حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ أَرَادَ أَنْ يَفِرَّ مِنَ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ فِتْنَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ . قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا ابْنَ عَمِّ ؟ فَقَالَ : لَا أُعْطِيهِمُ طَاعَةً أَبَدًا , فَقَالَ : يَا ابْنَ عَمِّ , لَا تَفْعَلْ ؛ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَلَا بَيْعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ : لَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ مَرَّ بِابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ يَحْفُرُ بِئْرَهُ , فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ , فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ؟ قَالَ : أَرَدْتُ مَكَّةَ . . . وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ شِيعَتُهُ بِهَا , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ : إِنِّي فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلَا تَسِرْ إِلَيْهِمْ , فَأَبَى حُسَيْنٌ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ : إِنَّ بِئْرِي هَذِهِ قَدْ رَشَحْتُهَا وَهَذَا الْيَوْمُ أَوَانُ مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فِي الدَّلْوِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ . قَالَ : هَاتِ مِنْ مَائِهَا , فَأُتِيَ مِنْ مَائِهَا , فَشَرِبَ مِنْهُ , ثُمَّ مَضْمَضَ , ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْبِئْرِ , فَأَعْذَبَ وَأَمْهَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَرَّ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ بِبِئْرِهِ قَدْ أَنْبَطَهَا , فَنَزَلَ حُسَيْنٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , فَاحْتَمَلَهُ ابْنُ مُطِيعٍ احْتِمَالًا حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي , أَمْسِكْ عَلَيْنَا نَفْسَكَ ؛ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلُوكَ لَيَتِّخِذَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَبِيدًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا أَجْمَعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَبْعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ وَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِيهِمْ , وَرَقَّقَهُ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ : إِنَّمَا تَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسَكَ . قَالَ لَهُ : فَأَنَا أَبْعَثُ أَوَّلَ جَيْشٍ وَآمَرُهُمْ أَنْ يَمُرُّوا بِالْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ , وَيَجْعَلُونَهَا طَرِيقًا وَلَا يُقَاتِلُهُمْ , فَإِنْ أَقَرَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ تَرَكَهُمْ وَجَازَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَإِنَّ أَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا قَاتَلَهُمْ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ : فَرَأَيْتُ هَذَا فَرَجًا عَظِيمًا , فَكَتَبَ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ : عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَيَّرُوا أَمَرَهُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ , وَيَقُولُ : اسْتَقْبِلُوا مَا سَلَفَ , وَاغْنَمُوا السَّلَامَةَ وَالْأَمْنَ , وَلَا تَعَرَّضُوا لِجُنْدِهِ , وَدَعُوهُمْ يَمْضُونَ عَنْكُمْ , فَأَبَوْا أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ , وَقَالُوا : لَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا أَبَدًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ : أَسْنَدُوا أَمَرَهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ , فَكَانَ الَّذِي قَامَ بِهَذَا الْأَمْرِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : تَنَافَسَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَجْعَلَ مِنْهَا أَمِيرًا , وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ مَا لَا يُعَدُّ مِنَ السِّنِّ وَالشَّرَفِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ عَلَى الْمِنْبَرِ , وَقَدْ رُئِيتْ طَلَائِعُ الْقَوْمِ بِمَخِيضٍ وَالْعَسْكَرُ بِذِي خُشُبٍ , فَتَكَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ , وَالْجِدِّ فِي أَمْرِهِ , وَإِيَّاكُمْ وَالْفَشَلَ وَالتَّنَازُعَ وَالِاخْتِلَافَ . اذْعَنُوا لِلْمَوْتِ ؛ فَوَاللَّهِ مَا مِنْ مَفَرٍّ وَلَا مَهْرَبٍ , وَاللَّهِ لَأَنْ يُقْتَلَ الرَّجُلُ مُقْبِلًا مُحْتَسِبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُقْتَلَ مُدْبِرًا , فَيُؤْخَذُ بِرَقَبَتِهِ , وَلَا تَظُنُّوا أَنَّ عِنْدَ الْقَوْمِ بُقْيَا , فَابْذِلُوا لَهُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْمَوْتَ كَمَا تَكْرَهُونَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ : كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقَدْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ مِنْ غَلَبَةِ أَهْلِ الشَّامِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُنَّا نَقُولُ : لَوْ أَقَامُوا شَهْرًا مَا قَتَلُوا مِنَّا شَيْئًا , فَلَمَّا صُنِعَ بِنَا مَا صُنِعَ , وَأُدْخِلُهُمْ عَلَيْنَا , وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ : وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلَا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَانْكَشَفْتُ , فَتَوَارَيْتُ , ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدُ , فَكُنْتُ أَعْجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَصِلُّوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَقَدْ أَخَذُوا عَلَيْهِ بِالْمَضَايِقِ , وَنَصَبُوا الْمَنْجَنِيقَ , وَفَعَلُوا بِهِ الْأَفَاعِيلِ , وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَحَدٌ يُقَاتِلُ لَهُ حِفَاظًا إِلَّا نُفَيْرٌ يَسِيرٌ , وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنَ الْخَوَارِجِ , وَكَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْحَرَّةِ أَلْفَا رَجُلٍ كُلُّهُمْ ذُو حُفَّاظٍ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَحْبِسَهُمْ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى قَالَ : سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ : ذَكَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ : نَجَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , ثُمَّ لَحِقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ , فَنَجَا , وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ , قَدْ كَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ , وَلَكِنَّ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ , وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي , إِنَّمَا أَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسِي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ بَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَكَانَ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى بَيْعَتِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ , وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ , وَبَايَعَهُ كُلُّ مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ , فَوَلَّى الْمَدِينَةَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَوَلَّى الْبَصْرَةَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَلَحَّ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ , فَأَذِنَ لَهُ , وَكَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ حَالَ الْمُخْتَارِ عِنْدَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ اخْتَلَفَ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَأَظْهَرَ مُنَاصِحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَابَهُ فِي السِّرِّ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَاتَّخَذَ شِيعَةً , يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ حَتَّى عَدَتْ خَيْلُهُ عَلَى خَيْلِ صَاحِبِ شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَصَابُوهُمْ , فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أُخْبِرَ ابْنُ مُطِيعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ قَدْ أَنْغَلَ عَلَيْهِ الْكُوفَةَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ الْعِجْلِيُّ , وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَخَذَهُ , فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ , فَلَحِقَتْهُ الشِّيعَةُ وَالْمَوَالِي , فَاسْتَنْقَذُوهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ , وَقُتِلَ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ , وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ , فَوَلَّى ابْنُ مُطِيعٍ شُرْطَتَهُ رَاشِدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْمُضَارِبِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ , فَقَتَلَهُ , وَأُتِيَ بِرَأْسِ رَاشِدٍ إِلَى الْمُخْتَارِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ طَلَبَ الْأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ عَلَى أَنْ يَلْحَقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ : هَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ أَمَانًا , فَلَمْ يَطْلُبْهُ الْمُخْتَارُ , وَقَالَ : أَنَا عَلَى طَاعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلِمَ خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ ابْنُ مُطِيعٍ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : اخْتَرْتَ هَمَذَانَ وَالرَّيَّ عَلَى قَتْلِ ابْنِ عَمِّكَ , فَقَالَ عُمَرُ : كَانَتْ أُمُورًا قُضِيَتْ مِنَ السَّمَاءِ , وَقَدْ أَعْذَرْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي قَبْلَ الْوَقْعَةِ , فَأَبَى إِلَّا مَا أَبَى , فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ وَهَرَبَ مِنَ الْمُخْتَارِ سَارَ الْمُخْتَارُ بِأَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ , فَقَتَلَهُ فِي دَارِهِ , وَقَتَلَ ابْنَهُ أَسْوَأَ قِتْلَةٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ أَتْبَعَهُ الْمُخْتَارُ بِكِتَابٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقَعُ فِيهِ بِابْنِ مُطِيعٍ وَيُجَبِّنَهُ , وَيَقُولُ : قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَأَنَا عَلَى طَاعَتِكَ , فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ مُدَاهِنًا لِبَنِي أُمَيَّةَ , فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ لِمَا حَمَلْتُ فِي عُنُقِي مِنْ بَيْعَتِكَ , فَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَأَنَا وَمَنْ قِبَلِي عَلَى طَاعَتِكَ , وَقَدِمَ ابْنُ مُطِيعٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمْ يَقْبَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوْلَهُ , وَكَتَبَ إِلَى الْمُخْتَارِ : إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَثُرَ عَلَيْكَ عِنْدِي بِأَمْرٍ ظَنَنْتُ أَنَّكَ مِنْهُ بَرِيءٌ , وَلَكِنْ لَا بُدَّ لِلْقَلْبِ مِنْ أَنْ يَقَعُ فِيهِ مَا يَقُولُ النَّاسُ , فَأَمَّا إِذَا رَجَعْتَ وَعُدْتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا يُعْهَدُ مِنْ رَأْيِكَ فَإِنَّا نَقْبَلُ مِنْكَ وَنُصَدِّقُكَ , وَأَقَّرَّهُ وَالِيًا لَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْكُوفَةِ . قَالُوا : وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ