• 3005
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَابَنِي الجَهْدُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ ، قَالَ : فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ، فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - أَوْ ضَحِكَ - مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }}

    حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَابَنِي الجَهْدُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ ، قَالَ : فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ، فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - أَوْ ضَحِكَ - مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }}

    الجهد: الجُهْد والجَهْد : بالضم هو الوُسْع والطَّاقة، وبالفَتْح : المَشَقَّة. وقيل المُبَالَغة والْغَايَة. وقيل هُمَا لُغتَان في الوُسْع والطَّاقَة، فأمَّا في المشَقَّة والْغَاية فالفتح لا غير
    السراج: السراج : المصباح
    ونطوي: نطوي بطوننا : نتحمل الجوع وبطوننا خالية من الطعام
    غدا: الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار
    أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ ؟
    حديث رقم: 3622 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب قول الله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]
    حديث رقم: 3923 في صحيح مسلم كتاب الْأَشْرِبَةِ بَابُ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَفَضْلِ إِيثَارِهِ
    حديث رقم: 3374 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الحشر
    حديث رقم: 7387 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا :
    حديث رقم: 11136 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْحَشْرِ
    حديث رقم: 7282 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ
    حديث رقم: 34038 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الزُّهْدِ مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
    حديث رقم: 3350 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْبَاءِ مَنِ اسْمُهُ بَكْرٌ
    حديث رقم: 7350 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الزَّكَاةِ بَابُ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
    حديث رقم: 762 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ
    حديث رقم: 54 في إكرام الضيف لإبراهيم الحربي إكرام الضيف لإبراهيم الحربي أوَّلُ الكِتَابِ
    حديث رقم: 6065 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    حديث رقم: 6779 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ إِيثَارِ الرَّجُلِ ضَيْفَهُ فِي الطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ
    حديث رقم: 6780 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ إِيثَارِ الرَّجُلِ ضَيْفَهُ فِي الطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ

    [4889] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ قَوْلُهُ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ وَقَدْ نَسَبْتُهُ فِي الْمَنَاقِبِ إِلَى تَخْرِيجِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَا يُوثَقُ بِهِ قَوْلُهُ أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ يُضَيِّفُ هَذَا رَحْمَةً بِالتَّنْوِينِ قَوْلُهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ أَبُو طَلْحَةَ وَتَرَدَّدَ الْخَطِيبُ هَلْ هُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَشْهُورُ أَوْ صَحَابِيٌّ آخَرُ يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ وَتَقَدَّمَ أَيْضًا قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَلَكِنْ أَرَدْتُ التَّنْبِيهَ هُنَا عَلَى شَيْءٍ وَقَعَ لِلْقُرْطُبِيِّ الْمُفَسِّرِ وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَسْكَرٍ فِي ذَيْلِهِ عَلَى تَعْرِيفِ السُّهَيْلِيِّ فَإِنَّهُمَا نَقَلَا عَنِ النَّحَّاسِ وَالْمَهْدَوِيِّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أبي المتَوَكل زَاد بن عَسْكَرٍ النَّاجِيِّ وَأَنَّ الضَّيْفَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ إِنَّ فَاعِلَهَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ حَكَاهُ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ انْتَهَى وَهُوَ غَلَطٌ بَيِّنٌ فَإِنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْقِصَّةِ ذِكْرٌ إِلَّا أَنَّهُ رَوَاهَا مُرْسَلَةً أَخْرَجَهَا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي كَمَا تقدم هُنَاكَ وَكَذَا بن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب قرى الضَّيْف وبن الْمُنْذِرِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ كُلِّهُمْ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا يَجِدُ شَيْئًا يُفْطِرُ عَلَيْهِ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بن قيس الحَدِيث وَقد تبع بن عَسْكَرٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الشَّارِحِينَ سَاكِتِينَ عَنْ وَهْمِهِ فَلهَذَا نبهت عَلَيْهِ وتفطن شَيخنَا بن الملقن لقَوْل بن عَسْكَرٍ إِنَّهُ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ فَقَالَ هَذَا وَهْمٌ لِأَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ تَابِعِيٌّ إِجْمَاعًا انْتَهَى فَكَأَنَّهُ جَوَّزَ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ يُكَنَّى أَبَا الْمُتَوَكِّلِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فِي حَدِيث أنس عِنْد بن أَبِي الدُّنْيَا فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ وَتَتَلَمَّظُ هِيَ حَتَّى رَأَى الضَّيْفُ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ قَوْلُهُ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ قَوْلُهُ لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ كَذَا هُنَا بِالشَّكِّ وَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ بِلَفْظِ عجب بِغَيْر شكّ وَعند بن أَبِي الدُّنْيَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ ضَحِكَ بِغَيْرِ شَكٍّ.
    وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ إِطْلَاقُ الْعَجَبِ عَلَى اللَّهِ مُحَالٌ وَمَعْنَاهُ الرِّضَا فَكَأَنَّهُ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الصَّنِيعَ حَلَّ مِنَ الرِّضَا عِنْدَ اللَّهِ حُلُولُ الْعَجَبِ عِنْدَكُمْ قَالَ وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِالْعَجَبِ هُنَا أَنَّ اللَّهَ يُعْجِبُ مَلَائِكَتَهُ مِنْ صَنِيعِهِمَا لِنُدُورِ مَا وَقَعَ مِنْهُمَا فِي الْعَادَةِ قَالَ.
    وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَعْنَى الضَّحِكِ هُنَا الرَّحْمَةُ قُلْتُ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي النُّسَخِ الَّتِي وَقَعَتْ لَنَا مِنَ الْبُخَارِيِّ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَتَأْوِيلُ الضَّحِكِ بِالرِّضَا أَقْرَبُ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِالرَّحْمَةِلِأَنَّ الضَّحِكَ مِنَ الْكِرَامِ يَدُلُّ عَلَى الرِّضَا فَإِنَّهُمْ يُوصَفُونَ بِالْبِشْرِ عِنْدَ السُّؤَالِ قُلْتُ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الرَّحْمَةَ وَهُوَ لَازِمُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَقَدْ تَقَدَّمَ سَائِرُ شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَنَاقِب الْأَنْصَار (قَوْلُهُ سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِجَمِيعِهِمْ وَالْمَشْهُورُ فِي هَذِهِ التَّسْمِيَةِ فَتْحُ الْحَاءِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَبِهِ جَزَمَ السُّهَيْلِيُّ فَعَلَى الْأَوَّلِ هِيَ صِفَةُ الْمَرْأَةِ الَّتِي نَزَلَتِ السُّورَةُ بِسَبَبِهَا وَالْمَشْهُورُ فِيهَا أَنَّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَقِيلَ سَعِيدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَقِيلَ أُمَيْمَةُ بِنْتُ بِشْرٍ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ كَمَا سَيَأْتِي إِيضَاحُهُ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ وَمَنْ كَسَرَ جَعَلَهَا صِفَةً لِلسُّورَةِ كَمَا قِيلَ لِبَرَاءَةٌ الْفَاضِحَةُ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِد لاتجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ إِلَخْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ وَرْقَاء عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ بِلَفْظِهِ وَزَادَ وَلَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ وَزَادَ فِي آخِرِهِ مَا أَصَابَهُمْ مِثْلُ هَذَا وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ شَبَابَةَ عَنْ وَرْقَاءَ عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَن وَرْقَاء عَن عِيسَى عَن بن أَبِي نَجِيحٍ كَذَلِكَ فَاتَّفَقُوا كُلُّهُمْ عَلَى أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِثْلَ هَذَا مِنْ طَرِيقِ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ وَرْقَاء فَزَاد فِيهِ بن عَبَّاسٍ.
    وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَمَا أَظن زِيَادَة بن عَبَّاسٍ فِيهِ إِلَّا وَهْمًا لِاتِّفَاقِ أَصْحَابِ وَرْقَاءَ عَلَى عَدَمِ ذِكْرِهِ وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا وَهَذَا بِخِلَافِ تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ وَفِيهِ تَقْوِيَةٌ لِمَا قُلْتُهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ لَا تجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا قَالَ لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا ظَهَرُوا عَلَيْنَا بِحَقِّهِمْ وَهَذَا يُشْبِهُ تَأْوِيلَ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا وَلَفْظُهُ أُمِرَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَاقِ نِسَائِهِمْ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ قَعَدْنَ مَعَ الْكُفَّارِ وَلِسَعِيدِ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ نَزَلَتْ فِي الْمَرْأَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَلْحَقُ بِالْمُشْرِكِينَ فَتَكْفُرُ فَلَا يُمْسِكُ زَوْجُهَا بِعِصْمَتِهَا قَدْ بَرِئَ مِنْهَا انْتَهَى وَالْكَوَافِرُ جَمْعُ كَافِرَةٍ وَالْعِصَمُ جَمْعُ عِصْمَةٍ.
    وَقَالَ أَبُو عَلِيِّ الْفَارِسِيِّ قَالَ لِي الْكَرْخِيُّ الْكَوَافِرُ فِي الْآيَةِ يَشْمَلُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ النُّحَاةُ لَا يُجِيزُونَ هَذَا إِلَّا فِي الْنِّسَاءِ جَمْعُ كَافِرَةٍ قَالَ أَلَيْسَ يُقَالُ طَائِفَةٌ كَافِرَةٌ انْتَهَى وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ كَافِرَةٌ وَصْفًا لِلرِّجَالِ إِلَّا مَعَ ذِكْرِ الْمَوْصُوفِ فَتَعَيَّنَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(قَوْلُهُ بَابُ لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) سَقَطَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالْعَدُوُّ لَمَّا كَانَ بِزِنَةِ الْمَصَادِرِ وَقَعَ عَلَى الْوَاحِدِ فَمَا فَوْقه وَقَوله تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة تَفْسِيرٌ لِلْمُوَالَاةِ الْمَذْكُورَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَوْ صِفَةً وَفِيهِ شَيْءٌ لِأَنَّهُمْ نُهُوا عَنِ اتِّخَاذِهِمْ أَوْلِيَاءَ مُطْلَقًا وَالتَّقْيِيدُ بِالصِّفَةِ أَوِ الْحَالِ يُوهِمُ الْجَوَازَ عِنْدَ انْتِفَائِهِمَا لَكِنْ عُلِمَ بِالْقَوَاعِدِ الْمَنْعُ مُطْلَقًا فَلَا مَفْهُومَ لَهُمَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْوِلَايَةُ تَسْتَلْزِمُ الْمَوَدَّةَ فَلَا تَتِمُّ الْوِلَايَةُ بِدُونِ الْمَوَدَّةِ فَهِيَ حَالٌ لَازِمَةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

    باب قَوْلِهِ: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}} الآيَةَالْخَصَاصَةُ: الْفَاقَةُ. {{الْمُفْلِحُونَ}}: الْفَائِزُونَ بِالْخُلُودِ. الْفَلاَحُ: الْبَقَاءُ. حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ: عَجِّلْ. وَقَالَ الْحَسَنُ {{حَاجَةً}}: حَسَدًا.هذا (باب) بالتنوين (قوله) تعالى: ({{ويؤثرون على أنفسهم}} الآية) وسقط باب لغير أبي ذر.(الخصاصة) في قوله تعالى: {{ولو كان بهم خصاصة}} [الحشر: 9].(الفاقة) ولأبي ذر: فاقة وقيل حاجة إلى ما يؤثرون به.({{المفلحون}}) هم (الفائزون بالخلود) قاله الفراء.(الفلاح) ولأبي ذر: والفلاح (البقاء) قال لبيد:نحلّ بلادًا كلها حل قبلنا ... ونرجو فلاحًا بعد عاد وحمير(حي على الفلاح) أي (عجل) أي أقبل مسرعًا، وقال ابن التين: لم يقله أحد من أهل اللغة إنما قالوا معناه هلم وأقبل.(وقال الحسن) البصري وسقطت الواو لأبي ذر ({{حاجة}}) في قولى: {{ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}} [الحشر: 9] أي (حسدّا) وصله عبد الرزاق عنه. وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4625 ... ورقمه عند البغا: 4889 ]
    - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ. فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ»؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلاَّ قُوتُ الصِّبْيَةِ. قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ. فَفَعَلَتْ: ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}}.وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا (يعقوب بن إبراهيم بن كثير) الدورقي قال: (حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: (حدّثنا فضيل بن غزوان) بضم الفاء وفتح المعجمة مصغرًا وغزوان بغين مفتوحة فزاي ساكنة معجمتين قال: (حدّثنا أبو حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمان (الأشجعي) بالمعجمة والجيم (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه (قال: أتى رجل) هو أبو هريرة كما وقع مفسرًا في رواية الطبري (رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله أصابني الجهد) المشقّةوالجوع
    (فأرسل) عليه الصلاة والسلام (إلى نسائه) أمهات المؤمنين يطلب منهن ما يضيفه به (فلم يجد عندهن شيئًا فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(ألا) بتخفيف اللام للتحضيض (رجل يضيف) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي يضيفه بزيادة الضمير والتحتية مضمومة والضاد المعجمة مفتوحة بعدها تحتية مشددة فيهما (هذه الليلة يرحمه الله) بصيغة المضارع، ولأبي ذر عن الكشميهني رحمه الله (فقام رجل من الأنصار) هو أبو طلحة وتردد الخطيب هل هو زيد بن سهل المشهور أو صحابي آخر يكنى أبا طلحة وليس هو أبا المتوكل الناجي لأنه تابعي إجماعًا (فقال: أنا يا رسول الله) أضيفه (فذهب إلى أهله فقال لامرأته) أم سليم: هذا (ضيف رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا تدّخريه) بتشديد الدال المهملة أي لا تمسكي عنه (شيئًا) من الطعام (قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية) بكسر الصاد جمع صبي أنس وإخوته (قال: فإذا أراد الصبية العَشاء) بفتح العين (فنوّميهم) حتى لا يأكلوا، وقول البرماوي كالكرماني وهذا القدر كان فاضلًا عن قدر ضرورتهم وإلا فنفقة الأطفال واجبة والضيافة سُنّة فيه نظر لأنها صرّحت بقولها: والله ما عندي إلا قوت الصبية فلعلها علمت صبرهم لقلة جوعهم وهيأت لهم ذلك ليأكلوه على عادة الصبيان للطلب من غير جوع يضر (وتعالي) بفتح اللام وسكون الياء (فأطفئي السراج) بهمزة قطع (ونطوي بطوننا الليلة) أي نجمعها لأن الجوع يطوي جلد البطن (ففعلت) زوجته ذلك (ثم غدا الرجل على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) عليه الصلاة والسلام: (لقد عجب الله عز وجل أو ضحك) بالشك من الراوي أي رضي وقبل (من فلان وفلانة) أبي طلحة وأم سليم أو غيرهما على الخلاف (فأنزل الله عز وجل: {{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}}) [الحشر: 9].وهذا الحديث ذكره في باب قول الله تعالى: {{ويؤثرون على أنفسهم}} من مناقب الأنصار.[60] سورة الْمُمْتَحِنَةِوَقَالَ مُجَاهِدٌ: {{لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً}}: لاَ تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ. فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ عَلَى الْحَقِّ مَا أَصَابَهُمْ هَذَا. {{بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}}: أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ. كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ.([60] سورة الْمُمْتَحِنَةِ)قال السهيلي بكسر الحاء المختبرة أضيف إليها الفعل مجازًا كلما سميت سورة براءة الفاضحة لكشفها عن عيوب المنافقين، ومن قال الممتحنة بفتح الحاء فإنه أضافها إلى المرأة التي نزلت فيها، والمشهور أنها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط امرأة عبد الرحمن بن عوف وهي مدنية وآيها ثلاث عشرة، ولأبي ذر: سورة الممتحنة: بسم الله الرحمن الرحيم.(وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({{لا تجعلنا فتنة}}) [الممتحنة: 5] أي (لا تعذبنا بأيديهم. فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا). وزاد في رواية الفريابي: ولا بعذاب من عندك.({{بعصم الكوافر}}) [الممتحنة: 10] جمع كافرة كضوارب في ضاربة قال مجاهد: (أمر أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بضم الهمزة وكسر الميم مبنيًّا للمفعول (بفراق نسائهم كن كوافر بمكة) لقطع إسلامهم بالنكاح.

    (بابٌُ قَوْلُهُ: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ}} (الْحَشْر: 9) الآيَةَ)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل فِي مدح الْأَنْصَار فَإِنَّهُم قاسموا الْمُهَاجِرين دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ.الخَصاصَةُ الْفَاقَةُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة}} وفسرها بالفاقة وَهِي الْفقر والاحتياج، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، فاقة، بِدُونِ الْألف وَاللَّام، وَهَذَا قَول مقَاتل بن حَيَّان.المُفْلِحُونَ: الْفَائِزُونَ بالخُلُودِ. وَالفَلاحُ: البقاءُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون}} (الْحَشْر: 9) وَفسّر: المفلحون بالفائزين بالخلود، وَبِه فسر الْفراء. قَوْله: (والفلاح الْبَقَاء) يَعْنِي: يَأْتِي بِمَعْنى الْبَقَاء. قَالَ الشَّاعِر:(وَلَكِن لَيْسَ للدنيا فلاح)أَي بَقَاء، وَفِي (الْمغرب) : الْفَلاح الْفَوْز بالمطلوب، ومدار التَّرْكِيب على الشق وَالْقطع.حَيَّ عَلَى الفَلاحِ: عَجِّلْمُرَاده معنى الْفَلاح هُنَا وَمعنى حَيّ: عجل: أَي على الْفَوْز بالمطلوب، وَقَالَ بَعضهم: حَيّ على الْفَلاح أَي: عجل، هُوَ تَفْسِير حَيّ: أَي: معنى حَيّ على الْفَلاح، عجل قلت: لَيْسَ مُرَاد البُخَارِيّ مَا ذكره، وَإِنَّمَا مُرَاده معنى: مَا ذكرنَا لِأَنَّهُ فِي صدد تَفْسِير الْفَلاح وَلَيْسَ فِي صدد تَفْسِير معنى حَيّ وَتَفْسِير حَيّ وَقع اسْتِطْرَادًا. وَقَالَ ابْن التِّين: لم يذكرهُ أحد من أهل اللُّغَة إِنَّمَا قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلُمَّ وَأَقْبل: قلت: يَعْنِي: لم يذكر أحد من أهل اللُّغَة أَن مَعْنَاهُ عجل، بل الَّذِي ذَكرُوهُ هَلُمَّ وَأَقْبل وَلَا يتَوَجَّه مَا ذكره لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صدد تَفْسِير حَيّ. كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَإِنَّمَا وَقع استطراد وَقَالَ بَعضهم: هُوَ كَمَا قَالَ وَلَكِن فِيهِ إِشْعَار بِطَلَب الإعجال، فَالْمَعْنى: أقبل مسرعا. قلت: الْحَال بِالْحَال لِأَن اعتذاره عَنهُ إِنَّمَا يجدي أَن لَو كَانَ هُوَ فِي صدد تَفْسِير: حَيّ، كَمَا ذكرنَا.وَقَالَ الحَسَنُ: حَاجَةً حَسَداأَي: قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {{وَلَا يَجدونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا}} (الْحَشْر: 9) وَفسّر: (حَاجَة) بقوله: (حسدا) وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن الْحسن.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4625 ... ورقمه عند البغا:4889 ]
    - حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ كَثِيرٍ حدَّثنا أبُو أُسَامَةَ حدَّثنا فُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ حدَّثنا أبُو حَازِمٍ الأشْجَعِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ الله أصابَنِي الجَهْدُ فَأرْسَلَ إلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئا فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلا رَجُلٌ يُضَيِّفُ هاذا اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَقَالَ أَنا يَا رَسُولَ الله فَذَهَبَ إلَى أهْلِهِ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ ضَيْفُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَدَّخريهِ شَيْئا قَالَتْ وَالله مَا عِنْدِي إلاَّ قُوتُ الصِّبْيَةِ قَالَ فَإذَا أرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوْمِهِمْ وَتَعَالَى فَأطْفِئي السِّرَاجَ وَنَطْوى بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فَفَعَلْتْ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى
    رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقالَ لَقَدْ عَجِبَ الله عَزَّ وَجَلَّ أوْ ضَحِكَ مِنْ فُلانٍ وَفُلانَةَ فَأنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}} (الْحَشْر: 9) .مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن كثير ضد الْقَلِيل. الدَّوْرَقِي وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، وَأَبُو حَازِم سلمَان الْأَشْجَعِيّ.والْحَدِيث قد مر فِي فضل الْأَنْصَار فِي: بابُُ {{ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة}} فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن عبد الله بن دَاوُد عَن فُضَيْل بن غَزوَان إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.قَوْله: (أَتَى رجل) ذكر الواحدي أَنه من أهل الصّفة وَفِي (الْأَوْسَط) للطبراني: أَنه أَبُو هُرَيْرَة. قَوْله: (الْجهد) ، أَي: الْمَشَقَّة والجوع. قَوْله: (الأرجل) كلمة: لَا للتحضيض والحث على شَيْء يَفْعَله الرجل. قَوْله: (يضيف) بِضَم الْيَاء من الْإِضَافَة. قَوْله: (فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار) قَالَ الْخَطِيب: وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ. وَقَالَ ابْن بشكوال: هُوَ زدي بن سهل وَأنْكرهُ النَّوَوِيّ: وَقيل: عبد الله بن رَوَاحَة وَقَالَ الْمَهْدَوِيّ والنحاس. نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس. قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس. قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل: وهم فَاحش لِأَن أَبَا المتَوَكل النَّاجِي تَابِعِيّ إِجْمَاعًا قَوْله: (هَذَا اللَّيْلَة) هَذَا إِشَارَة إِلَى الرجل فِي قَوْله: أَنِّي رجل (وَاللَّيْلَة) نصب على الظّرْف، ويروى: هَذِه اللَّيْلَة فالإشارة فِيهِ إِلَى اللَّيْلَة قَوْله: (يرحمه الله) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يضيف هَذَا رَحْمَة: بِالتَّنْوِينِ قَوْله: (ضيف رَسُول الله) أَي: هَذَا ضيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله: (لَا تدخر بِهِ شَيْئا) أَي: لَا تمسكي عَنهُ شَيْئا. قَوْله: (الصبية) بِكَسْر الصَّاد جمع صبي. قَوْله: (الْعشَاء) بِفَتْح الْعين. قَوْله: (فنوميهم) أَي: الصِبْية حَتَّى لَا يَأْكُلُوا شَيْئا وَهَذَا يحمل على أَن الصّبيان لم يَكُونُوا مُحْتَاجين إِلَى الْأكل وَإِنَّمَا تطلبه أنفسهم على عَادَة الصّبيان من غير جوع مُضر، فَإِنَّهُم لَو كَانُوا على حَاجَة بِحَيْثُ يضرهم ترك الْأكل لَكَانَ إطعامهم وَاجِبا يجب تَقْدِيمه على الضِّيَافَة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: لَعَلَّ ذَلِك كَانَ فَاضلا عَن ضرورتهم. قلت: فِيهِ نظر لِأَنَّهَا صرحت بقولِهَا: وَالله مَا عِنْدِي إلاَّ قوت الصبية وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: إِنَّهَا كَانَت علمت صبرهم عَن عشائهم تِلْكَ اللَّيْلَة لِأَن الْإِنْسَان قد يصبر عَن الْأكل سَاعَة لَا يتَضَرَّر بِهِ. قَوْله: (ونطوي بطوننا اللَّيْلَة) ، أَي: نجمعها فَإِذا جَاع الرجل انطوى جلد بَطْنه. قَوْله: (عجب الله أَو ضحك) ، المُرَاد من الْعجب والضحك وَنَحْوهَا فِي حق الله عز وَجل لوازمها وغاياتها لِأَن التَّعَجُّب حَالَة تحصل عِنْد إِدْرَاك أَمر غَرِيب، والضحك ظُهُور الْأَسْنَان عِنْد أَمر عَجِيب وَكِلَاهُمَا محالان على الله تَعَالَى، وَقَالَ الْخطابِيّ: إِطْلَاق الْعجب لَا يجوز على الله، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الرِّضَا، وَحَقِيقَته أَن ذَلِك الصَّنِيع مِنْهُمَا حل من الرِّضَا عِنْد الله وَالْقَبُول بِهِ ومضاعفة الثَّوَاب عَلَيْهِ مَحل الْعجب عنْدكُمْ فِي الشَّيْء التافه إِذا رفع فَوق قدره وأعظى بِهِ الْأَضْعَاف من قِيمَته، قَالَ: وَقد يكون المُرَاد بالعجب هُنَا أَن الله تَعَالَى يعجب مَلَائكَته من صنيعهما لندور مَا وَقع مِنْهُمَا فِي الْعَادة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ: الضحك هُنَا الرَّحْمَة، وَتَأْويل الضحك بِالرِّضَا أقرب من تَأْوِيله بِالرَّحْمَةِ لِأَن الضحك من الْكِرَام يدل على الرِّضَا فَإِنَّهُم يوصفون بالبشر عِنْد السُّؤَال. انْتهى، وَلَيْسَ فِي النّسخ الَّتِي فِي أَيدي النَّاس مَا نسبه الْخطابِيّ إِلَى البُخَارِيّ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور، وَالله أعلم.

    حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ ‏"‏‏.‏ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا‏.‏ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلاَّ قُوتُ الصِّبْيَةِ‏.‏ قَالَ فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَىْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ‏.‏ فَفَعَلَتْ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ ‏"‏ لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْ ضَحِكَ ـ مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ ‏"‏‏.‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏{‏وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ‏}‏

    Narrated Abu Huraira:A man came to Allah's Messenger (ﷺ) and said, "O Allah's Messenger (ﷺ)! I am suffering from fatigue and hunger." The Prophet (ﷺ) sent (somebody) to his wives (to get something), but the messenger found nothing with them. Then Allah's Messenger (ﷺ) said (to his companions). "Isn't there anybody who can entertain this man tonight so that Allah may be merciful to him?" An Ansari man got up and said, "I (will, entertain him), O Allah's Messenger (ﷺ)!" So he went to his wife and said to her, "This is the guest of Allah's Messenger (ﷺ), so do not keep anything away from him." She said. "By Allah, I have nothing but the children's food." He said, "When the children ask for their dinner, put them to bed and put out the light; we shall not take our meals tonight," She did so. In the morning the Ansari man went to Allah's Messenger (ﷺ) who said, "Allah was pleased with (or He bestowed His Mercy) on so-and-so and his wife (because of their good deed)." Then Allah revealed: 'But give them preference over themselves even though they were in need of that

    Telah menceritakan kepadaku [Ya'qub bin Ibrahim bin Katsir] Telah menceritakan kepada kami [Abu Usamah] Telah menceritakan kepada kami [Fudlail bin Ghazwan] Telah menceritakan kepada kami [Abu Hazim Al Asyja'i] dari [Abu Hurairah radliallahu 'anhu] ia berkata; Seorang laki-laki mendatangi Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam dan berkata, "Wahai Rasulullah, sungguh, aku mengalami kesulitan (tidak mendapatkan makanan)." Maka beliau pun mengutus seseorang kepada isteri-isterinya, namun ternyata utusan itu tidak mendapatkan (sesuatu makanan pun). Maka Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Tidakkah ada seorang pun yang mau menjamunya untuk malam hari ini, semoga Allah merahmatinya." Kemudian berdirilah seorang laki-laki dari kalangan Anshar seraya berkata, "Aku wahai Rasulullah." Lalu laki-laki itu pun pergi menemui keluarganya dan berkata kepada isterinya, "Ini adalah tamu Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, janganlah kamu mengecewakannya barang sedikit pun." Sang isteri pun berkata, "Demi Allah, aku tidak lagi memiliki apa-apa kecuali makanan untuk anak kita yang kecil." Laki-laki itu berkata, "Jika anak-anak ingin makan malam, maka tidurkanlah mereka. Lalu kemarilah dan matikanlah lampu, kemudian kita berpura-pura menyantap makanan." Akhirnya sang isteri pun melakukannya. Pada keesokan harinya, laki-laki itu pun menemui Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, dan beliau pun bersabda: "Sungguh, Allah merasa ta'ajjub atau tertawa lantaran apa yang dilakukan si Fulan dan si Fulanah." Sehinngga Allah 'azza wajalla pun menurunkan ayat, "Dan mereka lebih mementingkan yang lain, meskipun mereka sendiri sangat kesusahan." (QS. Alhasyr)

    Ebu Hureyre'den rivayet edildiğine göre, o şöyle demiştir: Bir adam Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e gelip: "Ey Allah'ın elçisi! Açlıktan takatim kesildi," dedi. Hz. Nebi de onu eşlerinin yanına gönderdi. Ama adamcağız mu'minlerin annelerinin yanında yiyecek bir şey bulamadı. Bunun üzerine Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem "Bu gece bu adamı misafir edecek yok mu? Misafir edecek kimseye Allah merhameti ile muamele etsin!" buyurdu. Bunun üzerine ensardan biri kalkıp "Ey Allah'ın elçisi! Onu ben ağırlayacağım" dedi ve hanımının yanına gidip ona; "Bu, Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in misafiridir, ondan hiçbir şeyi esirgeme!" dedi. Hanımı: "Allah'a yemin ederim ki, elimde sadece çocukların yiyeceği var," diyerek [çaresizliğini anlattı]. Bunun üzerine adam şöyle dedi: Öyleyse çocuklar akşam yemeğini yemek istedikleri zaman onları uyut, sonra gel ve lambayı söndür. Biz de bu geceyi aç geçirelim." Kadın kocasının söylediklerini yaptı. Ertesi sabah misafir Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yanına gitti. Allah Resıılü şöyle buyurdu: Allah Teala falanca adam ile filanca kadının yaptıklarına hayret etti veya güldü. İşte bu olay üzerine Allah Teala şu ayeti indirdi: Kendileri zaruret içinde bulunsalar bile, onları kendilerine tercih ederler. (Haşr 9) AÇIKLAMA : İbnu't-TIn şöyle demiştir: "Dil alimlerinden hiçbiri ........hayye kelimesini bu şekilde açıklamamış, aksine onlar bu kelimeyi "haydi!, yönel! şeklinde izah etmişlerdir." Hakikat İbnu't-Tın'in söylediği gibidir. Ancak bu ifadede acele etmenin istendiğine bir işaret vardır. Dolayısıyla bu ifade "acele yöneı" anlamına gelir

    مجھ سے یعقوب بن ابراہیم بن کثیر نے بیان کیا، کہا کہ ہم سے اسامہ نے بیان کیا، کہا ہم سے فضیل بن غزوان نے بیان کیا، ان سے ابوحازم اشجعی نے اور ان سے ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں ایک صاحب خود ( ابوہریرہ رضی اللہ عنہ ) حاضر ہوئے اور عرض کیا: یا رسول اللہ! میں فاقہ سے ہوں۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے انہیں ازواج مطہرات کے پاس بھیجا ( کہ وہ آپ کی دعوت کریں ) لیکن ان کے پاس کوئی چیز کھانے کی نہیں تھی۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ کیا کوئی شخص ایسا نہیں جو آج رات اس مہمان کی میزبانی کرے؟ اللہ اس پر رحم کرے گا۔ اس پر ایک انصاری صحابی ( ابوطلحہ ) کھڑے ہوئے اور عرض کیا: یا رسول اللہ! یہ آج میرے مہمان ہیں پھر وہ انہیں اپنے ساتھ گھر لے گئے اور اپنی بیوی سے کہا کہ یہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کے مہمان ہیں، کوئی چیز ان سے بچا کے نہ رکھنا۔ بیوی نے کہا اللہ کی قسم میرے پاس اس وقت بچوں کے کھانے کے سوا اور کوئی چیز نہیں ہے۔ انصاری صحابی نے کہا اگر بچے کھانا مانگیں تو انہیں سلا دو اور آؤ یہ چراغ بھی بجھا دو، آج رات ہم بھوکے ہی رہ لیں گے۔ بیوی نے ایسا ہی کیا۔ پھر وہ انصاری صحابی صبح کے وقت رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہوئے تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ اللہ تعالیٰ نے فلاں ( انصاری صحابی ) اور ان کی بیوی ( کے عمل ) کو پسند فرمایا۔ یا ( آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے یہ فرمایا کہ ) اللہ تعالیٰ مسکرایا پھر اللہ تعالیٰ نے یہ آیت نازل کی «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة‏» یعنی اور اپنے سے مقدم رکھتے ہیں اگرچہ خود فاقہ میں ہی ہوں۔

    الْخَصَاصَةُ الْفَاقَةُ الْمُفْلِحُوْنَ الْفَائِزُوْنَ بِالْخُلُوْدِ وَالْفَلَاحُ الْبَقَاءُ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ عَجِّلْ وَقَالَ الْحَسَنُ حَاجَةً حَسَدًا. الْخَصَاصَةُ ক্ষুধা। الْمُفْلِحُوْنَ যারা (জান্নাতে) চিরকাল থাকার সফলতা অর্জন করেছেন। الْفَلَاحِ স্থায়িত্ব। حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ সফলতা ও চিরস্থায়ী জীবনের দিকে তাড়াতাড়ি আস। হাসান (রহ.) বলেন, حَاجَةٌ হিংসা। ৪৮৮৯. আবূ হুরাইরাহ (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, এক ব্যক্তি রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে এসে বলল, আমি খুব ক্ষুধার্ত। তখন তিনি তাঁর সহধর্মিণীদের নিকট পাঠালেন; কিন্তু তিনি তাদের কাছে কিছুই পেলেন না। এরপর রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, এমন কেউ আছে কি, যে আজ রাতে এ লোকটিকে মেহমানদারী করতে পারে? আল্লাহ্ তাঁর প্রতি রহমত করবেন। তখন আনসারদের এক ব্যক্তি দাঁড়িয়ে বললেন, আমি আছি, হে আল্লাহর রাসূল! এরপর তিনি তাঁকে সঙ্গে নিয়ে বাড়িতে গেলেন এবং নিজ স্ত্রীকে বললেন, ইনি রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর মেহমান। কোন জিনিস জমা করে রাখবে না। মহিলা বলল, আল্লাহর কসম! আমার কাছে ছেলে-মেয়েদের খাবার ছাড়া আর কিছুই নেই। তিনি বললেন, ছেলেমেয়েরা রাতের খাবার চাইলে তুমি তাদেরকে ঘুম পাড়িয়ে দিও, (খাবার নিয়ে) আমার কাছে আসিও, অতঃপর বাতিটি নিভিয়ে দিও। আজ রাতে আমরা ভুখা থাকব। সুতরাং মহিলা তা-ই করল। পরদিন সকালে আনসারী সাহাবী রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর খিদমাতে আসলেন। তিনি বললেন, অমুক ব্যক্তি ও তার স্ত্রীর প্রতি আল্লাহ্ সন্তুষ্ট হয়েছেন অথবা অমুক অমুকের কাজে আল্লাহ্ হেসেছেন। এরপর আল্লাহ্ অবতীর্ণ করলেনঃ ‘‘এবং তাঁরা তাদের নিজেদের উপর অন্যদের প্রাধান্য দেয় নিজেরা অভাবগ্রস্ত হওয়া সত্ত্বেও।’’ [৩৭৯৮] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৫২১, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: ஒரு மனிதர் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் வந்து எனக்கு (தாங்க முடியாத பசித்) துன்பம் ஏற்பட்டுள்ளது, அல்லாஹ்வின் தூதரே!” என்று கூறினார். நபி (ஸல்) அவர்கள் தம் துணைவியரிடம் ஆளனுப்பி (அவர்களிடம் உணவு ஏதேனும் இருக்கிறதா என்று கேட்டுவரச் சொன்)னார்கள். அவர்களிடம் ஏதும் இருக்கவில்லை. அப்போது, ‘‘அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் (தம் தோழர்களை நோக்கி), ‘‘இன்றிரவு இவருக்கு விருந்தளிக்கும் ஆள் உண்டா? அவருக்கு அல்லாஹ் அருள் புரிவான்” என்று சொன்னார்கள். அப்போது அன்சாரிகளில் ஒருவர், ‘‘நான் (இவருக்கு விருந்தளிக்கிறேன்), அல்லாஹ்வின் தூதரே!” என்று சொல்லி (அவரை அழைத்துக்கொண்டு) தம் வீட்டாரிடம் சென்று தம் துணைவியாரை நோக்கி, ‘‘(இவர்) அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களின் விருந்தாளி. (இவருக்குத் தராமல்) எதனையும் நீ (உன்னிடமே) சேமித்துவைத்துக்கொள்ளாதே!” என்று சொன்னார். அதற்கு அவர் மனைவி, ‘‘அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! நம் குழந்தைகளின் உணவைத் தவிர என்னிடம் வேறெதுவுமில்லை” என்று பதிலளித்தார். அவர், ‘‘(நம்) குழந்தைகள் உணவு உண்ண விரும்பினால் அவர்களை (எப்படியாவது சமாதானப்படுத்தி) தூங்கச் செய்துவிடு! பிறகு நீ வந்து, (வீட்டிலிருக்கும் உணவைத் தயாராக எடுத்துவைத்துவிட்டு, விளக்கை ஏற்றிவிடுவதுபோல் பாவனை செய்து) விளக்கை அணைத்துவிடு! (இருப்பதை விருந்தாளிக்குக் கொடுத்துவிட்டு) இன்றிரவு நாம் வயிற்றைச் சுருக்கிக்கொள்வோம்” என்று சொன்னார். அவ்வாறே அவர் (மனைவி) செய்தார். பிறகு, (விருந்தளித்த) அம்மனிதர் காலையில் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் சென்றபோது, நபி (ஸல்) அவர்கள், ‘‘இன்னார் இன்னாரை (உங்கள் இருவரை)க் கண்டு வல்லமையும் மாண்பும் மிக்க அல்லாஹ் ‘வியப்படைந்தான்’ அல்லது (மகிழ்ச்சியால்) ‘சிரித்துக்கொண்டான்’ ‘‘ என்று சொன்னார்கள். அப்போது வல்லமையும் மாண்பும் மிக்க அல்லாஹ், ‘‘தமக்கே தேவை இருந்தும்கூட தம்மைவிடப் பிறருக்கே அவர்கள் முன்னுரிமை வழங்குகிறார்கள்...” எனும் (59:9ஆவது) வசனத்தை அருளினான்.8 அத்தியாயம் :