• 1877
  • لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ ، فَقَالَ : " أَيْ عَمِّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ " فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ ، وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ المَقَالَةِ ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ }} وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }}

    حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ ، فَقَالَ : أَيْ عَمِّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ ، وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ المَقَالَةِ ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ }} وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : {{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ أُولِي القُوَّةِ }} : لا يَرْفَعُهَا العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ ، {{ لَتَنُوءُ }} : لَتُثْقِلُ ، {{ فَارِغًا }} : إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى ، {{ الفَرِحِينَ }} : المَرِحِينَ ، {{ قُصِّيهِ }} : اتَّبِعِي أَثَرَهُ ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ الكَلاَمَ ، {{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ }} ، {{ عَنْ جُنُبٍ }} : عَنْ بُعْدٍ ، عَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا ، {{ يَبْطِشُ }} : وَيَبْطُشُ {{ يَأْتَمِرُونَ }} : يَتَشَاوَرُونَ ، العُدْوَانُ وَالعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ ، {{ آنَسَ }} : أَبْصَرَ . الجَذْوَةُ : قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ ، وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ ، وَالحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ ، الجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ ، {{ رِدْءًا }} : مُعِينًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يُصَدِّقُنِي وَقَالَ غَيْرُهُ : {{ سَنَشُدُّ }} : سَنُعِينُكَ ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا ، فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا مَقْبُوحِينَ : مُهْلَكِينَ ، {{ وَصَّلْنَا }} : بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ ، {{ يُجْبَى }} : يُجْلَبُ ، {{ بَطِرَتْ }} : أَشِرَتْ ، {{ فِي أُمِّهَا رَسُولًا }} : أُمُّ القُرَى : مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا ، {{ تُكِنُّ }} : تُخْفِي ، أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ أَخْفَيْتُهُ ، وَكَنَنْتُهُ : أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ . {{ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ }} : مِثْلُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ : يُوَسِّعُ عَلَيْهِ ، وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ

    أحاج: أحاج : أدافع وأجادل بالحجة والبرهان
    وأبى: أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره
    أَيْ عَمِّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ
    حديث رقم: 1306 في صحيح البخاري كتاب الجنائز باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
    حديث رقم: 3705 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب قصة أبي طالب
    حديث رقم: 4420 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113]
    حديث رقم: 6331 في صحيح البخاري كتاب الأيمان والنذور باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم، فصلى، أو قرأ، أو سبح، أو كبر، أو حمد، أو هلل، فهو على نيته
    حديث رقم: 60 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ أَوَّلُ الْإِيمَانِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
    حديث رقم: 2026 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الجنائز النهي عن الاستغفار للمشركين
    حديث رقم: 23075 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ حَدِيثُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ
    حديث رقم: 987 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الرَّقَائِقِ بَابُ الْأَدْعِيَةِ
    حديث رقم: 2137 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْجَنَائِزِ النَّهْيُ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ
    حديث رقم: 10788 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ
    حديث رقم: 10941 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْقَصَصِ
    حديث رقم: 17607 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 250 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ أَبِي طَالِبٍ وَضَمِّهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ ، وَخُرُوجِهِ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى
    حديث رقم: 18 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْأَعْمَالِ وَالْفَرَائِضِ الَّتِي إِذَا أَدَّاهَا بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ،
    حديث رقم: 669 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم وَمِنْ ذِكْرِ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ
    حديث رقم: 369 في كتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس سُورَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
    حديث رقم: 5668 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء الْمُسَيِّبُ بْنُ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ أَبُو سَعِيدٍ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ سَعِيدٌ ، وَأُمُّهُ بِنْتُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ ، وَكَانَ الْمُسَيِّبُ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَقُتِلَ حَزْنٌ يَوْمَ الْيَمَامَةِ
    حديث رقم: 2070 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [4772] قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ الْمُسَيَّبُ بْنِ حَزْنٍ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ بَعْدَهَا نُونٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُ شَرْحِ الْحَدِيثِ فِي الْجَنَائِزِ قَوْلُهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ الْمُرَادُ حَضَرَتْ عَلَامَاتُ الْوَفَاةِ وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ انْتَهَى إِلَى الْمُعَايَنَةِ لَمْ يَنْفَعْهُ الْإِيمَانُ لَوْ آمَنَ وَيَدُلُّ عَلَى الْأَوَّلِ مَا وَقَعَ مِنَ الْمُرَاجَعَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ انْتَهَى وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ انْتَهَى إِلَى تِلْكَ الْحَالَةِ لَكِنْ رَجَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِذَا أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَلَوْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ أَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُهُ بِخُصُوصِهِ وَتَسُوغُ شَفَاعَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِهِ مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ أُجَادِلُ لَكَ بِهَا وَأَشْفَعُ لَكَ وَسَيَأْتِي بَيَانُهُ وَيُؤَيِّدُ الْخُصُوصِيَّةَ أَنَّهُ بَعْدَ أَنِ امْتَنَعَ مِنَالْإِقْرَارِ بِالتَّوْحِيدِ وَقَالَ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْرُكِ الشَّفَاعَةَ لَهُ بَلْ شَفَعَ لَهُ حَتَّى خُفِّفَ عَنْهُ الْعَذَابُ بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِهِ وَكَانَ ذَلِكَ مِنَ الْخَصَائِصِ فِي حَقِّهِ وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الرِّوَايَةُ بِذَلِكَ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّة قَوْله جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُسَيَّبُ حَضَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ فَإِنَّ الْمَذْكُورِينَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ أَيْضًا وَكَانَ الثَّلَاثَةُ يَوْمَئِذٍ كُفَّارًا فَمَاتَ أَبُو جَهْلٍ عَلَى كُفْرِهِ وَأَسْلَمَ الْآخَرَانِ وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الشُّرَّاحِ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ مَرَاسِيلِ الصَّحَابَةِ فَمَرْدُودٌ لِأَنَّهُ اسْتَدَلَّ بِأَنَّ الْمُسَيَّبَ عَلَى قَوْلِ مُصْعَبٍ مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ وَعَلَى قَوْلِ الْعَسْكَرِيِّ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ فَأَيًّا مَا كَانَ فَلَمْ يَشْهَدْ وَفَاةَ أَبِي طَالِبٍ لِأَنَّهُ تُوُفِّيَ هُوَ وَخَدِيجَةُ فِي أَيَّامٍ مُتَقَارِبَةٍ فِي عَامٍ وَاحِدٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ نَحْوَ الْخَمْسِينَ انْتَهَى وَوَجْهُ الرَّدِّ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الْمُسَيَّبِ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ أَنْ لَا يَشْهَدَ وَفَاةَ أَبِي طَالِبٍ كَمَا شَهِدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ كَافِرٌ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَعَجَبٌ مِنْ هَذَا الْقَائِلُ كَيْفَ يَعْزُو كَوْنَ الْمُسَيَّبِ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ إِلَى الْعَسْكَرِيِّ وَيَغْفُلُ عَنْ كَوْنِ ذَلِكَ ثَابِتًا فِي هَذَا الصَّحِيحِ الَّذِي شَرَحَهُ كَمَا مَرَّ فِي الْمَغَازِي وَاضِحًا قَوْلُهُ أَيْ عَمِّ أَمَّا أَيْ فَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ حَرْفُ نِدَاءٍ وَأَمَّا عَمِّ فَهُوَ مُنَادَى مُضَافٌ وَيَجُوزُ فِيهِ إِثْبَاتُ الْيَاءِ وَحَذْفُهَا قَوْلُهُ كَلِمَةً بِالنَّصْبِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ الِاخْتِصَاصِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ قَوْلُهُ أُحَاجَّ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ مِنَ الْمُحَاجَّةِ وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْحُجَّةِ وَالْجِيمُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْجَزْمِ جَوَابُ الْأَمْرِ وَالتَّقْدِيرُ إِنْ تَقُلْ أُحَاجَّ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي الْجَنَائِزِ أَشْهَدُ بَدَلَ أُحَاجَّ وَفِي رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ أُجَادِلُ عَنْكَ بِهَا زَادَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَيْ عَمِّ إِنَّكَ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ حَقًّا وَأَحْسَنُهُمْ عِنْدِي يَدًا فَقُلْ كَلِمَةً تَجِبُ لِي بِهَا الشَّفَاعَةُ فِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْلُهُ فَلَمْ يَزَلْ يَعْرِضُهَا بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَفِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ فَقَالَ لَهُ ذَلِك مرَارًا قَوْله وَيُعِيد أَنه بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ أَيْ وَيُعِيدَانِهِ إِلَى الْكُفْرِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ قَارَبَ أَنْ يَقُولَهَا فَيَرُدَّانِهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ فَيَعُودَانِ لَهُ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ وَهِيَ أَوْضَحُ وَوَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَقُولُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ كَذَا فِي الْأُصُولِ وَعِنْدَ أَكْثَرِ الشُّيُوخِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ عَرَضَ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ وَكَرَّرَهَا عَلَيْهِ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَيُعِيدَانِ لَهُ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ وَالْمُرَادُ قَوْلُ أَبِي جَهْلٍ وَرَفِيقُهُ لَهُ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَوْلُهُ آخِرُ مَا كَلَّمَهُمْ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ وَفِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَرَادَ بِذَلِكَ نَفْسَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَالَ أَنَا فَغَيَّرَهَا الرَّاوِي أَنَفَةً أَنْ يَحْكِيَ كَلَامَ أَبِي طَالِبٍ اسْتِقْبَاحًا لِلَّفْظِ الْمَذْكُورِ وَهِيَ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ الْحَسَنَةِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُجَاهِد قَالَ يَا بن أَخِي مِلَّةُ الْأَشْيَاخِ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالطَّبَرِيِّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ يَقُولُونَ مَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ إِلَّا جَزَعُ الْمَوْتِ لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ وَفِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ قَالَ لَوْلَا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ عَارٌ لَمْ أُبَالِ أَنْ أَفْعَلَ وَضَبْطُ جَزَعُ بِالْجِيمِ وَالزَّايِ وَلِبَعْضِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ قَوْلُهُ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ هُوَ تَأْكِيدٌ مِنَ الرَّاوِي فِي نَفْيِ وُقُوعِ ذَلِكَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ وَكَأَنَّهُ اسْتَنَدَ فِي ذَلِكَ إِلَى عَدَمِ سَمَاعِهِ ذَلِكَ مِنْهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ وَهَذَا الْقَدْرُ هُوَ الَّذِي يُمْكِنُ إِطْلَاعُهُ عَلَيْهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَطْلَعَهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ لَيْسَ الْمُرَادُ طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ الْعَامَّةِ وَالْمُسَامَحَةُ بِذَنْبِ الشِّرْكِ وَإِنَّمَاالْمُرَادُ تَخْفِيفُ الْعَذَابِ عَنْهُ كَمَا جَاءَ مُبَيَّنًا فِي حَدِيثٍ آخَرَ قُلْتُ وَهِيَ غَفْلَةٌ شَدِيدَةٌ مِنْهُ فَإِنَّ الشَّفَاعَةَ لِأَبِي طَالِبٍ فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ لَمْ تَرِدْ وَطَلَبُهَا لَمْ يُنْهَ عَنْهُ وَإِنَّمَا وَقَعَ النَّهْيُ عَنْ طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ الْعَامَّةِ وَإِنَّمَا سَاغَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتِدَاءً بِإِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ وَرَدَ نَسْخُ ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَاضِحًا قَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين أَيْ مَا يَنْبَغِي لَهُمْ ذَلِكَ وَهُوَ خَبَرٌ بِمَعْنَى النَّهْيِ هَكَذَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ شِبْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ فَلَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لِأَبِي طَالِبٍ حَتَّى يَنْهَانِي عَنْهُ رَبِّي فَقَالَ أَصْحَابُهُ لَنَسْتَغْفِرَنَّ لِآبَائِنَا كَمَا اسْتَغْفَرَ نَبِيُّنَا لِعَمِّهِ فَنَزَلَتْ وَهَذَا فِيهِ إِشْكَالٌ لِأَنَّ وَفَاةَ أَبِي طَالِبٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ اتِّفَاقًا وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى قَبْرَ أُمِّهِ لَمَّا اعْتَمَرَ فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَالْأَصْلُ عَدَمُ تَكَرُّرِ النُّزُولِ وَقَدْ أخرج الْحَاكِم وبن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ عَن مَسْرُوق عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ فَاتَّبَعْنَاهُ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمَّ بَكَى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ فَقَالَ إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي جَلَسْتُ عِنْدَهُ قَبْرُ أُمِّي وَاسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَأَنْزَلَ عَلَيَّ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين وَأخرج أَحْمد من حَدِيث بن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ وَفِيهِ نَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ وَلَمْ يَذْكُرْ نُزُولَ الْآيَةِ وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى رَسْمَ قَبْرٍ وَمِنْ طَرِيقِ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ أُمِّهِ حَتَّى سَخِنَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ رَجَاءَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فَيَسْتَغْفِرَ لَهَا فَنَزَلَتْ وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن بن عَبَّاس نَحْو حَدِيث بن مَسْعُودٍ وَفِيهِ لَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ عُسْفَانَ وَفِيهِ نُزُولُ الْآيَةِ فِي ذَلِكَ فَهَذِهِ طُرُقٌ يُعَضِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَفِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى تَأْخِيرِ نُزُولِ الْآيَةِ عَنْ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ بَعْدَ أَنْ شُجَّ وَجْهُهُ رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ لَكِنْ يَحْتَمِلُ فِي هَذَا أَنْ يَكُونَ الِاسْتِغْفَارُ خَاصًّا بِالْأَحْيَاءِ وَلَيْسَ الْبَحْثُ فِيهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ الْآيَةِ تَأَخَّرَ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهَا تَقَدَّمَ وَيَكُونُ لِنُزُولِهَا سَبَبَانِ مُتَقَدِّمٌ وَهُوَ أَمْرُ أَبِي طَالِبٍ وَمُتَأَخِّرٌ وَهُوَ أَمْرُ آمِنَةَ وَيُؤَيِّدُ تَأْخِيرَ النُّزُولِ مَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ بَرَاءَةٌ مِنَ اسْتِغْفَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُنَافِقِينَ حَتَّى نَزَلَ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي تَأْخِيرَ النُّزُولِ وَإِنْ تَقَدَّمَ السَّبَبُ وَيُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الْبَابِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت لِأَنَّهُ يُشْعِرُ بِأَنَّ الْآيَةَ الْأُولَى نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ وَفِي غَيْرِهِ وَالثَّانِيَةُ نَزَلَتْ فِيهِ وَحْدَهُ وَيُؤَيِّدُ تَعَدُّدَ السَّبَبِ مَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِوَالِدَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ الْآيَة وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ أَلَا نَسْتَغْفِرُ لِأَبَائِنَا كَمَا اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ فَنَزَلَتْ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ ذَكَرْنَا لَهُ أَنَّ رِجَالًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِذَا خُتِمَ عُمْرُهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حُكِمَ بِإِسْلَامِهِ وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ قَارَنَ نُطْقُ لِسَانِهِ عَقْدَ قَلْبِهِ نَفَعَهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهَ تَعَالَى بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ وَصَلَ إِلَى حَدِّ انْقِطَاعِ الْأَمَلِ مِنَ الْحَيَاةِ وَعَجَزَ عَنْ فَهْمِ الْخِطَابِ وَرَدِّ الْجَوَابِ وَهُوَ وَقْتُ الْمُعَايَنَةِ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَوْلُهُ الْعُدْوَانُ وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ أَيْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَأَرَادَ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ فِي قِصَّةِ مُوسَى وَشُعَيْب فَلَا عدوان على وَالْعَدَاءُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ مَمْدُودٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله فَلَا عدوان على وَهُوَ وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَالْعَدْوُ كُلُّهُ وَاحِدٌ وَالْعَدْوُمِنْ قَوْلِهِ عَدَا فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ أُولِي الْقُوَّةِ لَا يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ لَتَنُوءُ لَتَثْقُلُ فَارِغًا إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى الْفَرِحِينَ الْمَرِحِينَ قُصِّيهِ اتَّبِعِي أَثَرَهُ وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ الْكَلَامَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ عَنْ جُنُبٍ عَنْ بُعْدٍ وَعَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا نَبْطِشُ وَنَبْطُشُ أَيْ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا يَأْتَمِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ هَذَا جَمِيعُهُ سَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ وَالْأَصِيلِيِّ وَثَبَتَ لِغَيْرِهِمَا مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ ذِكْرُ مُوسَى تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ فِي قِصَّةِ مُوسَى وَكَذَا قَوْلُهُ نَبْطِشُ إِلَخْ. وَأَمَّا قَوْلُهُ الْفَرِحِينَ الْمَرِحِينَ فَهُوَ عِنْدَ بن أَبِي حَاتِمٍ مَوْصُولٌ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس وَقَوله قصيه اتبعي أَثَره وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ قُصِّي أَثَرَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ قُصِّيهِ اتَّبِعِي أَثَرَهُ يُقَالُ قَصَصْتُ آثَارَ الْقَوْمِ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ أَيْ عَنْ بُعْدٍ وَتَجَنُّبٍ وَيُقَالُ مَا تَأْتِينَا إِلَّا عَنْ جَنَابَةٍ وَعَنْ جُنُبٍ قَوْلُهُ تَأْجُرُنِي تَأْجُرُ فُلَانًا تُعْطِيهِ أَجْرًا وَمِنْهُ التَّعْزِيَةُ آجَرَكَ اللَّهُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَقَدْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حجج مِنَ الْإِجَارَةِ يُقَالُ فُلَانٌ تَأَجَّرَ فُلَانًا وَمِنْهُ آجَرَكَ اللَّهُ قَوْلُهُ الشَّاطِئُ وَالشَّطُّ وَاحِدٌ وَهُمَا ضَفَّتَا وَعُدْوَتَا الْوَادِي ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ أَيْضًا وَقَدْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادي الشَّاطِئُ وَالشَّطُّ وَاحِدٌ وَهُمَا ضَفَّتَا الْوَادِي وَعُدْوَتَاهُ قَوْلُهُ كَأَنَّهَا جَانٌّ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى حَيَّةٌ تَسْعَى وَالْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ الْجَانُّ وَالْأَفَاعِي وَالْأَسَاوِدُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ أَيْضًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْلُهُ مَقْبُوحِينَ مُهْلَكِينَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَة أَيْضا قَوْله وصلنا بَيناهُ وأتمناه هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل قَالَ بَيَّنَّا لَهُمُ الْقَوْلَ وَقِيلَ الْمَعْنَى أَتْبَعْنَا بَعْضَهُ بَعْضًا فَاتَّصَلَ وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَوْلُهُ يُجْبَى يُجْلَبُ هُوَ بِسُكُونِ الْجِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ ثُمَّ مُوَحَّدَةٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةُ فِي قَوْلِهِ يجبي إِلَيْهِ ثَمَرَات كل شَيْء أَيْ يُجْمَعُ كَمَا يُجْمَعُ الْمَاءُ فِي الْجَابِيَةِ فَيُجْمَعُ لِلْوَارِدِ قَوْلُهُ بَطِرَتْ أَشِرَتْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بطرت معيشتها أَيْ أَشِرَتْ وَطَغَتْ وَبَغَتْ وَالْمَعْنَى بَطِرَتْ فِي مَعِيشَتِهَا فَانْتَصَبَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْمَعْنَى أَبْطَرَتْهَا مَعِيشَتُهَا قَوْلُهُ فِي أُمِّهَا رَسُولًا أُمُّ الْقُرَى مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أُمُّ الْقُرَى مَكَّةُ فِي قَوْلِ الْعَرَبِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ نَحْوُهُ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ فِي أُمِّهَا قَالَ فِي أَوَائِلِهَا قَوْلُهُ تُكِنُّ تُخْفِي أَكْنَنْتُ الشَّيْءُ أَخْفَيْتُهُ وَكَنَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِبَعْضِهِمْ أَكْنَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ وكننته خفيته وَقَالَ بن فَارِسٍ أَخْفَيْتُهُ سَتَرْتُهُ وَخَفَيْتُهُ أَظْهَرْتُهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورهمْ أَيْ تُخْفِي يُقَالُ أَكْنَنْتُ ذَلِكَ فِي صَدْرِي بِأَلِفٍ وَكَنَنْتُ الشَّيْءَ خَفَيْتُهُ وَهُوَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَكْنَنْتُ وَكَنَنْتُ وَاحِدٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَكْنَنْتُهُ إِذَا أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ وَهُوَ من الأضداد قَوْلُهُ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ مِثْلُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لمن يَشَاء وَيقدر يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ وَقَعَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ويكأن الله أَيْ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ ويكأن الله أَي أَولا يعلم أَن الله (قَوْلُهُ بَابُ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) سَقَطَتِ التَّرْجَمَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ

    باب قَوْلِهِ: {{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}}(قوله: {{إنك}}) أي يا محمد ولأبي ذر عن الهروي باب قوله: إنك ({{لا تهدي من أحببت}}) [القصص: 56] هدايته أو أحببته لقرابته وقد أجمع المفسرون كما قاله الزجاج أنها نزلت في أبي طالب ({{ولكن الله يهدي من يشاء}}) ولا تنافي بين هذه وبين قوله في الآية الأخرى: {{وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}} لأن الذي أثبته وأضافه إليه الدعوة والذي نفى عنه هداية التوفيق وشرح الصدر وهو نور يقذف في القلب فيحيا به.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4512 ... ورقمه عند البغا: 4772 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ عِنْدَهِ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: «أَيْ عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ». فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}} وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {{أُولِي الْقُوَّةِ}}: لاَ يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ {{لَتَنُوءُ}}: لَتُثْقِلُ. {{فَارِغًا}}: إِلاَّ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى.{{الْفَرِحِينَ}}: الْمَرِحِينَ. {{قُصِّيهِ}}: اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ الْكَلاَمَ. {{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}} عَنْ جُنُبٍ: عَنْ بُعْدٍ، عَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا. يَبْطِشُ وَيَبْطُشُ، {{يَأْتَمِرُونَ}}: يَتَشَاوَرُونَ. الْعُدْوَانُ وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ. {{آنَسَ}}: أَبْصَرَ. {{الْجِذْوَةُ}}: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ، وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ. وَالْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ. {{رِدْءًا}}: مُعِينًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُصَدِّقُنِي. وَقَالَ غَيْرُهُ {{سَنَشُدُّ}}: سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا. {{مَقْبُوحِينَ}}: مُهْلَكِينَ. {{وَصَّلْنَا}}: بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ. {{يُجْبَى}}: يُجْلَبُ. {{بَطِرَتْ}}: أَشِرَتْ. {{فِي أُمِّهَا رَسُولًا}}: أُمُّ الْقُرَى مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا. {{تُكِنُّ}}: تُخْفِي أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ أَخْفَيْتُهُ، وَكَنَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ. {{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ}}: مِثْلُ. {{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}}: يُوَسِّعُ عَلَيْهِ، وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ.وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (سعيد بن المسيب عن أبيه) المسيب بن حزن له ولأبي صحبة عاش إلى خلافة عثمان أنه (قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة) أي علامتها بعد المعاينة وعدم الانتفاع بالإيمان لو آمن (جاء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوجد عنده أبا جهل) هو ابن هشام (وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة) أخا أم سلمة أسلم عام الفتح كالمسيب
    فلم يشهد وفاة أبي طالب، فالحديث مرسل صحابي كذا قرره الكرماني، وردّه الحافظ ابن حجر بأنه لا يلزم من تأخر إسلامه عدم حضوره وفاة أبي طالب كما شهدها عبد الله بن أبي أمية وهو كافر ثم أسلم، وتعقبه العيني بأن حضور عبد الله بن أبي أمية ثبت في الصحيح ولم يثبت حضور المسيب لا في الصحيح ولا في غيره وبالاحتمال لا يرد على كلام بغير احتمال.وأجاب في انتقاض الاعتراض فقال: هذا كلام عجيب إنما يتوجه الرد على من قال جازمًا إن المسيب لم يحضرها ولم يذكر مستندًا إلا أنه كان كافرًا لا يمتنع أن يشهد وفاة كافر فتوجه الرد على الجزم، ويؤيده أن عنعنة الصحابي محمولة على السماع إلا إذا أدرك قصة ما أدركها كحديث عائشة عن قصة المبعث النبوي فتلك الرواية تسمى مرسل صحابي، وأما لو أخبر عن قصة أدركها ولم يصرح فيها بالسماع ولا المشاهدة فإنها محمولة على السماع وهذا شأن حديث المسيب فهذا الذي يمشي على الاصطلاح الحديثي وأما الدفع بالصدر فلا يعجز عنه أحد لكنه لا يجدي شيئًا انتهى.(فقال): -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي طالب (أي عم قل لا إله إلا الله كلمة) بالنصب على البدل ويجوز الرفع خبر مبتدأ محذوف (أحاجّ لك بها عند الله) بضم الهمزة وفتح الحاء المهملة وبعد الألف جيم مشدّدة مضمومة في الفرع خبر مبتدأ محذوف، وفي بعض النسخ فتح الجيم على الجزم جواب الأمر، والتقدير أن تقل أحاج وهو من المحاججة مفاعلة من الحجة. وعند الطبري من طريق سفيان بنحسين عن الزهري قال: أي عم إنك أعظم الناس عليّ حقًّا وأحسنهم عندي يدًا فقل كلمة تجب لي بها الشفاعة فيك يوم القيامة.(فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية): لأبي طالب (أترغب عن ملة عبد المطلب؟) يقال رغب عن الشيء إذا لم يرده ورغب فيه إذا أراده (فلم يزل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعرضها) أي كلمة الإخلاص (عليه) على أبي طالب (ويعيدانه) بضم أوله والضمير المنصوب لأبي طالب (بتلك المقالة) وهي قولهما: أتركب وكأنه كان قد قارب أن يقولها فيردانه. وقال البرماوي كالزركشي: صوابه ويعيدان له تلك المقالة، وتعقبه في المصابيح فقال: ضاق عطنه يعني الزركشي عن توجيه اللفظ على الصحة فجزم بخطئه، ويمكن أن يكون ضمير النصب من قوله: ويعيدانه ليس عائدًا على أبي طالب وإنما هو عائد على الكلام بتلك المقالة، ويكون بتلك المقالة ظرفًا مستقرًّا منصوب المحل على الحال من ضمير النصب العائد على الكلام والباء للمصاحبة أي يعيدان الكلام في حالة كونه متلبسًا بتلك المقالة وإن بنينا على جواز إعمال ضمير المصدر كما ذهب إليه بعضهم في مثل مروري بزبد حسن وهو بعمرو قبيح فالأمر واضح، وذلك بأن يجعل ضمير الغيبة عائدًا على التكلم المفهوم من السياق والباء متعلقة بنفس الضمير العائد عليه أي ويعيدان التكلم بتلك المقالة.(حتى قال أبو طالب آخر) نصب على الظرفية (ما كلمهم على ملّة عبد المطلب) وفي الجنائز: هو على ملة عبد المطلب وأراد نفسه أو قال: أنا على ملة عبد المطلب فغيرها الراوي أنفة أن يحكى كلامه استقباحًا للتلفظ به. (وأبى) امتنع (أن يقول لا إله إلا الله) قال في الفتح: هو تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب.(قال) المسيب: (فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: والله لأستغفرن لك) كما استغفر الخليل لأبيه (ما لم أُنه عنك) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول (فأنزل الله) تعالى: {{ما كان للنبي والذين آمنوا}} أي ما ينبغي لهم {{أن يستغفروا للمشركين}} زاد في نسخة (ولو كانوا أولي قربى} [التوبة: 113] الآية خبر بمعنى النهي.واستشكل هذا بأن وفاة أبي طالب وقعت قبل الهجرة بمكة بغير خلاف، وقد ثبت أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية. رواه الحاكم وابن أبي حاتم عن ابن مسعود والطبراني عن ابن عباس، وفي ذلك دلالة على تأخر نزول الآية عن وفاة أبي طالب، والأصل
    عدم تكرار النزول. وأجيب: باحتمال تأخر نزول الآية وإن كان سببها تقدّم ويكون لنزولها سببان متقدم وهو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة، ويؤيد تأخر النزول ما في سورة براءة من استغفاره عليه الصلاة والسلام للمنافقين حتى نزل النهي عنه قاله في الفتح قال: ويرشد إلى ذلك قوله: (وأنزل الله)
    تعالى: {{في أبي طالب فقال لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}}) [القصص: 56] ففيه إشعار بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وغيره والثانية نزلت فيه وحده.وقد مرّ الحديث في كتاب الجنائز.(قال ابن عباس): في ({{أولي القوة}}) من قوله: {{وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة}} [القصص: 76]. (لا يرفعها العصبة من الرجال) وروي عنه أنه كان يحمل مفاتح قارون أربعون رجلًا أقوى ما يكون من الرجال، وروي عن ابن عباس أيضًا حمل المفاتح على نفس المال فقال: كانت خزائنه يحملها أربعون رجلًا أقوياء. ({{لتنوء}}) أي (لتثقل) يقال: ناء به الحمل حتى أثقله وأماله أي لتثقل المفاتح العصبة والباء في بالعصبة للتعدية كالهمزة.({{فارغًا}}) في قوله: {{وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا}} [القصص: 10] أي خاليًا من كل شيء (إلا من ذكر موسى) وقال البيضاوي كالزمخشري صفرًا من العقل لما دهمها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون.({{الفرحين}}) في قوله: {{لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}} [القصص: 76]. قال ابن عباس فيما رواه ابن أبي حاتم عنه أي (المرحين) وقال مجاهد يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فالفرح بالدنيا مذموم مطلقًا لأنه نتيجة حبها والرضا بها والذهول عن ذهابها فإن العلم بأن ما فيها من اللذة مفارق ولا محالة يوجب الترح وما أحسن قول المتنبي:أشد الغم عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا({{قصة}}) في قوله حكاية عن أم موسى {{وقالت لأخته قصيه}} أي (اتبعي أثره) حتى تعلمي خبره وكانت أخته لأبيه وأمه واسمها مريم (وقد يكون أن يقص الكلام) كما في قوله تعالى: {{نحن نقص عليك}} وقص الرؤيا إذا أخبر بها.({{عن جنب}}) في قوله: {{فبصرت به عن جنب}} [القصص: 11] أي أبصرت أخت موسى موسى مستخفية كائنة (عن بُعْد) صفة لمحذوف أي عن مكان بعيد، وقال أبو عمرو بن العلاء أي عن شوق وهي لغة جذام يقولون جنبت إليك أي اشتقت وقوله: (عن جنابة واحد) أي في معنى البعد (وعن اجتناب أيضًا) وقرئ قوله: عن جنب بفتح الجيم وسكون النون وبفتحهما وبضم الجيم وسكون النون، وعن جانب وكلها شاذة والمعنى واحد.({{نبطش}}) بالنون وكسر الطاء (ونبطش) بضم الطاء لغتان ومراده الإشارة إلى قوله: {{فلما أراد أن يبطش}} [القصص: 19] لكن الآية بالياء وكذا وقع في بعض نسخ البخاري بل هو الذي في اليونينية وبالنون فيهما في فرعها والضم قراءة أبي جعفر والكسر قراءة الباقين.({{يأتمرون}}) في قوله: {{يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك}} [القصص: 20] أي (يتشاورون) بسببك. قال في الأنوار: وإنما سمي التشاور ائتمارًا لأن كلاًّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر وسقط لأبي ذر والأصيلي. قال ابن عباس: أولي القوة إلى هنا.(العدوان) في قوله تعالى: {{فلا عدوان عليّ}} [القصص: 28] معناه (والعداء) بالفتح والخفيف وفي الناصرية بضم العين وكسرها ولم يضبطها في الفرع كأصله وآل ملك (والتعدي) بالتشديد (واحد) في معنى التجاوز عن الحق.({{آنس}}) بالمد في قوله: {{وسار بأهله آنس من جانب الطور نارًا}} [القصص: 29] أي (أبصر) من الجهة التي تلي الطور نارًا وكان في البرية في ليلة مظلمة.(الجذوة) في قوله تعالى: {{لعلّي آتيكم منها بخبر أو جذوة}} [القصص: 29] هي (قطعة غليظة من الخشب) أي في رأسها نار (ليس فيها لهب) قال ابن مقبل:باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوّار ولا ذعر
    الخوار الذي يتقصف والذعر الذي فيه لهب، وقد ورد ما يقتضي وجود اللهب فيه قال الشاعر:وألقى على قيس من النار جذوة ... شديدًا عليها حميها والتهابهاوقيل: الجذوة العود الغليظ سواء كان في رأسه نار أو لم يكن وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار كما في الآية أو جذوة من النار.(والشهاب) المذكور في النمل في قوله: {{بشهاب قبس}} [النمل: 7] هو ما (فيه لهب) وذكر تتميمًا للفائدة.(والحيات) جمع حيّة يشير إلى قوله: ({{فألقاها}}) يعني فألقى موسى عصاه {{فإذا هي حية تسعى}} [طه: 20] وأنها (أجناس الجان) كما في قوله هنا: كأنها جان (والأفاعي والأساود) وكذا الثعبان في قوله: {{فإذا هي ثعبان مبين}} [الأعراف: 107] ولم يذكره المؤلّف، وقد قيل إن موسى عليه السلام لما ألقى العصا انقلبت حيّة صفراء بغلظ العصا ثم تورمت وعظمت فلذلك سماها جانًا تارة نظرًا إلى المبدأ، وثعبانًا مرة باعتبار المنتهى، وحية أخرى بالاسم الشامل للحالين، وقيل كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجان ولذلك قال: كأنها جان.({{ردءًا}}) في قوله: {{فأرسله معي ردءًا}} [القصص: 34] أي (معينًا) وهو في الأصل اسم ما يعان به كالدفء بمعنى المدفوء به فهو فعل بمعنى مفعول ونصبه على الحال.(قال ابن عباس: يصدقني) بالرفع وبه قرأ حمزة وعاصم على الاستئناف أو الصفة لردءًا أو الحال من هاء أرسله أو من الضمير في ردءًا أي مصدقًا وبالجزم، وبه قرأ الباقون جوابًا للأمر يعني إن أرسلته يصدقني، وقيل ردءًا كيما يصدقني أو لكي يصدقني فرعون وليس الغرض بتصديق هارون أن يقول له: صدقت أو يقول للناس: صدق موسى بل إنه يلخص بلسانه الفصيح وجوه الدلائل ويجيب عن الشبهات.(وقال غيره): أي غير ابن عباس ({{سنشد}}) عضدك أي (سنعينك كلما عززت شيئًا) بعين مهملة وزايين معجمتين (فقد جعلت له عضدًا) يقويه وهو من باب الاستعارة شبه حالة موسى بالتقوّي بأخيه بحالة اليد المتقوية بالعضد فجعل كأنه يد مستندة بعضد شديدة، وسقط لأبي ذر والأصيلي من قوله: ({{أنس}}) إلى هنا.(مقبوحين) أي (مهلكين) ومراده قوله: {{ويوم القيامة هم من المقبوحين}} [القصص: 42]. وهذا تفسير أبي عبيدة وقال غيره: من المطرودين ويسمى ضد الحسن قبيحًا لأن العين تنبو عنه فكأنها تطرده.({{وصلنا}}) {{لهم القول}}) أي (بيناه وأتممناه) قاله ابن عباس وقيل أتبعنا بعضه بعضًا فاتصل، وقال ابن زيد وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا، وقال الزجاج: أي فصلناه بأن وصلنا ذكر الأنبياء وأقاصيص من مضى بعضها ببعض.({{يجبى}}) في قوله: {{أو لم نمكّن لهم حرفًا آمنًا يجبى}} [القصص: 57] أي (يجلب) إليه ثمرات كل شيء.({{بطرت}}) في قوله تعالى: {{وكم أهلكنا من قرية بطرت}} [القصص: 58] (أشرت) وزنًا ومعنى أي وكم من أهل قرية كانت حالهم كحالكم في الأمن وخفض العيش حتى أشروا فدمر الله عليهم وخرب ديارم قال في الأنوار.({{في أمّها رسولًا}}) في قوله تعالى: {{وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولًا}} [القصص: 59] (أم القرى مكة) لأن الأرض دحيت من تحتها (وما حولها) ومراده أن الضمير في أمها للقرى ومكة وما حولها تفسير للأم لكن في إدخال ما حولها في ذلك نظر على ما لا يخفى.({{تكنّ}}) في قوله: {{وربك يعلم ما تكنّ صدورهم}} [القصص: 69] أي (ما تخفي) صدورهم يقال (أكننت الشيء) بالهمزة وضم التاء وفي بعضها بفتحها أي (أخفيته وكننته) بتركها من الثلاثي وضم التاء وفتحها أي (أخفيته وأظهرته) بالهمز فيهما، وفي نسخة معتمدة خفيته بدون همز أظهرته بدون واو قال ابن فارس: أخفيته سترته وخفيته أظهرته. وقال أبو عبيدة: أكننته إذا أخفيته وأظهرته وهو من الأضداد.({{ويكأن الله}}) هي (مثل: {{ألم تر أن الله}}) وحينئذ تكون ويكأن كلها كلمة مستقلة بسيطة وعند الفراء أنها بمعنى أما ترى إلى صنع الله؟ وقيل غير ذلك ({{يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}}) [الرعد: 26] أي (يوسع عليه ويضيق عليه) أي بمقتضى مشيئته لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يوجب النقص، وسقط لأبي ذر والأصيلي: ويكأن الله الخ.

    (بابُُ قَوْلِهِ: {{إنَّكَ لَا تَهْدِي منْ أحْبَبْتَ ولاكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}} (الْقَصَص: 65)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: {{إِنَّك لَا تهدى}} ... الْآيَة. قَوْله: (لَا تهدي) ، خطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: (من أَحْبَبْت) ، هدايته، وَقيل: لِقَرَابَتِهِ.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4512 ... ورقمه عند البغا:4772 ]
    - حدَّثنا أبُو اليَمانِ أخْبَرَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخبرَني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ عَنْ أبِيهِ قَالَ لمّا حَضَرَتْ أَبَا طالِبٍ الوَفاةُ جاءَهُ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ الله بنَ أبي أميَّةَ بنِ المُغِيَرةِ فَقَالَ أيْ عَمِّ قُلْ لَا إل هَ إلاّ الله كَلِمَةً أُحاجُّ لَكَ بِها عِنْدَ الله فَقَالَ
    أبُو جَهْلٍ وعَبْدُ الله بنُ أبي أُمَيَّةَ أتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعْرِضُها عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ المَقالَةِ حَتَّى قَالَ أبُو طالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَأبي أَن يَقُولَ لَا إل هَ إلاَّ الله قَالَ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أنْهَ عَنْكَ فأنْزَلَ الله: {{مَا كانَ لِلنبيِّ والذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمشْرِكِين}} (التَّوْبَة: 311) وأنْزَلَ الله فِي أبي طَالب فَقَالَ لِرَسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {{إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ وَلاكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}} (الْقَصَص: 65) ..مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة. والْحَدِيث مر فِي كتاب الْجَنَائِز فِي: بابُُ إِذا قَالَ الْمُشرك عِنْد الْمَوْت: لَا إل هـ إلاَّ الله. قَالَ الْكرْمَانِي: قيل: هَذَا الْإِسْنَاد لَيْسَ على شَرط البُخَارِيّ إِذْ لم يرو عَن الْمسيب إلاَّ ابْنه، وَقَالَ صَاحب (التَّلْوِيح) : وَتَبعهُ صَاحب (التَّوْضِيح) : هَذَا الحَدِيث من مَرَاسِيل الصَّحَابَة لِأَن الْمسيب من مسلمة الْفَتْح على قَول مُصعب، وعَلى قَول العسكري مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة، فأياماً كَانَ فَلم يشْهد وَفَاة أبي طَالب لِأَنَّهُ توفّي هُوَ وَخَدِيجَة، رَضِي الله عَنْهَا. فِي أَيَّام مُتَقَارِبَة فِي عَام وَاحِد للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، نَحْو الْخمسين، ورد عَلَيْهِمَا بَعضهم بِأَنَّهُ لَا يلْزم من كَون الْمسيب مُتَأَخِّرًا إِسْلَامه أَن لَا يشْهد وَفَاة أبي طَالب كَمَا شَهِدَهَا عبد الله بن أبي أُميَّة وَهُوَ يومئذٍ كَافِر ثمَّ أسلم بعد ذَلِك. انْتهى. قلت: حُضُور عبد الله بن أبي أُميَّة وَفَاة أبي طَالب وَهُوَ كَافِر ثَبت فِي: (الصَّحِيح) وَلم يثبت حُضُور الْمسيب وَفَاة أبي طَالب وَهُوَ كَافِر لَا فِي: (الصَّحِيح) وَلَا فِي غَيره، وبالاحتمال لَا يرد على كَلَام بِغَيْر احْتِمَال، فَافْهَم.قَالَ ابنُ عَبَّاس أُولي القُوَّةِ لَا يَرْفَعُها العُصْبَةُ مِنَ الرِّجالِ. لَتَنُوءُ لَتُثْقِلُأَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {{وَآتَيْنَاهُ من الْكُنُوز مَا أَن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي الْقُوَّة}} (الْقَصَص: 67)الْآيَة. وَفسّر قَوْله: {{أولي الْقُوَّة}} بقوله: (لَا يرفعها الْعصبَة من الرِّجَال) والعصبة مَا بَين الْعشْرَة إِلَى خَمْسَة عشرَة قَالَه مُجَاهِد، وَعَن قَتَادَة: مَا بَين الْعشْرَة إِلَى أَرْبَعِينَ، وَعَن أبي صَالح: أَرْبَعُونَ رجلا وع ابْن عَبَّاس مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة، وَقيل: سِتُّونَ، وَفسّر قَوْله: (لتنوء) ، بقوله: (لتثقل) ، وَقيل: لتميل، وَهَذَا إِلَى قَوْله: يتشاورون، لم يثبت لأبي ذَر والأصيلي، وَثَبت لغَيْرِهِمَا إِلَى قَوْله: ذكر مُوسَى.فارِغاً إلاّ مِنْ ذِكْرِ مُوسَىأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَأصْبح فؤاد أم مُوسَى فَارغًا}} (الْقَصَص: 01) وَفسّر فَارغًا بقوله: (إلاَّ من ذكر مُوسَى) وَفِي التَّفْسِير: أَي سَاهِيا لاهياً من كل شَيْء إلاَّ من ذكر مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وهمه، قَالَه أَكثر الْمُفَسّرين، وَعَن الْكسَائي: فَارغًا أَي نَاسِيا، وَعَن أبي عُبَيْدَة أَي: فَارغًا من الْحزن لعلمها بِأَنَّهُ لم يغرق.الفَرِحِينَ المَرِحِينَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{لَا تفرح إِن الله لَا يحب الفرحين}} (الْقَصَص: 67) وَفَسرهُ بقوله: (المرحين) وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس.قُصِّيهِ اتبِعِي أثَرَهُ وَقَدْ يَكُونُ أنْ يَقُصَّ الكَلاَمَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَقَالَت لأخته قصيه فبصرت بِهِ عَن جنب وهم لَا يَشْعُرُونَ}} (الْقَصَص: 11) أَي: قَالَت أم مُوسَى لأخت مُوسَى: قصيه، أَي: اتبعي أَثَره، من قَوْلهم: قصصت آثَار الْقَوْم أَي: تبعتها. قَوْله: (وَقد يكون)إِلَى آخِره. أَرَادَ بِهِ أَن قصّ يكون أَيْضا من قصّ الْكَلَام كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {{نَحن نقص عَلَيْك}} (الْقَصَص: 11) وَمِنْه: قصّ الرُّؤْيَا إِذا أخبر بهَا.عَنْ جُنُبٍ عَنْ بُعْدٍ عَنْ جَنابَةٍ واحِدٌ وَعَنِ اجْتِنابٍ أيْضاًأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فبصرت بِهِ عَن جنب وهم لَا يَشْعُرُونَ}} وَفسّر: (عَن جنب) بقوله: (عَن بعد) أَي: بصرت أُخْت مُوسَى بمُوسَى أَي: أبصرته عَن بعد وَالْحَال أَنهم لَا يَشْعُرُونَ لَا يعلمُونَ أَنَّهَا أُخْت مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَعَن ابْن عَبَّاس: الْجنب
    أَن يسمو بصر الْإِنْسَان إِلَى الشَّيْء الْبعيد وَهُوَ إِلَى جنبه لَا يشْعر بِهِ، وَعَن قَتَادَة: جعلت أُخْت مُوسَى تنظر إِلَيْهِ كَأَنَّهَا لَا تريده. قَوْله: عَن جَنَابَة أَرَادَ بِهِ أَيْضا أَن معنى عَن جَنَابَة: عَن بعد. قَوْله: (وَاحِد) أَي: معنى عَن جَنَابَة: وَاحِد، وَكَذَلِكَ معنى: وَعَن اجْتِنَاب، وَالْحَاصِل أَن كل ذَلِك بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ: الْبعد، وَمِنْه: الْجنب. سمي بِهِ لِأَنَّهُ بعيد عَن تِلَاوَة الْقُرْآن.يَبْطِشُ: ويَبْطُشُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فَلَمَّا أَرَادَ أَن يبطش بِالَّذِي هُوَ عَدو لَهما}} (الْقَصَص: 91) وَبَين أَن فِيهِ لغتين إِحْدَاهمَا: يبطش، بِضَم الطَّاء، والآخرى: يبطش، بِالْكَسْرِ.يأْتَمِرُونَ: يَتَشَاوَرُونَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{قَالَ يَا مُوسَى إِن الْمَلأ يأتمرون بك ليقتلوك}} (الْقَصَص: 02) وَفسّر: (يأتمرون) بقوله: (يتشاورون) وَقيل: مَعْنَاهُ يَأْمر بَعضهم بَعْضًا، وَالْقَائِل لمُوسَى بذلك هوحزقيل مُؤمن آل فِرْعَوْن وَكَانَ ابْن عَم فِرْعَوْن، وَالْمَلَأ: الْجَمَاعَة.العُدْوَانُ والعَدَاءُ والتَّعَدِّي وَاحِدٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فَلَا عدوان عَليّ وَالله على مَا نقُول وَكيل}} (الْقَصَص: 82) وبيّنَ أَن معنى هَذِه الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة وَاحِد، وَهُوَ التَّعَدِّي والتجاوز عَن الْحق، وَالْقَائِل بِهَذَا هُوَ شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام، وقصته مَشْهُورَة.آنَسَ: أبْصَرَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فَلَمَّا قضى مُوسَى الْأَجَل وَسَار بأَهْله آنس من جَانب الطّور نَارا}} (الْقَصَص: 92) وَفَسرهُ بقوله: (أبْصر) .الجِذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ فِيها لَهَبٌ: والشِّهابُ فِيهِ لَهَبٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{أَو جذوة من النَّار لَعَلَّكُمْ تصطلون}} (الْقَصَص: 92) وَفسّر الجذوة بقوله: (قِطْعَة) إِلَى آخِره، وَقَالَ مقَاتل وَقَتَادَة: الجذوة الْعود الَّذِي احْتَرَقَ بعضه، وَجَمعهَا جذى، وَالْجِيم فِي جذوة مُثَلّثَة وَهِي لُغَات وقرءات وَمعنى: يصطلون تستدفئون. قَوْله: (والشهاب فِيهِ لَهب) ، أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النَّمْل: {{إِنِّي آنست نَارا لعَلي آتيكم مِنْهَا بِخَبَر أَو آتيكم بشهاب قبس لَعَلَّكُمْ تصطلون}} (النَّمْل: 7) وَفسّر الشهَاب بِأَن فِيهِ لهباً، قَالَ الْجَوْهَرِي: الشهَاب شعلة نَار ساطعة، وَقَالَ: اللهب لَهب النَّار وَهُوَ لسانها، وكنى أَبُو لَهب لجماله.كأنَّها جانٌّ وهْيَ فِي آيَةٍ أُخْرَى كأنَّها حَيَّةٌ حَيَّةٌ تَسْعَى والحَيَّاتُ أجْناسٌ الجانُّ والأفاعِي والأساوِدُهَذَا ثَبت للنسفي، وَأَشَارَ بقوله: (كَأَنَّهَا) إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي هَذِه السُّورَة: {{وَأَن ألق عصاك فَلَمَّا رَآهَا تهتز كَأَنَّهَا جَان ولى مُدبرا}} (الْقَصَص: 13) قَوْله: (وَهِي فِي آيَة أُخْرَى) {{كَأَنَّهَا حَيَّة تسْعَى}} (طه: 02) وَهُوَ فِي سُورَة طه، وَهِي قَوْله تَعَالَى: {{قَالَ: القها يَا مُوسَى فألقاها فَإِذا هِيَ حَيَّة تسْعَى}} وَفِي الشُّعَرَاء: {{فَألْقى عَصَاهُ فَإِذا هِيَ ثعبان مُبين}} (الْأَعْرَاف: 701 وَالشعرَاء: 23) وَلم يذكر البُخَارِيّ هَذَا مَعَ أَنه دَاخل فِي قَوْله: (والحيات أَجنَاس) وَهِي جمع حَيَّة وَهِي إسم جنس يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَالصَّغِير وَالْكَبِير، وَذكر الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن الْحَيَّة والجان والثعبان، فالحية تَشْمَل الجان والثعبان، وَكَانَت حَيَّة لَيْلَة المخاطبة لِئَلَّا يخَاف مُوسَى علهي الصَّلَاة وَالسَّلَام، مِنْهَا إِذا أَلْقَاهَا بَين يَدي فِرْعَوْن، وَعَن ابْن عَبَّاس: صَارَت حَيَّة صفراء لَهَا عرف كعرف الْفرس، وَجعلت تتورم حَتَّى صَارَت ثعباناً وَهِي أكبر مَا يكون من الْحَيَّات فَلذَلِك قَالَ فِي مَوضِع آخر: {{كَأَنَّهَا جَان}} وَهِي أَصْغَر الْحَيَّات وَفِي مَوضِع آخر: ثعبان، وَهُوَ أعظمها، فالجان ابْتِدَاء حَالهَا والثعبان. انْتِهَاء حَالهَا، وَكَانَ الجان فِي سرعَة فَلذَلِك قَالَ: {{فَلَمَّا رَآهَا تهتز كَأَنَّهَا جَان}} وَيُقَال: كَانَ مَا بَين لحيي الْحَيَّة أَرْبَعُونَ ذِرَاعا، وَعَن ابْن عَبَّاس: لما انقلبت الْحَيَّة ثعباناً ذكرا صَار يبتلع الصخر وَالْحجر. قَوْله: (والأفاعي) جمع أَفْعَى على وزن أفعل، يُقَال: هَذِه أَفْعَى بِالتَّنْوِينِ، والأفعوان ذكر الأفاعي. قَوْله: (والأساود) ، جمع أسود وَهُوَ الْعَظِيم من الْحَيَّات وَفِيه سَواد، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الْجمع الأساود لِأَنَّهُ إسم، وَلَو كَانَ صفة لجمع على فعل يَعْنِي لقَالَ: سود، يُقَال: أسود سالخ غير مُضَاف لِأَنَّهُ يسلخ جلده كل عَام وَالْأُنْثَى: أَسْوِدَة، وَلَا تُوصَف بسالخة.رِدْءاً مُعِيناًأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَأخي هَارُون هُوَ أفْصح مني لِسَانا فَأرْسلهُ معي ردْءًا يصدقني}} (الْقَصَص: 43) وَفَسرهُ بقوله: (معينا) يُقَال: فلَان رده فلَان إِذا كَانَ ينصره ويشد ظَهره، وَيُقَال: أردأت الرجل أعنته.
    عبيد الله ال ابنُ عَبَّاسٍ لِكَي يُصَدِّقُنِي. وَقَالَ غيْرُهُ سَنَشُدُّ كُلَّما عَزَّزْتَ شَيْئاً فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُداًأَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {{ردأ يصدقني}} (الْقَصَص: 43) لكَي يصدقني، وَفِي التَّفْسِير: يصدقني أَي: مُصدقا وَلَيْسَ الْغَرَض بتصديقه أَن يَقُول لَهُ: صدقت، أَو يَقُول للنَّاس: صدق مُوسَى، وَإِنَّمَا هُوَ أَن يلخس بِلِسَانِهِ الْحق أَو يبسط القَوْل فِيهِ، ويجادل بِهِ الْكفَّار كَمَا يفعل الرجل المنطيق ذُو الْمُعَارضَة. قَوْله: (قَالَ غَيره) ، أَي: غير ابْن عَبَّاس فِي معنى قَول الله تَعَالَى: {{سنشد عضدك بأخيك}} (الْقَصَص: 53) سنعينك. وَقيل: سنقويك بِهِ، وَشد العضدد كِنَايَة عَن التقوية. قَوْله: (كلما عززت) ، من: عز فلَان أَخَاهُ إِذا قوَّاه، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {{فعززنا بثالث}} (يس: 241) يُخَفف ويشدد أَي: قوينا وشددنا.مَقْبُوحِينَ: مُهْلَكِينَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَيَوْم الْقِيَامَة هم من المقبوحين}} (الْقَصَص: 24) وَفَسرهُ بقوله: (مهلكين) ، وَهَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ غَيره: أَي من المتعدين الملعونين من الْقبْح وَهُوَ الإبعاد. وَقَالَ ابْن زيد: يُقَال: قبح الله فلَانا قبحاً وقبوحاً، أَي: أبعده من كل خير، وَقَالَ الْكَلْبِيّ: يَعْنِي سَواد الْوَجْه وزرقة الْعين، وعَلى هَذَا يكون بِمَعْنى المقبحين.وصَّلْنا: بَيَّنَّاه وأتْمَمْناهُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل لَعَلَّهُم يتذكرون}} (الْقَصَص: 15) وَفسّر: وصلناه بقوله: (بَيناهُ) وَعَن السّديّ كَذَلِك، وَعَن الْفراء: أتبعنا بعضه بَعْضًا فاتصل. قَوْله: (وأتممناه) ، الضَّمِير الْمَنْسُوب فِيهِ فِي بَيناهُ يرجع إِلَى القَوْل، الْمَعْنى: بَينا لكفار مَكَّة فِي الْقُرْآن من خبر الْأُمَم الْمَاضِيَة كَيفَ عذبُوا بتكذيبهم.يُحْياى: يُجْلَبُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَات كل شَيْء}} (الْقَصَص: 75) وَفسّر: يجبى بقوله: (يجلب) وَقَرَأَ نَافِع: تجبى، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ. قَوْله: (إِلَيْهِ) أَي: إِلَى الْحرم، وَالْمعْنَى: يجلب وَيحمل من النواحي ثَمَرَات كل شَيْء رزقا من لدنا أَي: من عندنَا.بَطِرَتْ: أشِرَتْأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَكم أهلكنا من قَرْيَة بطرت معيشتها}} (الْقَصَص: 85) وَفسّر قَوْله: (بطرت) ، بقوله: (أَشرت) ، أَي: طغت وبغت، وَقَالَ ابْن فَارس: البطر تجَاوز الْحَد فِي المرح، وَقيل: هُوَ الطغيان بِالنعْمَةِ.فِي أُمِّها رَسُولا أُمُّ القُرَى مَكّةُ وَمَا حَوْلَهاأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَمَا كَانَ رَبك مهلك الْقرى حَتَّى يبْعَث فِي أمهَا رَسُولا}} (الْقَصَص: 95) ، الْآيَة. وَذكر أَن المُرَاد بِأم الْقرى مَكَّة وَمَا حولهَا، سميت بذلك لِأَن الأَرْض دحيت من تحتهَا.{{تُكِنُّ تُخْفِي أكْنَنْتُ الشَّيْءَ أخْفَيْتُهُ وكَنَنْتُهُ أخفَيْتُهُ وأظْهَرْتُهُ}}أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَرَبك يعلم مَا تكن صُدُورهمْ مَا يعلنون}} (الْقَصَص: 96) وَفسّر: (تكن) ، بقوله: (تخفي) وتكن، بِضَم التَّاء من أكننت الشَّيْء إِذا أخفيته. قَوْله: (وكننته) من الثلاثي وَمَعْنَاهُ: خفيته بِدُونِ الْهمزَة فِي أَوله أَي: أظهرته، وَهُوَ من الأضداد، وَوَقع فِي الْأُصُول: أخفيته فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالْهَمْزَةِ فِي أَوله وَلأبي ذَر بِحَذْف الْألف فِي الثَّانِي وَكَذَا قَالَ ابْن فَارس أخفيته سترته وخفيته أظهرته.{{وَيْكَأنَّ الله}} مِثْلُ: {{ألم تَرَ أَن الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ}} (الْقَصَص: 28) يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَأصْبح الَّذين تمنوا مَكَانَهُ بالْأَمْس يَقُولُونَ وي كَأَن الله يبسط الرزق لمن يشار من عباده وَيقدر}} وَهَذَا وَقع لغير أبي ذَر، وَفسّر قَوْله: (وي كَأَن الله) بقوله: مثل: (ألم تَرَ) إِلَى آخِره، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وي، مفصولة عَن: كَأَن، وَهِي كلمة تَنْبِيه على الْخَطَأ وَهُوَ مَذْهَب الْخَلِيل وسيبويه، وَعند الْكُوفِيّين إِن: وَبِك بِمَعْنى: وَيلك، وَأَن الْمَعْنى: ألم تعلم أَنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ، وَيجوز أَن يكون الْكَاف كَاف الْخطاب مَضْمُومَة إِلَى وي، وَأَنه بِمَعْنى: لِأَنَّهُ، وَالْكَلَام لبَيَان الْمَقُول لأَجله هَذَا القَوْل أَو لِأَنَّهُ لَا يفلح الْكَافِرُونَ. قَوْله: (وَيقدر) ، أَي: ويقتر. قَوْله: (يُوسع عَلَيْهِ) ، يرجع إِلَى قَوْله: {{يبسط الرزق}} وَقَوله: (يضيق عَلَيْهِ) يرجع إِلَى قَوْله: (وَيقدر) . <

    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَوَجَدَ عِنْدَهِ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ ‏"‏ أَىْ عَمِّ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ‏"‏‏.‏ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ‏"‏‏.‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ‏}‏ وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ‏{‏إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ‏}‏‏.‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ‏{‏أُولِي الْقُوَّةِ‏}‏ لاَ يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ‏.‏ ‏{‏لَتَنُوءُ‏}‏ لَتُثْقِلُ‏.‏ ‏{‏فَارِغًا‏}‏ إِلاَّ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى‏.‏ ‏{‏الْفَرِحِينَ‏}‏ الْمَرِحِينَ‏.‏ ‏{‏قُصِّيهِ‏}‏ اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ يَقُصَّ الْكَلاَمَ ‏{‏نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ‏}‏‏.‏ ‏{‏عَنْ جُنُبٍ‏}‏ عَنْ بُعْدٍ عَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا، يَبْطِشُ وَيَبْطُشُ‏.‏ ‏{‏يَأْتَمِرُونَ‏}‏ يَتَشَاوَرُونَ‏.‏ الْعُدْوَانُ وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏آنَسَ‏}‏ أَبْصَرَ‏.‏ الْجِذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ، لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ، وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ‏.‏ وَالْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ الْجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ‏.‏ ‏{‏رِدْءًا‏}‏ مُعِينًا‏.‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ‏{‏يُصَدِّقُنِي‏}‏ وَقَالَ غَيْرُهُ ‏{‏سَنَشُدُّ‏}‏ سَنُعِينُكَ كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا‏.‏ مَقْبُوحِينَ مُهْلَكِينَ‏.‏ ‏{‏وَصَّلْنَا‏}‏ بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ‏.‏ ‏{‏يُجْبَى‏}‏ يُجْلَبُ ‏.‏‏{‏بَطِرَتْ‏}‏ أَشِرَتْ‏.‏ ‏{‏فِي أُمِّهَا رَسُولاً‏}‏ أُمُّ الْقُرَى مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا‏.‏ ‏{‏تُكِنُّ‏}‏ تُخْفِي‏.‏ أَكْنَنْتُ الشَّىْءَ أَخْفَيْتُهُ، وَكَنَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ‏.‏ ‏{‏وَيْكَأَنَّ اللَّهَ‏}‏ مِثْلُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ‏{‏يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ‏}‏ يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ‏.‏

    Narrated Al-Musaiyab:When Abu Talib was on his death bed, Allah's Messenger (ﷺ) came to him and found with him, Abu Jahl and `Abdullah bin Abi Umaiya bin Al-Mughira. Allah's Messenger (ﷺ) said, "O uncle! Say: None has the right to be worshipped except Allah, a sentence with which I will defend you before Allah." On that Abu Jahl and `Abdullah bin Abi Umaiya said to Abu Talib, "Will you now leave the religion of `Abdul Muttalib?" Allah's Messenger (ﷺ) kept on inviting him to say that sentence while the other two kept on repeating their sentence before him till Abu Talib said as the last thing he said to them, "I am on the religion of `Abdul Muttalib," and refused to say: None has the right to be worshipped except Allah. On that Allah's Messenger (ﷺ) said, "By Allah, I will keep on asking Allah's forgiveness for you unless I am forbidden (by Allah) to do so." So Allah revealed:-- 'It is not fitting for the Prophet (ﷺ) and those who believe that they should invoke (Allah) for forgiveness for pagans.' (9.113) And then Allah revealed especially about Abu Talib:--'Verily! You (O, Muhammad) guide not whom you like, but Allah guides whom He will

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Al Yaman] Telah mengabarkan kepada kami [Syu'aib] dari [Az Zuhri] dia berkata; Telah mengabarkan kepadaku [Sa'id bin Al Musayyab] dari [bapaknya] dia berkata; 'Saat Abu Thalib sekarat, nabi shallallahu 'alaihi wasallam masuk dan di dekatnya ada Abu Jahal dan 'Abdullah bin Abu Umaiyah, nabi shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Paman! Ucapkan: LAA ILAAHA ILLALLAAH sebuah kalimat yang akan aku jadikan sebagai pembela untukmu disisi Allah 'azza wajalla." Abu jahal dan 'Abdullah bin Abu Umaiyah berkata: Hai Abu Thalib! Apa kau membenci agama 'Abdul Muththallib? Keduanya terus mengucapkannya hingga Abu Thalib mengucapkan sesuatu diakhir kata-katanya yang menunjukkan ia berada diatas agama 'Abdul Muththallib lalu nabi shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Aku akan memintakan ampunan untukmu selama aku tidak dilarang darimu." Kemudian turunlah ayat "Tidak patut bagi nabi dan orang-orang yang beriman memintakan ampunan kepada orang-orang musyrik meski mereka memiliki kekerabatan setelah jelas bagi mereka bahwa mereka adalah para penghuni neraka jahim." (At-Taubah: 113). Dan berkenaan dengan Abu Thalib Allah menurunkan kepada Nabi shallallahu 'alaihi wasallam ayat; "Sesungguhnya engkau tidaklah memberi petunjuk kepada orang yang kau cinta." (Al Qashash:)

    ez-Zuhrî şöyle demiştir: Bana Saîd ibnu’l-Müseyyeb haber verdi ki, Bâbası el-Müseyyeb ibn Hazn (radıyallahü anh) şöyle demiştir: Ebû Tâlib'e ölüm (alâmetleri) geldiği zaman ona Rasûlüllah(sallallahü aleyhi ve sellem) geldi. Ve amcasının yanında Ebû Cehl ibn Hişâm ile Abdullah ibn Ebî Umeyye ibni'l- Mugîre'yi buldu. Rasûlüllah, Ebû Tâlib'e: "Ey amca! La ilahe illellâh kelimesini söyle de bununla Allah katında senin lehine şefaat için hüccet getireyim" dedi. üzerine Ebû Cehl ile Abdullah ibnu Ebî Umeyye: Ebâ Tâlib!) Abdulmuttalib milletinden yüz mü çeviriyorsun? Diye men' ettiler. da amcasına Tevhîd Kelimesi'ni arza devam ediyordu. O ikisi de devamlı olarak o söyledikleri makaaleyi, yani sözü tekrar ediyorlardı. Nihayet Ebû Tâlib bunlara karşı söylediği son söz olarak: O(yani ben) Abdulmuttalib milleti üzeredir, dedi ve "La ilahe ille İlâh" demekten çekindi. dedi ki: Rasûlüllah: "Yemîn ederim ki, ben hakkında mağfiret dilemekten nehy olunmadıkça muhakkak Allah'tan senin için mağfiret isteyeceğim" dedi. üzerine Allah: "Müşriklerin, o çılgın ateşin yaranı oldukları muhakkak meydana çıktıktan sonra artık onların lehine, velev hısım olsunlar, nePeygamberin, ne de mü'min olanların mağfiret istemeleri doğru değildir"(et-Tevbe: 113) âyetini indirdi. Yine Allah Ebû Tâlib hakkında indirdi de Rasûlü'ne hitaben şöyle buyurdu:"Hakikat sen her sevdiğini hidâyete erdiremezsin. Fakat Allah 'tır ki, kimi dilerse ona hidâyet verir ve O, hidâyete erecekleri daha iyi bilendir" (Âyet:56) İbn Abbâs şöyle dedi: "Hakîkaten Kaarûn, Musa'nın kavminden idi. Fakat onlara karşı serkeşlik etti, Biz ona öyle hazîneler verdik ki, anahtarlarını taşımak bile) güçlü kuvvetli büyük bir cemâate ağır geliyordu. O vakit kavmi ona: 'Şımarma, çünkü Allah şımarıkları sevmez demişti"(Âyet 76). (Kuvvet sâhibleri)' "Erkeklerden oluşan kuvvet sahibi bir cemâat onun anahtarlarını kaldırmaz" ma'nâsınadır. da "Anahtarlar o cemâate elbette ağır basar" demektir. 'nın anası, yüreği çocuğundan başka herşeyden bomboş olarak sabahladı. Eğer (Allah'ın va'dine) inananlardan olması için kalbine rabıta vermeseydik az daha onu açıklayacaktı"(Âyet:10). 76) "el-Merihîn", yani "Şımarıkları sevmez" demektir. "Anası Musa'nın kızkardeşine dedi ki: 'Onun izini ta'kîb et" (Âyet: 11) yani "Onun haberini öğrenip bildirmem için izinin arkasından git, dedi". Bazen bu"el-Kasas" fiili, bir sözü kıssa etmek, nakletmek, anlatmak ma'nâsına olur: "Biz sana bu Kur 'ân’ı (bu sûreyi) vahyetmek suretiyle en güzel beyânı kıssa olarak sana anlatacağız. Halbuki sen daha evvel bundan elbet haberdâr olmayanlardandın'' (Yûsuf: 3) âyetinde olduğu gibi. 'nın kızkardeşi de, berikiler farkında olmayarak onu uzaktan gözetledi"(Âyet: 11); buradaki "An cunübin", "An bu'din" yani "Uzaktan" ma'nâsınadır. "An cenabetin" ve "An ictinâbin" ta'bîrleri de yine bir şey olup, aynı ma'nâyadır. Mûsâ ikisinin de düşmanı olan birini yakalamak isteyince..."(Âyet:19); buradaki "Yebtışu" ve "Yebtuşu" fiilleri, sülâsî ikinci ve birinci bâblardan olup sıkı ve sert şekilde arslan yakalayışı gibi yakalama ma'nâsınadır. öte başından koşarak bir adam geldi. Mûsâ: Memleketin önde gelenleri seni öldürmek için (toplandılar) hakkında müzâkere ediyorlar. Hemen buradan çık git. Şübhesiz ki, ben sana hayır isteyicilerdenim, dedi." (Âyet:20), buradaki "Ye'temirûne", "İstişare ediyorlar" demektir. 28), "el-Adâu", "et-Teaddî" hepsi bir olup "Hakkı tecâvüz etmek" ma'nâsınadır. "Absara", yani "Gördü"; minel-nâri"(Âyet: 29), "Ateşten bir parça" ma'nâsınadır. kendisinde alev bulunmayan ateşli odundan kalın bir parçadır. 7) ise, kendisinde alev bulunan ateştir. birçok cinstir: "el-Cânnu" (Âyer.31), "el-Efâî", "el-Esâvid"...gibi. "Yardım edici olarak"; İbn Abbâs: "Beni tasdîk edip doğrulayacak bir yardımcı olarak" şeklinde fiili merfû' okuyup söyledi. Abbâs'tan başkası da şöyle dedi: "Seneşuddu adudeke biahîke = Senin pazunu kardeşinle şiddetlendirip kuvvetlendireceğiz"(Âyet:35) buradaki "Se-nesudduke", "Sana yardım edeceğiz" demektir. Bir şeyi kuvvetlendirdiğin zaman muhakkak sen onu takviye edecek bir pazu yapmış olursun. onları (dünyâda insanları) ateşe da'vet edegelen rehberler yaptık. Kıyâmet gününde ise asla yardıma kavuşturulmayacaklardır. Bununla beraber bu dünyâda biz onların arkalarına la'net de taktık. Kıyâmet gününde onlar çok kötülenmiş olanlardır"(Âyet: 41-42); buradaki"Mine'l-makbûhîn", "Helak edilmişlerdendirler" ma'nâsınadır. olsun ki, biz onlar için nasihat kabul etsinler diye sözü birbiri ardınca ekleyip (indirip) durmuşuzdur" (Âyet:51); buradaki "Ve le-kad vassalnâ’l-kavle = Yemin olsun biz sözü ekleyip durduk", "Yemîn olsun biz sözü beyân ettik ve tamamladık" ma'nâsınadır. Biz onları tarafımızdan bir rızık olarak her şeyin mahsûllerinin gelip toplanacağı korkusuz bir haremde yerleştirmedik mi?" (Âyet:57); buradaki "Yucbâ", "Yuclebu" yani "Celb edilip toplanır" ma'nâsınadır. bol geçimi ile şımarmış nice memleketleri helak ettik" (Âyet:58); buradaki “Batırat” "Eşiret(Çok sevindi, taşkınlık etti, azdı)" ma'nâsınadır. Rabb'in memleketlerin ana merkezlerine, karşılarında âyetlerimizi okuyacak bir rasûl gönderinceye kadar o memleketleri helak edici değildir ve biz ahâlîsi zâlim olan memleketlerden başkasını helak edici değiliz"(Âyet: 59). Buradaki "Ummihâ", "Memleketlerin ana merkezi: Mekke ve etrafında bulunanlar"dır. neler saklıyorsa, neleri de açıklıyorsa Rabb'in hepsini bilir"(Âyet:69); buradaki "Tekinnu", "Tuhfî (=: Gizliyor)" ma'nâsınadır. "Eknentu'ş-şey'e", "Onu gizledim", "Kenentuhû" ise "Onu gizledim ve onu açığa çıkardım" demek olup zıd ma'nâlı fiillerdendir. tereenne'llâhe..."gibidir: "Vay demek ki, Allah kullarından kimi dilerse onun rızkını yayıyor, daraltıyor...", yâni "Ona rızkını bollatıyor ve daraltıyor...". "Vay demek ki hakikat şudur: Kâfirler asla felah bulmayacaklar" (Âyet: 82). O Kur'ân'ı Senin Üzerine Farz Kılan Allah, Seni Dönülecek Yere Döndürecektir" (Âyet: 85)Bâbı

    ہم سے ابوالیمان نے بیان کیا، کہا ہم کو شعیب نے خبر دی، ان سے زہری نے بیان کیا۔ انہیں سعید بن مسیب نے خبر دی اور ان سے ان کے والد (مسیب بن حزن) نے بیان کیا کہ جب ابوطالب کی وفات کا وقت قریب ہوا تو رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم ان کے پاس آئے، ابوجہل اور عبداللہ بن ابی امیہ بن مغیرہ وہاں پہلے ہی سے موجود تھے۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ چچا! آپ صرف کلمہ «لا إله إلا الله» پڑھ دیجئیے تاکہ اس کلمہ کے ذریعہ اللہ کی بارگاہ میں آپ کی شفاعت کروں۔ اس پر ابوجہل اور عبداللہ بن ابی امیہ بولے کیا تم عبدالمطلب کے مذہب سے پھر جاؤ گے؟ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم باربار ان سے یہی کہتے رہے ( کہ آپ صرف ایک کلمہ پڑھ لیں ) اور یہ دونوں بھی اپنی بات ان کے سامنے باربار دہراتے رہے ( کہ کیا تم عبدالمطلب کے مذہب سے پھر جاؤ گے؟ ) آخر ابوطالب کی زبان سے جو آخری کلمہ نکلا وہ یہی تھا کہ وہ عبدالمطلب کے مذہب پر ہی قائم ہیں۔ انہوں نے «لا إله إلا الله» پڑھنے سے انکار کر دیا۔ راوی نے بیان کیا کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ اللہ کی قسم! میں آپ کے لیے طلب مغفرت کرتا رہوں گا تاآنکہ مجھے اس سے روک نہ دیا جائے۔ پھر اللہ تعالیٰ نے یہ آیت نازل کی «ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‏» ”نبی اور ایمان والوں کے لیے یہ مناسب نہیں ہے کہ وہ مشرکین کے لیے دعائے مغفرت کریں۔“ اور خاص ابوطالب کے بارے میں یہ آیت نازل ہوئی نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے کہا گیا «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء‏» کہ ”جس کو تم چاہو ہدایت نہیں کر سکتے، البتہ اللہ ہدایت دیتا ہے اسے جس کے لیے وہ ہدایت چاہتا ہے۔“ ابن عباس رضی اللہ عنہما نے کہا «أولي القوة‏» سے یہ مراد ہے کہ کئی زور دار آدمی مل کر بھی اس کی کنجیاں نہیں اٹھا سکتے تھے۔ «لتنوء‏» کا مطلب ڈھوئی جاتی تھیں۔ «فارغا‏» کا معنی یہ ہے کہ موسیٰ کی ماں کے دل میں موسیٰ کے سوا اور کوئی خاص نہیں رہا تھا۔ «الفرحين‏» کا معنی خوشی سے اتراتے ہوئے۔ «قصيه‏» یعنی اس کے پیچھے پیچھے چلی جا۔ «قصص» کے معنی بیان کرنے کے ہوتے ہیں جیسے سورۃ یوسف میں فرمایا «نحن نقص عليك‏»،‏‏‏‏ «عن جنب‏» یعنی دور سے «عن جنابة» کا بھی یہی معنی ہے اور «عن اجتناب» کا بھی یہی ہے۔ «يبطش» ‏‏‏‏ بہ کسرہ طاء اور «يبطش‏.‏» بہ ضمہ طاء دونوں قرآت ہیں۔ «يأتمرون‏» مشورہ کر رہے ہیں۔ «عدوان» اور «عدو» اور «تعدي» سب کا ایک ہی مفہوم ہے یعنی حد سے بڑھ جانا ظلم کرنا۔ «آنس‏» کا معنی دیکھنا۔ «جذوة» لکڑی کا موٹا ٹکڑا جس کے سر ے پر آگ لگی ہو مگر اس میں شعلہ نہ ہو اور «شهاب» جو آیت «اواتیکم بشهاب قبس» میں ہے اس سے مراد ایسی جلتی ہوئی لکڑی جس میں شعلہ ہو۔ «حيات» یعنی سانپوں کی مختلف قسمیں ( جیسے ) جان، افعی، اسود وغیرہ «ردءا‏» یعنی مددگار، پشت پناہ۔ ابن عباس رضی اللہ عنہا نے «يصدقني‏» بہ ضمہ قاف پڑھا ہے۔ اوروں نے کہا «سنشد‏» کا معنی یہ ہے کہ ہم تیری مدد کریں گے عرب لوگ کا محاورہ ہے جب کسی کو قوت دیتے ہیں تو کہتے ہیں «جعلت له عضدا‏.‏» ۔ «مقبوحين» ‏‏‏‏ کا معنی ہلاک کئے گئے۔ «وصلنا‏» ہم نے اس کو بیان کیا اور پورا کیا۔ «يجبى‏» کچھے آتے ہیں۔ «بطرت‏» شرارت کی۔ «في أمها رسولا‏»،‏‏‏‏ «أم القرى» مکہ اور اس کے اطراف کو کہتے ہیں۔ «تكن‏» کا معنی چھپاتی ہیں۔ عرب لوگ کہتے ہیں «أكننت» ‏‏‏‏ یعنی میں نے اس کو چھپا لیا۔ «كننته» کا بھی یہی معنی ہے۔ «ويكأن الله‏» کا معنی «ألم تر أن الله» کے یعنی کیا تو نے نہیں دیکھا۔ «يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏» یعنی اللہ جس کو چاہتا ہے فراغت سے روزی دیتا ہے جسے چاہتا ہے تنگی سے دیتا ہے۔

    سُوْرَةُ النَّمْلِ সূরাহ (২৭) : নামল (وَالْخَبْءُ) مَا خَبَأْتَ (لَا قِبَلَ لَهُمْ) لَا طَاقَةَ (الصَّرْحُ) كُلُّ مِلَاطٍ اتُّخِذَ مِنَ الْقَوَارِيْرِ وَالصَّرْحُ الْقَصْرُ وَجَمَاعَتُهُ صُرُوْحٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (وَلَهَا عَرْشٌ) سَرِيْرٌ كَرِيْمٌ حُسْنُ الصَّنْعَةِ وَغَلَاءُ الثَّمَنِ (يَأْتُوْنِيْ مُسْلِمِيْنَ) طَائِعِيْنَ (رَدِفَ) اقْتَرَبَ (جَامِدَةً) قَائِمَةً (أَوْزِعْنِي) اجْعَلْنِيْ وَقَالَ مُجَاهِدٌ (نَكِّرُوْا) غَيِّرُوْا (وَأُوْتِيْنَا) الْعِلْمَ يَقُوْلُهُ سُلَيْمَانُ (الصَّرْحُ) بِرْكَةُ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيْرَ أَلْبَسَهَا إِيَّاهُ. وَالْخَبْءُ যা তুমি গোপন কর। لَا قِبَلَ لَهُمْ তাদের কোন শক্তি নেই।[1] الصَّرْحُ কাঁচ মিশ্রিত গারা এবং الصَّرْحُ প্রাসাদকেও বলা হয়। এর বহুবচন صُرُوْحٌ। ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন, وَلَهَا عَرْشٌ তার সিংহাসন অতি সম্মানিত, শিল্প কর্মে উত্তম এবং বহু মূল্যবান। يَأْتُوْنِيْ مُسْلِمِيْنَ অনুগত হয়ে আমার নিকট আসবে। رَدِفَ নিকটবর্তী হয়েছে। جَامِدَةً স্থির। أَوْزِعْنِيْ আমাকে বানিয়ে দাও। মুজাহিদ (রহ.) বলেন, نَكِّرُوْا পরিবর্তন করে দাও। وَأُوْتِيْنَا (আমাদের জ্ঞান দেয়া হয়েছে) এ কথা সুলাইমান (আঃ) বলেন, الصَّرْحُ পানির একটি হাউয। সুলাইমান (আঃ) সেটি কাঁচ দিয়ে ঢেকে দিয়েছিলেন। (28) سُوْرَةُ الْقَصَصِ সূরাহ (২৮) : ক্বাসাস يُقَالَ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه”) إِلَّا مُلْكَهُ وَيُقَالُ إِلَّا مَا أُرِيْدَ بِهِ وَجْهُ اللهِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ (الأَنْبَآءُ) الْحُجَجُ. আল্লাহর চেহারা ব্যতীত সব কিছু ধ্বংস হবে। ইমাম বুখারী বলেছেন, এ আয়াতের ব্যাখ্যায় বলা হয়েছে, তাঁর রাজত্ব [2] ব্যতীত এবং এও বলা হয়েছে যে, যে ‘আমল দ্বারা আল্লাহর সন্তুষ্টি অর্জন উদ্দেশ্য তা ব্যতীত সবই ধ্বংস হবে। অতঃপর তাদের কথাবার্তা বন্ধ হয়ে যাবে। মুজাহিদ (রহ.) الْأَنْبَاءُ শব্দের অর্থ বলেছেন প্রমাণাদি। ৪৭৭২. মুসাইয়্যাব (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, যখন আবূ তালিবের মৃত্যু নিকটবর্তী হল, রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাঁর কাছে আসলেন। তিনি সেখানে আবূ জাহল এবং ‘আবদুল্লাহ্ ইবনু আবূ ‘উমাইয়াহ ইবনু মুগীরাহ্কে পেলেন। রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, হে চাচা! আপনি বলুন ‘‘লা- ইলা-হা ইল্লাল্লা-হ।’’ এ ‘কালেমা’ দ্বারা আমি আপনার জন্য কিয়ামতে আল্লাহর কাছে ওযর পেশ করতে পারব। আবূ জাহল এবং ‘আবদুল্লাহ্ ইবনু আবূ ‘উমাইয়াহ বলল, তুমি কি ‘আবদুল মুত্তালিবের ধর্ম ত্যাগ করবে? রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বারবার তার কাছে এ ‘কালিমা’ পেশ করতেই থাকলেন। আর তারা তাদের কথা বারবার বলেই চলল। অবশেষে আবূ তালিব তাঁদের সঙ্গে সর্বশেষ এ কথা বললেন, আমি ‘আবদুল মুত্তালিবের মিল্লাতের উপর আছি, এবং কালিমা ‘‘লা- ইলা-হা ইল্লাল্লা-হ’’ পাঠ করতে অস্বীকৃতি জানালেন। রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, আল্লাহর কসম! আমাকে নিষেধ না করা অবধি আপনার জন্য ক্ষমা চাইতেই থাকব। তারপর আল্লাহ্ তা‘আলা অবতীর্ণ করলেন, নবী ও মু’মিনদের জন্য এটা শোভনীয় নয় যে, তারা মুশরিকদের জন্য ক্ষমা প্রার্থনা করবে। আর আল্লাহ্ তা‘আলা আবূ তালিব সম্পর্কে অবতীর্ণ করেন, রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে সম্বোধন করে আল্লাহ্ তা‘আলা বললেন, ‘‘তুমি যাকে ভালবাস তাকেই সৎপথে আনতে পারবে না। তবে আল্লাহ্ যাকে ইচ্ছা হিদায়াত দান করেন।’’ ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন أُوْلِي الْقُوَّة লোকের একটি দল সে চাবিগুলো বহন করতে সক্ষম ছিল না। لَتَنُوْءُবহন করা কষ্টসাধ্য ছিল। فَارِغًا মূসা (আঃ)-এর স্মরণ ব্যতীত সব কিছু থেকে খালি ছিল। الْفَرِحِيْنَ দম্ভকারীরা! قُصِّيْهِ তার চিহ্ন অনুসরণ কর। কথার বর্ণনা অর্থেও প্রয়োগ হয়। نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَعَنْ جُنُبٍ এখানে جُنُبٍ অর্থ দূর থেকে। عَنْ جَنَابَةٍ، عَنْ اجْتِنَابٍ এর একই অর্থবোধক।يَبْطِشُـــيَبْطُشُ উভয়ই পড়া হয়। يَأْتَمِرُوْنَ পরস্পর পরামর্শ করছে। ـ وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّيْ (শব্দ তিনটির) অর্থ একই ; সীমা অতিক্রম করা। آنَسَ দেখা الْجِذْوَةُ কাঠের মোটা টুকরা যাতে শিখা নেই। الشِّهَابُ যাতে শিখা আছে। الْحَيَّاتُবহু প্রকার সাপ; যেমন, চিকন জাতি, অজগর, কালনাগ (ইত্যাদি) رِدْءًا সাহায্যকারী। ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন, يُصَدِّقُنِيْ (তিনি قاف-কে পেশ দিয়ে পড়েন। অন্য হতে বর্ণিত سَنَشُدُّ আমরা শীঘ্র তোমাকে সাহায্য করব। যখন তুমি কোন জিনিসকে শক্তিশালী করলে, তখন তুমি যেন তার জন্য বাহুবল প্রদান করলে। যখন আরবগণ কাউকে সাহায্য করেন তখন বলে থাকেন جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا (বাহুবল প্রদান করলে) مَقْبُوْحِيْنَ ধ্বংসপ্রাপ্ত। وَصَّلْنَا আমি বর্ণনা করেছি; আমি তা পূর্ণ করেছি। يُجْبَى আমদানি করা হয়। بَطِرَتْ দম্ভ করল। فِيْ أُمِّهَا رَسُوْلًا মক্কা এবং তার চতুষ্পার্শকে বলা হয়। تُكِنُّ গোপন করছ। আরবগণ বলে থাকেন أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ আমি তা গোপন করেছি। كَنَنْتُهُ আমি তা লুকিয়েছি; আমি প্রকাশ করেছি। وَيْكَأَنَّ اللهَ আর أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ সমার্থক (তারা কি দেখেনি?) يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِر আল্লাহ্ যার জন্য চান খাদ্য প্রসারিত করে দেন, আর যার থেকে চান সংকুচিত করে দেন। [১৩৬০] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৪০৮, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    முசய்யப் பின் ஹஸ்ன் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: (நபி (ஸல்) அவர்களுடைய தந்தையின் சகோதரர்) அபூதாலிப் அவர்களுக்கு மரண வேளை வந்தபோது அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் அவரிடம் சென்றார்கள். அங்கே, அவரருகே அபூஜஹ்லையும், ‘அப்துல்லாஹ் பின் அபீஉமய்யா பின் முஃகீரா’வையும் கண்டார்கள். அப்போது நபி (ஸல்) அவர்கள் ‘‘என் தந்தையின் சகோதரரே! ‘லா இலாஹ இல்லல்லாஹ் (அல்லாஹ்வைத் தவிர வேறு இறைவன் இல்லை)’ என்று சொல்லுங்கள்! இந்த (ஏகத்துவ உறுதிமொழிக்கான) சொல்லை வைத்து நான் உங்களுக்காக அல்லாஹ்விடம் வாதாடுவேன்” என்று சொன்னார்கள். அப்போது அபூஜஹ்லும் அப்துல்லாஹ் பின் அபீஉமய்யாவும் ‘‘அபூதாóபே! நீங்கள் (உங்கள் தந்தை) அப்துல் முத்தலிபின் மார்க்கத்தையா வெறுத்து ஒதுக்கப்போகிறீர்கள்?” என்று கேட்டனர். அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் ஏகத்துவ உறுதிமொழியைக் கூறும்படி அவரிடம் கோரிக்கொண்டேயிருந்தார்கள். அவ்விருவரும் தாம் முன்பு சொன்ன தையே சொல்லி (அவரைத் தடுத்து)க்கொண்டேயிருந்தார்கள். இறுதியில் அபூதாலிப் கடைசியாக அவர்களிடம் பேசியது, ‘‘நான் (என் தந்தை) அப்துல் முத்தலிபின் மார்க்கத்தில் இருக்கிறேன்” என்பதாகவே இருந்தது. ‘லா இலாஹ இல்லல்லாஹ்’ எனும் உறுதிமொழியைச் சொல்ல அவர் மறுத்துவிட்டார். அப்போது அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், ‘‘அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! எனக்குத் தடை விதிக்கப்படும்வரை உங்களுக்காக நான் பாவமன்னிப்புக் கேட்டுக்கொண்டேயிருப்பேன்” என்று சொன்னார்கள். அப்போதுதான், ‘‘இணைவைப்போருக்காகப் பாவமன்னிப்புக் கோர இறைத் தூதருக்கும் இறைநம்பிக்கையாளர்களுக்கும் உரிமை இல்லை” எனும் (9:113 ஆவது) வசனத்தை அல்லாஹ் அருளினான். அபூதாலிப் தொடர்பாக (நபியவர்கள் வருந்தியபோது) அல்லாஹ் ‘‘(நபியே!) நீர் விரும்பியவரை(யெல்லாம்) நல்வழியில் செலுத்திவிட முடியாது. மாறாக, அல்லாஹ்தான், தான் நாடியவர்களை நல்வழியில் செலுத்துகிறான்” எனும் (28:56ஆவது) வசனத்தை அருளினான்.2 இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறுகிறார்கள்: (28:76ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘உலில் குவ்வத்தி’ (பலவான்கள்) என்பதன் கருத்தாவது: (காரூனின் பொக்கிஷங்களின் சாவிகளைப் பலவான்களான) ஆண்களில் ஒரு குழுவினரால்கூட சுமக்க முடியாது. ‘ல தனூஉ’ எனும் சொல்லுக்கு ‘சிரமமாக மாறும்’ என்பது பொருள். (28:10ஆவது வசனத்தின் மூலத்தி லுள்ள) ‘ஃபாரிஃகா’ எனும் சொல்லுக்கு ‘(மூசாவுடைய தாயாரின் உள்ளம்) மூசாவின் நினைவைத் தவிர (வேறெல்லாக் கவலைகளிலிருந்தும் நீங்கி) வெறுமையாக இருந்தது’ என்று பொருள். (28:76ஆவது வசனத்தின் மூலத்தி லுள்ள) ‘ஃபரிஹீன்’ எனும் சொல்லுக்கு ‘ஆணவம் கொண்டோர்’ என்பது பொருள். (இச்சொல்லுக்கு ‘பூரிப்படைவோர்’ என்றும் பொருள் கொள்ளப்படுவதுண்டு.) (28:11ஆவது வசனத்திலுள்ள) ‘அவரை நீ பின்தொடர்ந்து செல்’ எனும் பொருள் மூலத்திலுள்ள ‘குஸ்ஸீஹி’ எனும் சொல்லுக்குரியதாகும். சில நேரங்களில் ‘சம்பவத்தை எடுத்துரைத்தல்’ எனும் பொருளிலும் இச்சொல் வருவதுண்டு. (இதே வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘அன் ஜுனுபின்’ எனும் சொல்லுக்கு ‘தூரத்திலிருந்து’ என்பது பொருள். (இச்சொல்லும்) ‘அன் ஜனாபத்தின்’ எனும் சொல்லும் (பொருளில்) ஒன்றே. ‘அன் இஜ்தினாப்’ எனும் சொல்லும் அவ்வாறே. (28:19ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘யப்தி” (தாக்க) எனும் சொல் ‘யப்து” என்றும் வாசிக்கப்பட்டுள்ளது. (28:20ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘யஃதமிரூன’ எனும் சொல்லுக்கு ‘ஆலோசனை செய்துகொண்டிருக்கின்றனர்’ என்று பொருள். (28:28ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘அல்உத்வான்’ எனும் சொல்லும், ‘அல்அதாஉ’ எனும் சொல்லும், ‘அத்தஅத்தீ’ எனும் சொல்லும் (‘எல்லை மீறல்’ எனும்) ஒரே பொருள் கொண்டவையாகும். (28:29ஆவது வசனத்திலுள்ள) ‘கண்டார்’ எனும் பொருள், மூலத்திலுள்ள ‘ஆனஸ’ எனும் சொல்லுக்குரியதாகும். (28:29ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘அல்ஜத்வா’ எனும் சொல்லுக்கு ‘தீக்கொழுந்து இல்லாத கெட்டியான எரி கொள்ளி’ என்பது பொருள். (27:7ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘அஷ்ஷிஹாப்’ எனும் சொல்லுக்கு ‘தீக்கொழுந்து உள்ள எரிகொள்ளி’ என்பது பொருள். (28:31ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘ஜான்’ எனும் சொல், பாம்பு வகைகளில் ஒன்றை (வெண்ணிறச் சிறிய பாம்பை)க் குறிக்கும். ‘அஃபாஈ’ (பெண்ணின விஷப் பாம்பு) மற்றும் ‘அசாவித்’ (கருநாகம்) ஆகியவற்றையும் (20:20ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘ஹய்யத்’ (பாம்பு) எனும் சொல் குறிக்கும். (28:34ஆவது வசனத்திலுள்ள) ‘உதவியாளர்’ எனும் பொருள், மூலத்திலுள்ள ‘ரித்ஃ’ எனும் சொல்லுக்குரியதாகும். (இதே வசனத்திலுள்ள சொல்லை) இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் ‘யுஸத்திக்குனீ’ (அவர் என்னை உண்மைப்படுத்திவைப்பார்) என்று ஓதினார்கள். (வேறுசிலர் ‘யுஸத்திக்னீ’ என்று ஓதியுள்ளார்கள்.) இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் அல்லாதோர் கூறுகிறார்கள்: (28:35ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘ஸ நஷுத்து’ எனும் சொல்லுக்கு, ‘உமக்கு நாம் உதவி புரிவோம்’ என்று பொருள். (‘ஸ நஷுத்து அளுதக்க’ என்பதற்கு ‘உமது கரத்தை நாம் வலுப்படுத்துவோம்’ என்று பொருள்.) நீ யாருக்காவது உதவி புரியும்போதெல்லாம் நீ அவருக்குக் கரமாக ஆகிவிடுகிறாய்! (அதனால், இங்கு ‘கரம்’ அல்லது ‘கொடுங்கை’ (‘அளுத்’) எனும் சொல் பிரயோகிக்கப்பட்டுள்ளது.) (28:42ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘மக்பூஹீன்’ எனும் சொல்லுக்கு ‘நாசமடைந்தவர்கள்’ என்பது பொருள். (28:51ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘வஸ்ஸல்னா லஹுமுல் கவ்ல’ எனும் வாக்கியத்திற்கு ‘(நம்முடைய வேத) வாக்கை அவர்களுக்கு நிறைவாகத் தெளிவுபடுத்தினோம்’ என்று பொருள். (28:57ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘யுஜ்பா’ எனும் சொல்லுக்கு ‘கொண்டுவரப்படுகிறது’ என்பது பொருள். (28:58ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘பத்திரத்’ எனும் சொல்லுக்கு ‘அடாவடித்தனம் புரிந்தனர்’ என்று பொருள். (28:59ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘உம்மிஹா’ (அதன் தலைநகர்) என்பது மக்காவையும் அதன் சுற்றுவட்டாரத்தையும் குறிக்கும். (28:69ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘துகின்னு’ எனும் சொல்லுக்கு ‘(உள்ளங்கள்) மறைத்துவைக்கின்ற’ என்று பொருள். (இதன் இறந்தகால வினைச் சொல்லான) ‘அக்னன்த்து’ என்பதற்கு ‘மறைத்தேன்’ என்று பொருள். (இதையே) ‘கனன்த்து’ என்று சொன்னால் ‘மறைத்தேன்’ என்றும், ‘வெளிப்படுத்தினேன்’ என்றும் (எதிரிடைப்) பொருள் வரும். (28:82ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘வை கஅன்ன’ எனும் சொல், ‘அலம் தர’ (நீர் பார்க்கவில்லையா?) எனும் சொல்லுக்கு நிகரானதாகும். (இதே சொல்லுக்கு ‘என்ன நேர்ந்தது’ என்றும், ‘ஆச்சரியம்’ என்றும் பொருள் கொள்ளப்படுவதுண்டு.) (இதே வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘யப்சுத்து’ எனும் சொல்லுக்குத் ‘தாராளமாக வழங்குகிறான்’ என்றும், ‘யக்திரு’ எனும் சொல்லுக்கு ‘சுருக்கிவிடுகின்றான்’ என்றும் பொருள். அத்தியாயம் :