حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا دُرَّانُ بْنُ سُفْيَانَ الْبَصْرِيُّ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثَنَا الْهُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ ، قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهِرِقْهُ حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ ، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُهُ ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ ، قُلْتُ : جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ ، قَالَ : فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلُ النَّاسِ مِنْكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ ، ثَنَا سَعْدٌ أَبُو عَاصِمٍ ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : زَعَمَ لِي كَيْسَانُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ طِسْتٌ يَشْرَبُ مَا فِيهَا ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ : فَرَغْتَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : سَلْمَانُ : مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَعْطَيْتُهُ غُسَالَةَ مَحَاجِمِي يُهْرِيقَ مَا فِيهَا ، قَالَ سَلْمَانُ : ذَاكَ شَرِبَهُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، قَالَ : شَرِبْتَهُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : لِمَ ؟ ، قَالَ : أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ دَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي جَوْفِي ، فَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ : وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلُ لِلنَّاسِ مِنْكَ ، لَا تَمَسُّكَ النَّارُ إِلَّا قَسَمَ الْيَمِينِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَوْدُودٍ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يُوسُفَ ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، ثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، أُخْبِرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ عَائِذِينَ بِالْكَعْبَةِ مِنْ بَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالتَّنْعِيمِ فَضَاحَكَهُ مُعَاوِيَةُ وَسَأَلَهُ عَنِ الْأَمْوَالِ ، وَلَمْ يَعْرِضْ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي بَلَغَهُ ، ثُمَّ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَتَفَاوَضَا مَعَهُ فِي أَمْرِ يَزِيدَ ، ثُمَّ دَعَا مُعَاوِيَةُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ لَهُ : هَذَا صَنِيعُكَ أَنْتَ ، اسْتَزْلَلْتَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ، وَسَنَنْتَ هَذَا الْأَمْرَ ، وَإِنَّمَا أَنْتَ ثَعْلَبٌ رَوَّاغٌ لَا تَخْرُجُ مِنْ جُحْرٍ إِلَّا دَخَلْتَ فِي آخَرَ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : لَيْسَ بِي شِقَاقٌ ، وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أُبَايِعَ رَجُلَيْنِ ، أَيُّكُمَا أُطِيعُ بَعْدَ أَنْ أُعْطِيَكُمَا الْعُهُوَدَ وَالْمَوَاثِيقَ ؟ فَإِنْ كُنْتَ مَلَلْتَ الْإِمَارَةَ فَبَايِعْ لِيَزِيدَ ، فَنَحْنُ نُبَايِعُهُ مَعَكَ فَقَامَ مُعَاوِيَةُ حِينَ أَبَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ : أَلَا إِنَّ حَدِيثَ النَّاسِ ذَاتُ غَوْرٍ ، وَقَدْ كَانَ بَلَغَنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ أَحَادِيثَ وَجَدْتُهَا كَذِبًا ، وَقَدْ سَمِعُوا وَأَطَاعُوا وَدَخَلُوا فِي صُلْحِ مَا دَخَلَتْ فِيهِ الْأُمَّةُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، ثَنَا الْحَوْطِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَا : ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ : إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ بِسِلْسِلَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَقَيْدَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ ، وَحَلَفْتُ بِاللَّهِ لَتَأْتِيَنِّي فِي ذَلِكَ ، فَأَلْقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْكِتَابَ وَقَالَ : وَلَا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ تَثَاقَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ طَاعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَأَشْهَرَ شَتْمَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ فَأَقْسَمَ لَا يُؤْتَى بِهِ إِلَّا مَغْلُولًا ، وَإِلَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقِيلَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ : أَلَا نَصْنَعُ لَكَ غُلًّا مِنْ فِضَّةٍ تَلْبَسُ عَلَيْهِ الثَّوْبَ وَتَبَرُّ قَسَمَهُ ، فَالصُّلْحُ أَجْمَلُ بِكَ ؟ قَالَ : لَا أَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَلَا أَلِينُ لِغَيْرِ اللَّهِ أَسْأَلُهُ حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرُ ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ فِي عِزٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ضَرْبَةٍ بِسَوْطٍ فِي ذُلٍّ ، ثُمَّ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَأَظْهَرَ الْخِلَافَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَزِيدُ حُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ الْكِنْدِيَّ ، وَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ بَرْذَعَةَ الْحِمَارِ ، احْذَرْ خَدَائِعَ قُرَيْشٍ ، وَلَا تُعَامِلْهُمْ إِلَّا بِالثِّقَافِ ثُمَّ الْقِطَافِ ، فَوَرَدَ حُصَيْنٌ مَكَّةَ فَقَاتَلَ بِهَا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَأَحْرَقَ الْكَعْبَةَ ، ثُمَّ بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ فَهَرَبَ ، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ دَعَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى نَفْسِهِ ، ثُمَّ مَاتَ مَرْوَانُ فَدَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى نَفْسِهِ ، فَعَقَدَ لِلْحَجَّاجِ فِي جَيْشٍ إِلَى مَكَّةَ ، فَوَرَدَ مَكَّةَ وَظَهَرَ عَلَى ابْنِ قُبَيْسٍ وَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ يَرْمِي بِهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدَاةُ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ مِائَةِ سَنَةٍ ، لَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ ، وَلَمْ يَفْسَدْ لَهَا بَصَرٌ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا فَعَلْتَ فِي حَرْبِكَ ؟ قَالَ : بَلَغُوا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَضَحِكَ وَقَالَ : إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَرَاحَةً ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : يَا بُنَيَّ ، لَعَلَّكَ تَتَمَنَّاهُ لِي ، مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَتَّى آتِي عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ إِمَّا أَنْ تَمْلِكَ فَتَقَرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي ، وَإِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ ، ثُمَّ وَدَعَهَا فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ أَنْ تُعْطِي خَصْلَةً مِنْ دِينِكَ مَخَافَةَ الْقَتْلِ ، وَخَرَجَ عَنْهَا فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقِيلَ لَهُ : أَلَا تُكَلِّمُهُمْ فِي الصُّلْحِ ؟ فَقَالَ : أَوَحِينُ صُلْحٍ هَذَا ؟ وَاللَّهِ لَوْ وَجَدُوكُمْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ لَذَبَحُوكُمْ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِذِلَّةٍ وَلَا مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّمَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى آلِ الزُّبَيْرِ يَعِظُهُمْ وَيَقُولُ : لِيَكُنْ أَحَدُكُمْ سَيْفُهُ كَمَا يَكُنْ وَجْهُهُ ، وَلَا يَنْكَسِرُ سَيْفُهُ فَيَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ امْرَأَةٌ ، وَاللَّهِ مَا لَقِيتُ زَحْفًا قَطُّ إِلَّا فِي الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ ، وَمَا أَلِمْتُ جُرْحًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَلَمُ الدَّوَاءِ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَمَعَهُ سَيْفَانِ ، فَأَوَّلُ مَنْ لَقِيَهُ الْأَسْوَدُ فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ حَتَّى أَطَنَّ رِجْلَهُ ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ : أَخْ يَا ابْنَ الزَّانِيَةِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : اخْسَأْ يَا ابْنَ حَامٍ ، أَسْمَاءُ زَانِيَةٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَا زَالَ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ وَيَقُولُ : لَوْ كَانَ قَرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ ، قَالَ : وَعَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَعْوَانِهِ مَنْ يَرْمِي عَدُوَّهُ بِالْآجُرِّ ، فَأَصَابَتْهُ آجُرَّةُ فِي مَفْرِقِهِ حَتَّى فَلَقَتْ رَأْسَهُ ، فَوَقَفَ قَائِمًا وَهُوَ يَقُولُ : وَلَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا قَالَ : ثُمَّ وَقَعَ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ مَوْلَيَانِ وَهُمَا يَقُولَانِ : الْعَبْدُ يَحْمِي رَبَّهُ وَيَحْتَمِي ، قَالَ : ثُمَّ سُيِّرَ إِلَيْهِ فَجَزَّ رَأْسَهُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا صَاحِبٌ لَنَا أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : أَنَا حَاضِرٌ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، جَعَلَتِ الْجُيُوشُ تَدْخُلُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ إِذْ جَاءَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ ، وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ يَقُولُ : أَسْمَاءُ إِنْ قُتِلْتُ لَا تَبْكِينِي لَمْ يَبْقَ إِلَّا حَسَبِي وَدِينِي وَصَارِمٌ لَانَتْ بِهِ يَمِينِي
حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَّابِيُّ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ مِنَ الْأَبْوَابِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ : لَوْ كَانَ قَرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ وَيَقُولُ : وَلَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، ثَنَا دُحَيْمٌ ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، قَالَا : خَرَجَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مُهَاجِرَةً إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهِيَ حُبْلَى بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فَوَضَعَتْهُ فَلَمْ تُرْضِعْهُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَطَلَبُوا تَمْرَةً يُحَنِّكُهُ بِهَا حَتَّى وَجَدُوا ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِتَمْرَةٍ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَكَثْنَا سَاعَةً نَلْتَمِسُهَا قَبْلَ أَنْ نَجِدَهَا فَمَضَغَهَا ثُمَّ وَضَعَهَا فِي فِيهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْلُوبٌ ، قَالَ : فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ فَقَالَتْ لِلْحَجَّاجِ : أَمَا آنَ لِهَذَا الرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ ؟ فَقَالَ الْحَجَّاجُ : الْمُنَافِقُ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا كَانَ مُنَافِقًا ، إِنْ كَانَ لَصَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا ، قَالَ : انْصَرِفِي يَا عَجُوزُ ، فَإِنَّكِ قَدْ خَرِفْتِ ، قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ مَا خَرِفْتُ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثَنَا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، ثَنَا زِيَادٌ الْجَصَّاصُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ ، فَمَرَّ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَإِنَّكَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُعَذِّبَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : {{ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ }}
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثَنَا مِنْدَلٌ ، عَنْ سَيْفٍ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : أَدْنَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْ جِذْعِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَوَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَصَوَّامًا قَوَّامًا
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَمْرُو بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : كَانَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلَامٍ يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلَامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ أُخْرَى ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ ، فَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ قُلْتُ : هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتُ : هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانَ ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ ، قَالَا : ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : ذَكَرْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، فَقَالَ : كَانَ عَفِيفًا فِي الْإِسْلَامِ ، قَارِئًا لِلْقُرْآنِ ، أَبُوهُ الزُّبَيْرُ ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ ، وَجَدَّهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ ، وَاللَّهِ لَأُحَاسِبَنَّ لَهُ فِي نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَلَا لِعُمَرَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ ، يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا قَطُّ أَحْسَنَ صَلَاةً مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ ، يَقُولُ : قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ : لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُصَلِّي لَقُلْتَ : غُصْنُ شَجَرَةٍ يُصَفِّقُهَا الرِّيحُ ، وَإِنَّ الْمَنْجَنِيقَ لَيَقَعُ هَهُنَا وَهَهُنَا مَا يُبَالِي
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ ، وَكَانَ يَقُولُ : ذَلِكَ مِنَ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ كَعْبٌ رَاتِبٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي ، قَالَتْ : حَدَّثَتْنَا مَاطِرَةُ الْمَهْدِيَّةُ ، قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي خَالَتِي أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ ، أَنَّهَا سَلَّمَتْ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَتْ : كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوَّامَ اللَّيْلِ ، صَوَّامَ النَّهَارِ ، وَكَانَ يُسَمَّى : حَمَامَ الْمَسْجِدِ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، ثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِنَّ فِي قَلْبِكَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قُلْتُ : لَوْ رَأَيْتَهُ مَا رَأَيْتَ مُنَاجِيًا مِثْلَهُ ، وَلَا مُصَلِّيًا مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنِ ابْنِ مُلَيْكَةَ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، وَيُصْبِحُ يَوْمَ السَّابِعِ وَهُوَ أَلْيَثُنَا
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ ، ثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ أَبُو سَعْدٍ الْعَبْسِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : شَهِدْتُ خُطْبَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَوْسِمِ ، خَرَجَ عَلَيْنَا قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَلَبَّى بِأَحْسَنِ تَلْبِيَةٍ سَمِعْتُهَا قَطُّ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ جِئْتُمْ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى وُفُودًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَحَقَّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرَمَ وَفْدَهُ ، فَمَنْ كَانَ جَاءَ يَطْلُبُ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَإِنَّ طَالِبَ اللَّهِ لَا يَخِيبُ ، فَصَدِّقُوا قَوْلَكُمْ بِفِعْلٍ فَإِنَّ مِلَاكَ الْقَوْلِ الْفِعْلُ ، وَالنِّيَّةَ النِّيَّةَ ، الْقُلُوبَ الْقُلُوبَ ، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَيَّامِكُمْ هَذِهِ ، فَإِنَّهَا أَيَّامٌ تُغْفَرُ فِيهَا الذُّنُوبُ ، جِئْتُمْ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى فِي غَيْرِ تِجَارَةٍ وَلَا طَلَبِ مَالٍ وَلَا دُنْيَا ، تَرْجُونَ مَا هُنَا ثُمَّ لَبَّى وَلَبَّى النَّاسُ ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا حَبِيبُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِمَوْعِظَةٍ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ لِأَهْلِ التَّقْوَى عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا ، وَيَعْرِفُونَهَا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، مِنْ صَبْرٍ عَلَى الْبَلَاءِ ، وَرِضًى بِالْقَضَاءِ ، وَشُكْرِ النَّعْمَاءِ ، وَذُلٍّ لِحُكْمِ الْقُرْآنِ ، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ كَالسُّوقِ مَا نَفَقَ فِيهَا حُمِلَ إِلَيْهَا ، إِنْ نَفَقَ الْحَقُّ عِنْدَهُ حُمِلَ إِلَيْهِ وَجَاءَهُ أَهْلُ الْحَقِّ ، وَإِنْ نَفَقَ الْبَاطِلُ عِنْدَهُ جَاءَهُ أَهْلُ الْبَاطِلِ وَنَفَقَ عِنْدَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُعْطِي سَلَمَةً رَجُلًا قَطُّ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ ، سُلْطَانًا وَلَا غَيْرَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُونَ لَهُ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، قَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ : يَا بُنَيَّ إِنَّهُمْ لَيُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ ، وَإِنَّمَا كَانَ نِطَاقٌ شَقَقْتُهُ بِنِصْفَيْنِ ، فَجَعَلْتُ فِي سَفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَدَهُمَا ، وَأَوْكَيْتُ قِرْبَتَهُ بِالْآخَرِ قَالَ : فَكَانُوا بَعْدُ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ يَقُولُ : إِنَّهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ : وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا
حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : {{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }} قَالَ : قَالَ الزُّبَيْرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : {{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }} قَالَ الزُّبَيْرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ نُعَيْمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ ؟ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ : الْمَاءُ وَالتَّمْرُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلَطِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَا : ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا ، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ