حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَبِثَ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ، ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ ، فَوَجَدَ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَاعِدًا تَحْتَ الدَّوْحَةِ الَّتِي بِنَاحِيَةِ الْبِيرِ ، يُبْرِي نَبْلًا أَوْ نِبَالًا لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَنَزَلَ إِلَيْهِ فَقَعَدَ مَعَهُ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : فَأَطِعْ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَا إِسْمَاعِيلُ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا ، قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : وَأَيْنَ ؟ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَشَارَ لَهُ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا ، عَلَيْهَا رَضْرَاضٌ مِنْ حَصْبَاءَ يَأْتِيهَا السَّيْلُ مِنْ نَوَاحِيهَا ، وَلَا يَرْكَبُهَا ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَامَا يَحْفِرَانِ عَنِ الْقَوَاعِدِ ، وَيَحْفُرَانِهَا ، وَيَقُولَانِ : رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ سُمَيْعُ الدُّعَاءِ ، رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَيَحْمِلُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، وَيَبْنِي الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ ، وَشَقَّ عَلَى الشَّيْخِ إِبْرَاهِيمَ تَنَاوُلُهُ قَرَّبَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ هذا الْحَجَرَ ، يَعْنِي الْمَقَامَ ، فَكَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ ، وَيَبْنِي وَيُحَوِّلُهُ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى وَجْهِ الْبَيْتِ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلِذَلِكَ سُمِّيَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ لِقِيَامِهِ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ طَوِيلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ أَوْ نِبَالًهُ تَحْتَ الدَّوْحَةِ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ ، فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِوَلَدِهِ ، وَالْوَلَدُ بِوَالِدِهِ ، قَالَ مَعْمَرٌ : وَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ : بِكِيِا حَتَّى أَجَابَتْهُمَا الطَّيْرُ . قَالَ سَعِيدٌ : فَقَالَ : يَا إِسْمَاعِيلُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ ، قَالَ : فَأَطِعْ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ ، قَالَ : وَتُعِينُنِي ، قَالَ : وَأُعِينُكَ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنِي أَنَّ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا هَاهُنَا ، فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ مُجَاهِدً : أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ وَالسَّكِينَةُ ، وَالصُّرَدُ ، وَالْمَلَكُ مِنَ الشَّامِ ، فَقَالَتِ السَّكِينَةُ : يَا إِبْرَاهِيمُ رَبِّضْ عَلَى الْبَيْتِ ، فَلِذَلِكَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَلِكٌ مِنْ هَذِهِ الْمُلُوكِ ، وَلَا أَعْرَابِيٌّ نَافِرٌ إِلَّا رَأَيْتَ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ ، قَالَ : وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَقْبَلَتْ مَعَهُ السَّكِينَةُ لَهَا رَأْسٌ كَرَأْسِ الْهِرَّةِ وَجَنَاحَانِ
وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَالْمَلَكُ ، وَالسَّكِينَةُ ، وَالصُّرَدُ دَلِيلًا حَتَّى تَبَوَّأَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، كَمَا تَبَوَّأُت الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَهَا ، فَحَفَرَ فَأَبْرَزَ عَنْ رَبَضٍ فِي أُسِّهَا أَمْثَالِ خِلْفِ الْإِبِلِ ، لَا يُحَرِّكُ الصَّخْرَةَ إِلَّا ثَلَاثُونَ رَجُلًا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ : قُمْ فَابْنِ لِي بَيْتًا ، قَالَ : يَا رَبِّ وَأَيْنَ ؟ قَالَ : سَنُرِيكَ ، قَالَ : فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى سَحَابَةً فِيهَا رَأْسٌ تُكَلِّمُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَخُطَّ قَدْرَ هَذِهِ السَّحَابَةِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، وَيَأْخُذُ قَدْرَهَا ، فَقَالَ لَهُ الرَّأْسُ : أَقَدْ فَعَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ ، فَأَبْرَزَ عَنْ أُسٍّ ثَابِتٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَبَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فِي حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : ثُمَّ نَزَلَتِ السَّكِينَةُ كَأَنَّهَا غَمَامَةٌ ، أَوْ ضَبَابَةٌ فِي وَسَطِهَا كَهَيْئَةِ الرَّأْسِ يَتَكَلَّمُ ، يَقُولُ : يَا إِبْرَاهِيمُ خُذْ قَدْرِي مِنَ الْأَرْضِ ، لَا تَزِدْ ، وَلَا تُنْقِصْ ، فَخُطَّ ، فَذَلِكَ بَكَّةُ ، وَمَا حَوَالَيْهِ مَكَّةُ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ : لَمَّا ابْتَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ ، لِيَبْنِيَ لَهُ الْبَيْتَ ، طَلَبَ الْأَسَاسَ الْأَوَّلَ الَّذِي وَضَعَ بَنُو آدَمَ فِي مَوْضِعِ الْخَيْمَةِ الَّتِي عَزَّى اللَّهُ بِهَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ ، حِينَ وُضِعَتْ لَهُ بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، فَلَمْ يَزَلْ إِبْرَاهِيمُ يَحْفِرُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْقَوَاعِدِ الَّتِي أَسِّسَ بَنُو آدَمَ فِي زَمَانِهِمْ فِي مَوْضِعِ الْخَيْمَةِ ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا أَظَلَّ اللَّهُ لَهُ مَكَانَ الْبَيْتِ بِغَمَامَةٍ ، فَكَانَتْ حِفَافَ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ رَاكِدَةً عَلَى حِفَافِهِ تُظِلُّ إِبْرَاهِيمَ ، وَتَهْدِيهِ مَكَانَ الْقَوَاعِدِ حَتَّى رَفَعَ الْقَوَاعِدَ قَامَةً ، ثُمَّ انْكَشَطَتِ الْغَمَامَةُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ }} أَيِ الْغَمَامَةَ الَّتِي رَكَدَتْ عَلَى الْحِفَافِ ، لِيَهْتَدِيَ بِهَا مَكَانَ الْقَوَاعِدِ ، فَلَمْ يَزَلْ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْذُ يَوْمِ رَفَعَهُ اللَّهُ مَعْمُورًا
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا }} قال : إِنَّهُ لَيْسَ بِأَوَّلِ بَيْتٍ ، كَانَ نُوحٌ فِي الْبُيُوتِ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْبُيُوتِ وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا هَذِهِ الْآيَاتُ ، قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا ، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِي ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ السَّكِينَةَ ، وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ ، لَهَا رَأْسٌ حَتَّى تَطَوَّقَتْ مِثْلَ الْحَجَفَةِ ، فَبَنَى عَلَيْهِا وَكَانَ يَبْنِي كُلَّ يَوْمٍ سَافًا ، وَمَكَّةُ يَوْمَئِذٍ شَدِيدَةُ الْحَرِّ ، فَلَمَّا بَلَغَ مَوْضِعَ الْحَجَرِ ، قَالَ لِإِسْمَاعِيلَ : اذْهَبْ ، فَالْتَمِسْ حَجَرًا ، أَضَعْهُ هَاهُنَا ، لِيُهْدَى النَّاسُ بِهِ ، فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ، وَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْحَجَرُ ؟ قَالَ : مِنْ عِنْدِ مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَائِي وَبِنَائِكَ ، ثُمَّ انْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ ، ثُمَّ انْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ قَبِيلَةٌ مِنْ جُرْهُمٍ ، ثُمَّ انْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ . فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَنَازَعُوا فِيهِ ، فَقَالُوا : أَوَّلُ رَجُلٍ يَدْخُلُ عَلَيْنَا مِنْ هَذَا الْبَابِ ، فَهُوَ يَضَعُهُ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَمَرَ بِثَوْبٍ ، فَبُسِطَ ثُمَّ وَضَعَهُ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : لِيَأْخُذْ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الثَّوْبِ ثَمَّ رَفَعُوهُ ، ثُمَّ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَوَضَعَهُ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ ، قَالَ : أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَرْمِينِيَةَ ، مَعَهُ السَّكِينَةُ تَدُلُّهُ ، حَتَّى تَبَوَّأَ الْبَيْتَ كَمَا تَبَوَّأَتِ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَهَا ، فَرَفَعُوا عَنْ أَحْجَارٍ الْحَجَرَ يُطِيقُهُ أَوْ لَا يُطِيقُهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : {{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ }} قَالَ : الَّتِي كَانَتْ قَوَاعِدَ الْبَيْتِ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ الْخُزَاعِيُّ : وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا بَنَيَاهُ بِقَصَّةٍ ، وَلَا مَدَرٍ ، وَلَا كَانَ مَعَهُمَا مِنَ الْأَعْوَانِ وَالْأَمْوَالِ مَا يَسْقِفَانِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا أُعْلِمَاهُ فَطَافَا بِهِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَبْنِيَ الْبَيْتَ ، وَانْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ الْحَجَرِ ، قَالَ لِإِسْمَاعِيلَ : ائْتِنِي بِحَجَرٍ لِيَكُونَ عَلَمًا لِلنَّاسٍ ، يَبْتَدِئُونَ مِنْهُ الطَّوَافَ ، فَأَتَاهُ بِحَجَرٍ فَلَمْ يُرْضِهِ ، فَأَتَى إِبْرَاهِيمُ بِهَذَا الْحَجَرِ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَانِي بِهِ مَنْ لَمْ يَكِلْنِي عَلَى حَجَرِكَ
وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَرْمِينِيَةَ ، مَعَهُ السَّكِينَةُ ، وَالْمَلَكُ ، وَالصُّرَدُ دَلِيلًا يَتَبَوَّأُ الْبَيْتَ ، كَمَا تَبَوَّأَتِ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَهَا ، فَرَفَعَ صَخْرَةً ، فَمَا رَفَعَهَا عَنْهُ إِلَّا ثَلَاثُونَ رَجُلًا ، فَقَالَتِ السَّكِينَةُ : ابْنِ عَلُيَّ ، فَلِذَلِكَ لَا يَدْخُلُهُ أَعْرَابِيٌّ نَافِرٌ ، وَلَا جَبَّارٌ إِلَّا رَأَيْتَ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ
وَحَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ إِنِّي مُهْبِطٌ مَعَكَ بَيْتِي ، يُطَافُ حَوْلَهُ كَمَا يُطَافُ حَوْلَ عَرْشِي ، وَيُصَلَّى عِنْدَهُ كَمَا يُصَلَّى عِنْدَ عَرْشِي ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الطُّوفَانِ فَرُفِعَ ، حَتَّى بَوَّأَ لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَهُ ، فَبَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ مِنْ حِرَا ، وَثَبِيرٍ ، وَلُبْنَانَ ، وَالطُّورِ ، وَالْجَبَلِ الْأَحْمَرِ
وَحَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ }} ، قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ بَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ : مِنْ طُورِ سَيْنَا ، وَطُورِ زَيْتَا ، وَلُبْنَانَ ، وَالْجُودِيِّ ، وَحِرَا ، وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ قَوَاعِدَهُ مِنْ حِرَاءِ
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : إِنَّ جِبْرِيلَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ هُوَ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ بِالْحَجَرِ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّهُ وَضَعَهُ حَيْثُ رَأَيْتُمْ ، وَأَنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا دَامَ بَيْنَ ظَهْرَانِكُمْ ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَجِيءَ فَيَرْجِعَ بِهِ مِنْ حَيْثُ جَاءَ بِهِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَبْنِيَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، أَقْبَلَ مِنْ أَرْمِينِيَةَ عَلَى الْبُرَاقِ ، مَعَهُ السَّكِينَةُ ، لَهَا وَجْهٌ يَتَكَلَّمُ ، وَهِيَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ ، وَمَعَهُ مَلَكٌ يَدُلُّهُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ ، وَبِهَا إِسْمَاعِيلُ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَقَدْ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَدُفِنَتْ فِي مَوْضِعِ الْحَجَرِ ، فَقَالَ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنِي أَنَّ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : وَأَيْنَ مَوْضِعُهُ ؟ قَالَ : فَأَشَارَ لَهُ الْمَلَكُ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، قَالَ : فَقَامَا يَحْفِرَانِ عَنِ الْقَوَاعِدِ ، لَيْسَ مَعَهُمَا غَيْرُهُمَا ، فَبَلَغَ إِبْرَاهِيمُ الْأَسَاسَ أَسَاسَ آدَمَ الْأَوَّلَ فَحَفَرَ عَنْ رَبَضٍ فِي الْبَيْتِ ، فَوَجَدَ حِجَارَةً عِظَامًا ، مَا يُطِيقُ الْحَجَرَ مِنْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا ، ثُمَّ بَنَى عَلَى أَسَاسِ آدَمَ الْأَوَّلِ ، وَتَطَوَّقَتِ السَّكِينَةُ كَأَنَّهَا حَيَّةٌ عَلَى الْأَسَاسِ الْأَوَّلِ ، وَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ ابْنِ عَلَيَّ فَبَنَى عَلَيْهَا ، فَلِذَلِكَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَعْرَابِيٌّ نَافِرٌ ، وَلَا جَبَّارٌ إِلَّا رَأَيْتَ عَلَيْهِ السَّكِينَةَ ، فَبَنَى الْبَيْتَ ، وَجَعَلَ طُولَهُ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ ، وَعَرْضَهُ فِي الْأَرْضِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ذِرَاعًا مِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ الَّذِي عِنْدَ الْحَجَرِ مِنْ وَجْهِهِ ، وَجَعَلَ عَرْضَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ إِلَى الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ذِرَاعًا ، وَجَعَلَ طُولَ ظَهْرِهَا مِنَ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي أَحَدًا وَثَلَاثِينَ ذِرَاعًا ، وَجَعَلَ عَرْضَ شِقِّهَا الْيَمَانِيَّ مِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي عِشْرِينَ ذِرَاعًا ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْكَعْبَةَ لِأَنَّهَا عَلَى خِلْقَةِ الْكَعْبِ ، قَالَ : وَكَذَلِكَ بُنْيَانُ أَسَاسِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَجَعَلَ بَابَهَا بِالْأَرْضِ غَيْرَ مُبَوَّبٍ حَتَّى كَانَ تُبَّعٌ أَسْعَدُ الْحِمْيَرِيُّ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَهَا بَابًا ، وَغَلَقًا فَارِسِيًّا ، وَكَسَاهَا كِسْوَةً تَامَّةً ، وَنَحَرَ عِنْدَهَا . قَالَ : وَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَجَرَ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ عَرِيشًا مِنْ أَرَاكٍ ، تَقْتَحِمُهُ الْعَنْزُ ، فَكَانَ زَرِبًا لِغَنَمِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : وَحَفَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ جُبًّا فِي بَطْنِ الْبَيْتِ ، عَلَى يَمِينِ مَنْ دَخَلَهُ ، يَكُونُ خِزَانَةً لِلْبَيْتِ يُلْقَى فِيهِ مَا يُهْدَى لِلْكَعْبَةِ ، وَهُوَ الْجُبُّ الَّذِي نَصَبَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ لُحَيٍّ ، هُبَلَ الصَّنَمَ الَّذِي كَانَتْ قُرَيْشٌ تَعْبُدُهُ ، وَيُسْتَقْسَمُ عِنْدَهُ بِالْأَزْلَامِ حِينَ جَاءَ بِهِ مِنْ هَيْتَ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ . قَالَ : وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي ، وَيَنْقِلُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الْبُنْيَانُ ، قَرَّبَ لَهُ الْمَقَامَ ، فَكَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ وَيَبْنِي وَيُحَوِّلُهُ إِسْمَاعِيلُ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعِيلَ : يَا إِسْمَاعِيلُ أَبْغِنِي حَجَرًا أَضَعْهُ هَاهُنَا يَكُونُ لِلنَّاسِ عَلَمًا يَبْتَدِئُونَ مِنْهُ الطَّوَافَ . فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ يَطْلُبُ لَهُ حَجَرًا ، وَرَجَعَ وَقَدْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ، وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَوْدَعَ الرُّكْنَ أَبَا قُبَيْسٍ حِينَ غَرَّقَ اللَّهُ الْأَرْضَ زَمَنَ نُوحٍ ، وَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَ خَلِيلِيَ يَبْنِي بَيْتِي فَأَخْرِجْهُ لَهُ ، قَالَ : فَجَاءَهُ إِسْمَاعِيلُ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبِهِ ، مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا ؟ قَالَ : جَاءَنِي بِهِ مَنْ لَمْ يَكِلْنِي إِلَى حَجَرِكَ جَاءَكَ بِهِ جِبْرِيلُ ، فَلَمَّا وَضَعَ جِبْرِيلُ الْحَجَرَ فِي مَكَانِهِ ، وَبَنَى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ حِينَئِذٍ يَتَلَأْلَأُ تَلَأْلُؤًا مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهِ فَأَضَاءَ نُورُهُ شَرْقًا وَغَرْبًا وَيَمَنًا وَشَامًا ، قَالَ : فَكَانَ نُورُهُ يُضِيءُ إِلَى مُنْتَهَى أَنْصَابِ الْحَرَمِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْحَرَمِ قَالَ : وَإِنَّمَا شِدَّةُ سَوَادِهِ لِأَنَّهُ أَصَابَهُ الْحَرِيقُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَالْإِسْلَامِ . فَأَمَّا حَرِيقُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّهُ ذَهَبَتِ امْرَأَةٌ فِي زَمَنِ قُرَيْشٍ تُجَمِّرُ الْكَعْبَةَ فَطَارَتْ شَرَارَةٌ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَاحْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ ، وَاحْتَرَقَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ ، وَاسْوَدَّ وَتَوَهَّنَتِ الْكَعْبَةُ ، فَكَانَ هُوَ الَّذِي هَاجَ قُرَيْشًا عَلَى هَدْمِهَا وَبِنَائِهَا . وَأَمَّا حَرِيقُهُ فِي الْإِسْلَامِ فَفِي عَصْرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَيَّامَ حَاصَرَهُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْكِنْدِيُّ ، احْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ وَاحْتَرَقَ الرُّكْنُ فَتَفَلَّقَ بِثَلَاثِ فِلَقٍ حَتَّى شَدَّ شُعَبَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالْفِضَّةِ فَسَوَادُهُ لِذَلِكَ ، قَالَ : وَلَوْلَا مَا مَسَّ الرُّكْنَ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَرْجَاسِهَا مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ
قَالَ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَنَى الْكَعْبَةَ مِنَ الذَّرْعِ عَلَى مَا بَنَاهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : وَهِيَ مُكَعَّبَةٌ عَلَى خِلْقَةِ الْكَعْبِ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْكَعْبَةُ ، قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ سَقَفَ الْكَعْبَةَ ، وَلَا بَنَاهَا بِمَدَرٍ ، وَإِنَّمَا رَضَمَهَا رَضْمًا
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : السَّكِينَةُ لَهَا رَأْسٌ كَرَأْسِ الْهِرَّةِ ، وَجَنَاحَانِ
حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : السَّكِينَةُ لَهَا رَأْسٌ كَرَأْسِ الْإِنْسَانِ ثَمَّ هِيَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : السَّكِينَةُ الرَّحْمَةُ