إِنَّمَا عَرَفَةُ حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا بِأَرْضِنَا أَوْ فَعَلَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، كَانَ رَجُلًا مَا تَنِي عَلَيْهِ فِي عِلْمِهِ ، فِي لَفْظِهِ ، فِي لِسَانِهِ ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ الْمِنْبَرَ ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَيْهِ ، فَيَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةَ ، فَيُفَسِّرُهَا آيَةً آيَةً ، حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ وَظَنَّ أَنَّ أَهْلَ عَرَفَةَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ رَفَعَ يَدَهُ ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ حَتَّى اللَّيْلِ ، وَتَرَكَ الْقِرَاءَةَ وَتَعْلِيمَ النَّاسِ السُّنَنَ ، وَكَانَ الدُّعَاءُ حَتَّى اللَّيْلِ يُحِبُّ أَنْ يَأْخُذَ بِمَا يَأْخُذُ بِهِ أَهْلُ عَرَفَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ : الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَجْلِسُوهَا هَاهُنَا وَدَخَلَ هُوَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجُونِيَّةِ فَأُدْخِلَتْ فِي بَيْتٍ فِيهِ نَخْلٌ بَيْتِ أُهَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شُرَحْبِيلَ مَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةً لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَيْهَا قَالَ : هَبِي نَفْسَكِ لِي فَقَالَتْ : وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ . فَقَالَتْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ . قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا