• 638
  • عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ فَتَشَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : " مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، آوَاكُمُ اللَّهُ ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ ، هَدَاكُمُ اللَّهُ ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ ، وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ : {{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ }} الْآيَةَ " وَقَالَ : " {{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ }} " قُلْنَا : فَمَتَى الْأَجَلُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَنَا الْأَجَلُ ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى الْكَأْسِ الْأَوْفَى ، وَالرَّفِيقِ الْأَعْلَى ، وَالْعَيْشِ الْأَهْنَا " قُلْنَا : فَمَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ قَالَ : " رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى " قُلْنَا : فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ ؟ قَالَ : " فِي ثِيَابِي هَذِهِ ، أَوْ فِي ثِيَابِ مِصْرَ ، أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ " قُلْنَا : فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : فَبَكَى وَبَكَيْنَا ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَهْلًا ، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا ، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي ، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا ، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا ، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهَا ، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا ، فَصَلُّوا وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ ، وَلَا بِصَيْحَةٍ ، وَلَا رَنَّةٍ ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي ، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي ، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْقَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " قُلْنَا : فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : " أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرٍ ، يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ "

    وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ طَلِيقٍ ، قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَفْسَهُ - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ فَتَشَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، آوَاكُمُ اللَّهُ ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ ، هَدَاكُمُ اللَّهُ ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ ، وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ : {{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ }} الْآيَةَ وَقَالَ : {{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ }} قُلْنَا : فَمَتَى الْأَجَلُ ؟ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَنَا الْأَجَلُ ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى الْكَأْسِ الْأَوْفَى ، وَالرَّفِيقِ الْأَعْلَى ، وَالْعَيْشِ الْأَهْنَا قُلْنَا : فَمَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ قَالَ : رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى قُلْنَا : فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ ؟ قَالَ : فِي ثِيَابِي هَذِهِ ، أَوْ فِي ثِيَابِ مِصْرَ ، أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ قُلْنَا : فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : فَبَكَى وَبَكَيْنَا ، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَهْلًا ، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا ، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي ، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا ، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا ، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهَا ، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا ، فَصَلُّوا وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ ، وَلَا بِصَيْحَةٍ ، وَلَا رَنَّةٍ ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي ، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي ، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْقَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا : فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرٍ ، يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ قُلْتُ : فِي هَذَا تُعَقِّبُ عَلَى الْبَيْهَقِي ، حَيْثُ قَالَ : إِنَّ سَلَّامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

    دنا: الدنو : الاقتراب
    الأجل: الأجل : هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ، والحين والزمان ، والأجل العُمر
    السدرة: السدرة : شجرة عظيمة في الملأ الأعلى عندها ينتهي علم الخلائق
    المأوى: المأوى : المَنْزِل والمُسْتَقَر والمُقَام
    حلة: الحُلَّة : ثوبَان من جنس واحد
    شفير: الشفير : الحرف والجانب والناحية
    " مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، آوَاكُمُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات