عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ , بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أَمِّنَا عَائِشَةَ وَتَشَدَّدَ لَنَا فَقَالَ : " مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ ، جَبَرَكُمُ الْلَّهُ ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، رَفَعَكُمُ الْلَّهُ نَفَعَكُمُ اللَّهُ ، هَدَاكُمُ اللَّهُ ، وَقَاكُمُ اللَّهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ ، أَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَأُحَذِّرُكُمُ اللَّهَ ، إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَلَكُمْ : {{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلَهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }} ، وَقَالَ : {{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ }} ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَتَى أَجَلُكَ ؟ ، قَالَ : " دَنَا الْفِرَاقُ ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى ، وَالْكَأْسِ الْأَوْفَى ، وَالْحَظِّ وَالْعَيْشِ الْمُهَنَّى " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ ، فَقَالَ : " رِجَالٌ مِنْ أَهْلِي ، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ ؟ ، فَقَالَ : " فِي ثِيَابِي هَذِهِ إِنْ شِئْتُمْ ، أَوْ ثِيَابِ مِصْرَ ، أَوْ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ " ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ وَبَكَيْنَا وَبَكَى ، فَقَالَ : " مَهْلًا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا إِذَا أَنْتُمْ غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي هَذَا عَلَى شَفَةِ قَبْرِي فِي بَيْتِي هَذَا ، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ حَبِيبِي وَخَلِيلِي جِبْرِيلُ ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ ، مَعَهُ جُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهِمْ , ثُمَّ ادْخُلُوا فَوْجًا فَوْجًا فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلَّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ وَلَا بِرَنَّةٍ ، وَلْيَبْتَدِئ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِي ، ثُمَّ نِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ غَابَ مِنْ أَصْحَابِي ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ قَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : " أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرِينَ ، يَرَونَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ "
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ , بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أَمِّنَا عَائِشَةَ وَتَشَدَّدَ لَنَا فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ ، جَبَرَكُمُ الْلَّهُ ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، رَفَعَكُمُ الْلَّهُ نَفَعَكُمُ اللَّهُ ، هَدَاكُمُ اللَّهُ ، وَقَاكُمُ اللَّهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ ، أَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَأُحَذِّرُكُمُ اللَّهَ ، إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَلَكُمْ : {{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلَهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }} ، وَقَالَ : {{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ }} ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَتَى أَجَلُكَ ؟ ، قَالَ : دَنَا الْفِرَاقُ ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى ، وَالْكَأْسِ الْأَوْفَى ، وَالْحَظِّ وَالْعَيْشِ الْمُهَنَّى ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ ، فَقَالَ : رِجَالٌ مِنْ أَهْلِي ، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ ؟ ، فَقَالَ : فِي ثِيَابِي هَذِهِ إِنْ شِئْتُمْ ، أَوْ ثِيَابِ مِصْرَ ، أَوْ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ وَبَكَيْنَا وَبَكَى ، فَقَالَ : مَهْلًا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا إِذَا أَنْتُمْ غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي هَذَا عَلَى شَفَةِ قَبْرِي فِي بَيْتِي هَذَا ، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ حَبِيبِي وَخَلِيلِي جِبْرِيلُ ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ ، مَعَهُ جُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهِمْ , ثُمَّ ادْخُلُوا فَوْجًا فَوْجًا فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلَّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ وَلَا بِرَنَّةٍ ، وَلْيَبْتَدِئ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِي ، ثُمَّ نِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ غَابَ مِنْ أَصْحَابِي ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ قَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرِينَ ، يَرَونَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ