حديث رقم: 276

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا جَدِّي ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَنْزِعُ كِسْوَةَ الْبَيْتِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، فَيَقْسِمُهَا عَلَى الْحَاجِّ ، فَيَسْتَظِلُّونَ بِهَا عَلَى السَّمُرِ بِمَكَّةَ

حديث رقم: 277

حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ ، يَقُولُ : كَانَتْ عَلَى الْكَعْبَةِ كُسًا كَثِيرَةٌ مِنْ كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْأَنْطَاعِ وَالْأَكْسِيَةِ وَالْكِرَارِ وَالْأَنْمَاطِ ، فَكَانَتْ رُكَامًا بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، فَلَمَّا كُسِيَتْ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ كَانَ يُخَفَّفُ عَنْهَا الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ ، وَكَانَتْ تُكْسَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْقَبَاطِيَّ يُؤْتَى بِهِ مِنْ مِصْرَ ، غَيْرَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَسَاهَا سَنَةً بُرُودًا يَمَانِيَةً ، أَمَرَ بِعَمَلِهَا عَامِلَهُ عَلَى الْيَمَنِ يَعْلَى بْنَ مُنَبِّهٍ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ظَاهَرَ لَهَا كِسْوَتَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَةُ كَسَاهَا الدِّيبَاجَ مَعَ الْقَبَاطِيِّ ، فَقَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ : لَوْ طُرِحَ عَنْهَا مَا عَلَيْهَا مِنْ كُسَا الْجَاهِلِيَّةِ فَخَفَّفَ عَنْهَا ؛ حَتَّى لَا يَكُونَ مِمَّا مَسَّهُ الْمُشْرِكُونَ شَيْءٌ لِنَجَاسَتِهِمْ . فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ بِالشَّامِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ جَرِّدْهَا ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِكِسْوَةٍ مِنْ دِيبَاجٍ وَقَبَاطِيٍّ وَحِبَرَةٍ . قَالَ : فَرَأَيْتُ شَيْبَةَ جَرَّدَهَا حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ عَلَيْهَا شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَيْهَا ، وَخَلَّقَ جُدُرَاتِهَا كُلَّهَا وَطَيَّبَهَا ، ثُمَّ كَسَاهَا تِلْكَ الْكِسْوَةَ الَّتِي بَعَثَ بِهَا مُعَاوِيَةُ إِلَيْهَا ، وَقَسَمَ الثِّيَابَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ حَاضِرًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَهُمْ يُجَرِّدُونَهَا . قَالَ : فَمَا رَأَيْتُهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَلَا كَرِهَهُ

حديث رقم: 278

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ ، قَالَ : جَرَّدَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْكَعْبَةَ قَبْلَ الْحَرِيقِ ، فَخَلَّقَهَا وَطَيَّبَهَا . قُلْتُ : وَمَا تِلْكَ الثِّيَابُ ؟ قَالَ : مِنْ كُلٍّ ، نَحْوِ كِرَارٍ وَأَنْطَاعٍ وَخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ . وَكَانَ شَيْبَةُ يَكْسُو مِنْهَا ، حَتَّى رَأَى عَلَى امْرَأَةٍ حَائِضٍ مِنْ كِسْوَتِهِ ، فَدَفَنَهَا فِي بَيْتٍ حَتَّى هَلَكَتْ . يَعْنِي الثِّيَابَ

حديث رقم: 279

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ جَرَّدَ الْكَعْبَةَ ، فَرَأَيْتُ عَلَيْهَا كِسْوَةً شَتَّى ، كِرَارًا وَأَنْطَاعًا وَمُسُوحًا ، وَخَيْرًا مِنْ ذَلِكَ

حديث رقم: 280

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا ، فَجَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ زَمْزَمَ ، وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ يُجَرِّدُ الْكَعْبَةَ . قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ : فَرَأَيْتُ جِدَارَهَا ، وَرَأَيْتُ خَلُوقَهَا وَطِيبَهَا ، وَرَأَيْتُ تِلْكَ الثِّيَابَ الَّتِي أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ رَآهَا فِي حَدِيثِ نَذْرِ أُمِّهِ الْبَدَنَةَ قَدْ وُضِعَتْ بِالْأَرْضِ ، فَرَأَيْتُ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ يَقْسِمُهَا أَوْ قَسَمَ بَعْضَهَا ، فَأَخَذْتُ يَوْمَئِذٍ كِسَاءً مِنْ نَسْجِ الْأَعْرَابِ ، فَلَمْ أَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْكَرَ شَيْئًا مِمَّا صَنَعَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ . قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ : وَكَانَتْ قَبْلَ هَذَا لَا تُجَرَّدُ ، إِنَّمَا يُخَفَّفُ عَنْهَا بَعْضُ كِسْوَتِهَا وَتُتْرَكُ عَلَيْهَا ، حَتَّى كَانَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ أَوَّلَ مَنْ جَرَّدَهَا وَكَشَفَهَا

حديث رقم: 281

وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ : جَرَّدَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْكَعْبَةَ قَبْلَ الْحَرِيقِ مِنْ ثِيَابٍ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ كَسَوْهَا إِيَّاهَا ، ثُمَّ خَلَّقَهَا وَطَيَّبَهَا . قُلْتُ : وَمَا كَانَتْ تِلْكَ الثِّيَابُ ؟ قَالَ : مِنْ كُلٍّ ، كِرَارًا وَأَنْطَاعًا ، وَخَيْرًا مِنْ ذَلِكَ . وَكَانَ شَيْبَةُ يَقْسِمُ تِلْكَ الثِّيَابَ ، فَرَأَى عَلَى امْرَأَةٍ حَائِضٍ ثَوْبًا مِنْ كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ ، فَرَفَعَهُ شَيْبَةُ ، فَأَمْسَكَ مَا بَقِيَ مِنَ الْكِسْوَةِ حَتَّى هَلَكَتْ . يَعْنِي الثِّيَابَ

حديث رقم: 282

حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَّ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، تَجْتَمِعُ عَلَيْهَا الثِّيَابُ فَتَكْثُرُ ، فَيَعْمِدُ إِلَى بِيَارٍ فَيَحْفِرُهَا وَيُعَمِّقُهَا ، فَتُدْفَنُ فِيهَا ثِيَابُ الْكَعْبَةِ ؛ لِكَيْ لَا تَلْبَسَهَا الْحَائِضُ وَالْجُنُبُ . قَالَتْ عَائِشَةُ : مَا أَصَبْتَ ، وَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ ، لَا تَعُدْ لِذَلِكَ ؛ فَإِنَّ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ إِذَا نُزِعَتْ عَنْهَا لَا يَضُرُّهَا مَنْ لَبِسَهَا مِنَ حَائِضٍ أَوْ جُنُبٍ ، وَلَكِنْ بِعْهَا ، وَاجْعَلْ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ : رَأَيْتُ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ثِيَابِ الْكَعْبَةِ - ثُمَّ سَاقَ مِثْلَ حَدِيثِ عَائِشَةَ - فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

حديث رقم: 283

وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ : سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : إِذَا نُزِعَتْ عَنْهَا ثِيَابُهَا فَلَا يَضُرُّهَا مَنْ لَبِسَهَا مِنَ النَّاسِ مِنْ حَائِضٍ أَوْ جُنُبٍ

حديث رقم: 284

قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَةِ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُ : حَجَّ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَجَرَّدَ الْكَعْبَةَ ، وَأَمَرَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَهُدِمَ ، وَزَادَ فِيهِ الزِّيَادَةَ الْأُولَى

حديث رقم: 285

وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَجَبِيُّ ، عَنْ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : حَجَّ الْمَهْدِيُّ ، فَجَرَّدَ الْكَعْبَةَ ، وَطَلَى جُدْرَانَهَا مِنْ خَارِجٍ بِالْغَالِيَةِ وَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ . قَالَتْ : فَأَخْبَرَنِي جَدُّكَ - تَعْنِي زَوْجَهَا - مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَجَبِيُّ قَالَ : صَعِدْنَا عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ بِقَوَارِيرَ مِنَ الْغَالِيَةِ ، فَجَعَلْنَا نُفْرِغُهَا عَلَى جُدُرَاتِ الْكَعْبَةِ مِنْ خَارِجٍ مِنْ جَوَانِبِهَا كُلِّهَا ، وَعَبِيدُ الْكَعْبَةِ قَدْ تَعَلَّقُوا بِالْبَكَرَاتِ الَّتِي تُخَاطُ عَلَيْهَا ثِيَابُ الْكَعْبَةِ ، وَيَطْلُونَ بِالْغَالِيَةِ جُدُرَاتِهَا مِنْ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلَاهَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : أَنَا رَأَيْتُهَا وَقَدْ غُيِّرَ الْجَدْرُ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ ، وَقَدِ انْفَتَحَ مِنَ الْبِنَاءِ الْأَوَّلِ الَّذِي بَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِقْدَارُ أُصْبُعٍ مِنْ دُبُرِهَا وَمِنْ وَجْهِهَا ، وَقَدْ رُهِمَ بِالْجِصِّ الْأَبْيَضِ

حديث رقم: 286

حَدَّثَنَا جَدِّي ، قَالَ : حَجَّ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَى الْكَعْبَةِ كِسْوَةٌ كَثِيرَةٌ ، حَتَّى إِنَّهَا قَدْ أَثْقَلَتْهَا ، وَيُخَافُ عَلَى جُدُرَاتِهَا مِنْ ثِقَلِ الْكِسْوَةِ ، فَجَرَّدَهَا حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَيْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْئًا ، ثُمَّ ضَمَّخَهَا مِنْ خَارِجِهَا بِالْغَالِيَةِ وَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ ، وَطَلَى جُدُرَاتِهَا كُلَّهَا مِنْ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلَاهَا مِنْ جَوَانِبِهَا كُلِّهَا ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَيْهَا ثَلَاثَ كُسًا مِنْ قَبَاطِيٍّ وَخَزٍّ وَدِيبَاجٍ ، وَالْمَهْدِيُّ قَاعِدٌ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَهِيَ تُطْلَى بِالْغَالِيَةِ وَحِينَ كُسِيَتْ . ثُمَّ لَمْ يُحَرَّكْ وَلَمْ يُخَفَّفْ عَنْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْءٌ حَتَّى كَانَ سَنَةَ الْمِائَتَيْنِ ، وَكَثُرَتِ الْكِسْوَةُ أَيْضًا عَلَيْهَا جِدًّا ، فَجَرَّدَهَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الطَّالِبِيُّ فِي الْفِتْنَةِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ أَخَذَ مَكَّةَ لَيَالِيَ دَعَتِ الْمُبَيِّضَةُ إِلَى أَنْفُسِهَا وَأَخَذُوا مَكَّةَ ، فَجَرَّدَهَا حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَيْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْئًا . قَالَ جَدِّي : فَاسْتَدَرْتُ بِجَوَانِبِهَا وَهِيَ مُجَرَّدَةٌ ، فَرَأَيْتُ جُدَّاتِ الْبَابِ الَّذِي كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَعَلَهُ فِي ظَهْرِهَا ، وَسَدَّهُ الْحَجَّاجُ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَرَأَيْتُ جُدَّاتِهِ وَعَتَبَهُ عَلَى حَالِهَا ، وَعَدَدْتُ حِجَارَتَهُ الَّتِي سُدَّ بِهَا فَوَجَدْتُهَا ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ حَجَرًا فِي تِسْعَةِ مَدَامِيكَ ، فِي كُلِّ مِدْمَاكٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ ، إِلَّا الْمِدْمَاكَ الْأَعْلَى ، فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ ، رَأَيْتُ الصِّلَةَ الَّتِي بَنَى الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ حِينَ هَدَمَ مَا زَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ . قَالَ : فَرَأَيْتُ تِلْكَ الصِّلَةَ بَيِّنَةً فِي الْجَدْرِ ، وَهِيَ كَالْمُتَبَرِيَّةِ مِنَ الْجَدْرِ الْآخَرِ . قَالَ إِسْحَاقُ : وَرَأَيْتُ جُدُرَاتِهَا كَلَوْنِ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ حِينَ جُرِّدَتْ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَأَحْسِبُهُ مِنْ تِلْكَ الْغَالِيَةِ . قَالَ : وَكَانَ تَجْرِيدُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ إِيَّاهَا أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ يَوْمَ السَّبْتِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ ، ثُمَّ كَسَاهَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ كِسْوَتَيْنِ مِنْ قَزٍّ رَقِيقٍ ، إِحْدَاهُمَا صَفْرَاءُ ، وَالْأُخْرَى بَيْضَاءُ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَهُمَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ ، أَمَرَ أَبُو السَّرَايَا الْأَصْفَرُ بْنُ الْأَصْفَرِ دَاعِيَةٌ إِلَى مُحَمَّدٍ بِعَمَلِ هَذِهِ الْكِسْوَةِ لِبَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَابْتَدَأَتْ كِسْوَتُهَا مِنْ سَنَةِ الْمِائَتَيْنِ ، وَعِدَّتُهَا إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ ثَوْبًا . قَالَ مُحَمَّدٌ الْخُزَاعِيُّ : وَأَنَا رَأَيْتُهَا وَقَدْ عُمِرَ الْجَدْرُ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ ، فَانْفَتَحَ مِنَ الْبِنَاءِ الْأَوَّلِ الَّذِي بَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِقْدَارُ نِصْفِ إِصْبَعٍ مِنْ وَجْهِهَا وَمِنْ دُبُرِهَا ، وَقَدْ رُهِمَ بِالْجِصِّ الْأَبْيَضِ ، وَقَدْ رَأَيْتُهَا حِينَ جُرِّدَتْ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَرَأَيْتُ جُدُرَاتِهَا كَلَوْنِ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ مِنْ تِلْكَ الْغَالِيَةِ