قَالَ لَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أَتُحِبُّونَ أَنْ أُعْلِمَكُمْ أَوَّلَ إِسْلَامِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارٍ عِنْدَ الصَّفَا ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيصِي ثُمَّ قَالَ : " أَسْلِمْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، اللَّهُمَّ اهْدِهِ " ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً سُمِعَتْ فِي طُرُقِ مَكَّةَ ، قَالَ : وَقَدْ كَانُوا مُسْتَخْفِينَ ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ تَعَلَّقَ الرِّجَالُ بِهِ فَيَضْرِبُونَهُ وَيَضْرِبُهُمْ ، فَجِئْتُ إِلَى خَالِي فَأَعْلَمْتُهُ ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَجَافَ الْبَابَ ، قَالَ : وَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ فَأَعْلَمْتُهُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا هَذَا بِشَيْءٍ ، النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَأَنَا لَا يَضْرِبُنِي أَحَدٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَتُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِإِسْلَامِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : إِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ فَائْتِ فُلَانًا وَقُلْ لَهُ : صَبَوْتُ ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَا يَكْتُمُ سِرًّا ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ ؟ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ ، فَمَا زَالُوا يَضْرِبُونَنِي وَأَضْرِبُهُمْ ، فَقَالَ خَالِي : يَا قَوْمُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي ، فَلَا يَمَسَّهُ أَحَدٌ ، فَانْكَشَفُوا عَنِّي ، فَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فَقُلْتُ : النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَلَا أُضْرَبُ ، فَلَمَّا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ أَتَيْتُ خَالِي ، قَالَ : قُلْتُ : تَسْمَعُ ؟ قَالَ : مَا أَسْمَعُ ؟ قُلْتُ : جِوَارُكَ رَدٌّ عَلَيْكَ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، قَالَ : فَأَبَيْتُ ، قَالَ : فَمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُ وَأُضْرَبُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِسْلَامَ "
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ ، وَالْحَسَنُ الْبَزَّازُ ، قَالَا : ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ لَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أَتُحِبُّونَ أَنْ أُعْلِمَكُمْ أَوَّلَ إِسْلَامِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي دَارٍ عِنْدَ الصَّفَا ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيصِي ثُمَّ قَالَ : أَسْلِمْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، اللَّهُمَّ اهْدِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً سُمِعَتْ فِي طُرُقِ مَكَّةَ ، قَالَ : وَقَدْ كَانُوا مُسْتَخْفِينَ ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ تَعَلَّقَ الرِّجَالُ بِهِ فَيَضْرِبُونَهُ وَيَضْرِبُهُمْ ، فَجِئْتُ إِلَى خَالِي فَأَعْلَمْتُهُ ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَجَافَ الْبَابَ ، قَالَ : وَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ فَأَعْلَمْتُهُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا هَذَا بِشَيْءٍ ، النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَأَنَا لَا يَضْرِبُنِي أَحَدٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَتُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِإِسْلَامِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : إِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ فَائْتِ فُلَانًا وَقُلْ لَهُ : صَبَوْتُ ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَا يَكْتُمُ سِرًّا ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ ؟ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ ، فَمَا زَالُوا يَضْرِبُونَنِي وَأَضْرِبُهُمْ ، فَقَالَ خَالِي : يَا قَوْمُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي ، فَلَا يَمَسَّهُ أَحَدٌ ، فَانْكَشَفُوا عَنِّي ، فَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فَقُلْتُ : النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَلَا أُضْرَبُ ، فَلَمَّا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ أَتَيْتُ خَالِي ، قَالَ : قُلْتُ : تَسْمَعُ ؟ قَالَ : مَا أَسْمَعُ ؟ قُلْتُ : جِوَارُكَ رَدٌّ عَلَيْكَ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، قَالَ : فَأَبَيْتُ ، قَالَ : فَمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُ وَأُضْرَبُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِسْلَامَ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مُخَصَّصًا بِالسَّكِينَةِ فِي الْإِنْطَاقِ ، وَمُحَرَّزًا مِنَ الْقَطِيعَةِ وَالْفِرَاقِ ، وَمُشْهَرًا فِي الْأَحْكَامِ بِالْإِصَابَةِ وَالْوِفَاقِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ الْمُوَافَقَةُ لِلْحَقِّ ، وَالْمُفَارَقَةُ لِلْخَلْقِ