عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : " كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فِي تِجَارَةٍ ، وَعُظْمُ مَا كُنْتُ أَخْتَلِفُ مِنْ أَجْلِ أَبِي أُمَامَةَ . فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ ، مِنْ خِيَارِ النَّاسِ . فَكُنْتُ أَنْزِلُ عَلَيْهِ ، وَمَعَنَا ابْنُ أَخٍ لَهُ مُخَالِفٌ ، يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ وَيَضْرِبُهُ ، فَلَا يُطِيعُهُ . فَمَرِضَ الْفَتَى ، فَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِ ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ . فَأَتَيْتُهُ أَنَا بِهِ ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَشْتُمُهُ وَيَقُولُ : أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ، الْخَبِيثَ ، أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا ؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا ؟ قَالَ : أَفْرَغْتَ أَيْ عَمِّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ دَفَعَنِي إِلَى وَالِدَتِي ، مَا كَانَتْ صَانِعَةً بِي ؟ قَالَ : إِذًا وَاللَّهِ كَانَتْ تُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ قَالَ : فَوَاللَّهِ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ وَالِدَتِي . فَقُبِضَ الْفَتَى . فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ . فَدَخَلْتُ الْقَبْرَ مَعَ عَمِّهِ ، فَخَطُّوا لَهُ خَطًّا . وَلَمْ يَلْحِدُوا لَهُ ، قَالَ : فَقُلْنَا بِاللَّبِنِ ، فَسَوَّيْنَاهُ . قَالَ : فَسَقَطَتْ مِنْهَا لَبِنَةٌ ، فَوَثَبَ عَمُّهُ فَتَأَخَّرَ . فَقُلْتُ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : مُلِئَ قَبْرُهُ نُورًا ، وَفُسِحَ فِيهِ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَفِيقٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فِي تِجَارَةٍ ، وَعُظْمُ مَا كُنْتُ أَخْتَلِفُ مِنْ أَجْلِ أَبِي أُمَامَةَ . فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ ، مِنْ خِيَارِ النَّاسِ . فَكُنْتُ أَنْزِلُ عَلَيْهِ ، وَمَعَنَا ابْنُ أَخٍ لَهُ مُخَالِفٌ ، يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ وَيَضْرِبُهُ ، فَلَا يُطِيعُهُ . فَمَرِضَ الْفَتَى ، فَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِ ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ . فَأَتَيْتُهُ أَنَا بِهِ ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَشْتُمُهُ وَيَقُولُ : أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ، الْخَبِيثَ ، أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا ؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا ؟ قَالَ : أَفْرَغْتَ أَيْ عَمِّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ دَفَعَنِي إِلَى وَالِدَتِي ، مَا كَانَتْ صَانِعَةً بِي ؟ قَالَ : إِذًا وَاللَّهِ كَانَتْ تُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ قَالَ : فَوَاللَّهِ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ وَالِدَتِي . فَقُبِضَ الْفَتَى . فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ . فَدَخَلْتُ الْقَبْرَ مَعَ عَمِّهِ ، فَخَطُّوا لَهُ خَطًّا . وَلَمْ يَلْحِدُوا لَهُ ، قَالَ : فَقُلْنَا بِاللَّبِنِ ، فَسَوَّيْنَاهُ . قَالَ : فَسَقَطَتْ مِنْهَا لَبِنَةٌ ، فَوَثَبَ عَمُّهُ فَتَأَخَّرَ . فَقُلْتُ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : مُلِئَ قَبْرُهُ نُورًا ، وَفُسِحَ فِيهِ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ