حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَا هَمَمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُونَهُ غَيْرَ مَرَّتَيْنِ ، كُلُّ ذَلِكَ يَحُولُ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا أُرِيدُ ، ثُمَّ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ ، فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ لَيْلًا لِغُلَامٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يَرْعَى مَعِي بِأَعْلَى مَكَّةَ : لَوْ أَنَّكَ أَبْصَرْتَ لِي غَنَمِي حَتَّى أَدْخُلَ مَكَّةَ فَأَسْمُرَ كَمَا يَسْمُرُ الشَّبَابُ ، فَقَالَ : افْعَلْ قَالَ : فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا جِئْتُ أَوَّلَ دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ ، سَمِعْتُ عَزْفًا بِغَرَابِيلَ وَمَزَامِيرَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ قَالَ : فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ وَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أُذُنِي ، فَنِمْتُ فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ، فَجِئْتُ صَاحِبِي ، فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مَا صَنَعْتُ شَيْئًا ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، ثُمَّ بِتُّ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : افْعَلْ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ ، وَسَمِعْتُ مِثْلَ الَّذِي سَمِعْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ ، وَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أُذُنِي ، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، ثُمَّ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُمَحِيِّ ، قَالَ : خَتَنَنِي أَبِي ، فَدَعَا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ، فَدَخَلَ الْوَلِيمَةَ ، وَثَمَّ قَوْمٌ يَضْرِبُونَ بِالْعُودِ وَيُغَنُّونَ قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْهُ أَمْسَكُوا ، فَقَالَ عَطَاءٌ : لَا أَجْلِسُ حَتَّى تَعُودُوا عَلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ قَالَ : فَعَادُوا ، فَجَلَسَ ، فَتَغَدَّا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : نَا شَرِيكٌ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَتَنَ ابْنًا لَهُ ، فَأَرْسَلَنِي ، فَدَعَوْتُ اللَّعَّابِينَ ، فَأَعْطَاهُمْ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، مَوْلَى ابْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ عَمِّهِ ، عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ : خَتَنَ عَطَاءٌ وَلَدَهُ ، فَدَعَانِي فِي وَلِيمَتِهِ فِي دَارِ الْأَخْنَسِ ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّاسُ جَلَسَ عَطَاءٌ عَلَى مِنْبَرٍ ، فَقَسَمَ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ ، وَدَعَا الْقِينَانَ : الْغَرِيضَ وَابْنَ سُرَيْجٍ ، فَجَعَلَا يُغَنِّيَانِهِمْ ، فَقَالُوا لِعَطَاءٍ : أَيُّهُمَا أَحْسَنُ غِنَاءً ؟ فَقَالَ : يُغَنِّيَانِ حَتَّى أَسْمَعَ ، فَأَعَادَا ، وَاسْتَمَعَ ، فَقَالَ : أَحْسَنُهُمَا الرَّقِيقُ الصَّوْتِ يَعْنِي ابْنَ سُرَيْجٍ وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ مَكَّةَ وَرَأْيِهِمُ اسْتِمَاعَ الْغِنَاءِ ، وَيَرْوُونَ فِيهِ أَحَادِيثَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ ، قَالَ : ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِرَجُلٍ : مَا هَذَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي ? قَالُوا : مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَكَ شَيْئًا قَالَ : بَلَى الْأَعْمَى يَعْنِي أَبَا الْعَبَّاسِ وَأَبَا الطُّفَيْلِ يُغَنُّونَكُمْ بِالْقُرْآنِ
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثا أَبُو تُمَيْلَةَ ، يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَتْ : مَرَرْنَا بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَنَحْنُ نَزِفُّ عَرُوسًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَالْمُغَنِّيَةُ أَوْ قَالَ : الْقَيْنَةُ تَقُولُ : لَإِنِ افْتَنَتْنِي هِيَ بِالْأَمْسِ افْتَنَتْ سَعِيدًا فَأَمْسَى قَدْ قَلَا كُلَّ مُسْلِمِ وَأَلْقَى مَفَاتِيحَ الْمَسَاجِدِ وَاشْتَرَى وِصَالَ الْغَوَانِي بِالْكِتَابِ الْمُنَمْنَمِ فَقَالَ سَعِيدٌ : كَذِبٌ وَاللَّهِ ، مَا يَقِينِي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ ، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : إِنَّهُ ذَكَرَ الْغِنَاءَ ، فَقَالَ : هُوَ بِمَنْزِلَةِ الرِّيحِ ، يَدْخُلُ فِي هَذِهِ ، وَيَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ قَالَ سُفْيَانُ : يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : الْقِرَاءَةُ عَلَى أَلْحَانِ الْغِنَاءِ ؟ قَالَ : وَمَا بَأْسٌ قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ : كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْخُذُ الْمِعْزَفَةَ ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهَا ، ثُمَّ يَقْرَأُ عَلَيْهَا تَرُدُّ عَلَيْهِ صَوْتَهُ ، يُرِيدُ أَنْ يَبْكِيَ بِذَلِكَ ، وَيُبْكِيَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ ، قَالَ : ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : أَبْطَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا بَطَّأَ بِكِ ؟ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ ، مَا سَمِعْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْمَعُ صَوْتَهُ ، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَوْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَقَدْ أُوتِيَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَرْبِيٍّ ، عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ ، قَالَ : كَانَتْ لِعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَارِيَةٌ تَقْرَأُ بِأَلْحَانٍ قَالَ : فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ ، أَمَرَهَا أَنْ تَقْرَأَ فَنَبْكِي وَتَبْكِي
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ ، قَالَ : ثنا صَالِحٌ النَّاجِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ }} قَالَ : الصَّوْتُ الْحَسَنُ
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْبَدٍ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ : {{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ }} قَالَ : حُسْنُ الصَّوْتِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : وَأَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى بِالنَّصْبِ قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ هِشَامٌ : قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ : لِمَ يُحَدِّثُ سُفَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِكَذَا وَبِكَذَا ؟ يَعْنِي بِهَذَا
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : ثنا رَفِيعُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَشَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالُوا : ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ ، مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجَّاجِ بْنِ رُؤْبَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، هَلْ تَرَى بِهَذَا بَأْسًا : طَافَ الْخَيَالَانِ فَهَاجَا سَقَمَا خَيَالٌ تَكْنَى وَخَيَالٌ تَكْتُمَا قَامَتْ تُرِينَا رَهْبَةً أَنْ تُصْرَمَا سَاقًا بَخَنْدَاةَ وَكَعْبًا أَدْرَمَا فَقَالَ : قَدْ كَانَ يُحْدَى بِمِثْلِ هَذَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَلَا يَنْهَى
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَفِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مِسْكِينٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : إِنَّهُ رَأَى مَعْبَدًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ قَدْ شَدَّ إِزَارَهُ زَمَنَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَغَنَّى ، فَضَيَّقَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ مُغَنِّي الْمَدِينَةِ ، فَغَنَّى الثَّقِيلُ ، وَكَانَ أَخَذَ الْغِنَاءَ عَنْ جَمِيلَةَ قَيْنَةٍ كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ : وَابْنُهُ كَرْدَمُ بْنُ مَعْبَدٍ الَّذِي غَنَّى : رَأَيْتُ زُهَيْرًا تَحْتَ كَلْكَلِ خَالِدٍ فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى كَالْعَجُولِ أُبَادِرُ وَكَانَ ابْنُ سُرَيْجٍ وَاسْمُهُ : عُبَيْدٌ ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ غِنَاءً ، وَكَانَ مُرْتَجِلًا يُوقِعُ بِقَضِيبِهِ ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ لَازِمًا لَهُ ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى : تُقَرِّبُنِي الشَّهْبَاءُ نَحْوَ ابْنِ جَعْفَرٍ سَوَاءٌ عَلَيْهَا لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا وَكَانَ صَدِيقًا لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى : حَمْزَةُ الْمُبْتَاعُ بِالْمَالِ النَّدَى وَيَرَى فِي بَيْعِهِ أَنْ قَدْ غَبَنَ وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ سُرَيْجٍ : كَلِّمْ لِي حَمْزَةَ يُسْلِفُنِي أَلْفَ دِينَارٍ ، فَكَلَّمَهُ قَالَ : فَأَعْطَاهُ أَلْفًا لِلرَّجُلِ ، وَأَعْطَى ابْنَ سُرَيْجٍ أَلْفًا أُخْرَى هِبَةً لَهُ قَالَ : وَأَعْطَى الْأَحْوَصَ الشَّاعِرَ مِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ يُغَنِّيَ أَشْعَارَهُ ، فَفَعَلَ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ ، فَانْحَدَرَ مَعَهُ ابْنُ سُرَيْجٍ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَسْمَعُوهُ غِنَاءَ مَعْبَدٍ ، فَقَالُوا : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ عَاشَ كَانَ مُغَنِّي بِلَادِهِ
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَفِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامٌ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ : وَكَانَ الْغَرِيضُ مَوْلًى لِلْعَبِلَاتِ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لِلثُّرَيَّا وَأَخَوَاتِهَا بَنَاتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ قَالَ : وَكَانَ خَادِمًا لِابْنِ سُرَيْجٍ ، فَأَخَذَ عَنْهُ الْغِنَاءَ ، فَلَمَّا رَأَى ابْنُ سُرَيْجٍ ظُرْفَهُ ، حَسَدَهُ ، فَطَرَدَهُ قَالَ : فَأَتَى مُولِيَاتِهِ ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِنَّ ، فَقُلْنَ لَهُ : هَلْ لَكَ أَنْ تَنُوحَ بِالْمَرَاثِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ فَأَسْمَعْنَهُ الْمَرَاثِيَ : فَغَنَّى عَلَيْهَا فَغِنَاؤُهُ يُشْبِهُ الْمَرَاثِيَ
قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ : فَحَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ مَوْلًى لِأَهْلِ الْغَرِيضِ أَنَّهُ شَهِدَهُ فِي جِنَازَةِ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ : فَأَمَرُوهُ بِالْغِنَاءِ ، فَقَالَ : هُوَ ابْنُ الْفَاعِلَةِ ، فَقَالَ مَوْلَاهُ : أَنْتَ وَاللَّهِ ابْنُ الْفَاعِلَةِ قَالَ : أَكَذَاكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَنْتَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ : فَغَنَّى صَوْتًا قَدْ كَانَتِ الْجِنُّ نَهَتْهُ عَنْهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : وَيَشْرَبُ لَوْنَ الرَّازِقِيِّ بَيَاضُهُ إِذَا زَعْفَرَانٌ خَالَطَ الْمِسْكَ رَادِعُهْ قَالَ : فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَاللَّهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ ، فَمَاتَ
وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، قَالَ : ابْنُ سَهْلٍ ، وَذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا قَالَ : كَانَتْ قُرَيْشٌ إِنَّمَا تُغَنِّي وَيُغَنَّى لَهَا النَّصْبُ ، نَصْبَ الْأَعْرَابِ لَا تَعْرِفُ غَيْرَ ذَلِكَ ، حَتَّى قَدِمَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَافِدًا عَلَى كِسْرَى ، فَمَرَّ عَلَى الْحِيرَةِ ، فَتَعَلَّمَ ضَرْبَ الْبَرْبَطِ ، وَغَنَّى الْعِبَادَ ، فَعَلَّمَ أَهْلَ مَكَّةَ ، وَفِيهِ نَزَلَتْ : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }}
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ ، يَقُولُ : قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : بَيْنَا أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسَانِ فِي الْبَيْتِ اسْتَأْذَنَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ كَانَتْ تُغَنِّي ، فَلَمْ تَزَلْ بِهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَتَّى غَنَّتْ ، فَلَمَّا غَنَّتِ ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، أَلْقَتِ الْمُغَنِّيَةُ مَا كَانَ فِي يَدِهَا ، وَخَرَجَتْ ، وَاسْتَأْخَرَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ مَجْلِسِهَا ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَضَحِكَ ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي مِمَّ تَضْحَكُ ؟ فَأَخْبَرَهُ مَا صَنَعَتِ الْقَيْنَةُ , وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَأَمَّا وَاللَّهِ لَا ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُخْشَى يَا عَائِشَةُ