• 377
  • عَنْ خَبَّابٍ ، قَالَ : كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفًا فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ : لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قُلْتُ : " لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ " ، قَالَ : إِذَا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي وَلِي مَالٌ وَوَلَدٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ : لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا }} "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ خَبَّابٍ ، قَالَ : كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفًا فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ : لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قُلْتُ : لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ ، قَالَ : إِذَا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي وَلِي مَالٌ وَوَلَدٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ : لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا }} قَالَ : مَوْثِقًا لَمْ يَقُلِ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ : سَيْفًا وَلاَ مَوْثِقًا

    قينا: القين : الحداد والصائغ
    أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ : لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ، أَطَّلَعَ
    حديث رقم: 2182 في صحيح البخاري كتاب الإجارة باب: هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب
    حديث رقم: 2322 في صحيح البخاري كتاب الخصومات باب التقاضي
    حديث رقم: 4478 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} [مريم: 79]
    حديث رقم: 4479 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله عز وجل: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} [مريم: 80]
    حديث رقم: 10881 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا
    حديث رقم: 3566 في المعجم الكبير للطبراني بَابُ الْخَاءِ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ ، عَنْ خَبَّابٍ
    حديث رقم: 3564 في المعجم الكبير للطبراني بَابُ الْخَاءِ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ ، عَنْ خَبَّابٍ
    حديث رقم: 3565 في المعجم الكبير للطبراني بَابُ الْخَاءِ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ ، عَنْ خَبَّابٍ
    حديث رقم: 3567 في المعجم الكبير للطبراني بَابُ الْخَاءِ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ ، عَنْ خَبَّابٍ
    حديث رقم: 3573 في المعجم الكبير للطبراني بَابُ الْخَاءِ أَبُو وَائِلٍ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَبَّابٍ
    حديث رقم: 10561 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ التَّفْلِيسِ بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقَاضِي
    حديث رقم: 1852 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْعَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ *

    [4733] قَوْلُهُ لَمْ يَقُلِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ سَيْفًا وَلَا مَوْثِقًا هُوَ كَذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ الثَّوْرِيِّ رِوَايَةُ الْأَشْجَعِيِّ عَنْهُ (قَوْلُهُ بَابُ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ من الْعَذَاب مدا) سَاقَ فِيهِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَن الْأَعْمَش قَوْلُهُ بَابُ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا سَاقَ فِيهِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ مِنْ رِوَايَةِ وَكِيعٍ وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ كَسِيَاقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَيَحْيَى شَيْخِهِ هُوَ بن مُوسَى وَيُؤْخَذُ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ الْجَوَابُ عَنْ إِيرَادِ الْمُصَنِّفِ الْآيَاتَ الْمَذْكُورَةَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ مَعَ أَنَّ الْقِصَّةَ وَاحِدَةً فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّهَا كُلَّهَا نَزَلَتْ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ بِدَلِيلِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَمَا وَافَقَهَا قَوْلُهُ فِي التَّرْجَمَةِ.
    وَقَالَ بن عَبَّاس هدا هدما وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ(قَوْلُهُ سُورَةُ طَهَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قَالَ عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك بالنبطية أَي طه يَا رَجُلُ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ وَلِغَيْرِهِمَا قَالَ بن جُبَيْرٍ أَيْ سَعِيدٍ فَأَمَّا قَوْلُ عِكْرِمَةَ فِي ذَلِك فوصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَةِ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ طَهَ أَيْ طَهَ يَا رَجُلُ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخر عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ طَهَ قَالَ هُوَ كَقَوْلِكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحَبَشِيَّةِ وَأَمَّا قَوْلُ الضَّحَّاكِ فَوَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ قُرَّةِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قَوْلِهِ طَهَ قَالَ يَا رَجُلُ بِالنَّبَطِيَّةِ وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَازِنٍ مَا يَخْفَى عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ فَقَالَ لَهُ الضَّحَّاكُ مَا طَهَ قَالَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ إِنَّمَا هُوَ بِالنَّبَطِيَّةِ يَا رَجُلُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى النَّبَطِ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَأَمَّا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَوَيْنَاهُ فِي الْجَعْدِيَّاتِ لِلْبَغَوِيِّ وَفِي مُصَنف بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ الْأَفْطَسِ عَنْهُ مِثْلُ قَوْلِ الضَّحَّاكِ وَزَادَ الْحَارِثُ فِي مُسْنَدِهِ من هَذَا الْوَجْه فِيهِ بن عَبَّاسٍ.
    وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَا فِي قَوْلِهِ طَهَ قَالَ يارجل وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ مِثْلِهِ وَمِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٌ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ عَلَى رِجْلٍ وَرَفَعَ أُخْرَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى طَهَ أَيْ طَأِ الْأَرْضَ وَلِابْنِ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ نَحْوَهُ بِزِيَادَةِ أَنَّ ذَلِكَ لِطُولِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَقَرَأْتُ بِخَطِّ الصَّدَفِيِّ فِي هَامِشِ نُسْخَتِهِ بَلَغَنَا أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ كَلَّمَهُ اللَّهُ قَامَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ خَوْفًا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَهَ أَيِ اطْمَئِنَّ.
    وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ مَنْ قَرَأَ طَهَ بِفَتْحٍ ثُمَّ سُكُونٍ فَمَعْنَاهُ يَا رَجُلُ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهَا لُغَةُ عَكٍّ وَمَنْ قَرَأَ بِلَفْظ الحرفين فَمَعْنَاه اطمئن أوطأ الأَرْض قلت جَاءَ عَن بن الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ لِعَكِّيٍّ يَا رَجُلُ لَمْ يُجِبْ حَتَّى يُقَالَ لَهُ طَهَ وَقَرَأَ بِفَتْحٍ ثُمَّ سُكُونٍ الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَهِيَ اخْتِيَارُ وَرْشٌ وَقَدْ وَجَّهُوهَا أَيْضًا عَلَى أَنَّهَا فِعْلُ أَمْرٍ مِنَ الْوَطْءِ إِمَّا بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ أَلِفًا أَوْ بِإِبْدَالِهَا هَاءً فَيُوَافِقُ مَا جَاءَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فَإِنَّهُ عَلَى قَوْلِهِ يَكُونُ قَدْ أَبْدَلَ الْهَمْزَةَ أَلِفًا وَلَمْ يَحْذِفْهَا فِي الْأَمْرِ نَظَرًا إِلَى أَصْلِهَا لَكِنْ فِي قِرَاءَةِ وَرْشٍ حَذْفُ الْمَفْعُولِ الْبَتَّةَ وَعَلَى مَا نَقَلَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ يَكُونُ الْمَفْعُولُ هُوَ الضَّمِيرُ وَهُوَ لِلْأَرْضِ وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ وَعَلَى مَا تَقَدَّمَ يَكُونُ اسْمًا وَقَدْ قِيلَ إِنَّ طَهَ مِنْ أَسْمَاءِ السُّورَةِ كَمَا قِيلَ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَلْقَى صَنَعَ أَزْرِي ظَهْرِي فَيُسْحِتَكُمْ يُهْلِكَكُمْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ قَوْلُهُ الْمُثْلَى تَأْنِيثُ الْأَمْثَلِ إِلَخْ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى أَيْضًا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةًوَقَوله فِي جُذُوع النّخل وخطبك ومساس ولننسفنه فِي اليم نسفا وَكُلُّهُ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَوْلُهُ قَاعًا يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الْأَرْضِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْقَاعُ الصَّفْصَفُ الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْقَاعُ مَا انْبَسَطَ مِنَ الْأَرْضِ وَيَكُونُ فِيهِ السَّرَابُ نِصْفَ النَّهَارِ والصفصف الأملس الَّذِي لانبات فِيهِ قَوْله.
    وَقَالَ مُجَاهِد أَو زارا أَثْقَالًا ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ عِنْدَ الْفِرْيَابِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ قَوْلُهُ مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ الْحُلِيُّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَهُوَ الْأَثْقَالُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ مُوسَى وَرَوَى الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ عَمَدَ السَّامِرِيُّ إِلَى مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْحُلِيِّ فَضَرَبَهُ عِجْلًا ثُمَّ أَلْقَى الْقَبْضَةَ فِي جَوْفِهِ فَإِذَا هُوَ عِجْلٌ لَهُ خُوَارٌ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَعَمَدَ مُوسَى إِلَى الْعِجْلِ فَوَضَعَ عَلَيْهِ الْمَبَارِدَ عَلَى شَفِيرِ الْمَاءِ فَمَا شَرِبَ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَبَدَ الْعِجْلَ إِلَّا اصْفَرَّ وَجْهُهُ وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ حَدِيثُ الْفُتُونِ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا تَوَجَّهَ مُوسَى لِمِيقَاتِ رَبِّهِ خَطَبَ هَارُونُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ إِنَّكُمْ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ وَلِقَوْمِ فِرْعَوْنَ عِنْدَكُمْ وَدَائِعٌ وَعَوَارِيُّ وَأَنَا أَرَى أَنْ نَحْفِرَ حَفِيرَةً وَنُلْقِيَ فِيهَا مَا كَانَ عِنْدَكُمْ مِنْ مَتَاعِهِمْ فَنُحْرِقَهُ وَكَانَ السَّامِرِيُّ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ وَكَانَ مِنْ جِيرَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاحْتَمَلَ مَعَهُمْ فَرَأَى أَثَرًا فَأَخَذَ مِنْهُ قَبْضَةً فَمَرَّ بِهَارُونَ فَقَالَ لَهُ أَلَا تُلْقِي مَا فِي يَدِكَ فَقَالَ لَا أُلْقِيهَا حَتَّى تَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ مَا أُرِيدُ فَدَعَا لَهُ فَأَلْقَاهَا فَقَالَ أُرِيدُ أَنْ يكون عجلا لَهُ جَوف يخور قَالَ بن عَبَّاسٍ لَيْسَ لَهُ رُوحٌ كَانَتِ الرِّيحُ تَدْخُلُ مِنْ دُبُرِهِ وَتَخْرُجُ مِنْ فِيهِ فَكَانَ الصَّوْتُ مِنْ ذَلِكَ فَتَفَرَّقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدَ ذَلِكَ فِرَقًا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قَوْلُهُ فَقَذَفْتُهَا أَلْقَيْتُهَا أَلْقَى صَنَعَ فَنَسِيَ مُوسَى هُمْ يَقُولُونَهُ أَخْطَأَ الرَّبُّ لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا الْعِجْلُ تَقَدَّمَ كُلُّهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى قَوْلُهُ هَمْسًا حِسُّ الْأَقْدَامِ وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ صَوْتُ الْأَقْدَامِ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ وَطْءُ الْأَقْدَامِ أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ هَمْسًا قَالَ صَوْتًا خَفِيًّا قَوْلُهُ حَشَرْتَنِي أَعْمَى عَنْ حُجَّتِي وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا فِي الدُّنْيَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ من طَرِيق مُجَاهِد قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ بِقَبَسٍ ضَلُّوا الطَّرِيقَ وَكَانُوا شَاتَيْنِ إِلَخْ وَصله بن عُيَيْنَةَ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْهُ وَفِي آخِرِهِ آنكم بِنَارٍ تُوقِدُونَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ تدفئون قَوْله.
    وَقَالَ بن عُيَيْنَة أمثلهم طَريقَة أعدلهم كَذَا هُوَ فِي تَفْسِير بن عُيَيْنَةَ وَفِي رِوَايَةِ لِلطَّبَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوْفَاهُمْ عَقْلًا وَفِي أُخْرَى عَنْهُ أَعْلَمُهُمْ فِي أنفسهم قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ هَضْمًا لَا يَظْلِمُ فَيَهْضِمُ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْلِهِ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا قَالَ لَا يخَاف بن آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُظْلَمَ فَيُزَادُ فِي سَيِّئَاتِهِ وَلَا يُهْضَمُ فَيُنْقَصُ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَعَنْ قَتَادَةَ عِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عوجا وَاديا وَلَا أمتا رابية وَصله بن أبي حَاتِم أَيْضا عَن بن عَبَّاسٍ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْعِوَجُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ مَا اعْوَجَّ مِنَ الْمَسَايِلِ وَالْأَوْدِيَةِ وَالْأَمْتُ الِانْثِنَاءُ يُقَالُ مَدَّ حَبْلَهُ حَتَّى مَا تَرَكَ فِيهِ أمتا قَوْله ضنكا الشَّقَاء وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَلِلطَّبَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُهُ وَمِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ فِي قَوْلِهِ مَعِيشَةً ضنكا قَالَ رزقا فِي مَعْصِيّة وَصحح بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا فِي قَوْله معيشة ضنكا قَالَ عَذَابُ الْقَبْرِ أَوْرَدَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا وَالطَّبَرَانِيُّ من حَدِيث بن مَسْعُودٍ وَرَجَّحَ الطَّبَرِيُّ هَذَا مُسْتَنِدًا إِلَى قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَاتِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى وَفِي تَفْسِيرِ الضَّنْكِ أَقْوَالٌ أُخْرَىقِيلَ الضِّيقُ وَهَذَا أَشْهَرُهَا وَيُقَالُ إِنَّهَا كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا الضِّيقُ وَأَصْلُهَا التَّنْكُ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقَانِيَّةٍ بَدَلَ الضَّادِ فَعُرِّبَتْ وَقِيلَ الْحَرَامُ وَقِيلَ الْكَسْبُ الْخَبيث قَوْله هوى شقى وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَيْضًا قَوْلُهُ سِيرَتَهَا حَالَتَهَا الْأُولَى وَقَوْلُهُ النُّهَى التُّقَى بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكُ طُوًى اسْمُ الْوَادِي تَقَدَّمَ كُلُّهُ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ قَوْلُهُ بِمَلْكِنَا بِأَمْرِنَا سُوَى مُنَصَّفٌ بَيْنَهُمْ يَبَسًا يَابِسًا عَلَى قَدَرٍ عَلَى مَوْعِدٍ سَقَطَ هَذَا كُلُّهُ لِأَبِي ذَرٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ مُوسَى أَيْضًا قَوْلُهُ يَفْرُطُ عُقُوبَةً قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله أَن يفرط علينا قَالَ يَقْدَمُ عَلَيْنَا بِعُقُوبَةٍ وَكُلُّ مُتَقَدِّمٍ أَوْ متعجل فارط قَوْله وَلَا تنيا لَا تَضْعُفَا وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ مِثْلَهُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ كَذَلِكَ وَمِنْ طَرِيقِ أُخْرَى ضَعِيفَةٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ بن عَبَّاس وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ لَا تَنِيَا لَا تُبْطِئَا ( قَوْله بَاب واصطنعتك لنَفْسي) وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيِّ وَاصْطَفَيْتُكَ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَلَعَلَّهَا ذُكِرَتْ عَلَى سَبِيلِ التَّفْسِيرِ وَذَكَرَ فِي الْبَابِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مُحَاجَّةِ مُوسَى وَآدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كتاب الْقدر قَوْله بَاب وَلَقَد أَوْحَينَا إِلَى مُوسَى إِلَخْ وَقَعَ عِنْدَ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَهُوَ خِلَافُ التِّلَاوَةِ قَوْلُهُ الْيَمُّ الْبَحْر وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَسْبَاطَ بْنِ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ وَذكر حَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي صِيَامِ عَاشُورَاءَ وَقَدْ سَبَقَ شَرْحُهُ فِي كتاب الصّيام مُسْتَوفى(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فتشقى) ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مُحَاجَّةِ مُوسَى وَآدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَسَيَأْتِي فِي الْقَدَرِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَوْلُهُ سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ذكر فِيهِ حَدِيث بن مَسْعُودٍ قَالَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَذَا فِيهِ وَزَعَمَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ أَنَّهُ وَهَمٌ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ لَهُ وَجْهٌ وَهُوَ أَنَّ الْأَصْلَ سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَبَقِيَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ سَمِعْتُ بن مَسْعُودٍ يَقُولُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَخْ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي تَفْسِيرِ سُبْحَانَ وَزَادَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَا لَمْ يَذْكُرُهُ فِي تِلْكَ وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ ذَكَرَ خَمْسَ سُوَرٍ مُتَوَالِيَةٍ وَمُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّهُنَّ نَزَلْنَ بِمَكَّةَ لَكِنِ اخْتُلِفَ فِي بَعْضِ آيَاتٍ مِنْهُنَّ أَمَّا فِي سُبْحَانَ فَقَوله وَمن قتل مَظْلُوما الْآيَة وَقَوله وان كَادُوا ليستفزونك إِلَى تَحْوِيلًا وَقَوْلُهُ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَات الْآيَةَ وَقَوْلُهُ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ الْآيَةَ وَفِي الْكَهْفِ قَوْلُهُ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم الْآيَةَ وَقِيلَ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى أَحْسَنُ عَمَلًا وَفِي مَرْيَم وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها الْآيَةَ وَفِي طَهَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبهَا الْآيَةَ وَفِي الْأَنْبِيَاءِ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْض ننقصها الْآيَةَ قِيلَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إِنَّهُ مَدَنِيٌّ وَلَا يَثْبُتُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْجَمِيعَ مَكِّيَّاتٌ وَشَذَّ مَنْ قَالَ خِلَافَ ذَلِكَ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ قَتَادَةُ جُذَاذًا قَطَّعَهُنَّ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله فجعلهم جذاذا أَي قطعاتَنْبِيه قَرَأَ الْجُمْهُور جذاذا بِضَم أَوله وهواسم لِلشَّيْءِ الْمُكَسَّرِ كَالْحُطَامِ فِي الْمُحَطَّمِ وَقِيلَ جَمْعُ جذاذة كزجاج وزجاجة وَقَرَأَ الْكسَائي وبن مُحَيْصِنٍ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ فَقِيلَ هُوَ جَمْعُ جَذِيذٍ ككرام وكريم وفيهَا قِرَاءَاتٌ أُخْرَى فِي الشَّوَاذِّ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ الْحَسَنُ فِي فلك مثل فلكة المغزل وَصله بن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ وكل فِي فلك يسبحون مِثْلُ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ قَوْلُهُ يَسْبَحُونَ يَدُورُونَ وَصَلَهُ بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قَالَ يَدُورُونَ حَوْلَهُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي فَلَكٍ كَهَيْئَةِ حَدِيدَةِ الرَّحَى يَسْبَحُونَ يَجْرُونَ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ قَالَ يَسْبَحُونَ لِأَنَّ السِّبَاحَةَ مِنْ أَفْعَالِ الْآدَمِيِّينَ فَذُكِرَتْ بِالنُّونِ مِثْلُ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجدين قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ نَفَشَتْ رَعَتْ لَيْلًا سَقَطَ لَيْلًا لِغَيْرِ أبي ذَر وَقد وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ بِهَذَا وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ نَفَشَتْ إِذَا رَعَتْ لَيْلًا بِلَا رَاعٍ وَإِذَا رَعَتْ نَهَارًا بِلَا رَاعٍ قِيلَ هَمَلَتْ قَوْلُهُ يُصْحَبُونَ يمْنَعُونَ وَصله بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ قَالَ يُمْنَعُونَ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُنْقَطِعٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ يُمْنَعُونَ قَالَ يُنْصَرُونَ وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ قَوْلُهُ أُمَّتُكُمْ أَمَةً وَاحِدَةً دِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ قَالَ قَتَادَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ان هَذِه أمتكُم قَالَ دينكُمْ أخرجه الطَّبَرِيّ وبن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِهِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ عِكْرِمَةُ حَصَبُ جَهَنَّمَ حَطَبٌ بِالْحَبَشَةِ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَرَوَى الْفَرَّاءُ بِإِسْنَادَيْنِ عَنْ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ أَنَّهُمَا قَرَآ حَطَبٌ بِالطَّاءِ وَعَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا بِالضَّادِ السَّاقِطَةِ الْمَنْقُوطَةِ قَالَ وَهُوَ مَا هُيِّجَتْ بِهِ النَّارُ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ غَيْرُهُ أَحَسُّوا تَوَقَّعُوا مِنْ أَحْسَسْتُ كَذَا لَهُمْ وَلِلنَّسَفِيِّ.
    وَقَالَ مَعْمَرٌ أَحَسُّوا إِلَخْ وَمَعْمَرٌ هَذَا هُوَ بِالسُّكُونِ وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى اللُّغَوِيُّ وَقَدْ أَكْثَرَ الْبُخَارِيُّ نَقْلَ كَلَامِهِ فَتَارَةً يُصَرِّحُ بِعَزْوِهِ وَتَارَةً يُبْهِمُهُ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله فَلَمَّا أحسوا بأسنا لَقُوهُ يُقَالُ هَلْ أَحْسَسْتُ فُلَانًا أَيْ هَلْ وَجَدْتُهُ وَهَلْ أَحْسَسْتُ مِنْ نَفْسِكَ ضَعْفًا أَوْ شَرًّا قَوْلُهُ خَامِدِينَ هَامِدِينَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله حصيدا خامدين مَجَازُ خَامِدٍ أَيْ هَامِدٍ كَمَا يُقَالُ لِلنَّارِ إِذَا طُفِّئَتْ خَمَدَتْ قَالَ وَالْحَصِيدُ الْمُسْتَأْصَلُ وَهُوَ يُوصَفُ بِلَفْظِ الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ كَأَنَّهُ أُجْرِيَ مَجْرَى الْمَصْدَرِ قَالَ وَمثله كَانَتَا رتقا وَمثله فجعلهم جذاذا قَوْلُهُ وَالْحَصِيدُ مُسْتَأْصَلٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ حَصِيدًا مُسْتَأْصَلًا وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ كَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلُ تَنْبِيهٌ هَذِهِ الْقِصَّةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ حَضُورٍ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَضَمِّ الْمُعْجَمَةِ قَرْيَةٌ بِصَنْعَاءَ مِنْ الْيمن وَبِه جزم بن الْكَلْبِيِّ وَقِيلَ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ مِنْ جِهَةِ الشَّامِ بُعِثَ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ مِنْ حِمْيَرَ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبٌ وَلَيْسَ صَاحِبُ مَدْيَنَ بَيْنَ زَمَنِ سُلَيْمَانَ وَعِيسَى فَكَذَّبُوهُ فَقَصَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ وَقد روى قصَّته بن مرْدَوَيْه من حَدِيث بن عَبَّاسٍ وَلَمْ يُسَمِّهِ قَوْلُهُ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ لَا يَعِيبُونَ وَمِنْهُ حَسِيرٌ وَحَسَرْتُ بَعِيرِي هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَكَذَا رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله وَلَا يستحسرون قَالَ لَا يَعِيبُونَ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أبي ذَر يعيون بِفَتْح أَوله ووهاه بن التِّينِ.
    وَقَالَ هُوَ مِنْ أُعْيِيَ أَيِ الصَّوَابُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ قَوْلُهُ عَمِيقٌ بَعِيدٌ كَذَا ذَكَرَهُ هُنَا وَإِنَّمَا وَقَعَ ذَلِكَ فِي السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَكَأَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فِجَاجًا وَجَاءَ فِي الَّتِي بعْدهَا من كل فج عميق كَأَنَّهُ اسْتَطْرَدَ مِنْ هَذِهِ لِهَذِهِ أَوْ كَانَ فِي طُرَّةٍ فَنَقَلَهَا النَّاسِخُ إِلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا قَوْلُهُ نُكِسُوا رُدُّوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله ثمَّ نكسوا على رؤوسهم أَيْ قُلِبُوا وَتَقُولُ نَكَسْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ إِذَا قهرته وَقَالَالْفَرَّاءُ نُكِسُوا رَجَعُوا وَتَعَقَّبَهُ الطَّبَرِيُّ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ شَيْءٌ يَصِحُّ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ ثُمَّ أخْتَار مَا رَوَاهُ بن إِسْحَاقَ وَحَاصِلُهُ أَنَّهُمْ قُلِبُوا فِي الْحُجَّةِ فَاحْتَجُّوا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بِمَا هُوَ حُجَّةٌ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَقَرَأَ بن أَبِي عَبْلَةَ نَكَسُوا بِالْفَتْحِ وَفِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ نكسوا أنفسهم على رؤوسهم قَوْلُهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ الدُّرُوعُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ اللَّبُوسُ السِّلَاحُ كُلُّهُ مِنْ دِرْعٍ إِلَى رُمْحٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ اللَّبُوسُ الدُّرُوعُ كَانَتْ صَفَائِحَ وَأَوَّلُ مَنْ سَرَدَهَا وَحَلَّقَهَا دَاوُدُ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ مَنْ قَرَأَ لِتُحْصِنَكُمْ بِالْمُثَنَّاةِ فَلِتَأْنِيثِ الدُّرُوعِ وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّحْتَانِيَّةِ فَلِتَذْكِيرِ اللَّبُوسِ قَوْلُهُ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمُ اخْتَلَفُوا هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ وَتَفَرَّقُوا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِي الدِّينِ قَوْلُهُ الْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَالْجَرْسُ وَالْهَمْسُ وَاحِدٌ وَهُوَ مِنَ الصَّوْتِ الْخَفِيِّ سَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ وَالْهَمْسُ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا أَيْ صَوْتَهَا وَالْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَاحِدٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِرِ سُورَةِ مَرْيَمَ قَوْلُهُ آذَنَّاكَ أَعْلَمْنَاكَ آذَنْتُكُمْ إِذَا أَعْلَمْتُهُ فَأَنْتَ وَهُوَ عَلَى سَوَاءٍ لَمْ تَغْدِرْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ آذنتكم على سَوَاء إِذَا أَنْذَرْتُ عَدُوَّكَ وَأَعْلَمْتُهُ ذَلِكَ وَنَبَذْتُ إِلَيْهِ الْحَرْبَ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ وَهُوَ عَلَى سَوَاءٍ فَقَدْ آذَنْتَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْلُهُ آذَنَّاكَ هُوَ فِي سُورَةِ حم فُصِّلَتْ ذَكَرَهُ هُنَا اسْتِطْرَادًا قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِد لَعَلَّكُمْ تسئلون تُفْهَمُونَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَلِابْنِ الْمُنْذِرِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ تُفْقَهُونَ قَوْلُهُ ارْتَضَى رَضِيَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ رَضِيَ عَنْهُ وَسَقَطَ لِأَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ التَّمَاثِيلُ الْأَصْنَامُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا قَوْلُهُ السِّجِلُّ الصَّحِيفَةُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَجَزَمَ بِهِ الْفَرَّاءُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ كطي السّجل يَقُولُ كَطَيِّ الصَّحِيفَةِ عَلَى الْكِتَابِ قَالَ الطَّبَرِيُّ مَعْنَاهُ كَطَيِّ السِّجِلِّ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْكِتَابِ وَقِيلَ عَلَى بِمَعْنَى مِنْ أَيْ مِنْ أَجْلِ الْكِتَابِ لِأَنَّ الصَّحِيفَةَ تَطْوِي حَسَنَاتَهُ لِمَا فِيهَا من الْكِتَابَة وَجَاء عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ السِّجِلَّ اسْمُ كَاتِبٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الجوزاء عَن بن عَبَّاس بِهَذَا وَله شَاهد من حَدِيث بن عمر عِنْد بن مرْدَوَيْه وَفِي حَدِيث بن عَبَّاس الْمَذْكُور عِنْد بن مرْدَوَيْه والسجل الرجل بِلِسَان الْحَبَش وَعند بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ السِّجِلُّ الْمَلَكُ وَعند الطَّبَرِيّ من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ مِثْلُهُ وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَطِيَّةَ مِثْلُهُ وَبِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلُهُ وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ أَنَّهُ مَلَكٌ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ تَرْفَعُ الْحَفَظَةُ إِلَيْهِ الْأَعْمَالَ كُلَّ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ وَعِنْدَ الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ بن عُمَرَ بَعْضُ مَعْنَاهُ وَقَدْ أَنْكَرَ الثَّعْلَبِيُّ وَالسُّهَيْلِيُّ أَنَّ السِّجِلَّ اسْمُ الْكَاتِبِ بِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فِي أَصْحَابِهِ مَنِ اسْمُهُ السِّجِلُّ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا وُجِدَ إِلَّا فِي هَذَا الْخَبَرِ وَهُوَ حَصْرٌ مَرْدُودٌ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ بن مَنْدَه وَأَبُو نعيم وأوردا من طَرِيق بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عُمَرَ قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتب يُقَال لَهُ سجل وَأخرجه بن مرْدَوَيْه من هَذَا الْوَجْهثمَّ ذكر المُصَنّف حَدِيث بن عَبَّاسٍ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً الْحَدِيثَ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ سُورَةُ الْحَجِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْله قَالَ بن عُيَيْنَةَ الْمُخْبِتِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ هُوَ كَذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ بن عُيَيْنَة لَكِن اسنده عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَكَذَا هُوَ عِنْدَ بن الْمُنْذِرِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ الْمُصَلِّينَ وَمِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ الْمُتَوَاضِعِينَ وَالْمُخْبِتُ مِنَ الْإِخْبَاتِ وَأَصْلُهُ الْخَبْتُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مُقَطَّعًا قَوْلُهُ وَيُقَالُ أُمْنِيَتُهُ قِرَاءَتُهُ إِلَّا أماني يقرؤون وَلَا يَكْتُبُونَ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ التَّمَنِّي التِّلَاوَةُ قَالَ وَقَوْلُهُ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أماني قَالَ الْأَمَانِيُّ أَنْ يَفْتَعِلَ الْأَحَادِيثَ وَكَانَتْ أَحَادِيثُ يَسْمَعُونَهَا مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَلَيْسَتْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ وَمِنْ شَوَاهِدِ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ تَمَنَّى كِتَابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ تَمَنِّي دَاوُدَ الزَّبُورَ عَلَى رُسُلٍ قَالَ الْفَرَّاءُ وَالتَّمَنِّي أَيْضًا حَدِيثُ النَّفْسِ انْتَهَى قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ لَهُ بَعْدَ أَنْ سَاقَ رِوَايَة عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ بْنِ عَبَّاسٍ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ هَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ وَأَعْلَاهُ وَأَجَلُّهُ ثُمَّ أَسْنَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ بِمِصْرَ صَحِيفَةٌ فِي التَّفْسِيرِ رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ فِيهَا إِلَى مِصْرَ قَاصِدًا مَا كَانَ كَثِيرًا انْتَهَى وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كَانَتْ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ رَوَاهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةعَن بن عَبَّاسٍ وَهِيَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَقَدِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي صَحِيحِهِ هَذَا كَثِيرًا عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ فِي أَمَاكِنِهِ وَهِيَ عِنْدَ الطَّبَرِيّ وبن أبي حَاتِم وبن الْمُنْذِرِ بِوَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي صَالِحٍ انْتَهَى وعَلى تَأْوِيل بن عَبَّاسٍ هَذَا يُحْمَلُ مَا جَاءَ عَنْ سَعِيدِ بن جُبَير وَقد أخرجه بن أبي حَاتِم والطبري وبن الْمُنْذِرِ مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْهُ قَالَ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَالنَّجْمُ فَلَمَّا بَلَغَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ مَا ذَكَرَ آلِهَتَنَا بِخَيْرٍ قَبْلَ الْيَوْمَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا فَنَزَلَتْ هَذِه الْآيَة وَأخرجه الْبَزَّار وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير عَن بن عَبَّاسٍ فِيمَا أَحْسَبُ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ.
    وَقَالَ الْبَزَّارُ لَا يُرْوَى مُتَّصِلًا إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِوَصْلِهِ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ قَالَ وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ انْتَهَى وَالْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ وَلَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ النَّحَّاسُ بِسَنَدٍ آخَرَ فِيهِ الْوَاقِدِيُّ وَذكره بن إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ مُطَوَّلًا وَأَسْنَدَهَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَكَذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي الْمَغَازِي عَن بن شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو مَعْشَرٍ فِي السِّيرَةِ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَأَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِهِ الطَّبَرِيُّ وَأوردهُ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَسْبَاطٍ عَنِ السُّدِّيِّ وَرَوَاهُ بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ وَأَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ ثَلَاثَتُهُمْ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَأَوْرَدَهَا الطَّبَرِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن بن عَبَّاسٍ وَمَعْنَاهُمْ كُلُّهُمْ فِي ذَلِكَ وَاحِدٌ وَكُلُّهَا سِوَى طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِمَّا ضَعِيفٌ وَإِلَّا مُنْقَطِعٌ لَكِنْ كَثْرَةُ الطُّرُقِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْقِصَّةِ أَصْلًا مَعَ أَنَّ لَهَا طَرِيقَيْنِ آخَرَيْنِ مُرْسَلَيْنِ رِجَالُهُمَا عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحَيْنِ أَحَدُهُمَا مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ يزِيد عَن بن شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَالثَّانِي مَا أَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَرَّقَهُمَا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَقَدْ تَجَرَّأَ أَبُو بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ كَعَادَتِهِ فَقَالَ ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ فِي ذَلِكَ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ بَاطِلَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا وَهُوَ إِطْلَاقٌ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ وَكَذَا قَوْلُ عِيَاضٍ هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الصِّحَّةِ وَلَا رَوَاهُ ثِقَةٌ بِسَنَدٍ سَلِيمٍ مُتَّصِلٍ مَعَ ضَعْفِ نَقَلَتِهِ وَاضْطِرَابِ رِوَايَاتِهِ وَانْقِطَاعِ إِسْنَادِهِ وَكَذَا قَوْلُهُ وَمَنْ حُمِلَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْقِصَّةُ مِنَ التَّابِعِينَ وَالْمُفَسِّرِينَ لَمْ يُسْنِدْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ وَلَا رَفَعَهَا إِلَى صَاحِبٍ وَأَكْثَرُ الطُّرُقِ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ ضَعِيفَةٌ وَاهِيَةٌ قَالَ وَقَدْ بَيَّنَ الْبَزَّارُ أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ مِنْ طَرِيقٍ يَجُوزُ ذِكْرُهُ إِلَّا طَرِيقِ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَ الشَّكِّ الَّذِي وَقَعَ فِي وَصْلِهِ وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَلَا تَجُوزُ الرِّوَايَةُ عَنْهُ لِقُوَّةِ ضَعْفِهِ ثُمَّ رَدَّهُ مِنْ طَرِيقِ النَّظَرِ بِأَنَّ ذَلِكَ لَوْ وَقَعَ لَارْتَدَّ كَثِيرٌ مِمَّنْ أَسْلَمَ قَالَ وَلَمْ يُنْقَلْ ذَلِكَ انْتَهَى وَجَمِيعُ ذَلِكَ لَا يَتَمَشَّى عَلَى الْقَوَاعِدِ فَإِنَّ الطُّرُقَ إِذَا كَثُرَتْ وَتَبَايَنَتْ مَخَارِجُهَا دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ لَهَا أَصْلًا وَقَدْ ذَكَرْتُ أَنَّ ثَلَاثَةَ أَسَانِيدَ مِنْهَا عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ وَهِيَ مَرَاسِيلُ يَحْتَجُّ بِمِثْلِهَا مَنْ يَحْتَجُّ بِالْمُرْسَلِ وَكَذَا مَنْ لَا يَحْتَجُّ بِهِ لِاعْتِضَادِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ وَإِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ تَعَيَّنَ تَأْوِيلُ مَا وَقَعَ فِيهَا مِمَّا يُسْتَنْكَرُ وَهُوَ قَوْلُهُ أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ لِأَنَّهُ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَزِيدَ فِي الْقُرْآنِ عَمْدًا مَا لَيْسَ مِنْهُ وَكَذَا سَهْوًا إِذَا كَانَ مُغَايِرًا لِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ التَّوْحِيدِ لِمَكَانِ عِصْمَتِهِ وَقَدْ سَلَكَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ مَسَالِكَ فَقِيلَ جَرَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِ حِينَ أَصَابَتْهُ سِنَةٌ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ فَلَمَّا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحْكَمَ اللَّهُ آيَاتِهِ وَهَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ قَتَادَةَ وَرَدَّهُ عِيَاضٌ بِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ لِكَوْنِهِ لَا يَجُوزُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ وَلَاوِلَايَةٌ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ فِي النَّوْمِ وَقِيلَ إِنَّ الشَّيْطَانَ أَلْجَأَهُ إِلَى أَنْ قَالَ ذَلِكَ بِغَيْرِ اخْتِيَاره ورده بن الْعَرَبِيِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الشَّيْطَانِ وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان الْآيَةَ قَالَ فَلَوْ كَانَ لِلشَّيْطَانِ قُوَّةٌ عَلَى ذَلِكَ لَمَا بَقِيَ لِأَحَدٍ قُوَّةٌ فِي طَاعَةٍ وَقِيلَ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا آلِهَتَهُمْ وَصَفُوهُمْ بِذَلِكَ فَعَلَّقَ ذَلِكَ بِحِفْظِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ لَمَّا ذَكَرَهُمْ سَهْوًا وَقَدْ رَدَّ ذَلِكَ عِيَاضٌ فَأَجَادَ وَقِيلَ لَعَلَّهُ قَالَهَا تَوْبِيخًا لِلْكُفَّارِ قَالَ عِيَاضٌ وَهَذَا جَائِزٌ إِذَا كَانَتْ هُنَاكَ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى الْمُرَادِ وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ كَانَ الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي الصَّلَاةِ جَائِزًا وَإِلَى هَذَا نَحَا الْبَاقِلَّانِيُّ وَقِيلَ إِنَّهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَى قَوْله وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى خَشِيَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَهَا بِشَيْءٍ يَذُمُّ آلِهَتَهُمْ بِهِ فَبَادَرُوا إِلَى ذَلِكَ الْكَلَامِ فَخَلَطُوهُ فِي تِلَاوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَادَتِهِمْ فِي قَوْلِهِمْ لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآن والغوا فِيهِ وَنُسِبَ ذَلِكَ لِلشَّيْطَانِ لِكَوْنِهِ الْحَامِلُ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَوِ الْمُرَادُ بِالشَّيْطَانِ شَيْطَانُ الْإِنْسِ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْغَرَانِيقِ الْعُلَى الْمَلَائِكَةُ وَكَانَ الْكُفَّارُ يَقُولُونَ الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ وَيَعْبُدُونَهَا فَسِيقَ ذِكْرُ الْكُلِّ لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى فَلَمَّا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ حَمَلُوهُ عَلَى الْجَمِيعِ وَقَالُوا قَدْ عَظَّمَ آلِهَتَنَا وَرَضُوا بِذَلِكَ فَنَسَخَ اللَّهُ تِلْكَ الْكَلِمَتَيْنِ وَأَحْكَمَ آيَاتِهِ وَقِيلَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَتِّلُ الْقُرْآنَ فَارْتَصَدَهُ الشَّيْطَانُ فِي سَكْتَةٍ مِنَ السَّكَتَاتِ وَنَطَقَ بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ مُحَاكِيًا نَغْمَتَهُ بِحَيْثُ سَمِعَهُ مَنْ دَنَا إِلَيْهِ فَظَنَّهَا مِنْ قَوْلِهِ وَأَشَاعَهَا قَالَ وَهَذَا أَحْسَنُ الْوُجُوهِ وَيُؤَيِّدُهُ مَا تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ الْكَلَام عَن بن عَبَّاسٍ مِنْ تَفْسِيرِ تَمَنَّى بِتَلَا وَكَذَا اسْتَحْسَنَ بن الْعَرَبِيِّ هَذَا التَّأْوِيلُ.
    وَقَالَ قَبْلَهُ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَصٌّ فِي مَذْهَبِنَا فِي بَرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا نُسِبَ إِلَيْهِ قَالَ وَمعنى قَوْله فِي أمْنِيته أَيْ فِي تِلَاوَتِهِ فَأَخْبَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ سُنَّتَهُ فِي رُسُلِهِ إِذَا قَالُوا قَوْلًا زَادَ الشَّيْطَانُ فِيهِ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ فَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّ الشَّيْطَانَ زَادَهُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ قَالَ وَقَدْ سَبَقَ إِلَى ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ لِجَلَالَةِ قَدْرِهِ وَسِعَةِ عِلْمِهِ وَشِدَّةِ سَاعِدِهِ فِي النَّظَرِ فَصَوَّبَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى وَحَوَّمَ عَلَيْهِ تَنْبِيهٌ هَذِهِ الْقِصَّةُ وَقَعَتْ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ اتِّفَاقًا فَتَمَسَّكَ بِذَلِكَ مَنْ قَالَ إِنَّ سُورَةَ الْحَجِّ مَكِّيَّةٌ لَكِنْ تُعُقِّبَ بِأَنَّ فِيهَا أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ كَمَا فِي حَدِيثِ على وَأبي ذَر فِي هَذَانِ خصمان فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَهْلِ بَدْرٍ وَكَذَا قَوْلُهُ أذن الَّذين يُقَاتلُون الْآيَةَ وَبَعْدَهَا الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حق فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَصْلَهَا مَكِّيٌّ وَنَزَلَ مِنْهَا آيَاتٌ بِالْمَدِينَةِ وَلَهَا نَظَائِرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ مَشِيدٌ بِالْقَصَّةِ جِصٌّ وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَقَصْرٍ مشيد قَالَ بِالْقَصَّةِ يَعْنِي الْجِصَّ وَالْقَصَّةُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الصَّادِ هِيَ الْجِصُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ الْمَشِيدُ الْمُجَصَّصُ قَالَ وَالْجِصُّ فِي الْمَدِينَةِ يُسَمَّى الشَّيْدُ وَأَنْشَدَ الطَّبَرِيُّ قَوْلَ امْرِئِ الْقِيسِ وَتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍ وَلَا أُجُمًا إِلَّا مَشِيدًا بِجَنْدَلِ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ كَانَ أَهْلُهُ شَيَّدُوهُ وَحَصَّنُوهُ وَقِصَّةُ الْقَصْرِ الْمَشِيدِ ذَكَرَ أَهْلُ الْأَخْبَارِ أَنَّهُ مِنْ بِنَاءِ شَدَّادِ بْنِ عَادٍ فَصَارَ مُعَطَّلًا بَعْدَ الْعُمْرَانِ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهُ عَلَى أَمْيَالٍ مِمَّا يُسْمَعُ فِيهِ مِنْ أَصْوَاتِ الْجِنِّ الْمُنْكَرَةِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ غَيْرُهُ يَسْطُونَ يَفْرُطُونَ مِنَ السَّطْوَةِ وَيُقَالُ يَسْطُونَ يَبْطِشُونَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ يَكَادُونَ يسطون أَيْ يَفْرُطُونَ عَلَيْهِ مِنَ السَّطْوَةِ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ كَانَ مشركو قُرَيْشٍ إِذَا سَمِعُوا الْمُسْلِمَ يَتْلُو الْقُرْآنَ كَادُوا يَبْطِشُونَ بِهِ وَتَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ طَهَ.
    وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي شَبَابَةُ عَنْ وَرْقَاءَ عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ يَكَادُونَأَيْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ يَسْطُونَ أَيْ يَبْطِشُونَ بِالَّذِينَ يَتلون الْقُرْآن وروى بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ يَسْطُونَ فَقَالَ يَبْطِشُونَ قَوْلُهُ وهدوا إِلَى صِرَاط الحميد الْإِسْلَامِ هَكَذَا لَهُمْ وَسَيَأْتِي تَحْرِيرُهُ مِنْ رِوَايَةِ النَّسَفِيّ قَرِيبا قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ بِسَبَبٍ بِحَبْلٍ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ عَن التَّمِيمِي عَن بن عَبَّاسٍ بِلَفْظِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ بِحَبْلٍ إِلَى سَمَاءِ بَيْتِهِ فَلْيَخْتَنِقْ بِهِ قَوْله ثَانِي عطفه مُسْتَكْبِرٌ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَسَقَطَ لِلْبَاقِينَ وَقَدْ وَصله بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله ثَانِي عطفه قَالَ مُسْتَكْبِرٌ فِي نَفْسِهِ قَوْلُهُ وَهُدُوا إِلَى الطّيب من القَوْل أُلْهِمُوا إِلَى الْقُرْآنِ سَقَطَ قَوْلُهُ إِلَى الْقُرْآنِ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ وهدوا إِلَى الطّيب ألهموا.
    وَقَالَ بن أَبِي خَالِدٍ إِلَى الْقُرْآنِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحميد الْإِسْلَامِ وَهَذَا هُوَ التَّحْرِيرُ وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْل قَالَ ألهموا وروى بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي قَوْلِهِ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْل قَالَ الْقُرْآنُ وَفِي قَوْلِهِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحميد الْإِسْلَام قَوْله تذهل تشغل روى بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تذهل كل مُرْضِعَة أَيْ تَسْلُو مِنْ شِدَّةِ خَوْفِ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة أَيْ تَسْلُو قَالَ الشَّاعِرُ صَحَا قَلْبُهُ يَا عَزُّ أَوْ كَادَ يَذْهَلُ وَقِيلَ الذُّهُولُ الِاشْتِغَالُ عَنِ الشَّيْءِ مَعَ دَهَشٍ (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَترى النَّاس سكارى) سَقَطَ الْبَابُ وَالتَّرْجَمَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقُدِّمَ عِنْدَهُمُ الطَّرِيقُ الْمَوْصُولُ عَلَىالتَّعَالِيقِ وَعُكِسَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَسَيَأْتِي شَرْحُ الْحَدِيثِ الْمَوْصُولِ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

    باب قَوْلِهِ: {{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}} [مريم: 78](قوله) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: ({{أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدًا}}) [مريم: 78]. قال في الكشاف أي أوقد بلغ من عظمة شأنه أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار والمعنى أن ما ادّعى أن يؤتاه وتألى عليه لا يتوصل إليه إلا بأحد هذين الطريقين إما علم الغيب وإما عهد من عالم الغيب فبأيهما توصل إلى ذلك انتهى وهمزة أطلع للاستفهام الإنكاري وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها، وزاد في رواية أبي ذر الآية ولغيره قال أي في تفسير عهدًا موثقًا وقيل العهد كلمة التوحيد. قال في فتوح الغيب لأنه تعالى وعد قائلها إخلاصًا أن يدخل الجنة البتة فهو كالعهد الموثق الذي لا بد أن يوفي به انتهى.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4477 ... ورقمه عند البغا: 4733 ]
    - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِي بْنِ وَائِلِ السَّهْمِيِّ سَيْفًا فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قُلْتُ: لاَ، أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ يُحْيِيَكَ قَالَ: إِذَا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي وَلِي مَالٌ وَوَلَدٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}} قَالَ: مَوْثِقًا. لَمْ يَقُلِ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ سَيْفًا وَلاَ مَوْثِقًا.وبه قال: (حدّثنا محمد بن كثير) بالمثلثة العبدي البصري قال: (أخبرنا سفيان) الثوري (عن الأعمش) سليمان (عن أبي الضحى) مسلم (عن مسروق) هو ابن الأجدع (عن خباب) هو ابن الأرتّ أنه (قال: كنت قيْنًا) بقاف مفتوحة فتحتية ساكنة فنون أي حدّاد (بمكة فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفًا فجئت أتقاضاه) أجرة عمل السيف (فقال: لا أعطيك) أجرته (حتى تكفر بمحمد قلت: لا أكفر بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يميتك الله ثم يحييك) أي لا أكفر أبدًا كما مرّ تقريره قريبًا (قال): أي العاصي (إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد) زاد في السابقة فأقضيكه (فأنزل الله) تعالى ({{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالًا وولدًا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدًا}} قال موثقًا) وقد مرّ هذا أول هذا الباب (لم يقل الأشجعي) بهمزة مفتوحة فشين معجمة ساكنة فجيم مفتوحة فعين مهملة
    مكسورة عبيد الله بن عبد الرحمن بتصغير عبد الأول في روايته (عن سفيان سيفًا) في قوله فعملت سيفًا (ولا موثقًا) تفسير عهدًا.

    (بابٌُ قَوْلُهُ عز وَجل: {{أطلع الْغَيْب أم اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا}} (مَرْيَم: 87)أَي هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل (أطلع الْغَيْب أم اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا) الْآيَة.قَالَ ابْن عَبَّاس: أنظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ، يَعْنِي: الْعَاصِ بن وَائِل، وَقَالَ مُجَاهِد: أعلم علم الْغَيْب حَتَّى يعلم أَفِي الْجنَّة هُوَ أم لَا. قَوْله: (أطلع) من اطلع الْجَبَل إِذا ارْتقى إِلَى أَعْلَاهُ. قَوْله: (عهدا) ، أَي: أم قَالَ: لَا إِلَه إلاَّ الله، وَعَن قَتَادَة: عمل صَالحا قدمه، وَعَن الْكَلْبِيّ: عهد إِلَيْهِ أَنه يدْخلهُ الْجنَّة، وَفسّر البُخَارِيّ (عهدا) بقوله: (موثقًا) ، وَكَذَا أخرجه ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن كثير شيخ البُخَارِيّ فِيهِ، وَلَيْسَ فِي رِوَايَة أبي ذَر. قَوْله: (موثقًا) ، وَهُوَ التعاقد والتعاهد، وَأَصله من الوثاق وَهُوَ حَبل يشد بِهِ الْأَسير وَالدَّابَّة، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الموثق الْمِيثَاق.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4477 ... ورقمه عند البغا:4733 ]
    - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ أخبرنَا سُفْيانُ عنِ الأعْمَشِ عنْ أبي الضُّحَى عنْ مَسْروق عنْ خَبَّابٍ قَالَ كُنْتُ قَيْناً بِمَكَّةَ فَعَمِلْتُ لِلْعاصِي بنِ وائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفاً فَجِئْتُ أتَقاضاهُ فَقَالَ لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قُلْتُ لَا أكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يُمِيتكَ الله ثُمَّ يُحْيِيَكَ قَالَ إذَا أماتَني الله ثُمَّ بَعَثَني ولِي مالٌ وَوَلَدٌ، فأنْزَلَ الله: {{فَرَأيْتَ الَّذِي كَفَرَ بآياتِنا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَداً اطَّلَعَ الْغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمانِ عَهْداً}} قَالَ مَوْثِقاً لَمْ يَقُلِ الأشْجَعِيُّ عنْ سُفْيانَ سَيْفاً وَلَا مَوْثِقاً..هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن مُحَمَّد بن كثير إِلَى آخِره، وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث من أَربع طرق وَترْجم لكل حَدِيث آيَة من الْآيَات الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة إِشَارَة إِلَى أَن هَذِه الْآيَات كلهَا فِي قصَّة الْعَاصِ بن وَائِل وَذكر فِي كل تَرْجَمَة مَا يطابقها من الحَدِيث.قَوْله: (لم يقل الْأَشْجَعِيّ) ، نِسْبَة إِلَى أَشْجَع، بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْجِيم وبالعين الْمُهْملَة: ابْن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس غيلَان بن مُضر بن نزار، وَهُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي سمع سُفْيَان الثَّوْريّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة فِي أَولهَا، وروى الْأَشْجَعِيّ هَذَا الحَدِيث عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَلم يذكر فِي رِوَايَته (عَن سُفْيَان سَيْفا وَلَا موثقًا) .

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِي بْنِ وَائِلِ السَّهْمِيِّ سَيْفًا، فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لاَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ‏.‏ قُلْتُ لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ ﷺ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْيِيَكَ‏.‏ قَالَ إِذَا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي، وَلِي مَالٌ وَوَلَدٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا‏}‏‏.‏ قَالَ مَوْثِقًا‏.‏ لَمْ يَقُلِ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ سَيْفًا وَلاَ مَوْثِقًا‏.‏

    Narrated Khabbab:I was a blacksmith in Mecca Once I made a sword for Al-`Asi bin Wail As-Sahmi. When I went to demand its price, he said, "I will not give it to you till you disbelieve in Muhammad." I said, "I shall not disbelieve in Muhammad till Allah make you die and then bring you to life again." He said, "If Allah should make me die and then resurrect me and I would have wealth and children." So Allah revealed:-- 'Have you seen him who disbelieved in Our Signs, and (yet) says I shall certainly be given wealth and children? Has he known the unseen or has he taken a covenant from (Allah) the Beneficent?

    Telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Katsir] Telah mengabarkan kepada kami [Sufyan] dari [Al A'masy] dari [Abu Adl Dluha] dari [Masruq] dari [Khabbab] dia berkata; "Aku adalah seorang pandai besi di Makkah, dan aku membuatkan sebilah pedang untuk Al Ash bin Wa'il As Sahmi. Tatkala aku mendatanginya untuk menagih bayarannya, dia berkata; "Aku tidak akan membayarkannya sampai kamu mendustakan Muhammad." Khabab berkata; "Demi Allah, aku tidak akan mendustakan Muhammad shallallahu 'alaihi wasallam sampai kamu dimatikan Allah kemudian kamu dibangkitkan kembali." Al Ash bin Wa`il berkata; "Kalau begitu tunggulah sampai aku mati dan dibangkitkan kembali hingga aku diberi harta dan anak, maka aku akan membayarmu. Maka turunlah ayat ini: 'Maka apakah kamu Telah melihat orang yang kafir kepada ayat-ayat kami dan ia mengatakan: "Pasti Aku akan diberi harta dan anak. Adakah ia melihat yang ghaib atau ia telah membuat perjanjian di sisi Tuhan Yang Maha Pemurah?. (QS. Maryam: 77-78). Khabab berkata; Yaitu ikatan janji. Namun [Al Asyja'i] tidak menyebutkan lafazh 'saif' (pedang) dan 'Mautsiq' (perjanjian)

    Habbab'ın şöyle söylediği rivayet edilmiştir: Ben, Mekke'de demirci idim. As bin Vail es-Sehmi için bir kılıç yaptım. Sonra alacağımı almak üzere yanına gittim. Bana; "Muhammed'i inkar edene kadar sana herhangi bir ödeme yapmayacağım!" dedi. Ben de; "Asla Muhammed'i inkar etmeyeceğim. Hatta Allah seni öldürüp diriltse bile!" şeklinde karşılık verdim. Bu defa; "Allah beni öldürüp sonra diriltince, o zaman benim malım ve evladım olur," dedi. Bunun üzerine Allah Teala şu ayeti indirdi: "O, gaybı mı bildi, yoksa Allah'ın katından bir söz mü aldı?" İmam Buhari şöyle demiştir: Eşcaı'nin Süfyan'dan aktardığı rivayette "Ayette geçen عهدا ahd kelimesi, 'söz' anlamına gelir," ifadesi ile "kılıç" kelimesi geçmemektedir

    ہم سے محمد بن کثیر نے بیان کیا، کہا ہم کو سفیان ثوری نے خبر دی، انہیں اعمش نے، انہیں ابوالضحیٰ نے، انہیں مسروق نے اور ان سے خباب بن ارت رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ میں مکہ میں لوہار تھا اور عاص بن وائل سہمی کے لیے میں نے ایک تلوار بنائی تھی۔ میری مزدوری باقی تھی اس لیے ایک دن میں اس کو مانگنے آیا تو کہنے لگا کہ اس وقت تک نہیں دوں گا جب تک تم محمد صلی اللہ علیہ وسلم سے پھر نہیں جاؤ گے۔ میں نے کہا کہ میں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے ہرگز نہیں پھروں گا یہاں تک کہ اللہ تجھے مار دے اور پھر زندہ کر دے اور وہ کہنے لگا کہ جب اللہ تعالیٰ مجھے مار کر دوبارہ زندہ کر دے گا تو میرے پاس اس وقت بھی مال و اولاد ہو گی۔ اور اسی وقت تم اپنی مزدوری مجھ سے لے لینا۔ اس پر اللہ تعالیٰ نے یہ آیت نازل کی «أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا‏» کہ ”بھلا تو نے اس شخص کو بھی دیکھا جو ہماری آیتوں کا انکار کرتا ہے اور کہتا ہے کہ مجھے تو مال و اولاد مل کر ہی رہیں گے تو کیا یہ غیب پر مطلع ہو گیا ہے یا اس نے خدائے رحمن سے کوئی وعدہ لے لیا ہے۔“ «عهد‏» کا معنی مضبوط اقرار۔ عبیداللہ اشجعی نے بھی اس حدیث کو سفیان ثوری سے روایت کیا ہے لیکن اس میں تلوار بنانے کا ذکر نہیں ہے نہ عہد کی تفسیر مذکور ہے۔

    (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمٰنِ عَهْدًا) الآيَةُ قَالَ مَوْثِقًا. তবে কি সে অদৃশ্য বিষয় জানতে পেরেছে অথবা দয়াময় আল্লাহর নিকট হতে সে কোন প্রতিশ্রুতি প্রাপ্ত হয়েছে? (সূরাহ মারইয়াম ১৯/৭৮) عهد দৃঢ় প্রতিশ্রুতি। ৪৭৩৩. খাব্বাব (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি মক্কা্য় অবস্থানকালে কর্মকারের কাজ করতাম। এ সময় আস্ ইবনু ওয়ায়েলকে একখানা তলোয়ার বানিয়ে দিয়েছিলাম। তারপর একদিন আমার সেই পাওনা আদায়ের জন্য তাঁর নিকট আসলাম। সে বলল, মুহাম্মাদকে অস্বীকার না করা পর্যন্ত তোমার পাওনা দেব না। আমি বললাম, মুহাম্মাদকে অস্বীকার করব না। এমনকি আল্লাহ্ তোমাকে মৃত্যু দিবার পর তোমাকে আবার জীবিত করা পর্যন্ত। সে বলল, আল্লাহ্ যখন আমাকে মৃত্যুর পরে আবার জীবিত করবেন, তখন আমার ধন-সম্পদ ও সন্তান-সন্ততিও থাকবে। এ প্রসঙ্গে আল্লাহ্ তা‘আলা অবতীর্ণ করেনঃ ‘তুমি কি লক্ষ্য করেছ তাকে, যে আমার আয়াতসমূহ প্রত্যাখ্যান করে এবং বলে, আমাকে ধন-সম্পদ ও সন্তান-সন্ততি দেয়া হবেই। সে কি অদৃশ্য সম্বন্ধে অবহিত হয়েছে অথবা দয়াময়ের নিকট থেকে প্রতিশ্রুতি লাভ করেছে? বর্ণনাকারী বলেন, عهد এর অর্থ দৃঢ় প্রতিশ্রুতি। আশজায়ী (রহ.) সুফ্ইয়ান থেকে বর্ণনার মধ্যে سَيْفًا (তরবারি) শব্দ এবং مَوْثِقًا (প্রতিশ্রুতি) শব্দ উল্লেখ করেননি। [২০৯১] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৩৭২, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    கப்பாப் பின் அல்அரத் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: நான் மக்காவில் (அறியாமைக் காலத் தில்) கொல்லனாக (தொழில் செய்துகொண்டு) இருந்தேன். அப்போது ‘ஆஸ் பின் வாயில் அஸ்ஸஹ்மீ’ என்பவருக்கு வாள் ஒன்றைச் செய்து கொடுத்தேன். பின்னர் அதற்கான கூலியைத் தரும்படி கேட்டு அவரிடம் நான் சென்றேன். அவர், ‘‘நீ முஹம்மதை நிராகரிக்காத வரை உனக்குத் தரமாட்டேன்” என்று சொன்னார். நான், ‘‘உன்னை அல்லாஹ் மரணிக்கச் செய்து, பிறகு உயிர்கொடுக்கும்வரை நான் முஹம்மத் (ஸல்) அவர்களை நிராகரிக்கமாட்டேன்” என்று சொன்னேன். அதற்கு அவர் ‘‘என்னை அல்லாஹ் மரணிக்கச் செய்து பிறகு என்னை எழுப்பினால், அப்போதும் எனக்குச் செல்வமும் சந்ததியும் இருக்கும்” என்று சொன்னார். உடனே அல்லாஹ்: ‘‘நம் வசனங்களை மறுத்ததுடன் (மறுமையிலும்) தனக்குச் செல்வமும் சந்ததியும் வழங்கப்படும் என்று சொன்னவனை நீர் பார்த்தீரா? மறைவானவற்றை அவன் அறிந்துகொண்டானா? அல்லது கருணையாளனிடம் உறுதிமொழி ஏதேனும் வாங்கியிருக்கிறானா?” எனும் (19:77,78) வசனங்களை அருளினான். இந்த ஹதீஹ் இரு அறிவிப்பாளர் தொடர்களில் வந்துள்ளது. அவற்றில் உபைதுல்லாஹ் (ரஹ்) அவர்களது அறிவிப்பில், ‘வாள்’ மற்றும் ‘அஹ்த்’ எனும் சொல்லுக்கான ‘உறுதிமொழி’ எனும் பொருள் ஆகியவை இடம் பெறவில்லை. அத்தியாயம் :