• 2956
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : {{ الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ }} قَالَ : " هُمْ أَهْلُ الكِتَابِ جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً ، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ "

    حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : {{ الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ }} قَالَ : هُمْ أَهْلُ الكِتَابِ جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً ، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ

    لا توجد بيانات
    هُمْ أَهْلُ الكِتَابِ جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً ، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ

    [4705] الَّذِينَ جَعَلُوا هُوَ صِفَةٌ لِلْمُقْتَسِمِينَ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ قَسَمُوهُ وَفَرَّقُوهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَقَاسَمَهُمَا حَلَفَ لَهُمَا وَقَالَ أَيْضًا أَبُو عُبَيْدَةَ الَّذِي يُكْثِرُ الْمُصَنِّفُ نَقْلَ كَلَامِهِ مِنَ الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ اقْتَسَمُوا وَفَرَّقُوا قَالَ وَقَوْلُهُ عِضِينَ أَيْ فَرَّقُوهُ عَضُّوهُ أَعْضَاءً قَالَ رُؤْبَةُ وَلَيْسَ دِينُ اللَّهِ بِالْمُعَضَّى أَيْ بِالْمُفَرَّقِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ وَمِنْهُ لَا أُقْسِمُ إِلَخْ فَلَيْسَ كَذَلِكَ أَيْ فَلَيْسَ هُوَ مِنَ الِاقْتِسَامِ بَلْ هُوَ مِنَ الْقَسَمِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ بِنَاءً عَلَى مَا اخْتَارَهُ مِنْ أَنَّ الْمُقْتَسِمِينَ مِنَ الْقَسْمِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة مَجَازُهَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاخْتَلَفَ الْمُعْرِبُونَ فِي لَا فَقِيلَ زَائِدَةٌ وَإِلَى هَذَا يُشِيرُ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهَا لَا تُزَادُ إِلَّا فِي أَثْنَاءِ الْكَلَامِ وَأُجِيبُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَالْكَلَامِ الْوَاحِدِ وَقِيلَ هُوَ جَوَابُ شَيْءٍ مَحْذُوفٍ وَقِيلَ نَفْيٌ عَلَى بَابِهَا وَجَوَابُهَا مَحْذُوفٌ وَالْمَعْنَى لَا أُقْسِمُ بِكَذَا بَلْ بِكَذَا وَأَمَّا قِرَاءَةُ لَأُقْسِمُ بِغَيْرِ أَلِفٍ فَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ بن كَثِيرٍ وَاخْتُلِفَ فِي اللَّامِ فَقِيلَ هِيَ لَامُ الْقَسَمِ وَقِيلَ لَامُ التَّأْكِيدِ وَاتَّفَقُوا عَلَى إِثْبَاتِ الْأَلِفِ فِي الَّتِي بَعْدَهَا وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ وَعَلَى إِثْبَاتِهَا فِي لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ اتِّبَاعًا لِرَسْمِ الْمُصْحَفِ فِي ذَلِكَ وَأَمَّا قَوْلُ مُجَاهِدٍ تَقَاسَمُوا تَحَالَفُوا فَهُوَ كَمَا قَالَ وَقَدْ أخرجه الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّه قَالَ تَحَالَفُوا عَلَى هَلَاكِهِ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْهِ حَتَّى هَلَكُوا جَمِيعًا وَهَذَا أَيْضًا لَا يَدْخُلُ فِي الْمُقْتَسِمِينَ إِلَّا عَلَى رَأْيِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَإِنَّ الطَّبَرِيَّ رَوَى عَنْهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ الْمُقْتَسِمِينَ قَوْمُ صَالِحٍ الَّذِينَ تَقَاسَمُوا عَلَى هَلَاكِهِ فَلَعَلَّ الْمُصَنِّفَ اعْتَمَدَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ عَن بن عَبَّاس الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين يَعْنِي فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قِيلَ فِي أَصْلِ اشْتِقَاقِهَا أَوَّلَ الْبَابِ قَوْلُهُ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَسَّرَهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَقَوْلُهُ جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً فَسَّرَهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ بِمُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ هُوَ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ عَنِ بن عَبَّاس سوى هَذَا الحَدِيث (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين) قَالَ سَالِمٌ الْيَقِينُ الْمَوْتُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ طَرِيقِ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ بِهَذَا وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةوَغَيْرِهِمَا مِثْلِهِ وَاسْتَشْهَدَ الطَّبَرِيُّ لِذَلِكَ بِحَدِيثِ أُمِّ الْعَلَاءِ فِي قِصَّةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ مَشْرُوحًا وَقَدِ اعْتَرَضَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ عَلَى الْبُخَارِيِّ لِكَوْنِهِ لَمْ يُخَرِّجْ هُنَا هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالَ كَانَ ذِكْرُهُ أَلْيَقَ مِنْ هَذَا قَالَ وَلِأَنَّ الْيَقِينَ لَيْسَ مِنْ أَسْمَاءِ الْمَوْتِ قُلْتُ لَا يَلْزَمُ الْبُخَارِيَّ ذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ حَدِيثَ بَعْجَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ خَيْرُ مَا عَاشَ النَّاسُ بِهِ رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ هُوَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ فَهَذَا شَاهِدٌ جَيِّدٌ لِقَوْلِ سَالِمٍ وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْم الدّين حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين وَإِطْلَاقُ الْيَقِينِ عَلَى الْمَوْتِ مَجَازٌ لِأَنَّ الْمَوْتَ لَا يُشَكُّ فِيهِ (قَوْلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ النَّحْلِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ أَمَّا قَوْلُهُ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ فَأخْرجهُ بن أَبِي حَاتِمٍ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ وَكَذَا جَزَمَ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَأَمَّا قَوْلُهُ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ فَذَكَرَهُ اسْتِشْهَادًا لِصِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ جِبْرِيلُ اتِّفَاقًا وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى رَدِّ مَا رَوَاهُ الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ رُوحُ الْقُدُسِ الِاسْمُ الَّذِي كَانَ عِيسَى يحيى بِهِ الْمَوْتَى أخرجه بن أبي حَاتِم وَإِسْنَاده ضَعِيف قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ فِي تَقَلُّبِهِمْ فِي اخْتِلَافِهِمْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ مِثْلُهُ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي تَقَلُّبِهِمْ يَقُولُ فِي أَسْفَارِهِمْ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ تَمِيدُ تَكَفَّأُ هُوَ بِالْكَافِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ مَهْمُوزٌ وَقِيلَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونُ الْكَافِ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلُهُ وَأَلْقَى فِي الأَرْض رواسي أَن تميد بكم قَالَ تَكَفَّأُ بِكُمْ وَمَعْنَى تَكَفَّأُ تُقَلَّبُ وَرَوَىالطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مَوْقُوفًا قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ قَمَصَتْ قَالَ فَأَرْسَى اللَّهُ فِيهَا الْجِبَالَ وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعٍ قَوْلُهُ مُفْرَطُونَ منسيون وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ لَا جرم أَن لَهُم النَّار وَأَنَّهُمْ مفرطون قَالَ مَنْسِيُّونَ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ مُفْرَطُونَ أَيْ مَتْرُوكُونَ فِي النَّارِ مَنْسِيُّونَ فِيهَا وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ مُعَجَّلُونَ قَالَ الطَّبَرِيُّ ذَهَبَ قَتَادَةُ إِلَى أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَفْرَطْنَا فُلَانًا إِذَا قَدَّمُوهُ فَهُوَ مُفْرَطٌ وَمِنْهُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ قُلْتُ وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَقَرَأَهَا نَافِعٌ بِكَسْرِهَا وَهُوَ مِنَ الْإِفْرَاطِ وَقَرَأَهَا أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الْقَعْقَاعِ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مَكْسُورَةٍ أَيْ مُقَصِّرُونَ فِي أَدَاءِ الْوَاجِبِ مُبَالِغُونَ فِي الْإِسَاءَةِ قَوْلُهُ فِي ضَيْقٍ يُقَالُ أَمْرٌ ضَيْقٌ وَأَمْرٌ ضَيِّقٌ مِثْلُ هَيْنٌ وَهَيِّنٌ وَلَيْنٌ وَلَيِّنٌ وَمَيْتٌ وَمَيِّتٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَا تَكُ فِي ضيق بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَتَخْفِيفِ ضَيْقٍ كَمَيْتٍ وَهَيْنٍ وَلَيْنٍ فَإِذَا خَفَّفْتُهَا قُلْتُ مَيْتٌ وَهَيْنٌ وَلَيْنٌ فَإِذَا كَسَرْتَ أَوَّلِهِ فَهُوَ مَصْدَرُ ضَيَّقَ انْتَهَى وَقَرَأَ بن كَثِيرٍ هُنَا وَفِي النَّمْلِ بِالْكَسْرِ وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ فَقِيلَ عَلَى لُغَتَيْنِ وَقِيلَ الْمَفْتُوحُ مُخَفَّفٌ مِنْ ضَيْقٍ أَيْ فِي أَمْرِ ضَيِّقٍ وَاعْتَرَضَهُ الْفَارِسِيُّ بِأَنَّ الصِّفَةَ غَيْرُ خَاصَّةٍ بِالْمَوْصُوفِ فَلَا يُدَّعَى الْحَذف قَوْله قَالَ بن عَبَّاسٍ تَتَفَيَّأُ ظِلَالَهُ تَتَهَيَّأُ كَذَا فِيهِ وَالصَّوَابُ تَتَمَيَّلُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ قَوْله سبل رَبك ذللا لَا يَتَوَعَّرُ عَلَيْهَا مَكَانٌ سَلَكْتُهُ رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلِهِ وَيَتَوَعَّرُ بِالْعَيْنِ الْمُهْملَة وذللا حَال من السُّبُلِ أَيْ ذَلَّلَهَا اللَّهُ لَهَا وَهُوَ جَمْعُ ذَلُولٍ قَالَ تَعَالَى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا وَمن طَرِيق قَتَادَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ذُلُلًا أَيْ مُطِيعَةٌ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ ذُلُلًا حَالٌ مِنْ فَاعِلِ اسْلُكِي وَانْتِصَابُ سُبُلٍ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ قَوْلُهُ الْقَانِتُ الْمُطِيعُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ السُّورَةِ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ وَذَلِكَ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ الْمُرَادُ بِالْغَيْرِ أَبُو عُبَيْدَةَ فَإِنَّ هَذَا كَلَامُهُ بِعَيْنِهِ وَقَرَّرَهُ غَيْرُهُ فَقَالَ إِذَا وَصَلَهُ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ وَالتَّقْدِيرُ فَإِذَا أَخَذْتُ فِي الْقِرَاءَةِ فَاسْتَعِذْ وَقِيلَ هُوَ عَلَى أَصْلِهِ لَكِنْ فِيهِ إِضْمَار أَيْ إِذَا أَرَدْتَ الْقِرَاءَةَ لِأَنَّ الْفِعْلَ يُوجَدُ عِنْدَ الْقَصْدِ مِنْ غَيْرِ فَاصِلٍ وَقَدْ أَخَذَ بِظَاهِر الْآيَة بن سِيرِينَ وَنُقِلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ مَالِكٍ وَهُوَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ فَكَانُوا يَسْتَعِيذُونَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ وَبِهِ قَالَ دَاوُدُ الظَّاهِرِيُّ قَوْلُهُ وَمَعْنَاهَا أَيْ مَعْنَى الِاسْتِعَاذَةِ الِاعْتِصَامُ بِاللَّهِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ تُسِيمُونَ تَرْعَوْنَ رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تسيمون قَالَ تَرْعَوْنَ فِيهِ أَنْعَامَكُمْ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ تُسِيمُونَ أَيْ تَرْعَوْنَ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ مولى بن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَسَمْتُ الْإِبِلَ رَعَيْتُهَا وَسَامَتْ هِيَ رَعَتْ قَوْلُهُ شَاكِلَتُهُ نَاحِيَتُهُ كَذَا وَقَعَ هُنَا وَإِنَّمَا هُوَ فِي السُّورَةِ الَّتِي تَلِيهَا وَقَدْ أَعَادَهُ فِيهَا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنِ الْحَمَوِيِّ نِيَّتُهُ بَدَلَ نَاحِيَتُهُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهَا هُنَاكَ قَوْلُهُ قَصْدُ السَّبِيلِ الْبَيَانُ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْله وعَلى الله قصد السَّبِيل قَالَ الْبَيَان وَمن طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ مِثْلِهِ وَزَادَ الْبَيَانُ بَيَانُ الضَّلَالَةِ وَالْهُدَى قَوْلُهُ الدِّفْءُ مَا اسْتَدْفَأْتُ بِهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الدِّفْءُ مَا اسْتَدْفَأْتُ بِهِ مِنْ أَوْبَارِهَا وَمَنَافِعٌ مَا سِوَى ذَلِكَ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاس فِي قَوْله لكم فِيهَا دفء قَالَ الثِّيَابُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ لِبَاسٌ يُنْسَجُ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ مِثْلَهُ قَوْلُهُ تَخَوُّفُ تنقص وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِيقَوْله أَو يَأْخُذهُمْ على تخوف قَالَ عَلَى تَنَقُّصٍ وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ فِيهِ مَجْهُولٌ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يجب فَقَالَ عمر مَا أرى إِلَّا أَنَّهُ عَلَى مَا يُنْتَقَصُونَ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ قَالَ فَخَرَجَ رَجُلٌ فَلَقِيَ أَعْرَابِيًّا فَقَالَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ قَالَ تَخَوَّفْتُهُ أَيْ تَنَقَّصْتُهُ فَرَجَعَ فَأَخْبَرَ عُمَرُ فَأَعْجَبَهُ وَفِي شِعْرِ أَبِي كثير الْهُذلِيّ مَا يشْهد لَهُ وروى بن أبي حَاتِم من طَرِيق الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاس على تخوف قَالَ عَلَى تَنَقُّصٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَقِيلَ التَّخَوُّفُ تَفَعُّلٌ مِنَ الْخَوْفِ قَوْلُهُ تُرِيحُونَ بِالْعَشِيِّ وَتَسْرَحُونَ بِالْغَدَاةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَلَكُمْ فِيهَا جمال حِين تريحون أَي بالْعَشي وَحين تسرحون أَيْ بِالْغَدَاةِ قَوْلُهُ الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً هِيَ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ وَكَذَلِكَ النَّعَمُ الْأَنْعَامُ جَمَاعَةُ النَّعَمِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَام لعبرة نسقيكم مِمَّا فِي بطونه فَذَكَّرَ وَأَنَّثَ فَقِيلَ الْأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَقِيلَ الْمَعْنَى عَلَى النَّعَمِ فَهِيَ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَالْعَرَبُ تُظْهِرُ الشَّيْءَ ثُمَّ تُخْبِرُ عَنْهُ بِمَا هُوَ مِنْهُ بِسَبَب وَأَن لم يظهروه كَقَوْلِ الشَّاعِرِ قَبَائِلُنَا سَبْعٌ وَأَنْتُمْ ثَلَاثَةٌ وَلَلسَّبْعُ أَوْلَى مِنْ ثَلَاثٍ وَأَطْيَبُ أَيْ ثَلَاثَةٍ أَحْيَاءٍ ثُمَّ قَالَ مِنْ ثَلَاثٍ أَيْ قَبَائِلَ انْتَهَى وَأَنْكَرَ الْفَرَّاءُ تَأْنِيثَ النَّعَمِ وَقَالَ إِنَّمَا يُقَالُ هَذَا نَعَمٌ وَيُجْمَعُ عَلَى نُعْمَانَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ مِثْلُ حَمَلٍ وَحَمَلَانِ قَوْلُهُ أَكْنَانًا وَاحِدُهَا كِنُّ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله أكنانا قَالَ غير انا مِنَ الْجِبَالِ يُسْكَنُ فِيهَا قَوْلُهُ بِشِقٍّ يَعْنِي الْمَشَقَّةُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَمْ تَكُونُوا بالغيه إِلَّا بشق أَيْ بِمَشَقَّةِ الْأَنْفُسُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ إِلَّا بشق الْأَنْفس قَالَ الْمَشَقَّةُ عَلَيْكُمْ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ عَنْ قَتَادَة إِلَّا بشق الْأَنْفس إِلَّا بِجَهْدِ الْأَنْفُسِ تَنْبِيهٌ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الشِّينِ مِنْ شِقِّ وَقَرَأَهَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ بِفَتْحِهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُمَا بِمَعْنًى وَأَنْشَدَ وَذُو إِبِلٍ تَسْعَى وَيَحْبِسُهَا لَهُ أَخُو نَصَبٍ مِنْ شِقِّهَا وَذَءُوبٍ قَالَ الْأَثْرَمُ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدَةَ سَمِعْتُهُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ مَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفٌ فَبِالْكَسْرِ مَعْنَاهُ ذَابَتْ حَتَّى صَارَتْ عَلَى نِصْفِ مَا كَانَتْ وَبِالْفَتْحِ الْمَشَقَّةُ انْتَهَى وَكَلَامُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ يُسَاعِدُ الْأَوَّلَ قَوْلُهُ سَرَابِيلُ قُمُصٌ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَأَمَّا سَرَابِيلُ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ فَإِنَّهَا الدُّرُوعُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى سرابيل تقيكم الْحر أَي قمصا وسرابيل تقيكم بأسكم أَيْ دُرُوعًا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحر قَالَ الْقطن والكتان وسرابيل تقيكم بأسكم قَالَ دُرُوعٌ مِنْ حَدِيدٍ قَوْلُهُ دَخَلًا بَيْنَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ لَمْ يَصِحَّ فَهُوَ دَخَلٌ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ دَخَلًا خِيَانَةً وَقِيلَ الدَّخَلُ الدَّاخِلُ فِي الشَّيْء لَيْسَ مِنْهُ قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ حَفَدَةُ مِنْ وَلَدِ الرَّجُلِ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله بَنِينَ وحفدة قَالَ الْوَلَدُ وَوَلَدُ الْوَلَدِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَفِيهِ عَن بن عَبَّاسٍ قَوْلٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَنْهُ قَالَ هُمْ بَنُو امْرَأَةِ الرَّجُلِ وَفِيهِ عَنْهُ قَوْلٌ ثَالِثٌ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْحَفَدَةُ وَالْأَصْهَارُ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْأَخْتَانِ وَأُخْرِجَ هَذَا الْأَخِيرُ عَنِ بن مَسْعُودٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الضُّحَى وَإِبْرَاهِيمَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَغَيْرِهِمْ مِثْلِهِ وَصَحَّحَ الْحَاكِم حَدِيثبن مَسْعُود وَفِيه قَول رَابِع عَن بن عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْهُ قَالَ مَنْ أَعَانَكَ فَقَدْ حَفَدَكَ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ الْحَفَدَةُ الْخُدَّامُ وَمِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ قَالَ الْحَفَدَةُ الْبَنُونَ وَبَنُو الْبَنِينَ وَمَنْ أَعَانَكَ مِنْ أَهْلٍ أَوْ خَادِمٍ فَقَدْ حَفَدَكَ وَهَذَا أَجْمَعُ الْأَقْوَالِ وَبِهِ تَجْتَمِعُ وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ وَأَصْلُ الْحَفَدِ مُدَارَكَةُ الْخَطْوِ وَالْإِسْرَاعِ فِي الْمَشْيِ فَأُطْلِقَ عَلَى مَنْ يَسْعَى فِي خِدْمَةِ الشَّخْصِ ذَلِكَ قَوْلُهُ السَّكَرُ مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ مَا أُحِلَّ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ بِأَسَانِيدَ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ عَن بن عَبَّاسٍ مِثْلِهِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فِي النَّاسِخِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ قَالَ الرِّزْقُ الْحَسَنُ الْحَلَالُ وَالسَّكَرُ الْحَرَامُ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ مِثْلَهُ وَزَادَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَهُوَ كَذَلِكَ لِأَنَّ سُورَةُ النَّحْلِ مَكِّيَّةٌ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ السَّكَرُ خَمْرُ الْأَعَاجِمِ وَمِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ وَقِيلَ لَهُ فِي قَوْله تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا أَهُوَ هَذَا الَّذِي تَصْنَعُ النَّبَطُ قَالَ لَا هَذَا خَمْرٌ وَإِنَّمَا السَّكَرُ نَقِيعُ الزَّبِيبِ وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ التَّمْرُ وَالْعِنَبُ وَاخْتَارَ الطَّبَرِيُّ هَذَا الْقَوْلَ وانتصر لَهُ قَوْله وَقَالَ بن عُيَيْنَةَ عَنْ صَدَقَةَ أَنْكَاثًا هِيَ خَرْقَاءُ كَانَتْ إِذا أبرمت غزلها نقضته وَصله بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه عَن أبي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ كِلَاهُمَا عَن بن عُيَيْنَةَ عَنْ صَدَقَةَ عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ كَانَتْ بِمَكَّةَ امْرَأَةٌ تُسَمَّى خَرْقَاءُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَفِي تَفْسِير مقَاتل أَن اسْمهَا ريطة بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَعِنْدَ الْبَلَاذُرِيِّ أَنَّهَا وَالِدَةُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ وَأَنَّهَا بِنْتُ سَعْدِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرَّةَ وَفِي غُرَرِ التِّبْيَانِ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْزِلُ هِيَ وَجَوَارِيهَا مِنَ الْغَدَاةِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ تَأْمُرُهُنَّ بِنَقْضِ ذَلِكَ هَذَا دَأْبُهَا لَا تَكُفُّ عَنِ الْغَزْلِ وَلَا تُبْقِي مَا غَزَلَتْ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ مِثْلُ رِوَايَةِ صَدَقَةِ الْمَذْكُورِ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لمن نكث عَهده وروى بن مرْدَوَيْه بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أُمِّ زُفَرٍ الْآتِي ذِكْرُهَا فِي كِتَابِ الطِّبِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَصَدَقَةُ هَذَا لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ فِي رِجَالِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ أَقْدَمَ الْكَرْمَانِيُّ فَقَالَ صَدَقَةُ هَذَا هُوَ بن الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهُنَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَلَا سَلَفَ لَهُ فِيمَا ادَّعَاهُ مِنْ ذَلِكَ وَيَكْفِي فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ مَا أَخْرَجْنَاهُ مِنْ تَفْسِير بن جرير وبن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَةِ صَدَقَةَ هَذَا عَنِ السُّدِّيِّ فَإِنَّ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيَّ مَا أَدْرَكَ السُّدِّيُّ وَلَا أَصْحَابُ السُّدِّيِّ وَكُنْتُ أَظُنُّ أَن صَدَقَة هَذَا هُوَ بن أَبِي عِمْرَانَ قَاضِي الْأَهْوَازِ لِأَنَّ لِابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ رِوَايَةٌ إِلَى أَنْ رَأَيْتُ فِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ صَدَقَةَ أَبُو الْهُذَيْلِ رَوَى عَنِ السُّدِّيِّ قَوْله روى عَنهُ بن عُيَيْنَة وَكَذَا ذكره بن حِبَّانِ فِي الثِّقَاتِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَكَذَا بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ لَكِنْ قَالَ صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ الْقَارِئُ صَاحِبُ مُجَاهِد فَظهر أَنه غير بن أَبِي عِمْرَانَ وَوَضَّحَ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ تَعْلِيقًا فَيَسْتَدِرْكُ عَلَى مَنْ صَنَّفَ فِي رِجَالِهِ فَإِنَّ الْجَمِيعَ أَغْفَلُوهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَوْلُهُ وَقَالَ بن مَسْعُودٍ الْأُمَّةُ مُعَلِّمُ الْخَيْرِ وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ فِي الْمَوَاعِظِ وَالْحَاكِمُ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قُرِئَتْ عِنْدَهُ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقَالَ بن مَسْعُودٍ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةٌ قَانِتًا لِلَّهِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْأُمَّةُ الْأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَالْقَانِتُ الَّذِي يُطِيعُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أرذل الْعُمر) ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَنَسٍ فِي الدُّعَاءِ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ ذَلِكَ وَغَيْرِهِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي الدَّعَوَاتِ

    باب قَوْلِهِ: {{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}} [الحجر: 91]{{الْمُقْتَسِمِينَ}}: الَّذِينَ حَلَفُوا، وَمِنْهُ لاَ أُقْسِمُ أَيْ أُقْسِمُ، وَتُقْرَأُ: لأُقْسِمُ، قَاسَمَهُمَا حَلَفَ لَهُمَا وَلَمْ يَحْلِفَا لَهُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ تَقَاسَمُوا: تَحَالَفُوا(قوله) ولأبي ذر باب قوله عز وجل: ({{الذين جعلوا القرآن عضين}}) [الحجر: 91] نعت للمقتسمين أو بدل منه أو بيان ({{المقتسمين}}) أي (الذين حلفوا) جعله من القسم لا من القسمة أي مثل ما أنزلنا على الرهط الذين تقاسموا على أن يبيتوا صالحًا وذلك في قوله تعالى: {{قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه}} [النمل: 49] وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله. قال في الكشاف: والاقتسام بمعنى التقاسم ولعل المؤلف اعتمد في هذا القول على ما رواه الطبري عن مجاهد أن المراد بقوله المقتسمين قوم صالح الذي تقاسموا على إهلاكه (ومنه) أي من معنى المقتسمين ({{لا أقسم}} أي أقسم) فلا مقحمة (وتقرأ لأقسم) بغير مد وهي قراءة ابن كثير على أن اللام جواب لقسم مقدر تقديره لأنا أقسم أو والله لأنا أقسم. ({{قاسمهما}}) ولأبي ذر وقاسمهما أي (حلف لهما) أي حلف إبليس لآدم وحوّاء (ولم يحلفا له) فليس هو من باب المفاعلة.(وقال مجاهد): فيما أخرجه الفريابي ({{تقاسموا}}) بالله لنبيتنه أي (تحالفوا) وقد مرّ والجمهور على أنه من القسمة.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4449 ... ورقمه عند البغا: 4705 ]
    - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}} قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.وبه قال: (حدّثنا) ولغير أبي ذر: حدّثني بالإفراد
    (يعقوب بن إبراهيم) الدورقي قال: (حدّثنا هشيم) بضم الهاء مصغرًا ابن بشير بضم الموحدة وفتح المعجمة الواسطي قال: (أخبرنا أبوبشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما) في قوله تعالى: ({{الذين جعلوا القرآن عضين}} قال: هم أهل الكتاب جزؤوه) وفي نسخة الذين جزؤوه (أجزاء فآمنوا ببعضه) مما وافق التوراة (وكفروا ببعضه) مما خالفها.

    (بابُُ: {{الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عضِينَ}} (الْحجر: 19)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: {{الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين}} وَلَيْسَ فِي بعض النّسخ لفظ: بابُُ وَقَبله: {{وَقل إِنِّي أَنا النذير الْمُبين كَمَا أنزلنَا على المقتسمين الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين}} (الْحجر: 98 19) . قَوْله: (وَقل) ، أَي: قل يَا مُحَمَّد إِنِّي أَنا النذير الْمُبين عذَابا كَمَا أنزلنَا على المقتسمين، فَحذف الْمَفْعُول فَهُوَ الْمُشبه وَدلّ عَلَيْهِ الْمُشبه بِهِ، كَمَا تَقول: أرتيك الْقَمَر فِي الْحسن أَي: رجلا كَالْقَمَرِ، وَقيل: الْكَاف زَائِدَة، أَي: أَنْذَرْتُكُمْ مَا أنزلنَا بالمقتسمين، وَقيل: مُتَعَلق بقوله: {{وَلَقَد آتيناك سبعا من المثاني}} (الْحجر: 78) {{كَمَا أنزلنَا على المقتسمين}} (الْحجر: 09) والآن يَجِيء تَفْسِير المقتسمين. قَوْله: (الَّذين جعلُوا الْقُرْآن) صفة للمقتسمين، قَوْله: (عضين) أَي: أَعْضَاء مُتَفَرِّقَة، من عضيت الشَّيْء، أَي: فرقته، وَقيل: هُوَ جمع عضة وَأَصلهَا عضوة فعلة من عضى الشَّاة إِذا جعلهَا أَعْضَاء أَي: جزَّأها أَجزَاء، وَقيل: أَصْلهَا عضهة فحذفت الْهَاء الْأَصْلِيَّة كَمَا حذفت من الشّفة وَأَصلهَا شفهة وَمن الشَّاة وَأَصلهَا شاهة، وَبعد الْحَذف جمع على عضين مثل مَا جمع برة على برين وكرة على كرين وَقلة على قلين، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق قَتَادَة، قَالَ: عضين عضوه وبهتوه، وَمن طَرِيق عِكْرِمَة، قَالَ: العضة السحر بِلِسَان قُرَيْش، يُقَال لِلسَّاحِرَةِ العاضهة.المُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ حَلَفُواإِنَّمَا سموا بذلك لأَنهم كَانُوا يستهزئون بِالْقُرْآنِ فَيَقُول بَعضهم: السُّورَة مِنْهُ لي، وَيَقُول الآخر: السُّورَة مِنْهُ لي، وَقَالَ مُجَاهِد: فرقوا كتبهمْ فَآمن بَعضهم بِبَعْضِهَا وَكفر بَعْضهَا آخَرُونَ، وَقيل: هم قوم اقتسموا الْقُرْآن، فَقَالَ بَعضهم: سحر، وَقَالَ آخَرُونَ: شعر، وَقَالَ آخَرُونَ: أساطير الْأَوَّلين، وَقَالَ آخَرُونَ: كذب وَسمر، وَقَالَ مقَاتل: كَانُوا سِتَّة عشر رجلا بَعثهمْ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة أَيَّام الْمَوْسِم فاقتسموا عقار مَكَّة وطرقها وقعدوا على أَبْوَابهَا وأنقابها، فَإِذا جَاءَ الْحَاج قَالَ فريق مِنْهُم: لَا تغتروا بالخارج منا مدعي النُّبُوَّة فَإِنَّهُ مَجْنُون، وَقَالَت طَائِفَة على طَرِيق آخر: إِنَّه كَاهِن، وَقَالَت طَائِفَة: إِنَّه عراف، وَقَالَت طَائِفَة: إِنَّه شَاعِر، والوليد قَاعد على بابُُ الْمَسْجِد نصبوه كَاهِنًا، فَإِذا سُئِلَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: صدق أُولَئِكَ، يَعْنِي المقتسمين، وأهلكهم الله عز وَجل يَوْم بدر وَقَبله بآفات.ومنْهُ لَا أُقْسِمُ أيْ أُقْسِمُ وتُقْرَأُ لأُقْسِمُأَي: وَمن معنى المقتسمين: لَا أقسم، وَأَشَارَ بذلك إِلَى أَن معنى المقتسمين من الْقسم، فَلذَلِك قَالَ: المقتسمين الَّذين حلفوا، وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا ذكره، بل هُوَ من الاقتسام لَا من الْقسم فَلَا يَصح جعل لَا أقسم مِنْهُ. قَوْله: (أَي أقسم) أَي: معنى: لَا أقسم، أقسم لِأَن كلمة: لَا، مقحمة، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى: {{لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة}} (الْقِيَامَة: 1) مجازها: أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة، وَقيل: كلمة: لَا، على بابُُهَا، وَالْمعْنَى: لَا أقسم بِكَذَا وَكَذَا بل بِكَذَا، وَقيل: مَعْنَاهُ لَيْسَ الْأَمر كَمَا زعمتم. قَوْله: (وتقرأ) على صِيغَة الْمَجْهُول، والقارىء بهَا ابْن كثير: لأقسم، بِفَتْح اللَّام بِغَيْر مدو هُوَ لَام التَّأْكِيد، وَقيل: لَام الْقسم.قاسَمَهُما حَلَفَ لَهُما ولَمْ يَحْلِفا لهُأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن بابُُ المفاعلة هُنَا لَيْسَ على أَصله، وَإِنَّمَا هُوَ على معنى: فعل، لَا للمشاركة، وَهَذَا فِي قَوْله تَعَالَى: {{وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين}} (الْأَعْرَاف: 12) أَي: قَاسم إِبْلِيس آدم وحواء عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَمَعْنَاهُ: حلف لَهما أَنه من الناصحين لَهما، فِي قَوْله: {{مَا نهاكما عَن هَذِه الشَّجَرَة}} (الْأَعْرَاف: 02)الْآيَة. قَوْله: (وَلم يحلفا لَهُ) ، أَي: لم يحلف آدم وحواء لإبليس، وَبِهَذَا أَشَارَ إِلَى عدم الْمُشَاركَة فِي قَوْله: وقاسمهما، كَمَا ذَكرْنَاهُ.وَقَالَ مُجاهِدٌ تَقاسَمُوا تَحالَفُواأَي: قَالَ مُجَاهِد فِي معنى قَوْله تَعَالَى: {{تقاسموا بِاللَّه لنبيتنه وَأَهله}} (النَّمْل: 94) أَي: تحالفوا، وَكَذَا أخرجه الْفرْيَابِيّ من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَنهُ، وَمرَاده من ذكر هَذَا وَالَّذِي قبله تَقْوِيَة مَا ذهب إِلَيْهِ من أَن لفظ المقتسمين من الْقسم لَا من الْقِسْمَة، وَهُوَ خلاف مَا ذكره الْجُمْهُور من الْمُفَسّرين.

    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4449 ... ورقمه عند البغا:4705 ]
    - حدَّثني يَعْقُوبُ بنُ إبرَاهِيمَ حَدثنَا هُشَيْمٌ أخبرنَا أبُو بِشْرٍ عنْ سعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ عنِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ قَالَ هُمْ أهْلُ الكِتابِ جَزَّوهُ أجْزاءً فآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.(انْظُر الحَدِيث 5493 وطرفه) .مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي، وَهُوَ شيخ مُسلم أَيْضا، وهثيم مصغر الهشيم ابْن بشير، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة: الوَاسِطِيّ، وَأَبُو بشر. بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة: واسْمه جَعْفَر بن أبي وحشية واسْمه إِيَاس الْيَشْكُرِي. والْحَدِيث من أَفْرَاده. قَوْله: (جزؤه) من التجزئة وَهِي التَّفْرِقَة.

    حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضى الله عنهما ‏{‏الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏}‏ قَالَ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:Those who have made their Scripture into parts are the people of the Scripture who divided it into portions and believed in a part of it and disbelieved the other

    Telah menceritakan kepadaku [Ya'qub bin Ibrahim] Telah menceritakan kepada kami [Husyaim] Telah mengabarkan kepada kami [Abu Bisyr] dari [Sa'id bin Jubair] dari [Ibnu 'Abbas radliallahu 'anhuma] mengenai firman Allah: "yaitu orang-orang yang telah menjadikan Al Quran itu terbagi-bagi." (Al Hijr: 91). Ibnu Abbas berkata; Mereka adalah ahlu kitab, mereka telah membagi Al Qur'an menjadi beberapa bagian, kemudian mereka beriman dengan sebagiannya dan kafir dengan sebagian yang lain

    İbn Abbas'ın "O Kur'an'ı parça parça edenlerin" ayet i hakkında şöyle söylediği rivayet edilmiştir: Kur'an'ı parça parça edenler ehl-i kitabdır. Onlar Kur'an'ı bölümlere ayırdılar. Bir kısmına iman edip bir kısmını inkar ettiler

    مجھ سے یعقوب بن ابراہیم نے بیان کیا، انہوں نے کہا ہم سے ہشیم نے بیان کیا، انہیں ابوبشر نے خبر دی، انہیں سعید بن جبیر نے اور ان سے عبداللہ بن عباس رضی اللہ عنہما نے بیان کیا آیت «الذين جعلوا القرآن عضين‏» ”جنہوں نے قرآن کے ٹکڑے کر رکھے ہیں“ کے متعلق کہا کہ اس سے مراد اہل کتاب ہیں کہ انہوں نے قرآن کے ٹکڑے ٹکڑے کر دیئے۔

    (الْمُقْتَسِمِيْنَ) الَّذِيْنَ حَلَفُوْا وَمِنْهُ (لَا أُقْسِمُ) أَيْ أُقْسِمُ وَتُقْرَأُ لَأُقْسِمُ. (قَاسَمَهُمَا) حَلَفَ لَهُمَا وَلَمْ يَحْلِفَا لَهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ (تَقَاسَمُوْا) تَحَالَفُوْا. الْمُقْتَسِمِيْنَ যারা শপথ করেছিল [1] এবং এ অর্থে لَاأُقْسِمُ অর্থাৎ أُقْسِمُ আমি শপথ করছি এবং لَاأُقْسِمُ ও পড়া হয় قَاسَمَهُمَا (ইবলিস) শপথ করেছিল, দু’জনার কাছে। তারা দু’জন (আদম ও হাওয়া) তার জন্য শপথ করেনি। মুজাহিদ (রহ.) বলেন, تَقَسَمُوْا তারা শপথ করেছিল। ৪৭০৫. ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। "যারা কুরআনকে ভাগ করে ফেলেছে।" এরা হল আহলে কিতাব (ইয়াহূদী-নাসারা)। তারা কুরআনকে বিভিন্ন অংশে ভাগ করে ফেলেছে। তারা কোন অংশের ওপর বিশ্বাস এনেছে এবং কোন অংশকে অস্বীকার করেছে। [৩৯৪৫] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৩৪৫, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: “அவர்களோ (தமது) வேதத்தைப் பல கூறுகளாக ஆக்கிவிட்டார்கள்” எனும் (15:91ஆவது) வசனம் வேதக்காரர்களைக் குறிக்கிறது. அவர்கள் (தமது) வேதத்தைப் பல கூறுகளாகப் பிரித்துக்கொண்டு, அதில் (தமக்கு இசைவான) சிலவற்றை நம்பி ஏற்றுக்கொண்டார்கள். (இசைவில்லாத) சிலவற்றை ஏற்க மறுத்துவிட்டார்கள். இதை சயீத் பின் ஜுபைர் (ரஹ்) அவர்கள் அறிவிக்கிறார்கள். அத்தியாயம் :