أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ لَمَّا وَلِيَ خُرَاسَانَ قَالَ : دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ حَامِلٍ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ، فَدُلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، فَلَمَّا جَاءَهُ رَآهُ رَجُلًا فَائِقًا ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ رَأَى مَخْبَرَتَهُ أَفْضَلَ مِنْ مَرْآتِهِ ، قَالَ : وَإِنِّي وَلَّيْتُكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ عَمَلِي ، فَاسْتَعْفَاهُ ، فَأَبَى أَنْ يُعْفِيَهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَىْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : هَاتِهِ ، قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ تَوَلَّى عَمَلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِذَلِكَ الْعَمَلِ بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَنِّي لَسْتُ بِأَهْلٍ لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ : مَا زِدْتَ عَلَى أَنْ حَرَّصْتَنِي عَلَى نَفْسِكَ ، وَرَغَّبْتَنَا فِيكَ ، فَاخْرُجْ إِلَى عَهْدِكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعْفِيكَ ، فَخَرَجَ ثُمَّ أَقَامَ فِيهِ مَا شَاءَ أَنْ يُقِيمَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ بِالْقَدُومِ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : هَاتِهِ ، قَالَ : " مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ ، ومَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ مَا لَمْ يَسْأَلْهُ هُجْرًا " ، وَقَالَ : أنَا أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا مَا أَعْفَيْتَنِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ مِنْ عَمَلِكَ ، فَأَعْفَاهُ "
نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، نا عَمِّي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ لَمَّا وَلِيَ خُرَاسَانَ قَالَ : دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ حَامِلٍ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ، فَدُلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، فَلَمَّا جَاءَهُ رَآهُ رَجُلًا فَائِقًا ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ رَأَى مَخْبَرَتَهُ أَفْضَلَ مِنْ مَرْآتِهِ ، قَالَ : وَإِنِّي وَلَّيْتُكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ عَمَلِي ، فَاسْتَعْفَاهُ ، فَأَبَى أَنْ يُعْفِيَهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَىْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : هَاتِهِ ، قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ تَوَلَّى عَمَلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِذَلِكَ الْعَمَلِ بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَنِّي لَسْتُ بِأَهْلٍ لِمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ : مَا زِدْتَ عَلَى أَنْ حَرَّصْتَنِي عَلَى نَفْسِكَ ، وَرَغَّبْتَنَا فِيكَ ، فَاخْرُجْ إِلَى عَهْدِكَ فَإِنِّي غَيْرُ مُعْفِيكَ ، فَخَرَجَ ثُمَّ أَقَامَ فِيهِ مَا شَاءَ أَنْ يُقِيمَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ بِالْقَدُومِ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : هَاتِهِ ، قَالَ : مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ ، ومَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ مَا لَمْ يَسْأَلْهُ هُجْرًا ، وَقَالَ : أنَا أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا مَا أَعْفَيْتَنِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ مِنْ عَمَلِكَ ، فَأَعْفَاهُ