أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ , قَالَ : دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَ : إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي , فَقَالَتْ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ , لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلَافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ , فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ , فَقَالَتْ : مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ , فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ , فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةً فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ مُحَمَّدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ بَنِي الْمُنْكَدِرِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , قَالَ : تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلَامٌ , وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ , وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ : لَا تَمْزَحْ مَعَ الصِّبْيَانِ قَالَ : وَقِيلَ لَهُ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ , قِيلَ : فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ ؟ قَالَ : الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ قَالَ : وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : بَقَرَةُ , كَانَ يَرْهَقُ , قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ , أَوْ قَالَ : عَنْ أَحَدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ , وَأَبُو حَازِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ , وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلَاةٍ , وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ , فَيَتَحَدَّثُونَ وَلَا يَفْتَرِقُونَ , حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِكَلِمَاتٍ , وَيَدْعُوَ بِدَعَوَاتٍ , وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ , فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الْآخِرَةِ , فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ , ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلَّا فِي كُلِّ موسمٍ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , قَالَ : كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ , ثُمَّ يَقُولُ لِأُمِّهِ : يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , قَالَ : كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي , وَيَقُولُ : كَمْ مِنْ عَيْنٍ الْآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي . قَالَ : وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى , قَالَ : فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ , قَالَ : فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ , قَالَ : فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ : فَقَالَ : يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلَاءِ , وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ .
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ , قَالَ : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ : تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ قَالَ : الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ , وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ , وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ : إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الِانْطِلَاقَ إِلَى الْيَمَنِ , وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ لَهُ : مَتَى تُرِيدُ الِانْطِلَاقَ ؟ فَقَالَ : غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ , وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ , فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ , فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ , ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ , فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فْأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ , وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا , فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ , وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ , فَقَالَ لِمَوْلَاتِهِ سَلَامَةَ : إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ , فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً , أَوْ أَرْبَعَةً , فَقَالَتْ : السَّاعَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ , يَقُولُ : ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ , وَكَيْفَ شِئْتَ , وَأَنَّى شِئْتَ . قَالَ : فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا , فَأَتَتْهُ بِهَا , فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ , وَأَنَّى شِئْتَ , وَكَيْفَ شِئْتَ , مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ : اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلَامُ : وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ , دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ , قَالَ : اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ , قَالَ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ , فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ , فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ ؟ فَقِيلَ لَهُ : مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا , وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مَؤُونَتَهُمْ وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ . فَقَالَ : مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ , فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلَامِهِ , وَقَالَ لَهُ : وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ , فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا . وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى , فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَمْحَلْنَا بِالْمَدِينَةِ إِمْحَالًا شَدِيدًا , وَتَوَالَتِ السِّنُونُ , قَالَ مُحَمَّدٌ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ , وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ , وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ , فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ , قَالَ : فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا , ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ , فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى , وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ لَا هَدْمَ فِيهِ , وَلَا غَرَقَ , وَلَا بَلَاءَ فِيهِ , وَلَا مَحْقَ , قَالَ : ثُمَّ سَلَّمَ الْإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ , وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا , وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ , فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ , قَالُوا : هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ , هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ , إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلَاةً وَدُعَاءً , وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ , وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ خَفِيٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ قَالَ مُحَمَّدٌ : فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ , فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ , وَقَالَ : اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ , وَقُلْتُ : رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ , وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ , وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا , قَلِيلَ الْحَدِيثِ , يُكْثِرُ الْإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ , أَوْ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ