَوَابِيَا {
}{
} وَأَنَّى تُلَاقِيهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا {
}إِنِ النَّاسَ حَجُّوا قَابِلًا أَنْ تُوَافِيَا {
}قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : وَكَتَبَ إِلَى عَامَلِ دِمَشْقَ : إِنْ فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ دِمَشْقَ فَأَسْلِمُوا ابْنَةَ الْجُودِيِّ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَسْلَمُوهَا إِلَيْهِ ، فَقَدِمَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ فَشَكَوْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ ، فَلَامَتْهُ فِيهَا ، وَقَالَتْ : أَتَاوِيَّةٌ جِئْتَ بِهَا تُؤْثِرُهَا عَلَى نِسَائِكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشِفُ بِأَنْيَابِهَا حَبَّ الرُّمَّانِ ، قَالَ : فَعُمِلَ بِهَا شَيْءٌ حَتَّى سَقَطَتْ أَسْنَانُهَا سِنًّا سِنًّا ، قَالَ : فَتَرَكَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : فَكُنْتُ أُعَاتِبُهُ لَهَا كَمَا كُنْتُ أُعَاتِبُهُ فِيهَا ، فَقَالَ : لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ ، قُلْتُ لَهُ : امْرَأَةٌ شَرِيفَةٌ خَلِّ سَبِيلَهَا ، فَخَلَّى سَبِيلَهَا وَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ مَرَّ بِدِمَشْقَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ أَوْ فِي آخِرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ لَمْ يَرَ أَجْمَلَ مِنْهَا فَعَثَرَتْ أَوْ تَعَاثَرَتْ ، فَقَالَتْ : يَا لَيْلَى ، فَقَالَ : وَمَنْ لَيْلَى ؟ قَالَتِ : ابْنَةُ الْجُودِيِّ ، قَالَ : وَلَيْلَى أَحْسَنُ مِنْكِ ؟ قَالَتْ : عَجُوزٌ مَعَهَا ، فَتُحِبُّ أَنْ أُرِيكَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ فِيهَا شِعْرًا : تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا وَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَالِيَا وَأَنَّى تَعَاطَى قَلْبُهُ حَارِثِيَّةً تُدَمِّنُ بُصْرَى أَوْ تَحِلُّ الْجَوَابِيَا وَأَنَّى تُلَاقِيهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا إِنِ النَّاسَ حَجُّوا قَابِلًا أَنْ تُوَافِيَا قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : وَكَتَبَ إِلَى عَامَلِ دِمَشْقَ : إِنْ فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ دِمَشْقَ فَأَسْلِمُوا ابْنَةَ الْجُودِيِّ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَسْلَمُوهَا إِلَيْهِ ، فَقَدِمَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ فَشَكَوْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ ، فَلَامَتْهُ فِيهَا ، وَقَالَتْ : أَتَاوِيَّةٌ جِئْتَ بِهَا تُؤْثِرُهَا عَلَى نِسَائِكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشِفُ بِأَنْيَابِهَا حَبَّ الرُّمَّانِ ، قَالَ : فَعُمِلَ بِهَا شَيْءٌ حَتَّى سَقَطَتْ أَسْنَانُهَا سِنًّا سِنًّا ، قَالَ : فَتَرَكَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : فَكُنْتُ أُعَاتِبُهُ لَهَا كَمَا كُنْتُ أُعَاتِبُهُ فِيهَا ، فَقَالَ : لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ ، قُلْتُ لَهُ : امْرَأَةٌ شَرِيفَةٌ خَلِّ سَبِيلَهَا ، فَخَلَّى سَبِيلَهَا وَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى آخِرُ مَجْلِسٍ أَمْلَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُحَامِلِيُّ عَلَيْنَا ، وَمَرِضَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَ بِهَذَا الْمَجْلِسِ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا ، وَتُوفِّي رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ ، وَدَفَنَّاهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَقْتَ الْعَصْرِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ