حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : إِنْ كَانَتِ الْأُمَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَتَقْدُمُ مَكَّةَ ، فَإِذَا بَلَغَتْ ذَا طُوًى ، خَلَعَتْ نِعَالَهَا تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }} قَالَ : كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ ، أَحَدُهُمَا فِي الْحِلِّ ، وَالْآخَرُ فِي الْحَرَمِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاتِبَ أَهْلَهُ عَاتَبَهُمْ فِي الْحِلِّ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ صَلَّى فِي الْحَرَمِ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنَ الْإِلْحَادِ فِي الْحَرَمِ أَنْ يَقُولَ : كَلَّا وَاللَّهِ ، وَبَلَى وَاللَّهِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ يُعْجِبُهُمْ إِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ أَنْ لَا يَخْرُجُوا مِنْهَا حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ
وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : اسْتَأْذَنَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي الْخُرُوجِ ، فَقُلْتُ : لَوْلَا أَنْ يُرْزَأَ بِي أَوْ بِكَ لَتَشَبَّثْتُ بِيَدَيَّ فِي رَأْسِكَ ، فَكَانَ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ مِنْ قَوْلٍ : لَأَنْ أُقْتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُسْتَحَلَّ حُرْمَتُهَا بِي - يَعْنِي الْحَرَمَ - فَكَانَ ذَلِكَ الَّذِي سَلَا نَفْسِي عَنْهُ قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ طَاوُسٌ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلْمَحَارِمِ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمْ تَكُنْ كِبَارُ الْحِيتَانِ تَأْكُلُ صِغَارَهَا فِي الْحَرَمِ مِنْ زَمَنِ الْغَرَقِ
وَبِهِ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ قَالَ : كَانَ بِمَكَّةَ حَيٌّ يُقَالُ لَهُمُ الْعَمَالِيقُ ، فَأَحْدَثُوا فِيهَا أَحْدَاثًا ، فَنَفَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا ، فَجَعَلَ يَقُودُهُمْ بِالْغَيْثِ ، وَيَسُوقُهُمْ بِالسَّنَةِ ، يَضَعُ الْغَيْثَ أَمَامَهُمْ فَيَذْهَبُونَ لِيَرْجِعُوا ، فَلَا يَجِدُونَ شَيْئًا فَيَتَّبِعُونَ الْغَيْثَ ، حَتَّى أَلْحَقُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَسَاقِطِ رُؤُوسِ آبَائِهِمْ ، وَكَانُوا مِنْ حِمْيَرٍ ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ قَالَ الزَّنْجِيُّ : فَقُلْتُ لِابْنِ خَيْثَمٍ : وَمَا كَانَ الطُّوفَانُ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمْ عَنِ الْآيَاتِ ، هَؤُلَاءِ قَوْمُ صَالِحٍ ، سَأَلُوا نَبِيَّهِمْ أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ لَهُمْ آيَةً ، فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ النَّاقَةَ ، فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ فَتَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وِرْدِهَا ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ لَبَنِهَا مِثْلَ مَا كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنْ مَائِهِمْ مِنْ غِبِّهَا إِلَّا وَتَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوهَا ، فَوَعَدَهُمُ اللَّهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَكَانَ مَوْعِدُ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرَ مَكْذُوبٍ ، ثُمَّ جَاءَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَأَهْلَكَ اللَّهُ مَنْ كَانَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنْهُمْ ، إِلَّا رَجُلًا كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ ، فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : أَبُو رِغَالٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ لَاقٍ رَبَّهُ فَسَائِلُهُ عَنْكُمْ ، أَلَا فَانْظُرُوا فِيمَا هُوَ سَائِلُكُمْ عَنْهُ مِنْ أَمْرِهِ ، أَلَا وَاذْكُرُوا إِذْ كَانَ سَاكِنُهُ لَا يَسْفِكُونَ فِيهِ دَمًا حَرَامًا ، وَلَا يَمْشُونَ فِيهِ بِالنَّمِيمَةِ
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ تَعَالَى قَالَ : لَا يَكُونُ بِمَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ ، وَلَا آكِلُ رِبًا ، وَلَا نَمَّامٌ ، وَدُحِيَتِ الْأَرْضُ مِنْ مَكَّةَ ، وَأَوَّلُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْمَلَائِكَةُ قَالَ : فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ؟ - يَعْنِي مَكَّةَ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ : النَّمِيمَةُ عُدِلَتْ بِالدَّمِ وَالرِّبَا ، فَلَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنِي فِيهَا حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّهَا شَرُّ الْأَعْمَالِ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَابِطٍ : كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا هَلَكَتْ أُمَّتُهُ لَحِقَ بِمَكَّةَ ، فَتَعَبَّدَ فِيهَا النَّبِيُّ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى يَمُوتَ ، فَمَاتَ بِهَا نُوحٌ ، وَهُودٌ ، وَصَالِحٌ ، وَشُعَيْبٌ ، وَقُبُورَهُمْ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي خَيْثَمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ضَمْرَةَ السَّلُولِيَّ ، يَقُولُ : مَا بَيْنَ الرُّكْنِ إِلَى الْمَقَامِ إِلَى زَمْزَمَ إِلَى الْحِجْرِ قَبْرُ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَبِيًّا ، جَاءُوا حُجَّاجًا فَقُبِرُوا هُنَالِكَ ، فَتِلْكَ قُبُورُهُمْ غَوْرُ الْكَعْبَةِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ : لَخَطِيئَةٌ أُصِيبُهَا بِمَكَّةَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ سَبْعِينَ خَطِيئَةً أُصِيبُهَا بِرُكْبَةَ
وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ لِقُرَيْشٍ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، الْحَقُوا بِالْأَرْيَافِ ، فَهُوَ أَعْظَمُ لِأَخْطَارِكُمْ ، وَأَقَلُّ لِأَوْزَارِكُمْ
وَبِهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنُّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ رَأَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّمَا جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ ، فَإِنَّا كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ سَاكِنَ مَكَّةَ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلِهِ الْحِلُّ لِمَا يَسْتَحِلُّ مِنْ حُرْمَتِهَا
وَبِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِمَ مَكَّةَ ، وَهُوَ إِذْ ذَاكَ أَمِيرٌ ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُقِيمَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ بَعْضَ الْمَقَامِ ، وَيَنْظُرَ فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ ، فَاسْتَشْفَعُوا إِلَيْهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : فَقَالَ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ ، فَإِنَّهَا رَعِيَّتُكَ ، وَإِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ تَنْظُرَ فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَذَلِكَ أَيْسَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَنْتَابُوكَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ : فَأَبَى عَلَيْهِ قَالَ : فَلَمَّا أَبَى قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ ، فَأَخْبِرْنِي لِمَ تَأْبَى ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَخَافَةَ الْحَدَثِ بِهَا
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : وَأُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَافَقَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ ، فَخَرَجَ فَصَامَ بِالطَّائِفِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ خَيْثَمٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ ، أَنَّهَ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : احْتِكَارُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ لِلْبَيْعِ إِلْحَادٌ
وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : بَيْعُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ قَالَ عُثْمَانُ : يَعْنِي أَنْ يَشْتَرِيَ هَاهُنَا وَيَبِيعَ هَاهُنَا ، وَلَا يَعْنِي الْجَالِبَ
وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، لَا تَحْتَكِرُوا الطَّعَامَ بِمَكَّةَ ؛ فَإِنَّ احْتِكَارَ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ لِلْبَيْعِ إِلْحَادٌ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : قَالَ مُجَاهِدٌ : {{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ }} يَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، وَالْمُشْرِكُونَ ، صَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْمَسْجِدِ وَعَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
حَدَّثَنَا جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }} اسْتِحْلَالًا مُتَعَمَّدًا قَالَ : وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَيْضًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَالشِّرْكُ
أَخْبَرَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ عَنْ عُثْمَانَ ، أَخْبَرَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ جُلَيْحَةَ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ دَخَلَ عَلَى خَالَةٍ لَهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُكِ ؟ فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، يَخْرُجُ إِلَى هَذَا السُّوقِ فَيَشْتَرِي مِنَ السَّمْرَاءِ وَيَبِيعُهَا قَالَ : فَمُرِيهِ لَا يَقْرَبَنَّ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؛ فَإِنَّهُ إِلْحَادٌ
قَالَ عُثْمَانُ : قَالَ مُجَاهِدٌ : الْعَاكِفُ فِيهِ : السَّاكِنُ فِيهِ ، وَالْبَادِي : الْجَالِبُ
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ : الْعَاكِفُ أَهْلُ مَكَّةَ ، وَأَمَّا الْبَادِي فَمَنْ أَتَاهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْبَلَدِ
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ قَالَ : قَالَ إِسْمَاعِيلُ : سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى يَهُمُّ بِسَيِّئَةٍ فِيهَا ، فَيُؤْخَذُ بِهَا وَلَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلْهَا ، غَيْرَ شَيْءٍ وَاحِدٍ قَالَ : فَفَزِعْنَا لِذَلِكَ ، فَقُلْنَا : مَا هُوَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ هَمَّ أَوْ حَدَّثَ نَفْسِهِ بِأَنْ يُلْحِدَ بِالْبَيْتِ ، أَذَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ثُمَّ قَرَأَ : {{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }}
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ قَالَ : قَالَ السُّدِّيُّ : الْإِلْحَادُ الِاسْتِحْلَالُ ، فَإِنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ }} ، يَعْنِي الظُّلْمَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَسْتَحِلَّهُ ظَالِمًا فَيَتَعَدَّى فِيهِ ، فَيُحِلَّ فِيهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَا جَالِسَيْنِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنِّي لَأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : لَئِنْ كُنْتَ وَجَدْتَ هَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، إِنَّكَ لَأَنْتَ هُوَ قَالَ : وَإِنَّمَا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِهَذَا ، أَيْ فَلَا يَسْتَحِلَّ الْقِتَالَ فِي الْحَرَمِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَنْصُورٍ السِّهَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ قُرَّةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، بِسَنَدِهِ إِمَّا عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَإِمَّا عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ : مَنْ أَخْرَجَ مُسْلِمًا مِنْ ظِلِّهِ فِي حَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ ، أَخْرَجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَعَطَاءٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ }} قَالَ : الْعَاكِفُ أَهْلُ مَكَّةَ ، وَالْبَادِي الْغُرَبَاءُ ، سَوَاءٌ هُمْ فِي حُرْمَتِهِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ : لَأَنْ أُخْطِئَ سَبْعِينَ خَطِيَّةً بِرُكْبَةَ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْطِئَ خَطِيئَةً وَاحِدَةً بِمَكَّةَ
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ مُجَاهِدٌ : حَذَّرَ عُمَرُ قُرَيْشًا الْحَرَمَ قَالَ : وَكَانَ بِهَا ثَلَاثَةُ أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ فَهَلَكُوا ، لَأَنْ أُخْطِئَ اثْنَتَى عَشْرَةَ خَطِيئَةً بِرُكْبَةَ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْطِئَ خَطِيئَةً وَاحِدَةً إِلَى رُكْنِهَا
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : بَلَغَنِي أَنَّ الْخَطِيئَةَ بِمَكَّةَ مِائَةُ خَطِيئَةٍ ، وَالْحَسَنَةُ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى فَاطِمَةَ السَّهْمِيَّةِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : الْإِلْحَادُ فِي الْحَرَمِ ظُلْمُ الْخَادِمِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : حَجَّ الْحَوَارِيُّونَ ، فَلَمَّا دَخَلُوا الْحَرَمَ مَشَوْا تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ ، يَطْعَنُ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ : انْظُرُوا مَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ غَدًا إِذَا سُئِلَ هَذَا عَنْكُمْ وَسُئِلْتُمْ عَنْهُ ، وَاذْكُرُوا أَنَّ عَامِرَهُ لَا يَتَّجِرُ فِيهِ بِالرِّبَا ، وَلَا يَسْفِكُ فِيهِ الدِّمَاءَ ، وَلَا يَمْشِي فِيهِ بِالنَّمِيمَةِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ فَاطِمَةَ السَّهْمِيَّةِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : الْإِلْحَادُ فِي الْحَرَمِ شَتْمُ الْخَادِمِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ ظُلْمًا
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ ، وَابْنَ خَطَلٍ فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِلْمُزَنِيِّ وَابْنِ خَطَلٍ : أَطِيعَا الْأَنْصَارِيَّ حَتَّى تَرْجِعَا فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَمَرَ الْأَنْصَارِيُّ الْمُزَنِيَّ بِبَعْضِ الْعَمَلِ ، وَقَالَ لِابْنِ خَطَلٍ : اذْبَحْ هَذِهِ الشَّاةَ فَلَمْ يَرْجِعِ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى فَرَغَ الْمُزَنِيُّ مِمَّا أَمَرَهُ بِهِ ، وَإِذَا الشَّاةُ كَمَا هِيَ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِابْنِ خَطَلٍ : مَا مَنَعَكَ مِنْ ذَبْحِ هَذِهِ الشَّاةِ ؟ قَالَ ابْنُ خَطَلٍ : أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّي ثُمَّ إِنَّهُمَا تَبَاطَشَا ، فَقَتَلَهُ ابْنُ خَطَلٍ ، ثُمَّ أَرَادَ الْمُزَنِيَّ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ ، مَا شَأْنُكَ ؟ وَجِّهْ حَيْثُ شِئْتَ ، فَأَنَا أَتَّبِعُكَ