" قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا فَقَعَدْنَا ، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ : " مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ؟ " فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَهَذَا الْأَشَجُّ " ، فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ وَقَالُوا : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ : " هَا هُنَا يَا أَشَجُّ " ، فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ : " أَمَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَقَامُوا سِرَاعًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى ثَقَلِهِ ، فَجَاءُوا بِصَبِرِ التَّمْرِ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صَبِرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ : " أَتُسَمُّونَهَا التَّعْضُوضَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : " وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ " ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ : وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً ، فَأَقْبَلْنَا عَنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَنَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا فِيهَا وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ ، بَعْضِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا فَقَعَدْنَا ، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ؟ فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَهَذَا الْأَشَجُّ ، فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ وَقَالُوا : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ ، فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ : أَمَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَقَامُوا سِرَاعًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى ثَقَلِهِ ، فَجَاءُوا بِصَبِرِ التَّمْرِ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صَبِرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ : أَتُسَمُّونَهَا التَّعْضُوضَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ : وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً ، فَأَقْبَلْنَا عَنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَنَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا فِيهَا وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا