قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ , أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : أَنَا حَزْنٌ , قَالَ : بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْمٌ سَمَّانِي بِهِ أَبَوَايَ , فَعُرِفْتُ بِهِ فِي النَّاسِ , قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : مَا زِلْنَا نَعْرِفُ الْحُزُونَةَ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بِأَرْبَعِ سِنِينَ , وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وُلِدَ سَعِيدٌ قَبْلَ مَوْتِ عُمَرَ بِسَنَتَيْنِ , وَمَاتَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَالَّذِي رَأَيْتُ عَلَيْهِ النَّاسَ فِي مَوْلِدِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ , وَيُرْوَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ , وَلَمْ أَرَ أَهْلَ الْعِلْمِ يُصَحِّحُونَ ذَلِكَ , وَإِنْ كَانُوا قَدْ رَوَوْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَرِيفٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ يَعْقُوبَ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ : سَمِعْتُ مِنَ عُمَرَ كَلِمَةً مَا بَقِيَ أَحَدٌ حَيٌّ سَمِعَهَا غَيْرِي . كَانَ عُمَرُ حِينَ رَأَى الْكَعْبَةَ قَالَ : اللَّهُمَّ , أَنْتَ السَّلَامُ , وَمِنْكَ السَّلَامُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَخْنَسَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : لَا أَجِدُ أَحَدًا جَامَعَ فَلَمْ يَغْتَسِلْ أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ إِلَّا عَاقَبْتُهُ
قَالَ : وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ قَالَ : سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : هَلْ أَدْرَكْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ؟ فَقَالَ : لَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ : إِنْ كُنْتُ لَأَسِيرُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالُوا : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي قَالَ يَزِيدُ : قَالَ مِسْعَرٌ : وَأَحْسَبُهُ قَالَ : وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ . قَالَ أَبِي : وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ : وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُثْمَانُ مِنِّي
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ : وَسَأَلَهُ سَائِلٌ عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عِلْمَهُ ؟ فَقَالَ : عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَجَالِسَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ , وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ : عَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَلِيٍّ , وَصُهَيْبٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , وَجُلُّ رِوَايَتِهِ الْمُسْنَدَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ زَوْجُ ابْنَتِهِ , وَسَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَكَانَ يُقَالُ : لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ
قَالَ وَأُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : ابْنُ الْمُسَيَّبِ رَاوِيَةُ عُمَرَ . قَالَ لَيْثٌ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحْيَاءٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ يَقُولُ : كَانَ رَأْسُ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ الْمُقَدَّمِ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَيُقَالُ : فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ : قَالَ مَكْحُولٌ : مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالشَّعْبِيِّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّهُ شَهِدَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَسْتَفْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَقُولُ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ , وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا , فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَأَلْتُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ , عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ : حَجَجْتُ , فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ , فَسَأَلْنَا عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَقَالُوا : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَقْضِي بِقَضَاهُ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنْسَانًا يَسْأَلُهُ , فَدَعَاهُ , فَجَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ , فَقَالَ عُمَرُ : أَخْطَأَ الرَّسُولُ ؛ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ : مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَالِمٌ إِلَّا يَأْتِينِي بِعِلْمِهِ , وَأُوتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : سَأَلَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَانْتَسَبْتُ لَهُ , فَقَالَ : لَقَدْ جَلَسَ أَبُوكَ إِلَيَّ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ , فَسَأَلَنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا . قَالَ سَلَامٌ : يَقُولُ عِمْرَانُ : وَاللَّهِ , مَا أُرَاهُ مَرَّ عَلَى أُذُنِهِ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا وَعَاهُ قَلْبُهُ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا : اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : لَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَكَتَبَ إِلَى جَابِرٍ يَلُومُهُ , وَيَقُولُ : مَا لَنَا وَلِسَعِيدٍ , دَعْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَر , عَنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ : كَانَ جَابِرٌ الْأَسْوَدُ وَهُوَ عَامَلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمَدِينَةِ قَدْ تَزَوَّجَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّةُ الرَّابِعَةِ , فَلَمَّا ضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ صَاحَ بِهِ سَعِيدٌ وَالسِّيَاطُ تَأْخُذُهُ وَاللَّهِ مَا رَبَعَتْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ . يَقُولُ اللَّهُ {{ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ }} وَإِنَّكَ تَزَوَّجْتَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّةِ الرَّابِعَةِ , وَمَا هِيَ إِلَّا لَيَالٍ , فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ , فَسَوْفَ يَأْتِيكَ مَا تَكْرَهُ , فَمَا مَكَثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسَافِعٍ الْعَامِرِيِّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ قليعٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَوْمًا , وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَشْيَاءُ وَأَرْهَقَنِي دَيْنٌ , فَجَلَسْتُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , وَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا . قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ , فَأَضْجَعْتُهُ إِلَى الْأَرْضِ , ثُمَّ بَطَحْتُهُ , فَأَوْتَدْتُ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ . قَالَ : مَا أَنْتَ رَأَيْتَهَا ؟ قَالَ : بَلَى , أَنَا رَأَيْتُهَا . قَالَ : لَا أُخْبِرُكُ أَوْ تُخْبِرَنِي ؟ قَالَ : ابْنُ الزُّبَيْرِ رَآهَا , وَهُوَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ . قَالَ : لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُ قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَخَرَجَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يَكُونُ خَلِيفَةً . قَالَ : فَدَخَلْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَّرَهُ , وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدٍ , وَعَنْ حَالِهِ , فَأَخْبَرْتُهُ , وَأَمَرَ لِي بِقَضَاءِ دَيْنِي , وَأَصَبْتُ مِنْهُ خَيْرًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : رَأَيْتُ كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبُولُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ أَرْبَعَ مِرَارٍ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ : إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا , وَكَانَ أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيهَا أَبِي بَكْرٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ : رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدَيَّ , ثُمَّ دَفَنْتُهَا , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ : إِنِّي أُرَانِي أَبُولُ فِي يَدَيَّ , فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ ؛ فَإِنَّ تَحْتَكَ ذَاتَ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ رَضَاعٌ , وَجَاءَهُ آخَرٌ , فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أَرَى كَأَنِّي أَبُولُ فِي أَصْلِ زَيْتُونَةٍ . قَالَ : انْظُرْ مَنْ تَحْتَكَ تَحْتَكَ ذَاتُ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ , فَإِذَا امْرَأَةٌ لَا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحِهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنِّي رَأَيْتُ حَمَامَةً وَقَعَتْ عَلَى الْمَنَارَةِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ , فَقَالَ : يَتَزَوَّجُ الْحُجَّاجُ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ : إِنِّي أَرَى أَنَّ تَيْسًا أَقْبَلَ يَشْتَدُّ مِنَ الثَّنِيَّةِ , فَقَالَ : اذْبَحْ , اذْبَحْ . قَالَ : ذَبَحْتُ . قَالَ : مَاتَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ , فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ رَجُلًا مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَسْعَى بِالنَّاسِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مَنْ فَهْمٍ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ : إِنَّهُ يَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ يَخُوضُ النَّارَ , فَقَالَ : إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ , لَا تَمُوتُ حَتَّى تَرْكَبَ الْبَحْرَ , وَتَمُوتَ قَتْلًا . قَالَ : فَرَكِبَ الْبَحْرَ , فَأَشْفَى عَلَى الْهَلَكَةِ , وَقُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدٍ بِالسَّيْفِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ : طَلَبْتُ الْوَلَدَ , فَلَمْ يُولَدْ لِي , فَقُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ : إِنِّي أَرَى أَنَّهُ طُرِحَ فِي حِجْرِي بَيْضٌ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : الدَّجَاجُ عَجَمِيٌّ , فَاطْلُبْ سَبَبًا إِلَى الْعَجَمِ . قَالَ : فَتَسَرَّيْتُ , فَوُلِدَ لِي , وَكَانَ لَا يُولَدُ لِي
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ : يَقُولُ لِلرَّجُلِ : إِذَا رَأَى الرُّؤْيَا وَقَصَّهَا عَلَيْهِ يَقُولُ : خَيْرًا رَأَيْتَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : التَّمْرُ فِي النَّوْمِ رِزْقٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ , وَالرُّطَبُ فِي زَمَانِهِ رِزْقٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : آخِرُ الرُّؤْيَا أَرْبَعُونَ سَنَةً يَعْنِي فِي تَأْوِيلِهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : الْكَبْلُ فِي النَّوْمِ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ . قَالَ : وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي جَالِسٌ فِي الظِّلِّ , فَقُمْتُ إِلَى الشَّمْسِ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : وَاللَّهِ , لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتُخْرَجَنَّ مِنَ الْإِسْلَامِ . قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أُرَانِي أُخْرِجْتُ حَتَّى أُدْخِلْتُ فِي الشَّمْسِ , فَخَسَلَتْ . قَالَ : تُكْرَهُ عَلَى الْكُفْرِ . قَالَ : فَخَرَجَ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَأُسِرَ , فَأُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ , فَرَجَعَ , ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ يُخْبِرُ بِهَذَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي جُمَادَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ , فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بِالْعَهْدِ , وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ , وَعَامِلُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُمَا فَبَايَعَ النَّاسَ وَدَعَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا , فَأَبَى , وَقَالَ حَتَّى أَنْظُرَ , فَضَرَبَهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ سِتِّينَ سَوْطًا , وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رَأْسَ الثَّنِيَّةِ , فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ : أَيْنَ تَكِرُّونَ بِي ؟ قَالُوا : إِلَى السِّجْنِ . قَالَ : وَاللَّهِ , لَوْلَا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا , فَرَدُّوهُ إِلَى السِّجْنِ وَحَبَسَهُ , وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ بِخِلَافِهِ , وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ , وَيَقُولُ : سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ , أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ ؛ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلَا خِلَافٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ : دَخَلَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِكِتَابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَذْكُرُ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيدًا , وَطَافَ بِهِ . قَالَ قَبِيصَةُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , يُفْتَاتُ عَلَيْكَ هِشَامٌ بِمِثْلِ هَذَا , يَضْرِبُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ وَيَطُوفُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا يَكُونُ سَعِيدٌ أَبَدًا أَمْحَلَ وَلَا أَلَجَّ مِنْهُ حِينَ يُضْرَبُ , سَعِيدٌ لَوْ لَمْ يُبَايِعْ مَا كَانَ يَكُونُ مِنْهُ , مَا سَعِيدٌ مِمَّنْ يُخَافُ فَتْقُهُ وَلَا غَوَائِلُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالسُّنَّةِ . وَقَالَ قَبِيصَةُ : اكْتُبْ إِلَيْهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : اكْتُبْ أَنْتَ إِلَيْهِ عَنْكَ تُخْبِرْهُ بِرَأْيِي فِيهِ , وَمَا خَالَفَنِي مِنْ ضَرْبِ هِشَامٍ إِيَّاهُ , فَكَتَبَ قَبِيصَةُ إِلَى سَعِيدٍ بِذَلِكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ : اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمَنِي
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ , فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ , ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَضْبًا رَطْبًا , وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ : اللَّهُمَّ , انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , فَجَعَلَ يُكَلِّمُ سَعِيدًا , وَيَقُولُ لَهُ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , اتَّقِ اللَّهَ , وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ . قَالَ : فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , وَلَمْ تَرْفُقْ , فَجَعَلَ سَعِيدٌ يَقُولُ : إِنَّكَ وَاللَّهِ , أَعْمَى الْبَصَرِ أَعْمَى الْقَلْبِ . قَالَ : فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ : هَلْ لَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُنْذُ ضَرَبْنَاهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ , مَا كَانَ أَشَدَّ لِسَانًا مِنْهُ مُنْذُ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ , فَاكْفُفْ عَنِ الرَّجُلِ , وَجَاءَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَلُومُهُ فِي ضَرْبِهِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , وَيَقُولُ : مَا ضَرَّكَ لَوْ تَرَكْتَ سَعِيدًا , وَوَطِئْتَ مَا قَالَ ؟ وَنَدِمَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلَى مَا صَنَعَ بِسَعِيدٍ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَسْلَمُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَالَ : صَنَعَتِ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَعَامًا كَثِيرًا حِينَ حُبِسَ , فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَيْهِ , فَلَمَّا جَاءَ الطَّعَامُ دَعَانِي سَعِيدٌ , فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى ابْنَتِي فَقُلْ لَهَا لَا تَعُودِي لِمِثْلِ هَذَا أَبَدًا ؛ فَهَذِهِ حَاجَةُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ مَالِي فَأَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَأَنَا لَا أَدْرِي مَا أُحْبَسُ , فَانْظُرِي إِلَى الْقُوتِ الَّذِي كُنْتُ آكُلُ فِي بَيْتِي , فَابْعَثِي إِلَيَّ بِهِ , فَكَانَتْ تَبْعَثُ إِلَيْهِ بِذَلِكَ , وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : إِنِّي أَرَى أَنَّ نَفْسَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ : حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ خَمْسِينَ سَوْطًا , وَأَقَامَهُ بِالْحَرَّةِ , وَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ . قَالَ : فَقَالَ سَعِيدٌ : أَمَا وَاللَّهِ , لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لَا يَزِيدُونَنِي عَلَى الضَّرْبِ مَا لَبِسْتُ لَهُمُ التُّبَّانَ ؛ إِنَّمَا تَخَوَّفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي , فَقُلْتُ : تُبَّانٌ أَسْتَرُ مِنْ غَيْرِهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ ضَرَبَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عُمَرَ قَالَ : قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : ادْعُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ , أَعِزَّ دِينَكَ , وَأَظْهِرْ أَوْلِيَاءَكَ , وَأَخْزِ أَعْدَاءَكَ فِي عَافِيَةٍ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ مَا مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ لِلَّهِ عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَلَى ابْنِ مَرْوَانَ . قَالَ : مَا فَعَلْتُ , وَمَا أُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَإِنَّمَا كُتِبَتْ عَلَيَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَعُمْرَةً , وَإِنِّي أَرَى نَاسًا مِنْ قَوْمِكَ يَسْتَدِينُونَ , فَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ , ثُمَّ يَمُوتُونَ , وَلَا يُقْضَى عَنْهُمْ , وَلَجُمْعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَطَوُّعًا . قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ الْحَسَنَ , فَقَالَ : مَا قَالَ شَيْئًا . لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ مَا حَجَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَلَا اعْتَمَرُوا
قَالَ : أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقَزِّيِّ قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , فَإِذَا سَعِيدٌ جَالِسٌ وَحْدَهُ , فَقُلْتُ : مَا شَأْنُهُ ؟ قَالَ : نُهِيَ أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانٌ قَالَ : كَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا عَطَاءَهُ , فَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا فَيَأْبَى , وَيَقُولُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي مَرْوَانَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : مَا شَأْنُ الْحَجَّاجِ لَا يَبْعَثُ إِلَيْكَ وَلَا يُحَرِّكُكَ وَلَا يُؤْذِيكَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ , لَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَبِيهِ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلَاةً , فَجَعَلَ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا , فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ حَصَى فَحَصَبْتُهُ بِهَا , زَعَمَ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ : مَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أُحْسِنُ الصَّلَاةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ : حَجَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ أَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يَدْعُوهُ وَلَا يُحَرِّكُهُ . قَالَ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , وَقَالَ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَكَ , فَقَالَ : مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيَّ حَاجَةٌ , وَمَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ , وَإِنَّ حَاجَتَهُ إِلَيَّ لِغَيْرُ مَقْضِيَّةٍ . قَالَ : فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ , فَقُلْ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ وَلَا تُحَرِّكْهُ . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : لَوْلَا أَنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيكَ مَا ذَهَبْتُ إِلَيْهِ إِلَّا بِرَأْسِكَ . يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُكَلِّمُكَ تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ؟ فَقَالَ : إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِي خَيْرًا فَهُوَ لَكَ , وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا أَحِلُّ حُبْوَتِي حَتَّى يَقْضِيَ مَا هُوَ قَاضٍ , فَأَتَاهُ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَبَى إِلَّا صَلَابَةً قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا الْإِسْنَادَ قَالَ : فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَرَأَى شَيْخًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ . فَلَمَّا جَلَسَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَقَالَ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ : لَعَلَّكَ أَخْطَأْتَ بِاسْمِي أَوْ لَعَلَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى غَيْرِي . قَالَ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَأَخْبَرَهُ , فَغَضِبَ وَهَمَّ بِهِ . قَالَ وَفِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَقِيَّةٌ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ جُلَسَاؤُهُ , فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَشَيْخُ قُرَيْشٍ , وَصِدِّيقُ أَبِيكَ لَمْ يَطْمَعْ مَلِكٌ قَبْلَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ . قَالَ : فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أَضْرَبَ عَنْهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ , فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ الْقَائِلَةُ , وَاسْتَيْقَظَ , فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : انْظُرْ , هَلْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : فَخَرَجَ , فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَةٍ لَهُ , فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , ثُمَّ غَمْزَهُ , وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهِ , ثُمَّ وَلَّى , فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيدٌ , وَلَمْ يَتْبَعْهُ , فَقَالَ : أُرَاهُ فَطِنَ , فَجَاءَ , فَدَنَا مِنْهُ , ثُمَّ غَمْزَهُ وَأَشَارَ إِلَيْهِ , وَقَالَ : أَلَمْ تَرَنِي أُشِيرُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : اسْتَيْقَظَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ انْظُرْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي , فَأَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ : أَرْسَلَكَ إِلَيَّ ؟ قَالَ : لَا , وَلَكِنْ قَالَ : اذْهَبْ , فَانْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَهْيَأَ مِنْكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ : اذْهَبْ , فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ , فَخَرَجَ الْحَاجِبُ وَهُوَ يَقُولُ : مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إِلَّا مَجْنُونًا , فَأَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مَا وَجَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا شَيْخًا , أَشَرْتُ إِلَيْهِ , فَلَمْ يَقُمْ , فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ لِي : أَعْلَمْهُ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَدَعْهُ
قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا سُئِلَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَالَ : أَقُولُ فِيهِمْ مَا قَوَّلَنِي رَبِّي : {{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا }} حَتَّى يُتِمَّ الْآيَةَ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ : مَا سَمِعْتُ تَأْذِينًا فِي أَهْلِي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً
قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَا لَقِيتُ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ صَلَاةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَا فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , وَلَا نَظَرَ فِي أَقْفَائِهِمْ . قَالَ عِمْرَانُ : وَكَانَ سَعِيدٌ يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ إِلَى السُّوقِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : لَوْ تَبَدَّيْتَ , وَذَكَرْتُ لَهُ الْبَادِيَةَ وَعَيْشَهَا وَالْعَتَمَ , فَقَالَ سَعِيدٌ : كَيْفَ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ ؟
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : مَا أَظَلَّنِي بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَنْزِلِي إِلَّا أَنِّي آتِي ابْنَةً لِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهَا أَحْيَانًا
قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عُمِّرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً , لَمْ يَأْتِ الْمَسْجِدَ فَيَجِدْ أَهْلَهُ قَدِ اسْتَقْبَلُوهُ خَارِجَيْنِ مِنْهُ , قَدْ قَضَوْا صَلَاتَهُمْ
قَالَ أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدٍ : يَا عَمِّي , أَلَا تَخْرُجُ فَتَأْكُلَ الثُّومَ مَعَ قَوْمِكَ ؟ فَقَالَ : مُعَاذَ اللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي ؛ أَنْ أَدَعَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً خَمْسَ صَلَوَاتٍ , وَقَدْ سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا اللَّبَنَ عَادَ قَطِرَانًا يُتَّبِعُ أَوِ اتَّبَعَتْ قُرَيْشٌ - شَكَّ شِهَابٌ أَذْنَابَ الْإِبِلِ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ . إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الشَّاذِّ وَهُوَ مِنَ الْإِثْنَيْنِ أَبْعَدُ
قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَهُ , فَقَالُوا لَهُ : لَوْ خَرَجْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الْعَقِيقِ , فَنَظَرْتَ إِلَى الْخُضْرَةِ لَوَجَدْتَ لِذَلِكَ خِفَّةً . قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ ؟
قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِي الْحَرَّةِ , وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ غَيْرِي , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ زُمَرًا زُمَرًا يَقُولُونَ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ , وَمَا يَأْتِي وَقْتَ صَلَاةٍ إِلَّا سَمِعْتُ أَذَانًا فِي الْقَبْرِ , ثُمَّ تَقَدَّمْتُ , فَأَقَمْتُ , فَصَلَّيْتُ وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي الْمَسْجِدِ لَمْ يُبَايِعْ , وَلَمْ يَبْرَحْ , وَكَانَ يُصَلِّي مَعَهُمُ الْجُمُعَةَ , وَيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ , وَكَانَ النَّاسُ يَقْتَتِلُونَ وَيَنْتَهِبُونَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ لَا يَبْرَحُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى اللَّيْلِ . قَالَ : فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ أَسْمَعُ أَذَانًا يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْقَبْرِ حَتَّى أَمِنَ النَّاسُ , وَمَا رَأَيْتُ خَبَرًا مِنَ الْجَمَاعَةِ
قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : قُلْتُ لِبُرْدٍ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ : مَا صَلَاةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِهِ , فَأَمَّا صَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ , مَا أَدْرِي إِنَّهُ لِيُصَلِّيَ صَلَاةً كَثِيرَةً إِلَّا أَنَّهُ يَقْرَأُ بِ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ , عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ يَتَكَلَّمْ كَلَامًا حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , وَيَنْصَرِفُ الْإِمَامُ , ثُمَّ يُصَلِّي رَكَعَاتٍ , ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى جُلَسَائِهِ وَيُسْأَلُ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ حَرْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَسْرُدُ الصَّوْمَ , فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أُتِيَ بِشَرَابٍ لَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمَسْجِدَ فَشَرِبَهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَسَدِيُّ قَالَ : كَانَ Lسَعِيدُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُذَكِّرُ وَيُخَوِّفُ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِاللَّيْلِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيُكْثِرُ
قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ الشَّعْرَ , وَلَا يُنْشِدُهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَحْتَفِي يَمْشِي بِالنَّهَارِ حَافِيًا , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بَتًّا
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يَدَعُ ظُفْرَهُ يَطُولُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يُحْفِي شَارِبَهُ شَبِيهًا بِالْحَلْقِ , وَرَأَيْتُهُ يُصَافِحُ كُلَّ مَنْ لَقِيَهُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَكْرَهُ كَثْرَةَ الضَّحِكِ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَتَوَضَّأُ كُلَّمَا بَالَ , وَإِذَا تَوَضَّأَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ فِي رَحْلِهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَال : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ مُلَاءً شَرْقِيَّةً
قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عِمْرَانُ قَالَ : مَا أُحْصِي مَا رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مِنْ عِدَّةَ قُمُصِ الْهَرَوِيِّ . قَالَ وَكَانَ يَلْبَسُ هَذِهِ الْبُرُودَ الْغَالِيَةَ الْبِيضَ . قَالَ : وَكَانَ يَخْتَلِطُ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ , قَالَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَوْ أَرَادَ إِنْسَانٌ رِدَاءَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الطِّنْفِسَةِ , فَقَالَ : مُحْدَثٌ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : حَدَّثَتْنِي غَنِيمَةُ جَارِيَةُ سَعِيدٍ قَالَتْ : كَانَ سَعِيدٌ لَا يَأْذَنُ لِابْنَتِهِ فِي اللَّعِبِ بِبَنَات الْعَاجِ , وَكَانَ يُرَخِّصُ لَهَا فِي الْكَبَرِ يَعْنِي الطَّبْلَ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : دُعِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ الثَّالِثَةَ فَحَصَبَ الرَّسُولَ
قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْبَزِّ . مَا لَمْ تَقَعْ فِيهِ الْأَيْمَانِ
قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ : وَجَدْتُ رَجُلًا سَكْرَانَ , أَفَتُرَاهُ يَسَعُنِي أَلَّا أَرْفَعَهُ إِلَى السُّلْطَانِ ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ فَاسْتُرْهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : كَانَ فِي رَمَضَانَ يُؤْتَى بِالْأَشْرِبَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَأْتِيَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِشَرَابٍ فَيَشْرَبُهُ , فَإِنْ أُتِيَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَرَابٍ شَرِبَهُ , وَإِنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَشْرَبْ شَيْئًا حَتَّى يَنْصَرِفَ
قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ : هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مُحْتَبِيًا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ حَلَّ حُبْوَتَهُ , فَسَجَدَ , ثُمَّ عَادَ , فَاحْتَبَى
قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ بُرْدٌ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ سَعِيدٌ : وَمَا يَصْنَعُونَ ؟ قَالَ : يُصَلِّي أَحَدُهُمُ الظُّهْرَ , ثُمَّ لَا يَزَالُ صَافًّا رِجْلَيْهِ يُصَلِّي حَتَّى الْعَصْرِ , فَقَالَ سَعِيدٌ : وَيْحَكَ يَا بُرْدُ , أَمَا وَاللَّهِ مَا هِيَ الْعِبَادَةُ . تَدْرِي مَا الْعِبَادَةُ ؟ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ , وَالْكَفُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ لِمَوْلَى لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ , لَا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقُلْتُ لِمَوْلَاهُ : ذَاكَ أَنِّي لَا أَدْرِي : ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَوْ أَهْلُ الشَّامِ . قَالَ : فَسَمِعَهَا سَعِيدٌ , فَقَالَ : يَا عِرَاقِيُّ , أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قُلْتُ : ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ . قَالَ : أَفَلَا أَضْبِثُ بِكَ الْآنَ , فَأَقُولُ : هَذَا زُبَيْرِيٌّ , فَقُلْتُ : سَأَلْتَنِي فَأَخْبَرْتُكَ , فَأَخْبِرْنِي أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : كَلَّا , لَا أُحِبُّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ , سَلِّمْ سَلِّمْ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ : قَدْ بَلَغْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَمَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ النِّسَاءِ , وَقَدْ كَادَ بَصَرُهُ يَذْهَبُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : مَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي شَيْئًا مَخَافَةَ النِّسَاءِ . قَالَ : فَقَالُوا : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّ مِثْلَكَ لَا يُرِيدُ النِّسَاءَ , وَلَا تُرِيدُهُ النِّسَاءَ . قَالَ : هُوَ مَا أَقُولُ لَكُمْ . قَالَ : وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا أَعْمَشَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ , وَيُفْطِرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بِالْمَدِينَةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : قُلْ لِقَائِدِكَ يَقُومُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ , فَنَظَرَ فَإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ الْوَجْهِ , فَجَاءَ , فَقَالَ : رَأَيْتُ وَجْهَ زِنْجِيٍّ , وَجَسَدَهُ أَبْيَضَ , فَقَالَ : إِنَّ هَذَا سَبَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا , فَنَهَيْتُهُ , فَأَبَى , فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ , قَالَ : قُلْتُ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَكَ , فَخَرَجَتْ بِوَجْهِهِ قُرْحَةٌ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ : هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سُئِلَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , فَقَالَ سَعِيدٌ : لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا . قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : أَدْرَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ مِصْبَاحٌ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ , فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلُ مَنْزِلَهُ , دَخَلَ , وَقَالَ : نَبْعَثُ مَعَكَ بِالْمِصْبَاحِ ؟ قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي بِنُورِكَ , نُورُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نُورِكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ : لَا تَقُولَنَّ : مُصَيْحِفٌ , وَلَا مُسَيْجِدٌ , وَلَكِنْ عَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ , كُلُّ مَا عَظَّمَ اللَّهَ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْد قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى الصُّبْحِ , فَوَجَدْتُ سَكْرَانَ , فَلَمْ أَزَلْ أَجُرُّهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ مَنْزِلِي . قَالَ : فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَقُلْتُ : لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ سَكْرَانَ أَيَدْفَعُهُ إِلَى السُّلْطَانِ , فَيُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ , فَافْعَلْ . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ أَفَاقَ , فَلَمَّا رَآنِي عَرَفْتُ فِيهِ الْحَيَاءَ , فَقُلْتُ : أَمَا تَسْتَحْيِي لَوْ أُخِذْتَ الْبَارِحَةَ لَحُدِدْتَ , فَكُنْتَ فِي النَّاسِ مِثْلَ الْمَيِّتِ . لَا تَجُوزُ لَكَ شَهَادَةٌ , فَقَالَ : وَاللَّهِ , لَا أَعُودُ لَهُ أَبَدًا . قَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ : فَرَأَيْتُهُ قَدْ حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ عَلَى دِرْهَمَيْنِ مِنِ ابْنِ أَخِيهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : زَوَّجَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِنْتًا لَهُ مِنْ شَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَ لَهَا : شُدِّي عَلَيْكَ ثِيَابَكِ , وَاتَّبِعِينِي . قَالَ : فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا , ثُمَّ قَالَ : لَهَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى هُوَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا , فَوَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ , وَقَالَ : انْطَلِقْ بِهَا , فَذَهَبَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا رَأَتْهَا أُمُّهُ قَالَتْ : مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَ : امْرَأَتِي ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ دَفَعَهَا إِلَيَّ . قَالَتْ : فَإِنَّ وَجْهِي مِنْ وَجْهِكِ حَرَامٌ . إِنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتَّى أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْشٍ . قَالَ : فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّهِ , فَأَصْلَحَتْ إِلَيْهَا , ثُمَّ بَنَى بِهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ , ثُمَّ يُرْسِلُهَا خَلْفَهُ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ إِزَارًا وَطَيْلَسَانًا وَخُفَّيْنِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَطِيفَةٌ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لَهَا عَلَمٌ أَحْمَرُ يُرْخِيهَا وَرَاءَهُ شِبْرًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثَيْمٌ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى عِمَامَةً سَوْدَاءَ , وَيَلْبَسُ عَلَيْهَا بُرْنُسًا أَحْمَرَ أُرْجُوانًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَا : رَأَيْنَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بُرْنُسٌ أُرْجُوَانٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ رُبَّمَا حَلَّ إِزَارَهُ فِي الصَّلَاةِ , وَرُبَّمَا رَبَطَهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَمِيصًا إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَكُمَّيْهِ , طَالِعَةً أَطْرَافُ أَصَابِعِهِ , وَرِدَاءً فَوْقَ الْقَمِيصَيْنِ خَمْسَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا أَزْرَارَهُ دِيبَاجٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ رَأَى عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَيْلَسَانًا عَلَيْهِ أَزْرَارٌ دِيبَاجٌ , فَقُلْتُ : أَزْرَارُ طَيْلَسَانِكَ دِيبَاجٌ ؟ قَالَ : وَجَدْنَاهُ أَبْقَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : لَمْ أَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَبَسَ ثَوْبًا غَيْرَ الْبَيَاضِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رِدَاءً مُمَشَّقًا وَقَمِيصًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : كُنْتُ أَرَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا لَهُ جُمَيْمَةٌ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ قَدْ فَرَّقَهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عُثَيْمِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ شَهِدَ الْعَتَمَةَ فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَلَيْهِ إِبْرَيْسَمَانِ مُمَشَّقَانِ , وَقَمِيصٌ شَقَائِقُ . تَخْرُجُ يَدَاهُ مِنْ كُمَّيْهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الْخَزَّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَيْسَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا . يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يُخَضِّبُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُغَيِّرُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يُشْكِلُ عَلَيْهِ قَالَ : سَلُوا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَهَابُونَ الْكُتُبَ , وَلَوْ كُنَّا نَكْتُبُ يَوْمَئِذٍ لَكَتَبْنَا مِنْ عِلْمِ سَعِيدٍ وَرَأْيِهِ شَيْئًا كَثِيرًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا مَرَّ بِالْمَكْتَبِ قَالَ لِلصِّبْيَانِ : هَؤُلَاءِ النَّاسُ بَعْدَنَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ يُصَلِّي مُضْطَجِعًا مُسْتَلْقِيًا فَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ آئِمًا وَلَا يَرْفَعُ إِلَى رَأْسِهِ شَيْئًا وَقَالَ سَعِيدٌ : الْمَرِيضُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْجُلُوسَ أَوْمَأَ آئِمًا , وَلَمْ يَرْفَعْ إِلَى رَأْسَهُ شَيْئًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمَرَضِ وَهُوَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ يُومِئُ آئِمًا فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي جِنَازَةٍ , فَقَالَ رَجُلٌ : اسْتَغْفِرُوا لَهَا , فَقَالَ : مَا يَقُولُ رَاجِزُهُمْ قَدْ حَرَّجْتُ عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزُهُمْ , وَأَنْ يَقُولُوا : مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ . حَسْبِي مَنْ يُقْبِلُنِي إِلَى رَبِّي , وَأَنْ يَمْشُوا مَعِي بِمِجْمَرٍ , فَإِنْ أَكُنْ طَيِّبًا فَمَا عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ طَيِّبِهِمْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : أَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا حَضَرَنِي الْمَوْتُ بِثَلَاثٍ : أَلَّا يَتَّبِعَنِي رَاجِزٌ , وَلَا نَارٌ , وَأَنْ يُعَجِّلَ بِي فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ رَبِّي خَيْرٌ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا عِنْدَكُمْ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : إِذَا مَا مُتُّ , فَلَا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلَا تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ , وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ , وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا حَسْبِي مَنْ يُبَلِّغُنِي رَبِّي , وَلَا يَتْبَعْنِي رَاجِزُهُمْ هَذَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ : اشْتَكَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَعُودُهُ , فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ : وَجِّهُوا فِرَاشَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَفَعَلُوا , فَأَفَاقَ , فَقَالَ : مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَحَوِّلُوا فِرَاشِي إِلَى الْقِبْلَةِ ؟ أَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ أَمَرَكُمْ ؟ فَقَالَ نَافِعٌ : نَعَمْ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : لَئِنْ لَمْ أَكُنْ عَلَى الْقِبْلَةِ وَالْمِلَّةِ , لَا يَنْفَعُنِي تَوْجِيهُكُمْ فِرَاشِي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ , عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ , فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ : حَوِّلْ فِرَاشَهُ , فَاسْتَقْبِلْ بِهِ الْقِبْلَةَ , فَقَالَ : لَا تَفْعَلْ ؛ عَلَيْهَا وُلِدْتُ , وَعَلَيْهَا أَمُوتُ , وَعَلَيْهَا أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ أَخِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَوُجِّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : مَنْ صَنَعَ هَذَا بِي ؟ أَلَسْتُ أَمْرَأً مُسْلِمًا وَجْهِي إِلَى اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتُ ؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ ثَقُلَ عِنْدَ الْوَفَاةِ حُرِفَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَأَفَاقَ , فَقَالَ : مَنْ حَوَّلَ فِرَاشِي ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ , فَقَالَ : هَذَا عَمَلُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوَ لَسْتُ عَلَى الْإِسْلَامِ حَيْثُ كُنْتُ ؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ , عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ يَقُولُ : يَا زُرْعَةُ , إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى ابْنِي مُحَمَّدٍ لَا يُؤْذِنَنَّ بِي أَحَدًا , حَسْبِي أَرْبَعَةٌ يَحْمِلُونِي إِلَى رَبِّي , وَلَا تُتْبِعْنِي صَائِحَةً تَقُولُ فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا حَضَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ , إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتْرُكْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسْبِي وَدِينِي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ : شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ , فَرَأَيْتُ قَبْرَهُ قَدْ رُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , قَالَ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سَعِيدٌ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا . قَالُوا : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَامِعًا , ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , ثَبْتًا , فَقِيهًا , مُفْتِيًا , مَأْمُونًا , وَرِعًا , عَالِيًا , رُفَيْعًا