عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : " أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا }} الْآيَةَ "
وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ جَابِرٍ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثنا عَفَّانُ ، قَالَ : ثنا خَالِدٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا }} الْآيَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى إِخْبَارِهِ أَنْ تُصَلَّى الْجُمُعَةُ بِأَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ أَنْ يُصَلِّيَ إِذَا خَطَبَ بِهِمْ ، ثُمَّ دَخَلَ الصَّلَاةَ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْهُ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا وَاحِدٌ ، أَوْ كَانَ وَحْدَهُ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ ، وَهِيَ لَهُ وَلَهُمْ جُمُعَةٌ ، هَذَا قَوْلُ أَبِي ثَوْرٍ ، قَالَ : وَإِنِ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَ الْخُطْبَةِ ، فَإِنْ بَقِيَ مَعَهُ مَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ جَمَاعَةٌ ، وَذَلِكَ اثْنَانِ فَصَاعِدًا صَلَّى الْجُمُعَةَ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : إِذَا خَطَبَ بِأَرْبَعِينَ ، ثُمَّ كَبَّرَ ، ثُمَّ انْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ ، فَفِيهَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا إِنْ بَقِيَ مَعَهُ اثْنَانِ ، فَصَلَّى الْجُمُعَةَ أَجْزَأَتْهُ ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي : لَا يُجْزِيهِ بِحَالٍ ، حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ أَرْبَعُونَ حِينَ يَدْخُلُ ، وَحِينَ يُكْمِلُ الصَّلَاةَ . وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ صَلَّى الْجُمُعَةَ ، وَإِنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، وَفِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ ، وَإِنِ انْفَضُّوا عَنْهُ إِلَّا رَجُلَيْنِ ، وَهُوَ الثَّالِثُ أَجْزَأَهُ ، وَإِنْ كَانَ هُوَ وَآخَرُ لَمْ يُجْزِهِ . وَكَانَ الْمُزَنِيُّ يَقُولُ : وَالَّذِي هُوَ أَشْبَهُ بِهِ عِنْدِي إِنْ كَانَ صَلَّى رَكْعَةً ، ثُمَّ انْفَضُّوا عَنْهُ صَلَّى أُخْرَى مُنْفَرِدًا ، قَالَ : وَمِمَّا يَدُلُّ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ : إِنَّهُ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ، ثُمَّ أَحْدَثَ ، بَنَوْا وُحْدَانًا رَكْعَةً ، وَأَجْزَأَتْهُمْ . وَقَالَ النُّعْمَانُ فِي الْإِمَامِ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ ، فَنَفَرَ النَّاسُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ وَيَسْجُدَ ، قَالَ : يَسْتَقْبِلُ الظُّهْرَ ، وَإِنْ نَفَرَ النَّاسُ عَنْهُ بَعْدَمَا رَكَعَ ، وَسَجَدَ سَجْدَةً بَنَى عَلَى الْجُمُعَةِ ، وَقَالَ يَعْقُوبُ ، وَمُحَمَّدٌ : إِذَا افْتَتَحَ الْجُمُعَةَ ، وَهُمْ مَعَهُ ، ثُمَّ نَفَرَ النَّاسُ وَذَهَبُوا صَلَّى الْجُمُعَةَ عَلَى حَالِهِ