أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا ذَكَرَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ ، وَنَعَاهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، فَقَالَ : ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِصْبَعَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ ، فَانْتَصِرْ بِهِ قَالَ : فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ
أَخْبَرَنَا يَعْلَى ، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّمَا خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ ، قَالَ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِمَا : لَا تُؤْذُوا خَالِدًا ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ : لَقَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ اللِّيطِ ، فَدَخَلَ ، فَوَجَدَ جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَحَابِيشِهَا ، فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، فَمَنَعُوهُ الدُّخُولَ ، وَشَهَرُوا السِّلَاحَ ، وَرَمَوْهُ بِالنَّبْلِ ، فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلًا ، وَلَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى ، فَهَدَمَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِمَكَّةَ ، فَبَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ - وَهُمْ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ ، وَكَانُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ ، عَلَى لَيْلَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْغُمَيْصَاءُ - فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ ، وَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُهُمْ ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَخَرَجَ ، فَأَوْقَعَ بِأَهْلِ الرِّدَّةِ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَتْ فِي بَنِي سُلَيْمٍ رِدَّةٌ ، فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَجَمَعَ مِنْهُمْ رِجَالًا فِي حَضَائِرَ ، ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : انْزِعْ رَجُلًا عَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا وَاللَّهِ ، لَا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَشِيمُهُ ثُمَّ أَمَرَهُ ، فَمَضَى لِوَجْهِهِ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَا : كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَسِيرُ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَخَرَج خَالِدٌ مِنَ الْيَمَامَةِ ، فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْحِيرَةَ ، فَنَزَلَ بِخِفَّانَ وَالْمَرْزُبَانُ بِالْحِيرَةِ - مَلِكٌ كَانَ لِكِسَرْى مَلَّكَهُ حِينَ مَاتَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ - فَتَلَقَّاهُ بَنُو قَبِيصَةَ ، وَبَنُو ثَعْلَبَةَ ، وَعَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ بُقَيْلَةَ ، فَصَالَحُوهُ عَنِ الْحِيرَةِ ، وَأَعْطَوُا الْجِزْيَةَ مِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَتَنَحَّى إِلَى السَّوَادِ ، فَفَعَل ، وَصَالَحَهُمْ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا ، فَكَانَتْ أَوَّلَ جِزْيَةٍ فِي الْإِسْلَامِ ، ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَأَبَوْا ، فَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا ، فَظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِمْ ، وَقَتَلَ وَسَبَى ، وَبَعَثَ بِالسَّبْيِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ نَزَلَ بِأَهْلِ أُلَّيْسَ - قَرْيَةٌ أَسْفَلَ الْفُرَاتِ - فَصَالَحَهُمْ ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ صُلْحَهُ هَانِئُ بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ عَلَى مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ سَارَ ، فَنَزَلَ بِبَانِقْيَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، فَقَاتَلُوهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ ، ثُمَّ طَلَبُوا الصُّلْحَ ، فَصَالَحَهُمْ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا ، وَصَالَحَ صَلُوبَا بْنَ بَصِيهَرَا ، وَمَنْزِلُهُ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ عَلَى جِزْيَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى جُنْدِكَ ، وَعَهِدْتُ إِلَيْكَ عَهْدًا تَقْرَأُهُ ، وَتَعْمَلُ بِمَا فِيهِ ، فَسِرْ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يُوَافِيَكَ كِتَابِي فَقَالَ خَالِدٌ : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَسَدَنِي أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْعِرَاقِ عَلَى يَدَيَّ فَاسْتَخْلَفَ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ مَكَانَهُ ، وَسَارَ بِالْأَدِلَّاءِ حَتَّى نَزَل دُومَةَ الْجَنْدَلِ ، فَوَافَاهُ بِهَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَعَهْدِهِ مَعَ شَرِيكِ بْنِ عَبْدَةَ الْعَجْلَانِيِّ ، فَكَانَ خَالِدٌ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ ، وَفَتَحَ بِهَا فُتُوحًا كَثِيرَةً ، وَهُوَ وَلِيَ صُلْحَ أَهْلِ دِمَشْقَ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا ، فَأَنْفَذُوا ذَلِكَ لَهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ، وَوَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَزَلَ خَالِدًا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ ، وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي جُنْدِهِ يَغْزُو ، وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ وَغَنَاءٌ وَإِقْدَامٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَدُفِنَ فِي قَرْيَةٍ عَلَى مِيلٍ مِنْ حِمْصَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : سَأَلْتُ عَنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ ، فَقَالُوا : قَدْ دَثَرَتْ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ : لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ عُمَرُ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ ، لَقَدْ كُنَّا نَظُنُّ بِهِ أُمُورًا مَا كَانَتْ
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لَمْ يَدَعْ إِلَّا فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ وَغُلَامَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سُلَيْمَانَ ، كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا ظَنَنَّا بِهِ