• 313
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ "

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لَا أَدْرِي ، أَهْلَكَهُمْ بِالنَّصْبِ ، أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ . حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، ح وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، جَمِيعًا عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ

    لا توجد بيانات
    إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ قَالَ
    حديث رقم: 4394 في سنن أبي داوود كِتَاب الْأَدَبِ بَابُ لَا يُقَالُ خَبُثَتْ نَفْسِي
    حديث رقم: 1806 في موطأ مالك كِتَابُ الْكَلَامِ بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْكَلَامِ
    حديث رقم: 7511 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 8327 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 9812 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 10479 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 5856 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ بَابُ الْغِيبَةِ
    حديث رقم: 2551 في مسند الطيالسي مَا أَسْنَدَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو صَالِحٍ
    حديث رقم: 2833 في الجعديات لأبي القاسم البغوي الجدعيات لأبي القاسم البغوي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
    حديث رقم: 781 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : هَلَكَ النَّاسُ
    حديث رقم: 10062 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
    حديث رقم: 514 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْأَلِفِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بُنْدَارٍ التَّيْمِيُّ مَوْلًى لَهُمْ ، أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَفْرَجَةَ الضَّرِيرُ . تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ فِي الْمُحَرَّمِ ، يَرْوِي عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ فَهْدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ مُطَرِّفٍ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ ، وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ ، وَعَبْدَانَ
    حديث رقم: 9185 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
    حديث رقم: 2841 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْيِاءِ يُسْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْخَيْرِ مَوْلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ *
    حديث رقم: 1030 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْحَاءِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ذَكْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ أُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ عَطَاءٍ ، أَصْبَهَانِيُّ الْأَصْلِ خُرَاسَانِيُّ الْمَنْشَأِ ، مَوْلِدُهُ بأَصْبَهَانَ ، يُنْسَبُ إِلَيْهِ مَحِلَّةُ بَابِ عَطَاءٍ ، وَيُعْرَفُ عِنْدَ الرُّوَاةِ بِعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، تُوُفِّيَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، مِنْ نَاقِلَةِ الْكُوفَةِ وَنَقَلَ عِلْمَ الْكُوفِيِّينَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَأَفْتَى بِمَذْهَبِهِمْ ، وَلِيَ الْقَضَاءَ وَالْفُتْيَا وَالْعَدَالَةَ وَالتِّنَايَةَ وَالرِّئَاسَةَ بأَصْبَهَانَ ، كَانَ وَجْهَ النَّاسِ وَزَيْنَهُمْ عَلَى نُظُرَائِهِ وَأَشْكَالِهِ ، كَانَ دَخْلُهُ كُلَّ سَنَةٍ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَمَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ ، كَانَتْ جَوَائِزُهُ وَصَلَاتُهُ دَارَّةً عَلَى الْمُحَدِّثِينَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ مِثْلِ أَبِي مَسْعُودٍ ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ، كَانَ مِنَ الْمُخْتَصِّينَ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَقِيلَ : إِنَّهُ حَمَلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ إِلَى مَكَّةَ وَحَجَّ عَلَى مَرْكُوبِهِ ، رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ ، وَإِسْرَائِيلَ ، وَالْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، وَمَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، وَمُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ ، وَعُمَرَ بْنِ قَيْسٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ ، وَيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ ، وَأَبِي هَانِئٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكُوفِيِّ ، وَأَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي ، وَخَطَّابِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَأَبِي مُسْلِمٍ قَائِدِ الْأَعْمَشِ ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، وَيَاسِينَ الزَّيَّاتِ ، وَبِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَحَرْبِ بْنِ مَيْمُونٍ الْبَصْرِيِّ ، رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ تَسْنِيمٍ ، وَأَبُو قِلَابَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ *
    حديث رقم: 4064 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِيهِ مِنَ الْمُرَادِ بِقَوْلِ اللَّهِ

    [2623] (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ) روي أهلكهم على وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ رَفْعُ الْكَافِ وَفَتْحُهَا وَالرَّفْعُ أَشْهَرُ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ رَوَيْنَاهَا فِي حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ فِي تَرْجَمَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَهُوَ مِنْ أَهْلَكِهِمْ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ الرَّفْعُ أَشْهَرُ وَمَعْنَاهَا أَشَدُّهُمْ هَلَاكًا وَأَمَّا رِوَايَةُ الْفَتْحِ فَمَعْنَاهَا هُوَ جَعَلَهُمْ هَالِكِينَ لَا أَنَّهُمْ هَلَكُوا فِي الْحَقِيقَةِ وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا الذَّمَّ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيلِ الْإِزْرَاءِ عَلَى النَّاسِ وَاحْتِقَارِهِمْ وَتَفْضِيلِ نَفْسِهِ عَلَيْهِمْ وَتَقْبِيحِ أَحْوَالِهِمْ لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ سِرَّ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ قَالُوا فَأَمَّا مَنْ قَالَ ذَلِكَ تَحَزُّنًا لِمَا يَرَى فِي نَفْسِهِ وَفِي النَّاسِ مِنَ النَّقْصِ فِي أَمْرِ الدِّينِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ لَا أَعْرِفُ مِنْ أُمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا هَكَذَا فَسَّرَهُ الْإِمَامُ مَالِكٌ وَتَابَعَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ لا يزال الرجل يعيب الناس وتذكر مَسَاوِيَهُمْ وَيَقُولُ فَسَدَ النَّاسُ وَهَلَكُوا وَنَحْوَ ذَلِكَ فإذا فعلذَلِكَ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ أَيْ أَسْوَأُ حَالًا مِنْهُمْ بِمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الْإِثْمِ فِي عَيْبِهِمْ وَالْوَقِيعَةِ فِيهِمْ وَرُبَّمَا أَدَّاهُ ذَلِكَ إِلَى الْعُجْبِ بِنَفْسِهِ وَرُؤْيَتِهِ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ (بَاب الْوَصِيَّةِ بِالْجَارِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ)

    [2623] إذاقال الرجل هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم ضبط بِرَفْع الْكَاف وَهُوَ أشهر على أَنه أفعل تَفْضِيل أَي أَشَّدهم هَلَاكًا وَفِي الْحِلْية لأبي نعيم فَهُوَ من أهلكهم وَبِفَتْحِهَا على انه فعل مَاض أَي هُوَ نسبهم إِلَى الْهَلَاك لَا أَنهم هَلَكُوا فِي الْحَقِيقَة قَالَ النَّوَوِيّ وَاتفقَ الْعلمَاء على أَن هَذَا الذَّم إِنَّمَا هُوَ فِيمَن قَالَه على سَبِيل الإزراء على النَّاس واحتقارهم وتفضيل نَفسه عَلَيْهِم فَإِن قَالَ ذَلِك حزنا لما يرى فِي نَفسه وَفِي النَّاس من النَّقْص فِي أَمر الدّين فَلَا بَأْس قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لَا يزَال الرجل يعيب النَّاس وَيذكر مساوئهم وَيَقُول فسد النَّاس وهلكوا وَنَحْو ذَلِك فَإِذا فعل ذَلِك فَهُوَ أهلكهم أَي أسوء حَالا مِنْهُم مِمَّا يلْحقهُ من الْإِثْم فِي غيبتهم والوقيعة فيهم وَرُبمَا أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْعجب بِنَفسِهِ ورؤية أَنه خير مِنْهُم

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم قال أبو إسحاق لا أدري أهلكهم بالنصب أو أهلكهم بالرفع
    المعنى العام:
    ثلاثة آداب إسلامية تشترك في النهي والتحذير من احتقار الناس وتنقيصهم ذكرت أحاديثنا صورا ثلاثا الأولى صورة من يرى مذنبا فيقول أقسم بالله أن الله لن يغفر هذا الذنب لفلان ففي هذا القول تحقير للمسلم وحجر على رحمة الله وإن سمعها صاحب الذنب ربما كان فيها تقنيطا له من عفو الله مع أن واجب المسلم أن يجمع بين الخوف والرجاء عملا بقوله تعالى {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر 53] فلله إذن أن يعفو عن المسيء المذنب فيقع من حلف على عدم المغفرة له في إثم وعقوبة ما تلفظ به الثانية صورة من يحتقر الناس لمظاهرهم وهو لا يدري قد يكون هذا الضعيف المستضعف خيرا عند الله من هذا الذي يستضعفه الثالثة صورة من يحتقر الناس ويحكم عليهم بالهلاك لظاهر ما يقعون فيه من الذنوب فهو يهلك نفسه بهذا الفعل وبهذا القول لما فيه من عيب المسلمين ولما فيه من بعث الحقد في نفس سامعه والإعجاب والغرور في نفس قائله المباحث العربية (إن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان) أي حلف أن الله لا يغفر لفلان من الناس عينه هو (وأن الله تعالى قال) ردا عليه (من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان) الاستفهام إنكاري توبيخي بمعنى لا ينبغي لأحد أن يفعل ذلك أو أن يقول ذلك ويتألى بفتح التاء والهمزة واللام المشددة بمعنى يحلف من الألية بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الياء وهي اليمين (فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك) مذهب أهل السنة أن إحباط الأعمال لا يكون إلا بالكفر ولذا تأولوا الإحباط هنا على معنى إسقاط حسنات في مقابل سيئات وسمي ذلك إحباطا مجازا (رب أشعث أغبر) أي ملبد الشعر غير مدهون ولا مرجل (مدفوع بالأبواب) أي لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه عن أبوابهم ويطردونه عنهم احتقارا له فهو كناية عن استضعاف الناس له كما جاء حديث البخاري ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف وفي رواية مستضعف لو أقسم على الله لأبره وعند أحمد الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له والطمر بكسر الطاء وسكون الميم الثوب الخلق البالي أي ذو الإزار والرداء الممزقين الباليين (لو أقسم على الله لأبره) بفتح الهمزة والباء والراء المشددة أي لو حلف على أن شيئا سيقع لأوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وهذا لعظم منزلته عند الله تعالى وإن كان حقيرا عند الناس وقيل معنى القسم هنا الدعاء وإبراره إجابته (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) برفع أهلكهم أي أشدهم هلاكا وبفتح الكاف على أن أهلك فعل ماض أي جعلهم هالكين بغير علم عنده وروى فهو من أهلكهم وهذه الرواية ترجح الرواية الأولى فقه الحديث ثلاثة آداب مترابطة جمعناها تحت باب واحد وأفرد النووي كل واحد منها بباب الأول التحذير من الحكم على إنسان بأنه من أهل النار أو بأنه لن يغفر له ذنبه أو ذنوبه لأن هذا الحكم لله تعالى وحده ولإرادة الله وحده ولفعل الله وحده فهو يغفر لمن يشاء {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} [البقرة 284] فمن حكم هذا الحكم على إنسان حجر واسعا وتدخل في المشيئة بالحجر عليها وتعيين وجه واحد على إرادتها وبذلك يعرض نفسه للعقاب والحساب يعرض نفسه لأن يؤخذ بذنبه وبذنب من حكم عليه فيحبط الله عمله الصالح بما فعل من سيئات ويغفر الله لمن حكم عليه ويبدل سيئاته حسنات فليس الهدف من الحديث النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله كما بوب الإمام النووي رحمه الله بل النهي عن تحجير رحمة الله الأدب الثاني الحث على عدم الاستهانة بالضعفاء والخاملين من أجل مظاهرهم في الدنيا فقد يكونون عظماء المنزلة عند الله تعالى وليس الهدف من الحديث بيان فضل الضعفاء والخاملين كما بوب النووي رحمه الله تعالى الأدب الثالث التحذير من الحكم على الناس بأنهم هالكون عند الله بسبب ما يرى من انحرافهم عن الدين والتحذير من كثرة عيبهم وذكر مساويهم فهذا من قبيل الأدب الأول تحجير على رحمة الله وتدخل في مشيئته جل شأنه وتحقير للمسلمين قال النووي واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الازدراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم لأنه لا يعلم سر الله في خلقه قالوا فأما من قال ذلك تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه وقال الخطابي معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم أي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم والله أعلم.

    لا توجد بيانات