حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَسْأَلُ : هَلْ لَهُمْ رُخْصَةٌ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ ، ثُمَّ يَسْكُتُ ؟ فَقَالَ : وَلَمْ يَسْكُتْ ؟ لَوْلَا مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ كَانَ يَسَعُهُ السُّكُوتُ ، وَلَكِنْ حَيْثُ تَكَلَّمُوا فِيمَا تَكَلَّمُوا ، لِأَيِّ شَيْءٍ لَا يَتَكَلَّمُونَ ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : مَعْنَى قَوْلِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي هَذَا الْمَعْنَى يَقُولُ : لَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْإِيمَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ؟ فَلَمَّا جَاءَ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ فَأَحْدَثَ الْكُفْرَ بِقَوْلِهِ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ لَمْ يَسَعِ الْعُلَمَاءَ إِلَّا الرَّدُّ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرَ مَخْلُوقٍ بِلَا شَكٍّ ، وَلَا تَوَقُّفٍ فِيهِ ، فَمَنْ لَمْ يَقُلْ غَيْرَ مَخْلُوقٍ سُمِّيَ وَاقِفِيًّا ، شَاكًّا فِي دِينِهِ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ : وَذَكَرَ رَجُلَيْنِ كَانَا وَقَّفَا فِي الْقُرْآنِ ، وَدَعَوْا إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَدْعُو عَلَيْهِمَا وَقَالَ لِي : هَؤُلَاءِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَجَعَلَ يَذْكُرُهُمَا بِالْمَكْرُوهِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ سَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، مِمَّنْ وَقَّفَ فِيمَا بَلَغَنِي ، فَقَالَ لَهُ : اغْرُبْ ، لَا أَرَاكُ تَجِيءُ إِلَى بَابِي فِي كَلَامٍ غَلِيظٍ ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقَالَ لَهُ : مَا أَحْوَجَكَ أَنْ يَصْنَعَ بِكَ مَا صَنَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِصُبَيْغٍ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَرَدَّ الْبَابَ
حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ : مَنْ قَالَ لَا أَقُولُ الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَسَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ : وَقِيلَ لَهُ الْوَاقِفَةُ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَةُ شَرٌّ مِنْهُمْ ، يَعْنِي مِمَّنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَيَسْكُتُونَ شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءٍ ، يَعْنِي مِمَّنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ : عَمَّنْ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ ، وَلَا يَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَلَا مَخْلُوقٍ ؟ فَقَالَ : هَذَا شَاكٌّ ، وَالشَّاكُّ كَافِرٌ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيَّ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُ فِي الْوَاقِفَةِ : هُمْ عِنْدِي شَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ أَمْسَكَ فَقَالَ : لَا أَقُولُ : لَيْسَ هُوَ مَخْلُوقًا ، إِذَا لَقِيَنِي فِي الطَّرِيقِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ، أُسَلِّمُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : لَا تُسَلِّمْ عَلَيْهِ ؟ وَلَا تُكَلِّمْهُ ، كَيْفَ يَعْرِفُهُ النَّاسُ إِذَا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ ؟ وَكَيْفَ يَعْرِفُ هُوَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ عَلَيْهِ ؟ فَإِذَا لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ عَرَفَ الذُّلَّ ، وَعَرَفَ أَنَّكَ أَنْكَرْتَ عَلَيْهِ ، وَعَرَفَهُ النَّاسُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ الْمُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ ، وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ : مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، أَوْ وَقَفَ ، وَمَنْ قَالَ : لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ، أَوْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا ، فَهُوَ عَلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَدِينِ رَسُولِهِ حَتَّى يَتُوبَ