قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، يَقُولُ : أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقُولُ : لَمَّا هَاجَرَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، وَوَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، قَالَا : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَمَعْمَرٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَافِعِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ , قَالُوا : لَمَّا انْصَرَفَ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَا عَشَرَ , وَفَشَا الْإِسْلَامُ فِي دُورِ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَتِ الْأَنْصَارُ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ كِتَابًا : ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا فِي الدِّينِ ، وَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ , فَقَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ ، حَتَّى ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَفَشَا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ كُلِّهَا وَالْعَوَالِيَ إِلَّا دُورًا مِنْ أَوْسِ اللَّهِ , وَهِيَ خَطْمَةُ ، وَوَائِلٌ ، وَوَاقِفٌ , وَكَانَ مُصْعَبُ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُهُمْ , فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُجَمِّعَ بِهِمْ , فَأَذِنَ لَهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ : انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي يَجْهَرُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهِمْ ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ ، وَاخْطُبْ فِيهِمْ ، فَجَمَّعَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا , وَمَا ذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا شَاةً , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ فِي الْإِسْلَامِ جُمُعَةً وَقَدْ رَوَى قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِهِمْ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ , ثُمَّ خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ وَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حَاجِّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، وَرَافَقَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ ، فَجَاءَ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَوَّلًا وَلَمْ يَقْرَبْ مَنْزِلَهُ , فَجَعَلَ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْأَنْصَارِ وَسُرْعَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَاسْتِبْطَأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَهُ ، وَبَلَغَ أُمَّهُ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : يَا عَاقُّ , أَتَقْدَمُ بَلَدًا أَنَا فِيهِ لَا تَبْدَأُ بِي ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَ بِأَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ ذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّكَ لَعَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْأَةِ بَعْدُ ، قَالَ : أَنَا عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِي رَضِيَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَلِرَسُولِهِ , قَالَتْ مَا شَكَرْتَ ؟ مَا رَثَيْتُكَ مَرَّةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَرَّةً بِيَثْرِبَ , فَقَالَ : أُقِرُّ بِدِينِي إِنْ تَفْتُنُونِي ، فَأَرَادَتْ حَبْسَهُ ، فَقَالَ : لَئِنْ أَنْتِ حَبَسْتَنِي لَأَحْرِصَنَّ عَلَى قَتْلِ مَنْ يَتَعَرَّضُ لِي ، قَالَتْ : فَاذْهَبْ لِشَأْنَكَ ، وَجَعَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ مُصْعَبٌ : يَا أُمَّةُ ، إِنِّي لَكِ نَاصِحٌ ، عَلَيْكِ شَفِيقٌ ، فَاشْهَدِي أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَتْ : وَالثَّوَاقِبِ لَا أَدْخَلُ فِي دِينِكَ فَيُزْرَى بِرَأْيِي ، وَيُضَعَّفَ عَقْلِي ، وَلَكِنِّي أَدَعُكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَأُقِيمُ عَلَى دِينِي ، قَالَ : وَأَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَكَّةَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ ، وَقَدِمَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا لِهِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً .
قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ قَالَ : قُلْتُ : بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَمَهْ ؟ قَالَ سُفْيَانُ يَقُولُ : هُوَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وآخَى بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَيُقَالُ : ذَكْوَانَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ