انْهَزَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَحَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ ، فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُلْجِئَ ظَهْرَهُ إِلَى أُحُدٍ فَمَالَ عَلَيْهِ طَرَفٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا رَجُلٌ يَرُدُّ عَنَّا مِنْ شَرِّ هَؤُلَاءِ ؟ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا رَجُلٌ ؟ " فَقَامَ آخَرُ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : " أَلَا رَجُلٌ ؟ " فَيَقُومُ رَجُلٌ حَتَّى قُتِلُوا أَجْمَعُونَ ، فَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ وَالْحَلِيفُ ، فَبَصُرَ بِهِ ابْنُ خَلَفٍ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ لَيْسَ دُونَهُ أَحَدٌ ، فَكَأَنَّمَا يُنَاجِي صَخْرَةً ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَحَمَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ الْحَلِيفُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ قَالَ : إِذَا دَنَا فَآذِنِّي قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَشِيَكَ فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِالْعَنَزَةَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، فَانْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : قَتَلَنِي ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ، فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ خَدْشٌ ، فَقَالَ : لَوْ كَانَتْ بِأَهْلِ ذِي الْمَجَازِ لَقَتَلَهُمْ فَمَاتَ قَالَ : وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَكَّةَ فَقَالَ : لَأَقْتُلَنَّكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ "
نا الْفَزَارِيُّ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، قَالَ : انْهَزَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَحَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ ، فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُلْجِئَ ظَهْرَهُ إِلَى أُحُدٍ فَمَالَ عَلَيْهِ طَرَفٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا رَجُلٌ يَرُدُّ عَنَّا مِنْ شَرِّ هَؤُلَاءِ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا رَجُلٌ ؟ فَقَامَ آخَرُ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ ؟ فَيَقُومُ رَجُلٌ حَتَّى قُتِلُوا أَجْمَعُونَ ، فَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ وَالْحَلِيفُ ، فَبَصُرَ بِهِ ابْنُ خَلَفٍ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ لَيْسَ دُونَهُ أَحَدٌ ، فَكَأَنَّمَا يُنَاجِي صَخْرَةً ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَحَمَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ الْحَلِيفُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَمَلَ عَلَيْكَ قَالَ : إِذَا دَنَا فَآذِنِّي قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَشِيَكَ فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِالْعَنَزَةَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، فَانْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : قَتَلَنِي ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ، فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ خَدْشٌ ، فَقَالَ : لَوْ كَانَتْ بِأَهْلِ ذِي الْمَجَازِ لَقَتَلَهُمْ فَمَاتَ قَالَ : وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَكَّةَ فَقَالَ : لَأَقْتُلَنَّكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ