عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : " كَانَ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ مِنْ سَرَوَاتِ الْأَنْصَارِ وَكَانَ أَبُوهُ خَارِجَةُ بْنُ سَعْدٍ ، حِينَ هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ ابْنَةَ خَارِجَةَ ، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ ، فَقُتِلَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ سَعْدُ بْنُ خَارِجَةَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَمَكَثَ بَعْدَهُمْ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسِنِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، إِذْ خَرَّ فَتُوُفِّيَ ، فَأُعْلِمَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ ، فَأَتَوْهُ ، فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى بَيْتِهِ فَسَجَّوْهُ بِكِسَاءٍ وَبُرْدَيْنِ ، وَفِي الْبَيْتِ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ ، وَرِجَالٌ مِنْ رِجَالِهُمْ ، فَمَكَثَ عَلَى حَالِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ سَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ : أَنْصِتُوا . فَنَظَرُوا ، فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ ، فَحَسِرُوا عَنْ وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ ، فَإِذَا الْقَائِلُ يَقُولُ عَلَى لِسَانِهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُمِّيُّ ، خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّدِّيقُ الْأَمِينُ ، الَّذِي كَانَ ضَعِيفًا فِي جَسَدِهِ ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ : الْأَوْسَطُ أَجْلَدُ الْقَوْمِ ، الَّذِي كَانَ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، الَّذِي كَانَ يَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ ، عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ : عُثْمَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ يُعَافِي النَّاسَ فِي ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ ، خَلَتْ لَيْلَتَانِ ، جُعِلَتِ السَّنَتَانِ لَيْلَتَيْنِ وَبَقِيَتْ أَرْبَعٌ يَعْنِي : أَرْبَعَ سِنِينَ ، وَلَا نِظَامَ لَهُمْ ، وَأُبِيحَتِ الْأَحِمَّاءُ ، وَدَنَتِ السَّاعَةُ ، وَأَكَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، ثُمَّ ارْعَوَى الْمُؤْمِنُونَ ، وَقَالُوا : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، كِتَابَ اللَّهِ وَقَدَرَهُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَى أَمِيرِكُمْ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، فَإِنَّهُ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا يَعْهَدَنَّ دَمًا ، كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ النَّارُ ، وَهَذِهِ الْجَنَّةُ ، وَهَؤُلَاءِ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَحْسَسْتَ لِي خَارِجَةَ وَسَعْدًا لِأَبِيهِ ، وَأَخِيهِ اللَّذَيْنِ قُتِلَا يَوْمَ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ : {{ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى }} ثُمَّ قَالَ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : كَانَ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ مِنْ سَرَوَاتِ الْأَنْصَارِ وَكَانَ أَبُوهُ خَارِجَةُ بْنُ سَعْدٍ ، حِينَ هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ ابْنَةَ خَارِجَةَ ، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ ، فَقُتِلَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ سَعْدُ بْنُ خَارِجَةَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَمَكَثَ بَعْدَهُمْ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَخِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسِنِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، إِذْ خَرَّ فَتُوُفِّيَ ، فَأُعْلِمَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ ، فَأَتَوْهُ ، فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى بَيْتِهِ فَسَجَّوْهُ بِكِسَاءٍ وَبُرْدَيْنِ ، وَفِي الْبَيْتِ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ ، وَرِجَالٌ مِنْ رِجَالِهُمْ ، فَمَكَثَ عَلَى حَالِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ سَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ : أَنْصِتُوا . فَنَظَرُوا ، فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ ، فَحَسِرُوا عَنْ وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ ، فَإِذَا الْقَائِلُ يَقُولُ عَلَى لِسَانِهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْأُمِّيُّ ، خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الصِّدِّيقُ الْأَمِينُ ، الَّذِي كَانَ ضَعِيفًا فِي جَسَدِهِ ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ : الْأَوْسَطُ أَجْلَدُ الْقَوْمِ ، الَّذِي كَانَ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، الَّذِي كَانَ يَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ ، عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ : صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ ، ثُمَّ قَالَ : عُثْمَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ يُعَافِي النَّاسَ فِي ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ ، خَلَتْ لَيْلَتَانِ ، جُعِلَتِ السَّنَتَانِ لَيْلَتَيْنِ وَبَقِيَتْ أَرْبَعٌ يَعْنِي : أَرْبَعَ سِنِينَ ، وَلَا نِظَامَ لَهُمْ ، وَأُبِيحَتِ الْأَحِمَّاءُ ، وَدَنَتِ السَّاعَةُ ، وَأَكَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، ثُمَّ ارْعَوَى الْمُؤْمِنُونَ ، وَقَالُوا : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، كِتَابَ اللَّهِ وَقَدَرَهُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَى أَمِيرِكُمْ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، فَإِنَّهُ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا يَعْهَدَنَّ دَمًا ، كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ النَّارُ ، وَهَذِهِ الْجَنَّةُ ، وَهَؤُلَاءِ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَحْسَسْتَ لِي خَارِجَةَ وَسَعْدًا لِأَبِيهِ ، وَأَخِيهِ اللَّذَيْنِ قُتِلَا يَوْمَ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ : {{ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى }} ثُمَّ قَالَ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَ النُّعْمَانُ : فَقِيلَ لِي : إِنَّ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ قَدْ تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَجِئْتُ أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ ، فَقَعَدْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ كَلَامِهِ وَهُوَ يَقُولُ : الْأَوْسَطُ أَجْلَدُ الْقَوْمِ حَتَّى انْقَضَى الْحَدِيثُ ، وَسَأَلْتُ الْقَوْمَ : مَا كَانَ قَبْلِي ؟ فَأَخْبَرُونِي