عَنْ مَيْسَرَةَ : " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَقْطَارِ الْأَرْضِ ؛ حَتَّى نَقْطَعَ الْأَرْضَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا }} "
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ مَيْسَرَةَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَقْطَارِ الْأَرْضِ ؛ حَتَّى نَقْطَعَ الْأَرْضَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا }} قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَأَقْطَارُ الْفَرَسِ : مَا أَشْرَفَ مِنْهُ قَالَ الشَّاعِرُ : عَبْلُ الشَّوَى مُشْرِفُ الْأَقْطَارِ مُنْتَسِقُ قَوْلُهُ : إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ ، وَلَمْ يَقُلْ : فَإِذَا كَانُوا فَحَارِبُوهُمْ ، وَلَا فَاعْتَزِلُوهُمْ وَقَالَ : إِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَخْتَلِفُ حَتَّى يَقْتَتِلُوا بِالسُّيُوفِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ بَاقٍ فِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ ، يَقُولُ : يَرْتَدُّونَ فَيَلْحَقُونَ بِغَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَيَعْبُدُ آخَرُونَ مِنْهُمُ الْأَوْثَانَ ، وَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْهُمْ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مَنْ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ ، وَأَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَأَنَّهُ سَيَبْقَى مِنْ أُمَّتِهِ قَوْمٌ ظَاهِرُونَ وَالظُّهُورُ : الظَّفَرُ عَلَى الْعَدُوِّ ، وَأَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : جَاءَ فُلَانٌ فِي ظِهْرِيِّهِ : هُمُ الَّذِينَ يَنْهَضُ بِهِمْ فِيمَا يَحْزُبُهُ وَيُقَالُ : بَيْتُ فُلَانٍ حَسَنُ الظَّهَرَةِ : إِذَا كَانَ حَسَنَ الْمَتَاعِ كَثِيرَهُ الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : تَظَاهَرْنَا : تَعَاوَنَّا ، وَالظَّهِيرُ : الْأَعْوَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : ظَاهَرَ فُلَانٌ فُلَانًا ، إِذَا مَالَأَهُ وَأَعَانَهُ ، وَالظَّهِيرُ : الْعَوْنُ ، وَيُقَالُ : اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيرًا ، أَوْ بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ : أَيْ عُدَّةً ، وَالْجَمِيعُ ظَهَارِيٌّ ، وَبَعِيرٌ بَيِّنُ الظَّهَارَةِ إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَقَوْلُهُ : لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَالْخَذْلُ : ضِدُّ النُّصْرَةِ ، خَذَلَ يَخْذُلُ خِذْلَانًا وَخَذْلًا ، وَرَجُلٌ مَخْذُولٌ : تُرِكَ وَحْدَهُ , وَالْخَاذِلُ مِنَ الْوَحْشِ الَّتِي تَخْذُلُ صَوَاحِبَهَا ، فَتَنْفَرِدُ مَعَ وَلَدِهَا ، قَالَ : بِهِ اسْتَوْدَعَتْ أَوْلَادَهَا خُذُلُ الْمَهَا مَطَافِيلُهَا وَالْمُشْجِنَاتُ الْمَرَاشِحُ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْغَرِيبِ قَوْلُهُ : إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ ، وَالِاسْمُ الِانْزِوَاءُ ، وَلَهُ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ ، جَاءَ الْأَثَرُ مِنْ ذَلِكَ بِثَلَاثَةٍ : فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ : هُوَ التَّجَمُّعُ وَالتَّقَبُّضُ ، وَهُوَ وَجْهُ حَدِيثِ ثَوْبَانَ : إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ دَعَا فِي سَفَرٍ : اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ ، وَحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : إِنَّ النَّارَ تَنْزَوِي ، وَحَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ : إِنَّ الدَّجَّالَ تُزْوَى لَهُ الْأَرْضُ ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي أَنْ يُبْزَقَ فِيهِ كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ قَوْلِهِ : زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ ، قَالَ : قَرُبَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، قُلْتُ : إِنَّ الْمَسْجِدَ يَنْزَوِي ، قَالَ : يَتَقَبَّضُ كَمَا يَتَقَبَّضُ وَجْهُكَ مِنْ شَيْءٍ تَكْرَهُهُ وَسَأَلْتُ أَبَا عَدْنَانَ ، فَقَالَ : زُوِيَتْ : جُمِعَتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : جَاءَنَا بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الْوَجْهَ : يَعْنِي اللَّبَنَ الْحَامِضَ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : انْزَوَى الْجِلْدُ فِي النَّارِ : اجْتَمَعَ وَتَقَبَّضَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : انْزَوَى الْقَوْمُ : تَدَانَوْا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ : زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ : جَمَعَهُ وَقَبَضَهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : زَوَى حَاجِبَيْهِ يَزْوِي : إِذَا غَضِبَ وَقَطَّبَ : يُقَبِّضُ