حديث رقم: 871

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْبِرْنَا عَنْ عِيسَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، فَقَالُوا : مَا يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ فَوْقَ هَذَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ : {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }}

حديث رقم: 872

حَدَّثَنَا قَالَ الْوَلِيدُ : قَالَ أَبُو عَمْرٍو : إِنَّهُ قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ ، فَخَاصَمُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُصُومَةً لَمْ يُخَاصَمْ مِثْلَهَا قَطُّ ، فَانْصَرَفَ أَحَدُهُمَا وَبَقِيَ الْآخَرُ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلَاعَنَةِ ، فَأَجَابَهُ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنْ لَاعَنُونِي لَا يَحُولُ حَوْلٌ وَبِنَجْرَانَ عَيْنٌ تَطْرِفُ قَالَ : فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَدَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَفَاطِمَةُ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَغَدَوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : مَا لِلْمُلَاعَنَةِ جِئْنَاكَ ، وَلَكِنْ جِئْنَاكَ لِتَفْرِضَ عَلَيْنَا شَيْئًا نُؤَدِّيَهُ إِلَيْكَ ، وَتَبْعَثَ مَعَنَا مَنْ يَهْدِينَا الطَّرِيقَ . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ لَاعَنْتُمُونِي مَا حَالَ الْحَوْلُ وَبِنَجْرَانَ عَيْنٌ تَطْرِفُ قَالَ : فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْمَلَاحِفَ النَّجْرَانِيَّةَ ثُمَّ قَالَ : أَنَا بَاعِثٌ مَعَكُمْ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، فَتَشَوَّفَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُمَا فَقَالَ : قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلَ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ إِنَّمَا اسْتَقْبَلْتُمُ الْمَشْرِقَ بَعْدَ رَفْعِ اللَّهِ عِيسَى ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ : فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَمَا أَنْزَلَ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ نَزَلَ عَلَيْهِ سَخَطُ اللَّهِ حَتَّى يَبْلُغَ السَّمَاءَ ؟ قَالُوا كُلُّهُمْ : نَعَمْ

حديث رقم: 873

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ قَالَ : جَاءَ رَاهِبَا نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَقَالَا : إِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ فَقَالَ : كَذَبْتُمَا ، إِنَّهُ يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ ثَلَاثٌ : عِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ ، وَأَكْلُكُمَا الْخِنْزِيرَ ، وَقَوْلُكُمَا لِلَّهِ وَلَدٌ . فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَنْ أَبُو عِيسَى ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ لَا يَعْجَلُ حَتَّى يَكُونَ رَبُّهُ هُوَ يَأْمُرُهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ : {{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ }} حَتَّى بَلَغَ {{ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }} ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِيمَا قَالَ الْفَاسِقَانِ : {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }} قَالَ : فَدَعَاهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ ، وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : قَدْ أَنْصَفَكَ الرَّجُلُ فَقَالَا : لَا نُبَاهِلُكَ ، وَأَقَرَّا بِالْجِزْيَةِ وَكَرِهَا الْإِسْلَامَ

حديث رقم: 874

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ : أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ الْعَاقِبَ ، وَالسَّيِّدَ صَاحِبَيْ نَجْرَانَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَاهُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لَا تُلَاعِنْهُ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّاهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا فَقَالَا : لَا نُلَاعِنُكَ ، وَلَكِنْ نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا ، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ : لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمَا رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُهُ فَقَالَ : قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ . فَلَمَّا قَامَ قَالَ : هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ

حديث رقم: 875

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالَحَ أَهْلَ نَجْرَانَ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ نَجْرَانَ إِذَا كَانَ حُكْمُهُ عَلَيْهِمْ ، أَنَّ فِي كُلِّ سَوْدَاءَ أَوْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ وَتَمْرَةٍ وَرَقِيقٍ ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ وَتَرَكَ ذَلِكَ لَهُمْ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ ، فِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ ، وَفِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفُ حُلَّةٍ ، مَعَ كُلِّ حُلَّةٍ أُوقِيَّةٌ ، مَا زَادَتْ عَلَى الْخَرَاجِ أَوْ نَقَصَتْ عَلَى الْأَوَاقِي فَبِحِسَابٍ ، وَمَا قَضَوْا مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ أَوْ عَرَضٍ أُخِذَ مِنْهُمْ بِحِسَابٍ ، وَعَلَى نَجْرَانَ مَثْوَاةُ رُسُلِي وَمُتْعَتُهُمْ بِهَا عِشْرِينَ فَدُونَهُ ، وَلَا يُحْبَسُ رَسُولٌ فَوْقَ شَهْرٍ ، وَعَلَيْهِمْ عَارِيَةٌ ثَلَاثِينَ دِرْعًا ، وَثَلَاثِينَ فَرَسًا ، وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا ، إِذَا كَانَ كَيْدٌ بِالْيَمَنِ وَمَعْذِرَةٌ . وَمَا هَلَكَ مِمَّا أَعَارُوا رَسُولِي مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ فَهُوَ ضَمَانٌ عَلَى رَسُولِي حَتَّى يُؤَدِّيَهُ إِلَيْهِمْ ، وَلِنَجْرَانَ وَحَسَبِهَا جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَعَشِيرَتِهِمْ وَتَبَعِهِمْ ، وَأَلَّا يُغَيَّرُوا مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ ، وَلَا يُغَيَّرَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَلَا مِلَّتِهِمْ ، وَلَا يُغَيَّرَ أَسْقُفٌّ مِنْ أَسْقُفِّيَّتِهِ ، وَلَا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ ، وَلَا وَاقِهٌ مِنْ وَقْهِيَّتِهِ وَكُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ رُبِّيَّةٌ وَلَا دَمُ جَاهِلِيَّةٍ ، وَلَا يُحْشَرُونَ وَلَا يُعْشَرُونَ ، وَلَا يَطَأُ أَرْضَهُمْ جَيْشٌ ، وَمَنْ سَأَلَ مِنْهُمْ حَقًّا فَبَيْنَهُمُ النَّصَفُ غَيْرُ ظَالِمِينَ وَلَا مَظْلُومِينَ ، وَمَنْ أَكَلَ رِبًا مِنْ ذِي قَبْلُ فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ ، وَلَا يُؤْخَذُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِظُلْمِ آخَرَ ، وَعَلَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُنْقَلِبِينَ بِظُلْمٍ

حديث رقم: 876

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ ، بَعْضِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا فَقَعَدْنَا ، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ؟ فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهَذَا الْأَشَجُّ ، فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ وَقَالُوا : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ ، فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ : أَمَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَقَامُوا سِرَاعًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى ثَقَلِهِ ، فَجَاءُوا بِصَبِرِ التَّمْرِ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صَبِرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ : أَتُسَمُّونَهَا التَّعْضُوضَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ : وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً ، فَأَقْبَلْنَا عَنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَنَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا فِيهَا وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا

حديث رقم: 877

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَوِيلٌ الصَّفَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ خُبْرَانَ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ صَهْبَاءَ بِنْتِ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ ، وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : وَفَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْدَيْنَا لَهُ أَنْوَاعًا مِنَ التَّمْرِ ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ الْبَرْنِيَّ فَقَالَ : هَذَا مِنْ أَمْثَلِ تَمْرِكُمْ فِيهِ الْبَرَكَةُ

حديث رقم: 878

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِيكَ لَخُلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ : الْحِلْمَ وَالْحَيَاءَ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَقَدِيمًا كَانَ ذَلِكَ أَوْ حَدِيثًا ؟ قَالَ : لَا ، بَلْ قَدِيمًا فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا

حديث رقم: 879

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حَيَّانَ الْمُحَارِبِيِّ ، وَكَانَ ، مِنَ الْوَفْدِ الَّذِي وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ أَوْ مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، رَبِّيَ اللَّهُ الَّذِي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، ثَلَاثَ مِرَارٍ ، إِلَّا ظَلَّ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ شَيْءٌ بِشَيْءٍ ، وَإِذَا قَالَهَا إِذَا أَمْسَى إِلَّا بَاتَ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ حَتَّى يُصْبِحَ

حديث رقم: 880

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : جَاءَنِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِكِتَابٍ ، زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَهُمْ ، فَانْتَسَخْتُ بِهِجَائِهِ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِسُفْيَانَ بْنِ هَمَّامٍ عَلَى بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ قَحْطَانَ وَبَنِي زُفَرَ بْنِ زُفَرَ ، وَبَنِي الشَّحْرِ ، لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَأَعْطَى الزَّكَاةَ ، وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَاجْتَنَبَ الْمُشْرِكِينَ ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَمِ خُمُسَ اللَّهِ وَصَفِيَّهُ ، وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيَّهُ ، فَإِنَّهُ أَمَرَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ ، وَمَنْ خَالَفَ أَوْ نَكَثَ فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ بَرِيئَةٌ ، وَإِنَّ لَهُمْ خَطْبَهُمْ مِنَ الصُّلْصُلِ وَمِنَ الْأَكْرَمِ وَدَارِ وَرِكٍ وَصَمْعَرَ وَسُلَّانَ وَمَوْرٍ ، فَكُلٌّ إِتَاوَةٌ لَهُمْ

حديث رقم: 881

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَمْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ، أَوْ مِمَّنِ الْوَفْدُ ؟ قَالُوا : مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ : مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ غَيْرِ الْخَزَايَا وَلَا النَّادِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِتْيَانَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ : فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، وَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ قَالَ : وَرُبَّمَا قَالَ الْمُقَيَّرَ وَالْمُزَفَّتَ قَالَ : احْفَظُوهُنَّ وَخَبِّرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ

حديث رقم: 882

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَرِيكٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ : زَعَمَ عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِي قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ : لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو نُمَيْرٍ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ لَهُمْ مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ : يَا بَنِي نُمَيْرٍ ، لَا تُسْلِمُوا حَتَّى أُصِيبَ مَالًا فَأُسْلِمَ عَلَيْهِ قَالَ : وَإِنَّهُ انْطَلَقَ زَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَيْعِيُّ - قُرَيْعُ نُمَيْرٍ - وَبَنُو أَخِيهِ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ نُبَيْرَةَ ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدُوا عِنْدَهُ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّ وَلَقِيطَ بْنَ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيَّ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ قَالَ : أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا ؟ فَقَالَ زَيْدٌ : لَا ، وَقَالَ قُرَّةُ : أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجِئْتُ إِلَيْكَ أُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِي ، أَيْ دِيَةُ أَبِي عِنْدَ هَذَا ، يَعْنِي زَيْدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا زَيْدُ ، مَا يَقُولُ هَذَا الْغُلَامُ ؟ قَالَ : صَدَقَ قَالَ : فَادْفَعْ إِلَيْهِ دِيَةَ أَبِيهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لِأُمٍّ مِنْ مِيرَاثِ ابْنِهَا حَقٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : سَأُعْطِيهَا حَقَّهَا ، وَقَالَ الْحَجَّاجُ : أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَيْتُكَ بِمُجَاهِدَتَيْنِ قَالَ : قَدْ قَبِلْنَاهُمَا ، ادْفَعْهُمَا إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَإِلَى لَقِيطِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ قَالَ : فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا : يَا قَوْمُ ، قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ قَالَ : فَقَالَتْ بَنُو نُمَيْرٍ لِزَيْدٍ : مَا يَقُولُ هَذَا الْغُلَامُ ؟ فَقَالَ : صَدَقَ ، وَلَوْلَا مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ لَأَمَرْتُكُمْ أَنْ تَأْتُوهُ قَالَ : فَاجْتَمَعَ نَفَرٌ ، مِنْهُمْ أَبُو زُهَيْرٍ ، وَعِدَّةٌ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَقُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ ، فَتَوَجَّهُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ تَقَدَّمَ الْأَشْيَاخُ الْجَعْوِيُّونَ ، وَتَخَلَّفَ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فِي الرِّكَابِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ قَالَ : فَمَا جَاءَ بِكُمْ أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَلِمَنْ تَأْخُذُونَ ؟ قَالُوا : نَأْخُذُ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ : أَفَلَا تَأْخُذُونَ لِلْعَمْرِيِّينَ ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ : فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِبَنِي الْحَارِثِ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِكَابِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ شُرَيْحٌ : مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا : صَنَعْنَا خَيْرًا وَأَخَذْنَا لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ : مَا صَنَعْتُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى قُرَّةَ بْنِ دَعْمُوصٍ فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ تَعْرِفُهُ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَانْطَلِقْ . قَالَ : فَلَبِسَا ثِيَابَهُمَا ، ثُمَّ انْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا تَقَدَّمَا إِلَيْهِ عَرَفَ قُرَّةَ فَقَالَ : أَلَسْتَ الْغُلَامَ النُّمَيْرِيَّ الَّذِي أَتَانَا يُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِيهِ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : فَمَا جَاءَ بِكُمَا ؟ قَالَ : جِئْنَا لِنُسْلِمَ وَتَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ لِقُرَّةَ : ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرَهُ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ، ثُمَّ دَنَا مِنْهُ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فَأَسْلَمَ وَقَالَ : آخُذُ لِقَوْمِي قَالَ : لِمَنْ تَأْخُذُ ؟ قَالَ آخُذُ لِنُمَيْرٍ كُلِّهَا قَالَ : وَلِلْعَمْرِيِّينَ ؟ قَالَ : وَلِلْعَمْرِيِّينَ قَالَ : إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ إِلَى أَهْلِكُمْ ، وَهَذِهِ بَرَاءَتُكُمْ قَالَ : فَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا : إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، فَإِنَّ بَنِي نُمَيْرٍ قَدْ أَتَوْنِي فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِقَوْمِهِمْ ، فَرَجَعَا إِلَى رِحَالِهِمَا . قَالَ : فَتَخَلَّفَ الْأَشْيَاخُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَانْطَلَقَ شُرَيْحٌ وَقُرَّةُ إِلَى خَالِدٍ حَتَّى قَدِمَا عَلَيْهِ وَهُوَ مُنِيخٌ هُوَ وَصَاحِبُهُ فَقَالَ شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ : مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى أَنَّ نُنِيخَ إِلَى الْفُسْطَاطِ فَتَدْفَعَ إِلَيْهِمَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَمْهِلْ حَتَّى يَنْهَضَا مِنْ مَنْزِلِهِمَا . فَلَمَّا نَهَضَا أَتَيَاهُمَا فَقَالَ خَالِدٌ : مَنْ أَنْتُمَا ؟ قَالَا : رَجُلَانِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ خَالِدٌ : كَيْفَ تَرَيَانِ هَذِهِ الْخَيْلَ وَأَنَّهَا تَأْتِيكُمَا غَدًا ؟ قَالَا : فَلَا تَأْتِنَا قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ قَالَا : لَا وَاللَّهِ . وَدَفَعَا إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَقَالَ خَالِدٌ : أَمَا وَاللَّهِ حَتَّى تَتَلَقَّوْنِي بِالْأَذَانِ فَلَا فَقَالَ شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ : ارْكَبْ يَا قُرَّةُ هَذِهِ وَتَوَجَّهْ إِلَى قَوْمِكَ ، وَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشُقَّ بَطْنَكَ فَضْلًا عَنْ ثِيَابِكَ فَافْعَلْ ، اصْرُخْ فِيهِمْ وَمُرْهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالْأَذَانِ ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ وَأَمَامَهُ شُرَيْحٌ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ شُرَيْحًا أَنْشَأَ يَقُولُ : لَقَدْ حَمَلْتَ عَلَى ذَوُوهَا نَاحِبَةً مُشَمِّرَ الْأَمْرِ لَا غَسًّا وَلَا دُونَا إِنْ مُزِّقَ الثَّوْبُ فَاهْتِفْ فِي وُجُوهِهِمُ حَتَّى يَخَالَكَ مَنْ لَاقَى مَجْنُونَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَائِذٍ قَالَ : فَأَتَاهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالْأَذَانِ ، فَفَعَلُوا ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ فَوَقَعَ بِهِمْ فَقَتَلَهُمْ حَتَّى سَالَ وَادِيَهُمْ دَمًا فَقَالَ شُرَيْحٌ حِينَ رَأَى الْوَقْعَةَ وَتِلْكَ الدِّمَاءَ : اللَّهُ مَنَّ عَلَى مَعَاشِرَ جِئْتَهُمْ بِالْعَمْقِ مِمَّا قَدْ رَأَيْتُ عَشِيَّةَ الْقَوْمِ عَلَى مَا مُثِلَ وَابِلًا حِلُّهُ وَاتَّلَيْتُ قَالَ : وَانْصَرَفَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ : وَهَذَانِ الرَّجُلَانِ النُّمَيْرِيَّانِ قَالَ : وَأَدْرَكَا خَالِدًا ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلَّا خَيْرًا ، أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلَّا خَيْرًا ، ثُمَّ دَعَا شُرَيْحًا وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَوْمِهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيُزَكِّيَهُمْ وَيَعْمَلَ فِيهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ . فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَعْمَلَ ؟ قَالَ : آمُرُكُمْ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ ، وَتَصُومُوا رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَتَى نَبْتَغِيهَا ؟ قَالَ : ابْتَغُوهَا فِي اللَّيَالِي الْبِيضِ . ثُمَّ انْصَرَفُوا ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَوْهُ فَصَادَفُوهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيَقُولُ فِي كَلَامِهِ : الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنَ السَّلَامِ مِثْلَ مَا حَيَّاهُ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ ، فَإِذَا اسْتَنْعَتَ قَصْدَ السَّبِيلِ نَعَتَ لَهُ وَيَسَّرَهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَهُ عَلَى الْعَدُوِّ نَصَرَهُ ، وَإِذَا اسْتَعَارَهُ الْمُسْلِمُ الْحَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِ لَمْ يُعِرْهُ ، وَإِذَا اسْتَعَارَهُ الْمُسْلِمُ الْحَدَّ عَلَى الْعَدُوِّ أَعَارَهُ ، وَلَمْ يَمْنَعُهُ الْمَاعُونَ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْمَاعُونُ ؟ قَالَ : الْمَاعُونُ فِي الْمَاءِ وَالْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ ، قِيلَ : أَيُّ الْحَدِيدِ ؟ قَالَ : قِدْرُ النَّحَّاسِ ، وَحَدِيدُ النَّاسِ الَّذِينَ يَمْتَهِنُونَ بِهِ قَالَ : وَلَمْ يَزَلْ شُرَيْحٌ عَامِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمِهِ ، وَعَامِلَ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ تَحْتَ قَدَمِهِ وَقَالَ : لَا ، مَا هُوَ إِلَّا مَلِكٌ ، انْصَرِفْ

حديث رقم: 883

أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الرَّبِيعِ ، أَنَّ وَفْدَ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ ، وَهُمْ مُتَوَجِّهُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكَلْنَا بِالسَّرَى كَدَرَ الْمَطَايَا وَلَمْ نُوقِدْ لِكِذْبَتِهِنَّ نَارَا وَهَاجِرَةٌ تَوَقَّدُ كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْجَوْزَاءِ يُلْزِمُهَا الْمَحَارَا

حديث رقم: 884

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ : حَدَّثَنِي دَلْهَمُ بْنُ دَهْثَمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَائِدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ ، أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ أَمَرَهُمْ أَنْ يَصُومُوا رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فِي أَيِّ لَيْلَةٍ نَبْتَغِيهَا ؟ قَالَ : فِي اللَّيَالِي الْبِيضِ قَالَ : وَلَا تَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْمَاعُونُ ؟ قَالَ : فِي الْحَجَرِ وَالْحَدِيدِ وَفِي الْمَاءِ ، قَالُوا : وَأَيُّ الْحَدِيدِ ؟ قَالَ : قِدْرُ النَّحَّاسِ ، وَحَدِيدُ النَّاسِ الَّذِي يَمْتَهِنُونَهُ قَالَ : فَمَا الْحَجَرُ ؟ قَالَ : قِدْرُكُمُ الْحِجَارَةُ

حديث رقم: 885

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مَشْيَخَةِ بَنِي عَامِرٍ ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي كِلَابٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ وَبَنِي أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ بُطُونِ بَنِي كِلَابٍ ، فِيهِمْ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : قَدِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ : أَفَتُخْرِجُنِي مِنَ الْأَمْرِ ؟ قَالَ : فَأَنْتَ عَلَى بَنِي جَعْفَرٍ ، ثُمَّ أَوْصَى بِهِ الضَّحَّاكَ . قَالَ : وَكَانَ الضَّحَّاكُ فَاضِلًا شَرِيفًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا بَنِي عَامِرٍ ، إِيَّاكُمْ وَالْخُيَلَاءَ ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اخْتَالَ أَذَلَّهُ اللَّهُ ، يَا بَنِي عَامِرٍ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ ، وَلَا يَخْذُلُ مَنْ نَصَرَهُ . قَالَ : فَلَمْ يَزَلِ الضَّحَّاكُ عَلَيْهِمْ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حديث رقم: 886

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ : يَا ضَحَّاكُ ، ائْتِ قَوْمَكَ فَادْعُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ : نَعَمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَى الضَّحَّاكِ أَهْلَ نَجْدٍ أَنْ يَقْتُلُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ عُمَرُ ، اقْطَعُوا مَعَ الضَّحَّاكِ بَعْثًا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الضَّحَّاكَ ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ أَمَرْتَ أَنْ يُقْطَعَ مَعِي بَعْثٌ قَالَ : نَعَمْ يَا ضَحَّاكُ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَهْلَ نَجْدٍ أَنْ يَقْتُلُوكَ كَمَا فَعَلَتْ ثَقِيفٌ بِصَاحِبِهِمْ قَالَ : فَغَضِبَ الضَّحَّاكُ وَقَالَ : إِنَّ ذَلِكَ لَيُقَالُ لَكَ ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِقَوْمِي ، إِنَّ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا لِيَبْلُغُوا ذَلِكَ مِنِّي قَالَ : يَا ضَحَّاكُ أَفَعَلْتَهَا ؟ لَقَدْ قُلْتُ مَا قُلْتُ ، وَمَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً مِثْلَكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ الضَّحَّاكُ ، لَا تَقْطَعُوا مَعَ الضَّحَّاكِ بَعْثًا ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِقَوْمِهِ ، فَأَتَى الضَّحَّاكُ قَوْمَهُ ، فَأَجَابُوهُ فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ جَمِيعًا

حديث رقم: 887

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : أَتَتِ امْرَأَةٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ زَوْجِهَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا أَعْلَمُ لَكِ شَيْئًا ، إِنَّمَا الدِّيَةُ لِلْعَصَبِ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ عَنْهُ فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ : كَتَبَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُوَرِّثَ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ عَقْلِ زَوْجِهَا أَشْيَمَ . فَوَرَّثَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حديث رقم: 888

حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُلْتَزِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَسَلْمُ بْنُ حَنْظَلَةَ ، وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ ، وَالْأَقْعَسُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَحُمْرَانُ بْنُ جَابِرٍ ، وَجَارٌ لَهُمْ مِنْ ضُبَيْعَةَ يُقَالُ لَهُ : زَيْدُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو ، فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ ، وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً لَنَا ، وَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وَتَمَضْمَضَ ، ثُمَّ صَبَّ لَنَا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْمَاءِ ، فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ ، وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ ، وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا ، قُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، الْبَلَدُ بَعِيدٌ ، وَالْمَاءُ يَنْشَفُ قَالَ : فَمِدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا . قَالَ : فَخَرَجْنَا وَتَشَاحَحْنَا عَلَى حَمْلِ الْإِدَاوَةِ أَيُّنَا يَحْمِلُهَا ، فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا نُوَبًا ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا بَلَدَنَا ، وَفَعَلْنَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَاهِبُنَا ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ قَارِئًا ، فَلَمَّا سَمِعَ الرَّاهِبُ الْأَذَانَ قَالَ : دَعْوَةُ حَقٍّ ، ثُمَّ هَرَبَ فَلَمْ يُرَ بَعْدُ

حديث رقم: 889

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَجَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ ، أَنَّهُ أَقْبَلَ بِكِتَابٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَلْقَى فِي قَلْبِيَ الْإِسْلَامَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ : إِنَّا لَا نَخِيسُ بِالْعَهْدِ ، وَلَا نَحْبِسُ الْبُرُدَ ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِكَ الَّذِي قَلَبَكَ فَارْجِعْ قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا