عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّهُمَا قَالَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ : {{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ }} قَالَا : " لَمْ يَشُكَّ ، وَلَمْ نَشُكَّ "
مَا قَدْ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّهُمَا قَالَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ : {{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ }} قَالَا : لَمْ يَشُكَّ ، وَلَمْ نَشُكَّ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُصْعَبٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مُشْكَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، وَمَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ وَأَمَّا أَهْلُ اللُّغَةِ ، فَقَدْ رُوِيَتْ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ أَقْوَالٌ مِنْهَا : مَا قَالَ الْكِسَائِيُّ ، وَالْفَرَّاءُ جَمِيعًا : لَيْسَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ }} خَبَرًا عَنْ أَنَّهُ فِي شَكٍّ ، إِنَّمَا ذَلِكَ كَقَوْلِ الرَّجُلِ لِابْنِهِ : إِنْ كُنْتَ ابْنِي ، فَافْعَلْ كَذَا ، وَلَيْسَ فِي شَكٍّ أَنَّهُ ابْنُهُ وَكَانَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ قَالَهُ غَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الْمُرَادَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُهُ الْقَصْدَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ غَيْرُهُ ، وَهُمُ الشَّاكُّونَ فِيهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ بِمَعْنَى : فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنْ غَيْرِكَ ، فِيمَا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ، وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ مِنْهُمْ : أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَقَالُوا : هَذَا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ }} يَعْنِي نُوحًا ، لَا يَعْنِيهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ كَشَفَ عَزَّ وَجَلَّ مُرَادَهُ بِذَلِكَ مَا هُوَ ؟ بِقَوْلِهِ : {{ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ }} ، فَأَخْبَرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الْمُرَادِينَ بِذَلِكَ هُمْ غَيْرُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَغَيْرُ أُمَّتِهِ ، وَكَانَ الَّذِي قَالُوهُ فِي الْمُرَادِينَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُمْ : {{ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ }} أَنَّهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، وَأَمْثَالِهِ مِنْهُمْ وَحَضَرَنِي أَنَا فِي ذَلِكَ تَأْوِيلٌ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُرَادُ بِالْمَذْكُورِينَ فِي تِلْكَ الْآيَةِ ، وَأَنْ يَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانَ أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ قَبْلَهُ مِنَ الْكُتُبِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ، مِمَّا فِيهِ ذِكْرُهُ ، وَذِكْرُ أُمَّتِهِ ، وَمَثَلُ هَذَا مِمَّا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ أَبِي زُمَيْلٍ الَّذِي رُوِّينَاهُ عَنْهُ فِي هَذَا الْبَابِ : وَمَنْ يَسْلَمْ مِنْ هَذَا ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَتَلَا الْآيَةَ الَّتِي تَلَاهَا فِيهِ وَجْهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى مُرَادِهِ بِهِ غَيْرَهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ الْخَطَّابُ ظَاهِرُهُ هُوَ أَنَّهُ الْمُخَاطَبُ بِهِ لِسَعَةِ لُغَةِ الْعَرَبِ ، وَلِأَنَّهَا قَدْ تُخَاطِبُ مَنْ تُرِيدُ غَيْرَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ بِمُرَادِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي جَوَابِهِ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ مِمَّا يَدْخُلُ فِي هَذَا الْمَعْنَى ، وَمِمَّا يَنْفِي أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَوْ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَهُوَ