• 1188
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ : مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : أَنَا ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي ، فَقَالَ : هَيِّئِي طَعَامَكِ ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً ، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا ، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا ، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ ، أَوْ عَجِبَ ، مِنْ فَعَالِكُمَا " فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }}

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ : مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : أَنَا ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي ، فَقَالَ : هَيِّئِي طَعَامَكِ ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً ، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا ، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا ، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ ، أَوْ عَجِبَ ، مِنْ فَعَالِكُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }}

    هيئي: هيأ : أصلح وأعد وجهز
    سراجك: السراج : المصباح
    فهيأت: هيأت : أصلحت وأعدت وجهزت
    سراجها: السراج : المصباح
    طاويين: الطوى : الجوع وخلو البطن من الطعام
    مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ
    حديث رقم: 4625 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله: {ويؤثرون على أنفسهم} [الحشر: 9] الآية "
    حديث رقم: 3923 في صحيح مسلم كتاب الْأَشْرِبَةِ بَابُ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَفَضْلِ إِيثَارِهِ
    حديث رقم: 3374 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الحشر
    حديث رقم: 7387 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا :
    حديث رقم: 11136 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْحَشْرِ
    حديث رقم: 7282 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ
    حديث رقم: 34038 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الزُّهْدِ مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
    حديث رقم: 3350 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْبَاءِ مَنِ اسْمُهُ بَكْرٌ
    حديث رقم: 7350 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الزَّكَاةِ بَابُ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
    حديث رقم: 762 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ
    حديث رقم: 54 في إكرام الضيف لإبراهيم الحربي إكرام الضيف لإبراهيم الحربي أوَّلُ الكِتَابِ
    حديث رقم: 6065 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    حديث رقم: 6779 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ إِيثَارِ الرَّجُلِ ضَيْفَهُ فِي الطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ
    حديث رقم: 6780 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ بَيَانُ فَضِيلَةِ إِيثَارِ الرَّجُلِ ضَيْفَهُ فِي الطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ

    [3798] قَوْلُهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَسَيَأْتِي أَنَّهُ أَنْصَارِيٌّ زَادَ فِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ فِي التَّفْسِيرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ أَيِ الْمَشَقَّةُ مِنَ الْجُوعِ وَفِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عِنْدَ مُسْلِمٍ إِنِّي مَجْهُودٌ قَوْلُهُ فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ أَيْ يَطْلُبُ مِنْهُنَّ مَا يُضَيِّفُهُ بِهِ قَوْلُهُ فَقُلْنَ مَا مَعنا أَي ماعندنا الا المَاء وَفِي رِوَايَة جرير ماعندي وَفِيهِ مَا يُشْعِرُ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْحَالِ قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُمْ خَيْبَرَ وَغَيْرَهَا قَوْلُهُ مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضَيِّفُ أَيْ مَنْ يُؤْوِي هَذَا فَيُضَيِّفُهُ وَكَأَنَّ أَوْ لِلشَّكِّ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ قَوْلُهُ فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار زعم بن التِّينِ أَنَّهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَقد اورد ذَلِك بن بَشْكُوَالَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ النَّحَّاسِ بِسَنَد لَهُ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي مُرْسَلًا وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ وَلَكِنَّ سِيَاقَهُ يُشْعِرُ بِأَنَّهَا قِصَّةٌ أُخْرَى لِأَنَّ لَفْظَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ عَبَرَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لايجد مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ وَيُصْبِحُ صَائِمًا حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِيُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فَقَصَّ الْقِصَّةَ وَهَذَا لَا يَمْنَعُ التَّعَدُّدَ فِي الصَّنِيعِ مَعَ الضَّيْف وَفِي نزُول الْآيَة قَالَ بن بَشْكُوَالَ وَقِيلَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَلَمْ يَذْكُرْ لِذَلِكَ مُسْتَنَدًا وَرَوَى أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي أَحَدُ الضُّعَفَاءِ الْمَتْرُوكِينَ فِي كِتَابِ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَنَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَاوِي الْحَدِيثِ وَالصَّوَابُ الَّذِي يَتَعَيَّنُ الْجَزْمُ بِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَا وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادِ الْبُخَارِيِّ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْخَطِيبُ لَكِنَّهُ قَالَ أَظُنُّهُ غَيْرَ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الْمَشْهُورِ وَكَأَنَّهُ اسْتَبْعَدَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ زَيْدَ بْنَ سَهْلٍ مَشْهُورٌ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ وَالثَّانِي أَنَّ سِيَاقَ الْقِصَّةِ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَتَعَشَّى بِهِ هُوَ وَأَهْلُهُ حَتَّى احْتَاجَ إِلَى إِطْفَاءِ الْمِصْبَاحِ وَأَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ كَانَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا فَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ مِنَ التَّقَلُّلِ وَيُمْكِنُ الْجَوَابُ عَنِ الِاسْتِبْعَادَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ إِلَّا قُوتَ صِبْيَانِي يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ تَعَشَّيَا وَكَانَ صِبْيَانُهُمْ حِينَئِذٍ فِي شُغْلِهِمْ أَوْ نِيَامًا فَأَخَّرُوا لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ أَوْ نَسَبُوا الْعَشَاءَ إِلَى الصِّبْيَةِ لِأَنَّهُمْ إِلَيْهِ أَشَدُّ طَلَبًا وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ وَفِي آخِرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيْضًا فَأَصْبَحَا طَاوِيَيْنِ وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا قُوتُهُ وَقُوتُ صِبْيَانِهِ قَوْلُهُ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ أَيْ أَوْقِدِيهِ قَوْلُهُ نَوِّمِي صِبْيَانَكِ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ قَوْلُهُ فَجَعَلَا يُرَيَانِهِ كَأَنَّهُمَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِحَذْفِ الْكَافِ مِنْ كَأَنَّهُمَا وَقَوْلُهُ طَاوِيَيْنِ أَيْ بِغَيْرِ عَشَاءٍ قَوْلُهُ ضَحِكَ الله اللَّيْلَة أَو عجب من فعالكما فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ مِنْ صَنِيعِكَ وَفِي رِوَايَةِ التَّفْسِيرِ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةٍ وَنِسْبَةُ الضَّحِكِ وَالتَّعَجُّبِ إِلَى الله مجازية وَالْمرَاد بهما الرِّضَا بصنيعهما وَقَوْلُهُ فَعَالِكُمَا فِي رِوَايَةٍ فِعْلِكُمَا بِالْإِفْرَادِ قَالَ فِي الْبَارِعِ الْفَعَالُ بِالْفَتْحِ اسْمُ الْفِعْلِ الْحَسَنِ مِثْلُ الْجُودِ وَالْكَرْمِ وَفِي التَّهْذِيبِ الْفَعَالُ بِالْفَتْحِ فِعْلُ الْوَاحِدِ فِي الْخَيْرِ خَاصَّةً يُقَالُ هُوَ كَرِيمُ الْفَعَالِ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِّ وَالْفِعَالُ بِالْكَسْرِ إِذَا كَانَ الْفِعْلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَعْنِي أَنَّهُ مَصْدَرُ فَاعِلٍ مِثْلَ قَاتَلَ قِتَالًا قَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِلَخْ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِه الْآيَة وَعند بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ بن عُمَرَ أُهْدِيَ لِرَجُلٍ رَأْسُ شَاةٍ فَقَالَ إِنَّ أَخِي وَعِيَالَهُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِدٌ إِلَى آخَرَ حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الْأَوَّلِ بَعْدَ سَبْعَةٍ فَنَزَلَتْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلِّهِ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى نُفُوذِ فِعْلِ الْأَبِ فِي الِابْنِ الصَّغِيرِ وَإِنْ كَانَ مَطْوِيًّا عَلَى ضَرَرٍ خَفِيفٍ إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ دِينِيَّةٌ أَوْ دُنْيَوِيَّةٌ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا عُرِفَ بِالْعَادَةِ مِنَ الصَّغِيرِ الصَّبْرُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ وَالْعِلْمُ عِنْدَ الله تَعَالَىيُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فَقَصَّ الْقِصَّةَ وَهَذَا لَا يَمْنَعُ التَّعَدُّدَ فِي الصَّنِيعِ مَعَ الضَّيْف وَفِي نزُول الْآيَة قَالَ بن بَشْكُوَالَ وَقِيلَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَلَمْ يَذْكُرْ لِذَلِكَ مُسْتَنَدًا وَرَوَى أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي أَحَدُ الضُّعَفَاءِ الْمَتْرُوكِينَ فِي كِتَابِ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَنَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَاوِي الْحَدِيثِ وَالصَّوَابُ الَّذِي يَتَعَيَّنُ الْجَزْمُ بِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَا وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادِ الْبُخَارِيِّ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْخَطِيبُ لَكِنَّهُ قَالَ أَظُنُّهُ غَيْرَ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الْمَشْهُورِ وَكَأَنَّهُ اسْتَبْعَدَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ زَيْدَ بْنَ سَهْلٍ مَشْهُورٌ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ وَالثَّانِي أَنَّ سِيَاقَ الْقِصَّةِ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَتَعَشَّى بِهِ هُوَ وَأَهْلُهُ حَتَّى احْتَاجَ إِلَى إِطْفَاءِ الْمِصْبَاحِ وَأَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ كَانَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا فَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ مِنَ التَّقَلُّلِ وَيُمْكِنُ الْجَوَابُ عَنِ الِاسْتِبْعَادَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ إِلَّا قُوتَ صِبْيَانِي يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ تَعَشَّيَا وَكَانَ صِبْيَانُهُمْ حِينَئِذٍ فِي شُغْلِهِمْ أَوْ نِيَامًا فَأَخَّرُوا لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ أَوْ نَسَبُوا الْعَشَاءَ إِلَى الصِّبْيَةِ لِأَنَّهُمْ إِلَيْهِ أَشَدُّ طَلَبًا وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ وَفِي آخِرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيْضًا فَأَصْبَحَا طَاوِيَيْنِ وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا قُوتُهُ وَقُوتُ صِبْيَانِهِ قَوْلُهُ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ أَيْ أَوْقِدِيهِ قَوْلُهُ نَوِّمِي صِبْيَانَكِ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ قَوْلُهُ فَجَعَلَا يُرَيَانِهِ كَأَنَّهُمَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِحَذْفِ الْكَافِ مِنْ كَأَنَّهُمَا وَقَوْلُهُ طَاوِيَيْنِ أَيْ بِغَيْرِ عَشَاءٍ قَوْلُهُ ضَحِكَ الله اللَّيْلَة أَو عجب من فعالكما فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ مِنْ صَنِيعِكَ وَفِي رِوَايَةِ التَّفْسِيرِ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةٍ وَنِسْبَةُ الضَّحِكِ وَالتَّعَجُّبِ إِلَى الله مجازية وَالْمرَاد بهما الرِّضَا بصنيعهما وَقَوْلُهُ فَعَالِكُمَا فِي رِوَايَةٍ فِعْلِكُمَا بِالْإِفْرَادِ قَالَ فِي الْبَارِعِ الْفَعَالُ بِالْفَتْحِ اسْمُ الْفِعْلِ الْحَسَنِ مِثْلُ الْجُودِ وَالْكَرْمِ وَفِي التَّهْذِيبِ الْفَعَالُ بِالْفَتْحِ فِعْلُ الْوَاحِدِ فِي الْخَيْرِ خَاصَّةً يُقَالُ هُوَ كَرِيمُ الْفَعَالِ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِّ وَالْفِعَالُ بِالْكَسْرِ إِذَا كَانَ الْفِعْلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَعْنِي أَنَّهُ مَصْدَرُ فَاعِلٍ مِثْلَ قَاتَلَ قِتَالًا قَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِلَخْ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِه الْآيَة وَعند بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ بن عُمَرَ أُهْدِيَ لِرَجُلٍ رَأْسُ شَاةٍ فَقَالَ إِنَّ أَخِي وَعِيَالَهُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِدٌ إِلَى آخَرَ حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الْأَوَّلِ بَعْدَ سَبْعَةٍ فَنَزَلَتْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلِّهِ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى نُفُوذِ فِعْلِ الْأَبِ فِي الِابْنِ الصَّغِيرِ وَإِنْ كَانَ مَطْوِيًّا عَلَى ضَرَرٍ خَفِيفٍ إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ دِينِيَّةٌ أَوْ دُنْيَوِيَّةٌ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا عُرِفَ بِالْعَادَةِ مِنَ الصَّغِيرِ الصَّبْرُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ وَالْعِلْمُ عِنْدَ الله تَعَالَى(قَوْلُهُ بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ) أَيْ قَائِلًا ذَلِكَ ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَنَسٍ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ شُيُوخِهِ عَنْهُ وَفِي الْأَوَّلِ بِلَفْظِ فَأَصْلِحْ وَفِي الثَّانِي فَاغْفِرْ وَفِي الثَّالِثِ فَأَكْرِمْ وَبَيَّنَ فِي الثَّالِثِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْم الخَنْدَق ثمَّ اورد حَدِيث سهل وَهُوَ بن سَعْدٍ بِلَفْظِ وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَفِيهِ فَاغْفِرْ وَقَوْلُهُ عَلَى أَكْتَادِنَا بِالْمُثَنَّاةِ جَمْعُ كَتَدٍ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ إِلَى الظَّهْرِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِالْمُوَحَّدَةِ وَوُجِّهَ بِأَنَّ الْمُرَادَ نَحْمِلُهُ عَلَى جُنُوبِنَا مِمَّا يَلِي الْكَبِدَ وَقَوْلُهُ

    باب قَوْل الله عَزَّ وَجَلّ: {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}} [الحشر: 9]هذا (باب) بالتنوين وسقط لفظ باب لأبي ذر ({{ويؤثرون}}) أي الأنصار، وفي نسخة وعزاها في الفرع وأصله لأبي ذر باب قول الله: ويؤثرون ({{على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}}) [الحشر: 9] أي فاقة، والمعنى يقدّمون المحاويج على حاجة أنفسهم ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3622 ... ورقمه عند البغا: 3798 ]
    - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلاَّ الْمَاءُ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ يَضُمُّ -أَوْ يُضِيفُ- هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا. فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي. فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً. فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أَوْ عَجِبَ- مِنْ فَعَالِكُمَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ {{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}} [الحشر: 9] [الحديث 3798 - طرفه في: 4889].وبه قال: (حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: (حدّثنا عبد الله بن داود) بن عامر الهمداني الكوفي (عن فضيل بن غزوان) بالغين والزاي المعجمتين وفضيل بالتصغير أبو الفضل الكوفي (عن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمان الأشجعي لا سلمة بن دينار (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً) هو أبو هريرة (أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد في التفسير فقال: يا رسول الله أصابني الجهد (فبعث إلى نسائه) أمهات المؤمنين يطلب منهن ما يضيفه به (فقلن: ما معنا) أي ما عندنا (إلا الماء. فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ولأبي ذر فقال النبي (-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(من يضم) إليه في طعامه (أو يضيف) بكسر الضاد المعجمة وسكون التحتية (وهذا) الرجل بالشك من الراوي (فقال رجل من الأنصار): يا رسول الله (أنا) أضيفه (فانطلق به إلى امرأته فقال) لها: (أكرمي ضيف رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فقالت له: (ما عندنا إلا قوت صبياني) بالياء بعد النون ولأبي ذر صبيان بتنوين النون بغير ياء. وفي مسلم فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة، وعلى هذا فالمرأة أم سليم والأولاد أنس وإخوته، لكن استبعد الخطيب أن يكون أبو طلحة هذا هو زيد بن سهل عم أنس بن مالك زوج أمه فقال: هو رجل من الأنصار لا يعرف اسمه، ووجهه أن هذا الرجل المضيف ظهر من حاله أنه كان قليل ذات اليد فإنه لم يجد ما يضيف
    به إلا قوت أولاده، وأبو طلحة زيد بن سهل كان أكثر أنصاري بالمدينة مالاً. ونقل ابن بشكوال عن أبي المتوكل الناجي أنه ثابت بن قيس، وقيل عبد الله بن رواحة (فقال) لها: (هيئي طعامك وأصبحي سراجك) بهمزة قطع وموحدة بعد الصاد المهملة في اليونينية وغيرها أي أوقديه وفي الفرع واصلحي باللام بدل الموحدة ولم أرها كذلك في غيره (ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء) قال في المصابيح: ففيه نفوذ فعل الأب على الابن وإن كان منطويًا على ضرر إذا كان ذلك من طريق النظر، وأن القول فيه قول الأب والفعل فعله لأنهم نوّموا الصبيان جياعًا إيثارًا لقضاء حق رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في إجابة دعوته والقيام بحق ضيفه (فهيأت) زوجة الأنصاري (طعامها وأصبحت) بالموحدة أوقدت (سراجها ونوّمت صبيانها) بغير عشاء (ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا) الأنصاري وزوجته (يريانه) بضم أوله (أنهما) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: كأنهما (يأكلان فباتا طاويين) أي بغير عشاء وأكل الضيف (فلما أصبح غدا إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) جواب لما قوله غدا ضمن فيه معنى الإقبال أي لما دخل الصباح أقبل على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (فقال) له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(ضحك الله الليلة أو) قال: (عجب من فعالكما) الحسنة وفاء فعالكما مفتوحة، ونسبة الضحك والتعجب إلى الباري جل وعلا مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما (فأنزل الله) عز وجل ({{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}}) [الحشر: 9] قال في النهاية: الخصاصة الجوع والضعف وأصلها الفقر والحاجة إلى الشيء والجملة في موضع الحال، ولو بمعنى الفرض أي: ويؤثرون على أنفسهم مفروضة خصاصتهم ({{ومن يوق شح نفسه}}) [الحشر: 9] أضافه إلى النفس لأنه غريزة فيها، ولا شح اللؤم وهو غريزة. والبخل المنع نفسه فهو أعم لأنه قد يوجد البخل ولا شح ثمة ولا ينعكس، والمعنى ومن غلب ما أمرته به نفسه وخالف هواها بمعونة الله عز وجل وتوفيقه ({{فأولئك هم المفلحون}}) [الحشر: 9] الظافرون بما أرادوا وسقط لأبي ذر قوله: ومن يوق الخ.وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا والترمذي والنسائي في التفسير ومسلم في الأطعمة.

    (بابُُ قَوْلِ الله تَعَالَى {{ويُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}} (الْحَشْر: 9) .)أَي: هَذَا بابُُ فِي ذكر قَول الله تَعَالَى ... إِلَخ، إِنَّمَا ذكر هَذِه الْآيَة بِنَاء على أَنَّهَا نزلت فِي الْأَنْصَار، وَلَكِن ظَاهر حَدِيث الْبابُُ يدل على أَنَّهَا نزلت فِي رجل أَنْصَارِي، على مَا يَجِيء بَيَانه عَن قريب، وعَلى كل حَال الْمُطَابقَة مَوْجُودَة من حَيْثُ إِنَّهَا فِيمَن يُسمى بِالْأَنْصَارِيِّ، مُفردا أَو بالأنصار جمعا، وَاخْتلفُوا فِي سَبَب نزُول على مَا نذكرهُ الْآن. قَوْله: (ويؤثرون) من آثَرته بِكَذَا
    أَي: خصصته أَي: يؤثرون بِأَمْوَالِهِمْ ومساكنهم أَي: لَا عَن غنى، بل مَعَ احتياجهم، وَهُوَ معنى قَوْله: {{وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة}} (الْحَشْر: 9) . أَي: فقر وحاجة.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3622 ... ورقمه عند البغا:3798 ]
    - حدَّثنا مُسَدَّدٌ حَدثنَا عَبْدُ الله بنُ داوُدَ عنْ فُضَيْل بن غَزْوَانَ عنْ أبِي حازمٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ رَجُلاً أتَى النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبَعَثَ إِلَى نسائِهِ فقُلْنَ مَا مَعَنَا إلاَّ المَاءَ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْ يَضُمُّ أوْ يُضيفُ هَذا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ أَنا فانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأتِهِ فَقَالَ أكْرِمِي ضَيْفَ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقالَتْ مَا عِنْدَنَا إلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي فَقَالَ هَيِّئِي طَعَامَكِ وأصْبِحِي سِرَاجَكِ ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشاءً فَهَيَّأتْ طَعَامَهَا وأصْبَحَتْ سِرَاجَهَا ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قامَتْ كأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفأتْهُ فجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أنَّهُمَا يأكُلاَنِ فَباتَا طاوِيَيْنِ فَلَمَّا أصْبَحْ غدَا إلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ضَحِكَ اللَّيْلَةَ أوْ عَجِبَ مِنْ فِعَالِكُمَا فأنْزَلَ الله {{ويُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأُلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}} (الْحَشْر: 9) . (الحَدِيث 8973 طرفه فِي: 9884) .قد ذكرنَا أَن الْمُطَابقَة مَوْجُودَة. وَعبد الله بن دَاوُد بن عَامر الْهَمدَانِي الْكُوفِي، سكن الْحُدَيْبِيَة بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ من أَفْرَاده، وفضيل بن غَزوَان بن جرير أَبُو الْفضل الْكُوفِي، وَأَبُو حَازِم بِالْحَاء وَالزَّاي: اسْمه سلمَان الْأَشْجَعِيّ، وَلَا يشْتَبه عَلَيْك ب أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار الْمَذْكُور فِي آخر الْبابُُ الَّذِي قبله.والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم. وَأخرجه مُسلم فِي الْأَطْعِمَة عَن زُهَيْر بن حَرْب وَأبي كريب. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن أبي كريب، وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن هناد عَن وَكِيع.قَوْله: (فَبعث إِلَى نِسَائِهِ) أَي: يطْلب مِنْهُنَّ مَا يضيف الرجل بِهِ. قَوْله: (فَقُلْنَ: مَا مَعنا) أَي: مَا عندنَا إلاَّ المَاء. قَوْله: (من يضم) أَي: يجمعه إِلَى نَفسه فِي الْأكل. قَوْله: (أَو يضيف) شكّ من الرَّاوِي، من أضَاف يضيف، يُقَال: ضفت الرجل إِذا نزلت بِهِ فِي ضِيَافَة، وأضفته إِذا أنزلته، وتضيفته إِذا نزلت بِهِ، وتضيفني إِذا نزلني. قَوْله: (فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار) قيل: هَذَا أَبُو طَلْحَة بن زيد بن سهل، وَهُوَ الْمَفْهُوم من كَلَام الْحميدِي، لِأَنَّهُ لما ذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ فِي رِوَايَة ابْن فُضَيْل: فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو طَلْحَة زيد بن سهل، وَقَالَ الْخَطِيب: لَا أرَاهُ زيد بن سهل، بل آخر تكنى أَبَا طَلْحَة. قلت: كَأَنَّهُ استبعد أَن يكون أَبُو طَلْحَة هُوَ زيد بن سهل لِأَنَّهُ كَانَ أَكثر الْأَنْصَار مَالا بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ القَاضِي إِسْمَاعِيل فِي (أَحْكَام الْقُرْآن) : هُوَ ثَابت بن قيس بن الشماس، قَالَ: وَذَلِكَ لِأَن رجلا من الْمُسلمين عبر عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام لَا يجد مَا يفْطر بِهِ حَتَّى فطن لَهُ رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ: ثَابت بن قيس، وَقَالَ ابْن بشكوال: قيل: هُوَ عبد الله بن رَوَاحَة، وَذكر النّحاس فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة أَنَّهَا نزلت فِي أبي المتَوَكل النَّاجِي، ورد عَلَيْهِ بِأَن أَبَا المتَوَكل تَابِعِيّ، وَقيل: هُوَ أَبُو هُرَيْرَة رَاوِي الحَدِيث، نسب ذَلِك إِلَى البحتري القَاضِي أحد الضُّعَفَاء المتروكين. قَوْله: (قوت صبياني) ، ويروى: صبيان، بِدُونِ الْإِضَافَة. قَوْله: (وأصبحي سراجك) بِهَمْزَة الْقطع أَي: أوقديه أَو نوريه. قَوْله: (فَجعلَا يُريانه) ، بِضَم الْيَاء من الإراءة. قَوْله: (أَنَّهُمَا) أَي: أَن الْأنْصَارِيّ وَامْرَأَته، هَكَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: كَأَنَّهُمَا بِالْكَاف. قَوْله: (طاويين) ، حَال تَثْنِيَة طاوٍ، وَهُوَ الجائع الَّذِي يطوي ليله بِالْجُوعِ. قَوْله: (ضحك الله) ، يُرَاد بالضحك لَازمه، لِأَن الضحك لَا يَصح على الله عز وَجل، وَهُوَ الرِّضَا بذلك، وَكلما جَاءَ هَكَذَا من أَمْثَاله يُرَاد لوازمها. قَوْله: (أَو عجب) شكّ من الرَّاوِي، وَهُوَ كَذَلِك يُرَاد لَازمه، وَهُوَ الرِّضَا بِهَذَا الْفِعْل. قَوْله: (فَأنْزل الله) ، هَذَا هُوَ الْأَصَح فِي سَبَب نزُول هَذِه الْآيَة، وَذكر الواحدي عَن ابْن عمر، قَالَ: أهدي لرجل من الصَّحَابَة رَأس شَاة، فَقَالَ: إِن أخي وَعِيَاله أحْوج منا إِلَى هَذَا، فَبعث بِهِ إِلَيْهِ فَلم يزل يبْعَث بِهِ واحدٌ إِلَى آخر حَتَّى تداولها سَبْعَة أهل أَبْيَات، حَتَّى رجعت إِلَى الأول، فَنزلت: {{ويؤثرون على
    أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة}}
    (الْحَشْر: 9) . قَوْله: {{وَمن يُوقَ نَفسه}} (الْحَشْر: 9) . قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَمن غلب مَا أَمرته بِهِ نَفسه وَخَالف هَواهَا بمعونة الله وتوفيقه: {{فَأُولَئِك هم المفلحون}} (الْحَشْر: 9) . الظافرون بِمَا أَرَادوا. وقرىء: وَمن يُوقَ، بتَشْديد الْقَاف، وَأَصله من الْوِقَايَة وَهِي الْحِفْظ، وَالشح، بِالضَّمِّ وَالْكَسْر وَقد قرىء بهَا: اللوم، وَأَن تكون النَّفس كزة حريصة على الْمَنْع، وَقيل: الشُّح وَالْبخل بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل: الشُّح أَخذ المَال بِغَيْر حق، وَالْبخل الْمَنْع من المَال الْمُسْتَحق، وَقيل: الشُّح بِمَا فِي يَد الْغَيْر، وَالْبخل بِمَا فِي يَده، وَقيل: الْبَخِيل إِذا وجد شبع، والشحيح لَا يشْبع أبدا فالشح أَعم.

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَجُلاً، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ مَا مَعَنَا إِلاَّ الْمَاءُ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ مَنْ يَضُمُّ، أَوْ يُضِيفُ هَذَا ‏"‏‏.‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا‏.‏ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي‏.‏ فَقَالَ هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً‏.‏ فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ ‏"‏ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ ـ أَوْ عَجِبَ ـ مِنْ فَعَالِكُمَا ‏"‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏

    Narrated Abu Huraira:A man came to the Prophet. The Prophet (ﷺ) sent a messenger to his wives (to bring something for that man to eat) but they said that they had nothing except water. Then Allah's Messenger (ﷺ) said, "Who will take this (person) or entertain him as a guest?" An Ansar man said, "I." So he took him to his wife and said to her, "Entertain generously the guest of Allah's Messenger (ﷺ) " She said, "We have got nothing except the meals of my children." He said, "Prepare your meal, light your lamp and let your children sleep if they ask for supper." So she prepared her meal, lighted her lamp and made her children sleep, and then stood up pretending to mend her lamp, but she put it off. Then both of them pretended to be eating, but they really went to bed hungry. In the morning the Ansari went to Allah's Messenger (ﷺ) who said, "Tonight Allah laughed or wondered at your action." Then Allah revealed: "But give them (emigrants) preference over themselves even though they were in need of that And whosoever is saved from the covetousness Such are they who will be successful

    Telah bercerita kepada kami [Musaddad] telah bercerita kepada kami ['Abdullah bin Daud] dari [Fudlail bin Ghazwan] dari [Abu Hazim] dari [Abu Hurairah radliallahu 'anhu] bahwa ada seorang laki-laki datang kepada Nabi shallallahu 'alaihi wasallam lalu beliau datangi istri-istri beliau. Para istri beliau berkata; "Kami tidak punya apa-apa selain air". Maka kemudian Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam berkata kepada orang banyak: "Siapakah yang mau mengajak atau menjamu orang ini?". Maka seorang laki-laki dari Anshar berkata; "Aku". Sahabat Anshar itu pulang bersama laki-laki tadi menemui istrinya lalu berkata; "Muliakanlah tamu Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam ini". Istrinya berkata; "Kita tidak memiliki apa-apa kecuali sepotong roti untuk anakku". Sahabat Anshar itu berkata; Suguhkanlah makanan kamu itu lalu matikanlah lampu dan tidurkanlah anakmu". Ketika mereka hendak menikmati makan malam, maka istrinya menyuguhkan makanan itu lalu mematikan lampu dan menidurkan anaknya kemudian dia berdiri seakan hendak memperbaiki lampunya, lalu dimatikannya kembali. Suami- istri hanya menggerak-gerakkan mulutnya (seperti mengunyah sesuatu) seolah keduanya ikut menikmati hidangan. Kemudian keduanya tidur dalam keadaan lapar karena tidak makan malam. Ketika pagi harinya, pasangan suami istri itu menemui Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam. Maka beliau berkata: "Malam ini Allah tertawa atau terkagum-kagum karena perbuatan kalian berdua". Maka kemudian Allah menurunkan firman-Nya dalam QS al-Hasyr ayat 9 yang artinya: ("Dan mereka lebih mengutamakan orang lain (Muhajirin) dari pada diri mereka sendiri sekalipun mereka memerlukan apa yang mereka berikan itu. Dan siapa yang dipelihara dari kekikiran dirinya, mereka itulah orang-orang yang beruntung

    Ebu Hureyre r.a.'dan rivayete göre "Bir adam Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e geldi. O da (misafire bir şeyler ikram etmek Üzere) hanımlarına haber gönderdi. Onlar: yanımızda sudan başka bir şey yok, diye cevap verdiler. Bunun üzerine Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem, bunu kim beraberinde alıp götürür --ya da misafir eder-- diye buyurdu. Ensardan bir adam, ben dedi. Adamı alarak hanımına gitti ve, Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in misafirine ikram et, dedi. Hanımı, yanımızda çocuklarına yetecek kadarından fazlası yok deyince, kocası yemeğini hazırla ve kandilini yak, çocuklarını akşam yemeğini yemek istedikleri takdirde uyut, dedi. Kadın yemeğini hazırladı, kandilini yaktı, çocuklı.rını uyuttu. Daha sonra kalkıp kandilini düzeltir gibi yaparken kandili söndürdü. Her ikisi de adama yemek yedikleri izlenimini verdiler. Karı-koca yemek yemeden geceyi geçirdiler. Sabah olunca Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yanına gitti. Resulullah şöyle buyurdu: Bu gece Allah -ikinizin yaptığına güldü --ya da beğendi.-- Bunun üzerine yüce Allah, "Kendileri fakirlik içinde bulunsalar dahi öz nefislerine tercih ederler. Kim nefsinin cimriliğinden korunursa, işte onlar, umduklarını bulanların ta kendileridir. " [Haşr, 9] buyruğunu indirdi. Bu Hadis 4889 numara ile gelecektir. Diğer tahric edenler: Tirmizi Tefsirul Kur’an; Müslim, Eşribe Tirmizî: Bu hadis hasen sahihtir. Fethu'l-Bari Açıklaması: "Bir adam Nebi sallAllahu aleyhi ve sellem'in yanına geldi." Bunun ismini tespit edemedim. İleride onun Ensardan birisi olduğuna dair bilgi gelecektir. "Hanımlarına haber gönderdi." Yani onlardan misafirini ağırlayacak şeyler istedi. "Yanımızda sudan başkası yok, dediler." Bu ibarede bu olayın yüce Allah'ın Hayber ve benzeri diğer yerleri fethetmeyi nasip etmeden önce, ilk dönemlerde olduğu izlenimi vardır. "Kim yanına alır ya da misafir eder?" Yani kim bunu yanına alıp, onu misafir olarak ağırlar? Ebu Usame yoluyla gelen rivayette: "Bu gece bu adamı misafir edecek bir kimse yok mu? Allah da ona rahmet ihsan edecektir" şeklindedir. "Ensardan bir adam: Ben dedi." İbnu't-Tın'in iddiasına göre bu Sabit b. Kays b. Şemmas'dır. "Çocuklarıma yetecek kadarından fazlası yok." Misafir edenin ve hanımının akşam yemeği yemiş olması ihtimali vardır. Çocukları da o sırada işleriyle meşgul veya uykuda olduklarından onlara yetecek kadarını ayırmışlar yahut da çocuklarının akşam yemeğine ihtiyaçlarının fazla olması dolayısıyla akşam yemeğini onlara ayırmış olabilirler. Ebu Usame yoluyla gelen rivayetteki: "Biz de bu gece aç kalırız" sözleri dolayısıyla kabul edilmeye değer görüş de budur. Bu rivayetin sonunda aynı şekilde her ikisinde de: "Akşam bir şey yemeden sabahı ettiler" denilmektedir. "Kandilini yak, çocuklarını uyut." Müslim'deki bir rivayette "onları herhangi bir şeyle oyala" şeklindedir. "Bu gece Allah sizin yaptığınızdan dolayı güldü ya da beğendi." Gülmenin ve beğenmenin yüce Allah'a nispet edilmesi mecazidir. Her ikisinden de maksat karı-kocanın yapmış olduklarından razı olmasıdır. Hadisten Çıkarılan Bazı Sonuçlar Hadiste dini ya da dünyevi bir masıahat bulunduğu takdirde, ağır olmayan bir zarar ihtiva ediyor olsa dahi babanın fiilinin, küçük çocuğu hakkında geçerli ve nafiz olduğuna delil vardır. Bu hüküm küçük çocuğun benzer durumlara adeten katlanabileceğinin bilinmesi şartına bağlı olarak kabul edilir. Doğruyu en iyi bilen Allah'tır

    ہم سے مسدد نے بیان کیا، کہا ہم سے عبداللہ بن داود نے بیان کیا، ان سے فضیل بن غزوان نے، ان سے ابوحازم نے اور ان سے ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے کہ ایک صاحب ( خود ابوہریرہ رضی اللہ عنہ ہی مراد ہیں ) رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں بھوکے حاضر ہوئے، آپ نے انہیں ازواج مطہرات کے یہاں بھیجا۔ ( تاکہ ان کو کھانا کھلا دیں ) ازواج مطہرات نے کہلا بھیجا کہ ہمارے پاس پانی کے سوا اور کچھ نہیں ہے۔ اس پر آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ ان کی کون مہمانی کرے گا؟ ایک انصاری صحابی بولے میں کروں گا۔ چنانچہ وہ ان کو اپنے گھر لے گئے اور اپنی بیوی سے کہا کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کے مہمان کی خاطر تواضع کر، بیوی نے کہا کہ گھر میں بچوں کے کھانے کے سوا اور کوئی چیز بھی نہیں ہے، انہوں نے کہا جو کچھ بھی ہے اسے نکال دو اور چراغ جلا لو اور بچے اگر کھانا مانگتے ہیں تو انہیں سلا دو۔ بیوی نے کھانا نکال دیا اور چراغ جلا دیا اور اپنے بچوں کو ( بھوکا ) سلا دیا، پھر وہ دکھا تو یہ رہی تھیں جیسے چراغ درست کر رہی ہوں لیکن انہوں نے اسے بجھا دیا، اس کے بعد دونوں میاں بیوی مہمان پر ظاہر کرنے لگے کہ گویا وہ بھی ان کے ساتھ کھا رہے ہیں، لیکن ان دونوں نے ( اپنے بچوں سمیت رات ) فاقہ سے گزار دی، صبح کے وقت جب وہ صحابی آپ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں آئے تو آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا تم دونوں میاں بیوی کے نیک عمل پر رات کو اللہ تعالیٰ ہنس پڑا یا ( یہ فرمایا کہ اسے ) پسند کیا، اس پر اللہ تعالیٰ نے یہ آیت نازل فرمائی «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون‏» ”اور وہ ( انصار ) ترجیح دیتے ہیں اپنے نفسوں کے اوپر ( دوسرے غریب صحابہ کو ) اگرچہ وہ خود بھی فاقہ ہی میں ہوں اور جو اپنی طبیعت کے بخل سے محفوظ رکھا گیا سو ایسے ہی لوگ فلاح پانے والے ہیں۔“

    আবূ হুরাইরাহ (রাঃ) থেকে বর্ণিত, এক লোক নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর খেদমতে এল। তিনি সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাঁর স্ত্রীদের কাছে লোক পাঠালেন। তাঁরা জানালেন, আমাদের নিকট পানি ছাড়া কিছুই নেই। তখন রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, কে আছ যে এই ব্যক্তিকে মেহমান হিসেবে নিয়ে নিজের সাথে খাওয়াতে পার? তখন এক আনসারী সাহাবী [আবূ ত্বলহা (রাঃ)] বললেন, আমি। এ বলে তিনি মেহমানকে নিয়ে গেলেন এবং স্ত্রীকে বললেন, রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর মেহমানকে সম্মান কর। স্ত্রী বললেন, বাচ্চাদের খাবার ছাড়া আমাদের ঘরে অন্য কিছুই নেই। আনসারী বললেন, তুমি আহার প্রস্তুত কর এবং বাতি জ্বালাও এবং বাচ্চারা খাবার চাইলে তাদেরকে ঘুম পাড়িয়ে দাও। সে বাতি জ্বালাল, বাচ্চাদেরকে ঘুম পাড়াল এবং সামান্য খাবার যা তৈরি ছিল তা উপস্থিত করল। বাতি ঠিক করার বাহানা করে স্ত্রী উঠে গিয়ে বাতিটি নিভিয়ে দিলেন। তারপর তারা স্বামী-স্ত্রী দু’জনই অন্ধকারের মধ্যে আহার করার মত শব্দ করতে লাগলেন এবং মেহমানকে বুঝাতে লাগলেন যে, তারাও সঙ্গে খাচ্ছেন। তাঁরা উভয়েই সারা রাত অভুক্ত অবস্থায় কাটালেন। ভোরে যখন তিনি রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর নিকট গেলেন, তখন তিনি সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, আল্লাহ্ তোমাদের গত রাতের কান্ড দেখে হেসে দিয়েছেন অথবা বলেছেন খুশী হয়েছেন এবং এ আয়াত নাযিল করেছেন। ‘‘তারা অভাবগ্রস্ত সত্ত্বেও নিজেদের উপর অন্যদেরকে অগ্রগণ্য করে থাকে। আর যাদেরকে অন্তরের কৃপণতা হতে মুক্ত রাখা হয়েছে, তারাই সফলতাপ্রাপ্ত।’’ (আল-হাশর ৯) (৪৮৮৯, মুসলিম, ৩৬/৩২, হাঃ নং ২০৫৪) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৫১৬, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: ஒரு மனிதர் நபி (ஸல்) அவர்களிடம் (விருந்தாளியாக) வந்தார். நபி (ஸல்) அவர்கள் (அவருக்கு உணவளிப்பதற்காகத்) தம் துணைவியரிடம் சொல்லியனுப்பினார் கள். அப்போது துணைவியர், “எங்களிடம் தண்ணீரைத் தவிர வேறெதுவும் இல்லை” என்று பதிலளித்தார்கள். ஆகவே, அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் (தம் தோழர்களை நோக்கி), “ “இவரை (தம்முடன் உணவில்) சேர்த்துக்கொள்பவர் யார்?' அல்லது “இவருக்கு விருந்தளிப்பவர் யார்” என்று கேட்டார்கள். அப்போது அன்சாரிகளில் ஒருவர், “நான் (விருந்தளிக்கிறேன்)” என்று சொல்லி அவரை அழைத்துக்கொண்டு தம் மனைவியிடம் சென்றார். (மனைவியிடம்) “அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களுடைய விருந்தாளியைக் கண்ணியப்படுத்து” என்று சொன்னார். அதற்கு அவருடைய மனைவி, “நம்மிடம் நம் குழந்தைகளின் உணவைத் தவிர வேறெதுவுமில்லை” என்று சொன்னார். அதற்கு அந்த அன்சாரித் தோழர், “உன் (குடும்பத்திற்கான) உணவைத் தயாராக எடுத்துவைத்துவிட்டு விளக்கை ஏற்றி (விடுவதைப்போல் பாவனை செய்து அணைத்து)விடு. உன் குழந்தைகள் உணவு உண்ண விரும்பினால் அவர்களைத் தூங்கச் செய்துவிடு” என்று சொன்னார். அவ்வாறே அவருடைய மனைவியும் உணவைத் தயாராக எடுத்துவைத்து, விளக்கை ஏற்றிவிட்டுத் தம் குழந்தைகளைத் தூங்கச் செய்துவிட்டார். பிறகு விளக்கை சரி செய்வதுபோல் நின்று (பாவனை செய்துகொண்டே) விளக்கை அணைத்து விட்டார். பிறகு அவரும் அவரின் மனைவியும் உண்பதுபோல் (விருந்தாளி யான) அந்த மனிதருக்கு (பாவனை) காட்டலானார்கள். பிறகு இருவரும் (உணவு உண்ணாமல்) வயிறு ஒட்டியவர்களாக இரவைக் கழித்தனர். காலையானதும் அந்த அன்சாரீ அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் சென்றார். நபி (ஸல்) அவர்கள், “நீங்கள் இருவரும் செய்ததைக் கண்டு அல்லாஹ் இன்றிரவு (மகிழ்ச்சியால்) “சிரித்துக் கொண்டான்' அல்லது “வியப்படைந்தான்' என்று சொன்னார்கள். அப்போது அல்லாஹ், “தமக்கே தேவை இருந்தும்கூட, தம்மைவிடப் பிறருக்கே அவர்கள் முன்னுரிமை வழங்குகிறார்கள். உண்மையில், யார் தம் உள்ளத்தின் கருமித்தனத்திலிருந்து பாதுகாக்கப்பட்டுவிட்டார்களோ அவர்கள் தான் வெற்றியாளர்கள்” எனும் (59:9ஆம்) வசனத்தை அருளினான். அத்தியாயம் :