حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثنا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تُجِيبُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، قَالَهَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؟ قَالَهَا ثَلَاثًا ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ ، فَلَمْ يَمْلِكُ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، هَا هُوَ ذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنَا ، أَحْيَاءٌ وَلَكَ مِنَّا يَوْمُ سُوءٍ ، فَقَالَ : يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، وَقَالَ : اعْلُ هُبَلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَجِيبُوهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَقُولُ ؟ قَالَ : قُولُوا : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ، قَالَ : لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَجِيبُوهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَقُولُ ؟ قَالَ : قُولُوا : اللَّهُ مَوْلَانَا ، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الدَّارِمِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْبَنَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ ، لَمَّا قَالَ : اعْلُ هُبَلُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : قُلِ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : لَنَا عُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُمَرَ : قُلِ : اللَّهُ مَوْلَانَا ، وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ
حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثَنَا زِيَادٌ الْخَلِيلِيُّ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثَنَا هَارُونُ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : اعْلُ هُبَلُ ، يَفْخَرُ بِآلِهَتِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : اسْمَعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نَادِهِ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَمَرَهُ الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْمُجَاوَبَةِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ لِمَا اخْتُصَّ بِهِ مِنَ الصَّوْلَةِ وَالْمَهَابَةِ ، وَمَا عَهِدَ مِنْهُ فِي مُلَازَمَتِهِ لِلتَّفْرِيدِ ، وَمُحَامَاتِهِ عَلَى مُعَارَضَةِ التَّوْحِيدِ ، وَأَنَّهُ لَا يُنَهْنِهُهُ عَنْ مُصَاوَلَتِهِمُ الْعِدَّةُ وَالْعَدِيدُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِلدِّينِ مُعْلِنًا ، وَلِأَعْمَالِ الْبِرِّ مُبْطِنًا . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ الْوُصُولُ بِمَا عُلِنَ إِلَى ظُهُورِ مَا بَطَنَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : كَانَ أَوَّلَ إِسْلَامِي أَنْ ضَرَبَ ، أُخْتِي الْمَخَاضُ ، فَأُخْرِجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَدَخَلَ الْحِجْرَ وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ، قَالَ : فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : عُمَرُ ، قَالَ : يَا عُمَرُ مَا تَتْرُكُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا ، فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُو عَلِيَّ فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا عُمَرُ اسْتُرْهُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ الشِّرْكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيتَ الْفَارُوقَ ؟ قَالَ : أَسْلَمَ حَمْزَةُ قَبْلِي بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلْإِسْلَامِ فَقُلْتُ : اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، فَمَا فِي الْأَرْضِ نَسَمَةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَسَمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قُلْتُ : أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ ، قَالَتْ أُخْتِي : هُوَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ الْأَرْقَمِ عِنْدَ الصَّفَا ، فَأَتَيْتُ الدَّارَ وَحَمْزَةُ فِي أَصْحَابِهِ جُلُوسٌ فِي الدَّارِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْبَيْتِ ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ فَاسْتَجْمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ لَهُمْ حَمْزَةُ : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : عُمَرُ ، قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ ثُمَّ نَثَرَهُ نَثْرَةً فَمَا تَمَالَكَ أَنْ وَقَعَ عَلَى رُكْبَتِهِ فَقَالَ : مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : فَكَبَّرَ أَهْلُ الدَّارِ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتْنَا وَإِنْ حَيِينَا ؟ قَالَ : بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتُّمْ وَإِنْ حَيِيتُمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَفِيمَ الِاخْتِفَاءُ ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَتَخْرُجَنَّ ، فَأَخْرَجْنَاهُ فِي صَفَّيْنِ ، حَمْزَةُ فِي أَحَدِهِمَا ، وَأَنَا فِي الْآخَرِ ، لَهُ كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحِينِ ، حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، قَالَ : فَنَظَرَتْ إِلَيَّ قُرَيْشٌ وَإِلَى حَمْزَةَ ، فَأَصَابَتْهُمْ كَآبَةٌ لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلَهَا ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْفَارُوقَ ، وَفَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي الْوَادِعِيُّ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَمْرٍو ، ثَنَا مُخَارِقٌ ، عَنْ طَارِقٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَسْلَمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا ، وَكُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ دِينَهُ ، وَنَصَرَ نَبِيَّهُ ، وَأَعَزَّ الْإِسْلَامَ قَالَ يَحْيَى : وَحَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ ، عَنْ طَارِقٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ ، وَالْحَسَنُ الْبَزَّازُ ، قَالَا : ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ لَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أَتُحِبُّونَ أَنْ أُعْلِمَكُمْ أَوَّلَ إِسْلَامِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي دَارٍ عِنْدَ الصَّفَا ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيصِي ثُمَّ قَالَ : أَسْلِمْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، اللَّهُمَّ اهْدِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً سُمِعَتْ فِي طُرُقِ مَكَّةَ ، قَالَ : وَقَدْ كَانُوا مُسْتَخْفِينَ ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ تَعَلَّقَ الرِّجَالُ بِهِ فَيَضْرِبُونَهُ وَيَضْرِبُهُمْ ، فَجِئْتُ إِلَى خَالِي فَأَعْلَمْتُهُ ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَجَافَ الْبَابَ ، قَالَ : وَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ فَأَعْلَمْتُهُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا هَذَا بِشَيْءٍ ، النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَأَنَا لَا يَضْرِبُنِي أَحَدٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَتُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِإِسْلَامِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : إِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ فَائْتِ فُلَانًا وَقُلْ لَهُ : صَبَوْتُ ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَا يَكْتُمُ سِرًّا ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ ؟ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ ، فَمَا زَالُوا يَضْرِبُونَنِي وَأَضْرِبُهُمْ ، فَقَالَ خَالِي : يَا قَوْمُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي ، فَلَا يَمَسَّهُ أَحَدٌ ، فَانْكَشَفُوا عَنِّي ، فَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فَقُلْتُ : النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَلَا أُضْرَبُ ، فَلَمَّا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ أَتَيْتُ خَالِي ، قَالَ : قُلْتُ : تَسْمَعُ ؟ قَالَ : مَا أَسْمَعُ ؟ قُلْتُ : جِوَارُكَ رَدٌّ عَلَيْكَ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، قَالَ : فَأَبَيْتُ ، قَالَ : فَمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُ وَأُضْرَبُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِسْلَامَ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مُخَصَّصًا بِالسَّكِينَةِ فِي الْإِنْطَاقِ ، وَمُحَرَّزًا مِنَ الْقَطِيعَةِ وَالْفِرَاقِ ، وَمُشْهَرًا فِي الْأَحْكَامِ بِالْإِصَابَةِ وَالْوِفَاقِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ الْمُوَافَقَةُ لِلْحَقِّ ، وَالْمُفَارَقَةُ لِلْخَلْقِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَدِيمِيُّ ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، ثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعٍ ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي حُجَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا طَاهِرُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ ، ثَنَا أَبِي أَحْمَدَ ، ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَالَ : مَا كُنَّا نُنْكِرُ - وَنَحْنُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ - أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، ثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلَاثٍ : فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي الْحِجَابِ ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ رَوَاهُ حُمَيْدٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَالزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ ، مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، ثَنَا سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ ، اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنِي مِنْ فُلَانٍ - قَرِيبٍ لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلَانٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَقَادَتُهُمْ ، فَلَمْ يَهْوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا قُلْتُ ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ ، قَالَ عُمَرُ : فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ ، وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ }} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ }} - مِنَ الْفِدَاءِ - {{ عَذَابٌ عَظِيمٌ }} ، ثُمَّ أَحَلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ ، فَقُتِلَ سَبْعُونَ وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ }} - بِأَخْذِكُمُ الْفِدَاءَ - {{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ الرَّازِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا أَسَرَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : قَوْمُكَ وَعِتْرَتُكَ ، فَخَلِّ سَبِيلَهُمْ ، فَاسْتَشَارَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : اقْتُلْهُمْ ، فَفَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى }} الْآيَةَ ، فَلَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عُمَرَ فَقَالَ : كَادَ أَنْ يُصِيبَنَا فِي خِلَافِكَ شَرٌّ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَامَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ تَحَوَّلْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ ابْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ الْقَائِلِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، فَجَعَلْتُ أُعَدِّدُ أَيَّامَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ ، حَتَّى أَكْثَرْتُ فَقَالَ : أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ ، إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ ، قَدْ قِيلَ : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، فَلَوْ أَعْلَمُ أَنِّي زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَشَى مَعَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى قَبْرِهِ وَفَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ ، فَعَجَبًا لِي وَلِجُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ : {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ }} الْآيَةَ ، فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَهَا عَلَى مُنَافِقٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَأَخْلَى هَمَّهُ فِي مُفَارَقَةِ الْخَلْقِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْوَحْيَ فِي مُوَافَقَتِهِ لِلْحَقِّ ، فَمَنَعَ الرَّسُولَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ ، وَصَفَحَ عَمَّنْ أَخَذَ الْفِدَاءَ مِنْهُمْ لِسَابِقِ عِلْمِهِ مِنْهُمْ وَطَوْلِهِ عَلَيْهِمْ ، وَكَذَا سَبِيلُ مَنِ اعْتَقَدَ فِي الْمَفْتُونِينَ الْفِرَاقَ ، أَنْ يُؤَيَّدَ فِي أَكْثَرِ أَقَاوِيلِهِ بِالْوِفَاقِ ، وَيُعْصَمُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَحْوَالِهِ وَأَفَاعِيلِهِ مِنَ الشِّقَاقِ ، وَكَانَ لِلرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ وَوَفَاتِهِ مُجَامِعًا ، وَلِمَا اخْتَارَ لَهُ فِي يَقَظَتِهِ وَمَنَامِهِ مُتَابِعًا ، يَقْتَدِي بِهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ ، وَيَتَأَسَّى بِهِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ اسْتِقَامَةُ الْمَنَاهِجِ ، وَالتَّطَرُّقُ إِلَى الْمَبَاهِجِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ ، زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ ، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ رَاعِي إِبِلٍ - أَوْ رَاعِي غَنَمٍ - ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا لَرَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ ، فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ ، وَإِنِّي إِنْ لَمْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَدًا ، وَأَنَّهُ غَيْرَ مُسْتَخْلِفٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمٌ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ، فَرَأَيْتُهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنِي ؟ قَالَ : أَلَسْتَ الَّذِي تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ ؟ فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَا أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ
ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : لَبِسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَمِيصًا جَدِيدًا ، ثُمَّ دَعَانِي بِشَفْرَةٍ فَقَالَ : مُدَّ يَا بُنَيَّ كُمَّ قَمِيصِي ، وَالْزَقْ يَدَيْكَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِي ، ثُمَّ اقْطَعْ مَا فَضَلَ عَنْهَا فَقَطَعْتُ مِنَ الْكُمَّيْنِ مِنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا ، فَصَارَ فَمُ الْكُمِّ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتَهْ لَوْ سَوَّيْتُهُ بِالْمَقَصِّ ، فَقَالَ : دَعْهُ يَا بُنَيَّ ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَفْعَلُ ، فَمَا زَالَ عَلَيْهِ حَتَّى تَقَطَّعَ ، وَكَانَ رُبَّمَا رَأَيْتُ الْخُيُوطَ تَسَّاقَطُ عَلَى قَدَمِهِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مَالٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَأَقْبَلَ يَقْسِمُهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَبْقَيْتَ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِعَدُوٍّ إِنْ حَضَرَ أَوْ نَائِبَةٍ إِنْ نَزَلَتْ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : مَا لَكَ قَاتَلَكَ اللَّهُ نَطَقَ بِهَا عَلَى لِسَانِكَ شَيْطَانٌ ، لَقَّانِي اللَّهُ حُجَّتَهَا ، وَاللَّهِ لَا أَعْصِيَنَّ اللَّهَ الْيَوْمَ لِغَدٍ ، لَا وَلَكِنْ أُعِدُّ لَهُمْ مَا أَعَدَّ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالْحَقَائِقِ لَهِجًا عَرُوفًا ، وَعَنِ الْأَبَاطِيلِ مُنْعَرِجًا عَزُوفًا . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ دَفْعُ دَوَاعِي الرَّدَى بِمَا يَرْقُبُ مِنْ نَقْعِ الصَّدَى
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْحَمْدَ ، فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ ، فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ طَوِيلٌ أَصْلَعُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اسْكُتْ ، فَدَخَلَ فَتَكَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ فَأَنْشَدْتُهُ ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَّتَنِي النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي أَسْكَتَّنِي لَهُ ؟ فَقَالَ : هَذَا عُمَرُ ، رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ بَكَّارٍ السَّعْدِيُّ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ التَّمِيمِيِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَقْنَى ، فَقَالَ لِي : أَمْسِكْ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ : هَاتِ ، فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ عَادَ ، فَقَالَ لِي : أَمْسِكْ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ : هَاتِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دَخَلَ قُلْتَ : أَمْسِكْ ، وَإِذَا خَرَجَ قُلْتَ : هَاتِ ؟ قَالَ : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْبَاطِلِ فِي شَيْءٍ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَالِاسْتِدْعَاءُ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُ رُخْصَةٌ وَإِبَاحَةٌ لِاسْتِمَاعِ الْمَحَامِدِ وَالْمَدَائِحِ ، فَقَدْ كَانَ نَشِيدُهُ وَالثَّنَاءُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمَدْحُ لِنَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِخْبَارُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ ، أَيْ مَنِ اتَّخَذَ التَّمَدُّحَ حِرْفَةً وَاكْتِسَابًا فَيَحْمِلُهُ الطَّمَعُ فِي الْمَمْدُوحِينَ عَلَى أَنْ يَهِيمَ فِي الْأَوْدِيَةِ ، وَيَشِينُ بِفِرْيَتِهِ الْمَحَافِلَ وَالْأَنْدِيَةَ ، فَيَمْدَحُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّهُ ، وَيَضَعُ مِنْ شَأْنِ مَنْ لَا يَسْتَوْجِبُهُ إِذَا حَرَمَهُ نَائِلَةً ، فَيَكُونَ رَافِعًا لِمَنْ وَضَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِطَمَعِهِ ، أَوْ وَاضِعًا لِمَنْ رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِغَضَبِهِ ، فَهَذَا الِاكْتِسَابُ وَالِاحْتِرَافُ بَاطِلٌ ، فَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ . فَأَمَّا الشِّعْرُ الْمُحْكَمُ الْمَوْزُونُ فَهُوَ مِنَ الْحُكْمِ الْحَسَنِ الْمَخْزُونِ ، يَخُصُّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْبَارِعَ فِي الْعِلْمِ ذَا الْفُنُونِ ، وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ يُشْعِرُونَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، قَالَ : كُنْتُ أُنْشِدُهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - وَلَا أَعْرِفُ أَصْحَابَهُ ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ أَصْلَعُ ، فَقِيلَ : اسْكُتْ اسْكُتْ قُلْتُ : وَاثَكْلَاهُ مَنْ هَذَا الَّذِي أَسْكُتُ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَقِيلَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ بَعْدُ أَنَّهُ كَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ لَوْ سَمِعَنِي أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي حَتَّى يَأْخُذَ بِرِجْلِي فَيَسْحَبَنِي إِلَى الْبَقِيعِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَكَذَا سَبِيلُ الْأَبْرِيَاءِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْعِنَادِ ، الْأَصْفِيَاءِ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْوِدَادِ ، أَنْ لَا يُلْهِيَهُمْ بَاطِلٌ مِنَ الْفِعَالِ وَالْمَقَالِ ، وَأَنْ لَا يُثْنِيَهُمْ فِي تَوَجُّهِهِمْ إِلَى الْحَقِّ حَالٌ مِنَ الْأَحْوَالِ ، وَأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْحَقِّ عَلَى أَكْمَلِ حَالٍ وَأَنْعَمِ بَالٍ ، كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَلْتَمِسُ بِالذِّلَّةِ لِمَوْلَاهُ الْقُوَّةَ وَالتَّعَزُّزَ ، وَيَتْرُكُ فِي إِقَامَةِ طَاعَتِهِ الرَّفَاهِيَةَ وَالتَّقَزُّزَ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ النُّبُوُّ عَنْ رُتَبِ الدُّنْيَا ، وَالسُّمُوُ إِلَى الْمَرْتَبَةِ الْعُلْيَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ ، ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ الشَّامَ عَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ ، فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ وَنَزَعَ خُفَّيْهِ فَأَمْسَكَهُمَا ، وَخَاضَ الْمَاءَ وَمَعَهُ بَعِيرُهُ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَصَكَّ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ : أَوْهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِرَسُولِهِ ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلُّكُمُ اللَّهُ . رَوَاهُ الْأَعْمَشُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ الشَّامَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَكِبْتَ بِرْذَوْنًا تَلْقَاكَ عُظَمَاءُ النَّاسِ وَوُجُوهُهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا أَرَاكُمْ هَهُنَا ، إِنَّمَا الْأَمْرُ مِنْ هَهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، خَلُّوا سَبِيلَ جَمَلِي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ خَرَجَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ فَرَأَهُ طَلْحَةُ ، فَذَهَبَ عُمَرُ فَدَخَلَ بَيْتًا ثُمَّ دَخَلَ بَيْتًا آخَرَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ طَلْحَةُ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَإِذَا بِعَجُوزٍ عَمْيَاءَ مُقْعَدَةٍ ، فَقَالَ لَهَا : مَا بَالُ هَذَا الرَّجُلِ يَأْتِيكِ ؟ قَالَتْ : إِنَّهُ يَتَعَاهَدُنِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، يَأْتِينِي بِمَا يُصْلِحُنِي ، وَيُخْرِجُ عَنِّي الْأَذَى ، فَقَالَ طَلْحَةُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا طَلْحَةُ أَعَثَرَاتِ عُمَرَ تَتْبَعُ ؟
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَه ، ثَنَا شَيْبَانُ ، وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، ثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَوْ غَيْرِهِ ، شَكَّ أَبُو الْأَشْهَبِ ، وَلَمْ يَذْكُرِ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ الشَّكَّ فَقَالَ : عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَلَى مَزْبَلَةٍ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا ، فَكَأَنَّ أَصْحَابَهُ تَأَذَّوْا بِهَا ، فَقَالَ : هَذِهِ دُنْيَاكُمُ الَّتِي تَحْرِصُونَ عَلَيْهَا ، أَوْ تَتَّكَلَّمُونَ عَلَيْهَا قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ فَنَاءِ الْمَلَاذِّ مُنْتَهِيًا ، وَلِبَاقِي الْمَعَادِ مُبْتَغِيًا ، يُلَازِمُ الْمَشَقَّاتِ ، وَيُفَارِقُ الشَّهَوَاتِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الشَّدَائِدِ ، الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الْمَوَارِدِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّبَالِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : تُقَرْقِرُ بَطْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتُ عَامَ الرَّمَادَةِ ، وَكَانَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ السَّمْنَ ، قَالَ : فَنَقَرَ بَطْنَهُ بِأُصْبُعِهِ وَقَالَ : تُقَرْقِرُ ، إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا غَيْرُهُ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ مُصْعَبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ لَبِسْتَ ثَوْبًا هُوَ أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ ، وَأَكَلْتَ طَعَامًا هُوَ أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ ، فَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الرِّزْقِ ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَأَخْصُمُكِ إِلَى نَفْسِكِ ، أَمَا تَذْكُرِينَ مَا كَانَ يَلْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ ؟ فَمَا زَالَ يُذَكِّرُهَا حَتَّى أَبْكَاهَا ، فَقَالَ لَهَا : وَاللَّهِ إِنْ قُلْتِ ذَلِكَ ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُشَارِكَنَّهُمَا بِمِثْلِ عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ ، لَعَلَى أُدْرِكُ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجِيرَمِيُّ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، ثَنَا عَفَّانُ ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، ثَنَا الْحَسَنُ ، أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ مِنْ أَلْيَنِكُمْ لِبَاسًا ، وَأَطْيَبِكُمْ طَعَامًا ، وَأَرَقِّكُمْ عَيْشًا ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ ، وَعَنْ صَلَاءٍ وَصِنَابٍ وَصَلَايِقٍ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ فَقَالَ : {{ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا }} الْآيَةَ
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، كَانَ يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا نَعْبَأُ بِلَذَّاتِ الْعَيْشِ أَنْ نَأْمُرَ بِصِغَارِ الْمِعْزَى فَتُسْمَطَ لَنَا ، وَنَأْمُرُ بِلُبَابِ الْحِنْطَةِ فَيُخْبَزُ لَنَا ، وَنَأْمُرُ بِالزَّبِيبِ فَيُنْتَبَذُ لَنَا فِي الْأَسْعَانِ حَتَّى إِذَا صَارَ مِثْلَ عَيْنِ الْيَعْقُوبِ أَكَلْنَا هَذَا وَشَرِبْنَا هَذَا ، وَلَكِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْتَبْقِيَ طَيِّبَاتِنَا ، لَأَنَّا سَمِعْنَا اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا }} الْآيَةَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا ابْنُ أَبِي سَهْلٍ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَرَأَى كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ تَعْزِيزًا ، فَقَالَ : هَذَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ لَوْ شِئْتُ أَنْ يُدَهْمَقَ لِي كَمَا يُدَهْمَقُ لَكُمْ ، وَلَكِنَّا نَسْتَبْقِي مِنْ دُنْيَانَا مَا نَجِدُهُ فِي آخِرَتِنَا ، أَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِقَوْمٍ : {{ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا }} الْآيَةَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، ثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ بَعْضِ ، أَصْحَابِهِ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فِيهِمْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَتَاهُمْ بِجَفْنَةٍ قَدْ صُنِعَتْ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ ، فَقَالَ لَهُمْ : خُذُوا ، فَأَخَذُوا أَخْذًا ضَعِيفًا ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : قَدْ رَأَى مَا تَقْرَمُونَ ، فَأَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ ؟ حُلْوًا وَحَامِضًا وَحَارًّا وَبَارِدًا ، ثُمَّ قَذْفًا فِي الْبُطُونِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ ، أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : نَظَرْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ الدُّنْيَا أَضُرُّ بِالْآخِرَةِ ، وَإِذَا أَرَدْتُ الْآخِرَةَ أَضُرُّ بِالدُّنْيَا ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا فَأَضِرُّوا بِالْفَانِيَةِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَسْعَدَ الرُّعَاةِ مَنْ سَعِدَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ ، وَإِنَّ أَشْقَى الرُّعَاةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْتَعَ فَيَرْتَعَ عُمَّالُكَ ، فَيَكُونُ مِثَلُكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ الْبَهِيمَةِ ؛ نَظَرَتْ إِلَى خَضِرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَرَعَتْ فِيهَا تَبْتَغِي بِذَلِكَ السِّمَنَ ، وَإِنَّمَا حَتْفُهَا فِي سِمَنُهَا ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا : مَنْ خَلُصَتْ نِيَّتُهُ كَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِغَيْرِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ شَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا ظَنُّكَ فِي ثَوَابِ اللَّهِ فِي عَاجِلِ رِزْقِهِ وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ ؟ وَالسَّلَامُ