" قُمْتُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَانْتَبَهَ بِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ لِي : " لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا مُعْجِبَةً قَالَتْ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاءَكَ فَأَخْبِرْنِي بِهَا قَالَ : مَا كُنْتُ لِأُخْبِرَكِ حَتَّى أُصْبِحَ , قَالَتْ : فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ خَرَجَ لِلصَّلَاةِ فَخَرَجَ فَصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ , قَالَتْ : فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِالرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَ قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي دُفِعْتُ إِلَى أَرْضٍ خَضْرَاءَ وَاسِعَةٍ كَأَنَّهَا بِسَاطٌ أَخْضَرُ وَإِذَا فِيهَا قَصْرٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْفِضَّةُ أَوْ كَأَنَّهُ اللَّبَنُ فَإِذَا خَارِجٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ يُنَادِي : أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ إِذْ أَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ خَرَجَ يُنَادِي : أَيْنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؟ فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ الْقَصْرَ , ثُمَّ خَرَجَ آخَرُ فَنَادَى : أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ؟ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ إِنَّ آخَرَ خَرَجَ فَنَادَى أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؟ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ إِنَّ آخَرَ خَرَجَ فَنَادَى أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ قَالَ عُمَرُ : فَقُمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ ذَلِكَ الْقَصْرَ , قَالَ : فَدُفِعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْقَوْمُ حَوْلَهُ فَقُلْتُ : بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي : أَيْنَ أَجْلِسُ فَجَلَسْتُ إِلَى جُنُبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا عُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ فَتَأَمَّلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ رَجُلٌ , فَتَكَلَّمَتْ إِلَى عُمَرَ : مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ , فَسَمِعْتُ هَاتِفًا يَهْتِفُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ : حُجُبٌ مِنْ نُورٍ يَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَمَسَّكْ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ , وَاثْبُتْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ , قَالَ : ثُمَّ كَأَنَّهُ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ , فَالْتَفَتُّ خَلْفِي فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَنِي رَبِّي وَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي إِثْرِهِ خَارِجٌ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي غَفَرَ لِي ذَنْبِي "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، نا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عِيسَى ، نا خَلَفُ بْنِ تَمِيمٍ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ هَارُونَ الْخَثْعَمِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ مُزَاحِمٍ ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ : قُمْتُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَانْتَبَهَ بِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ لِي : لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا مُعْجِبَةً قَالَتْ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاءَكَ فَأَخْبِرْنِي بِهَا قَالَ : مَا كُنْتُ لِأُخْبِرَكِ حَتَّى أُصْبِحَ , قَالَتْ : فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ خَرَجَ لِلصَّلَاةِ فَخَرَجَ فَصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ , قَالَتْ : فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِالرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَ قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي دُفِعْتُ إِلَى أَرْضٍ خَضْرَاءَ وَاسِعَةٍ كَأَنَّهَا بِسَاطٌ أَخْضَرُ وَإِذَا فِيهَا قَصْرٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْفِضَّةُ أَوْ كَأَنَّهُ اللَّبَنُ فَإِذَا خَارِجٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ يُنَادِي : أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ إِذْ أَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ خَرَجَ يُنَادِي : أَيْنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؟ فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ الْقَصْرَ , ثُمَّ خَرَجَ آخَرُ فَنَادَى : أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ؟ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ إِنَّ آخَرَ خَرَجَ فَنَادَى أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؟ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ الْقَصْرَ , ثُمَّ إِنَّ آخَرَ خَرَجَ فَنَادَى أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ قَالَ عُمَرُ : فَقُمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ ذَلِكَ الْقَصْرَ , قَالَ : فَدُفِعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَالْقَوْمُ حَوْلَهُ فَقُلْتُ : بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي : أَيْنَ أَجْلِسُ فَجَلَسْتُ إِلَى جُنُبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَإِذَا عُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ فَتَأَمَّلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِذَا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ رَجُلٌ , فَتَكَلَّمَتْ إِلَى عُمَرَ : مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ , فَسَمِعْتُ هَاتِفًا يَهْتِفُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ : حُجُبٌ مِنْ نُورٍ يَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَمَسَّكْ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ , وَاثْبُتْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ , قَالَ : ثُمَّ كَأَنَّهُ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ , فَالْتَفَتُّ خَلْفِي فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَنِي رَبِّي وَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي إِثْرِهِ خَارِجٌ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي غَفَرَ لِي ذَنْبِي