دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , فَجَعَلَ يُكَلِّمُ سَعِيدًا , وَيَقُولُ لَهُ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , اتَّقِ اللَّهَ , وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ . قَالَ : فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , وَلَمْ تَرْفُقْ , فَجَعَلَ سَعِيدٌ يَقُولُ : إِنَّكَ وَاللَّهِ , أَعْمَى الْبَصَرِ أَعْمَى الْقَلْبِ . قَالَ : فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ : هَلْ لَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُنْذُ ضَرَبْنَاهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ , مَا كَانَ أَشَدَّ لِسَانًا مِنْهُ مُنْذُ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ , فَاكْفُفْ عَنِ الرَّجُلِ , وَجَاءَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَلُومُهُ فِي ضَرْبِهِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , وَيَقُولُ : مَا ضَرَّكَ لَوْ تَرَكْتَ سَعِيدًا , وَوَطِئْتَ مَا قَالَ ؟ وَنَدِمَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلَى مَا صَنَعَ بِسَعِيدٍ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ "
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , فَجَعَلَ يُكَلِّمُ سَعِيدًا , وَيَقُولُ لَهُ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , اتَّقِ اللَّهَ , وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ . قَالَ : فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ : إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , وَلَمْ تَرْفُقْ , فَجَعَلَ سَعِيدٌ يَقُولُ : إِنَّكَ وَاللَّهِ , أَعْمَى الْبَصَرِ أَعْمَى الْقَلْبِ . قَالَ : فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ : هَلْ لَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُنْذُ ضَرَبْنَاهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ , مَا كَانَ أَشَدَّ لِسَانًا مِنْهُ مُنْذُ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ , فَاكْفُفْ عَنِ الرَّجُلِ , وَجَاءَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَلُومُهُ فِي ضَرْبِهِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , وَيَقُولُ : مَا ضَرَّكَ لَوْ تَرَكْتَ سَعِيدًا , وَوَطِئْتَ مَا قَالَ ؟ وَنَدِمَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلَى مَا صَنَعَ بِسَعِيدٍ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ