فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَلَا رَجُلٌ يَأْتِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَيَأْتِينَا بِخَبَرِهِمْ ؟ " ، قَالَ : فَمَا قَامَ أَحَدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : اعْفِنِي ، فَقَالَ : " يَا عُمَرُ " ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْفِنِي ، فَقَالَ : " يَا حُذَيْفَةُ " ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأْتِنِي بِخَبَرِهِمْ وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ " ، قَالَ : فِي لَيْلَةٍ قُرَّةٍ شَدِيدَةِ الْقُرِّ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَرْجِعَ " ، قَالَ : فَأَخَذْتُ قَوْسِي وَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْقَوْمَ فَإِذَا هُمْ عِنْدَ نَارِهِمْ يَصْطَلُونَ ، قَالَ : وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ فِي الْقَوْمِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَفِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ ، لَعَلَّ فِيكُمْ غَيْرَكُمْ لِيَنْظُرِ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ ، قَالَ : فَبَادَرْتُ صَاحِبِي ، وَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ ، فَقَالَ : أَنَا فُلَانٌ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ قَالَ : فَقَطَعَتْ أَطْنَابَهُمْ ، وَأَطْفَتْ نَارَهُمْ ، وَلَقُوا شِدَّةً وَبَلَاءً ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَثِبُ إِلَى بَعِيرِهِ ، وَإِنَّهُ لَمَعْقُولٌ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ قَوْسِي ثُمَّ أَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ قَوْسِي ، ثُمَّ هَمَمْتُ أَنْ أَرْمِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ " ، قَالَ : فَرَدَدْتُ سَهْمِي ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، وَلَكَأَنِّي أَمْشِي فِي حَمَّامٍ ذَاهِبًا وجَائِيًا ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ أَخْبَرْتُهُ عَادَ إِلَيَّ الْقُرُّ ، فَأَخَذَتْنِي الرِّعْدَةُ مِنْ شِدَّةِ الْقُرِّ ، قَالَ فَجَعَلْتُ أَدْنُو مِنْ قَدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْبًا سَرَّهُ
حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قثنا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ حُذَيْفَةَ : لَوْ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَخَدَمْتُهُ وَلَفَعَلْتُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ ، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ يَأْتِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَيَأْتِينَا بِخَبَرِهِمْ ؟ ، قَالَ : فَمَا قَامَ أَحَدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : اعْفِنِي ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْفِنِي ، فَقَالَ : يَا حُذَيْفَةُ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأْتِنِي بِخَبَرِهِمْ وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ ، قَالَ : فِي لَيْلَةٍ قُرَّةٍ شَدِيدَةِ الْقُرِّ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَرْجِعَ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ قَوْسِي وَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْقَوْمَ فَإِذَا هُمْ عِنْدَ نَارِهِمْ يَصْطَلُونَ ، قَالَ : وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ فِي الْقَوْمِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَفِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ ، لَعَلَّ فِيكُمْ غَيْرَكُمْ لِيَنْظُرِ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ ، قَالَ : فَبَادَرْتُ صَاحِبِي ، وَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ ، فَقَالَ : أَنَا فُلَانٌ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ قَالَ : فَقَطَعَتْ أَطْنَابَهُمْ ، وَأَطْفَتْ نَارَهُمْ ، وَلَقُوا شِدَّةً وَبَلَاءً ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَثِبُ إِلَى بَعِيرِهِ ، وَإِنَّهُ لَمَعْقُولٌ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ قَوْسِي ثُمَّ أَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ قَوْسِي ، ثُمَّ هَمَمْتُ أَنْ أَرْمِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ ، قَالَ : فَرَدَدْتُ سَهْمِي ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، وَلَكَأَنِّي أَمْشِي فِي حَمَّامٍ ذَاهِبًا وجَائِيًا ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ أَخْبَرْتُهُ عَادَ إِلَيَّ الْقُرُّ ، فَأَخَذَتْنِي الرِّعْدَةُ مِنْ شِدَّةِ الْقُرِّ ، قَالَ فَجَعَلْتُ أَدْنُو مِنْ قَدَمِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُرْبًا سَرَّهُ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، قثنا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ