قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ أَبُو سَلَمَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ : لَمَّا كَانَ زَمَنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ خَرَجْتُ أَنَا وَحُجْرُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ إِلَى مَكَّةَ ، فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الرُّخَيْخُ ، فَقَالُوا لَنَا : هَاهُنَا رَجُلٌ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . فَأَتَيْنَا شَيْخًا كَبِيرًا قُلْنَا : أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَكَتَبَ لِي بِهَذَا الْمَاءِ . قَالَ : فَأَخْرَجَ لَنَا جِلْدَةً فِيهَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : قُلْنَا : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ . قَالَ : قُلْنَا : فَمَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : كُنْتُ تَحْتَ نَاقَتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَلَيْسَ شَهْرًا حَرَامًا ، وَبَلَدًا حَرَامًا ، وَيَوْمًا حَرَامًا ؟ قَالَ : قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ أَبُو عَمْرٍو قَالَ : أَتَيْنَا الرُّخَيْخَ ، فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهُ : الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ ، وَقَالَ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ يَوْمَ عَرَفَةَ يُنَادِي : أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ . أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : اللَّهُمَّ اشَهَدْ يَقُولُهَا ثَلَاثًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ قَالَ : أَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا ، فَقَالَ لِي : هَذَا كَتَبَهُ لِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَإِذَا كِتَابٌ فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا ، أَوْ أَمَةً عَلَى أَنْ لَا دَاءَ ، وَلَا غَائِلَةَ ، وَلَا خِبْثَةَ ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ