أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أَلَا أَكُونُ فِي مَنْزِلَةِ مَنْ لَا يَخَافُ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ؟ فَقَالَ : إِمَّا أَنْ تَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلَا تَخَفْ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ , وَإِمَّا أَنْتَ خِلْوٌ مِنْ أَمْرِهِمْ فَأَكَبَّ عَلَى نَفْسِكَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ يَحْيَى : حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الزُّهْرِيُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَخَطَبَ النَّاسَ , فَقَالَ : إِنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ إِنَّ هِشَامًا اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ أَبَا شَاكِرٍ , وَاسْمُهُ مَسْلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ أَنْ يَسِيرَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ وَوَضَعَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ دِيوَانِ مَالِ اللَّهِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ , فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو شَاكِرٍ الْمَدِينَةَ أَشَارَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ أَنْ يَصْنَعَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَيْرًا , وَحَضَّهُ عَلَى ذَلِكَ , فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نِصْفَ شَهْرٍ , وَقَسَمَ الْخُمُسَ عَلَى أَهْلِ الدِّيوَانِ , وَفَعَلَ أُمُورًا حَسَنَةً وَأَمَرَهُ الزُّهْرِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا ابْتَعَثَتْ بِهِ نَاقَتُهُ . وَأَمَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ , فَأَهَلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ فَحَجَّ مَعَهُ تِلْكَ السَّنَةِ قَالَ : وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ , فَقَالَ : كُلَّ مَا ذَكَرْتَ اللَّيْلَةَ قَدْ أَتَى عَلَى مَسَامِعِي وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ وَنَسِيتُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ , وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الْأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ . قَالَ : فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ , قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : لَوْلَا أَحَادِيثُ سَالَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لَا نَعْرِفُهَا , مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا أَذِنْتَ فِي كِتَابِهِ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ , قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطُّ , وَلَا شَكَكْتُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا , فَسَأَلْتُ صَاحِبِي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : مَا أَرَى أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ : قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ , وَابْنَ سِيرِينَ , احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ , وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ يَعْنِي الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ : مَا أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ , فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ , قُلْتُ : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ : أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , قَالَ : اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ , فَقُلْنَا : نَكْتُبُ السُّنَنَ , فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ : نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ , فَإِنَّهُ سُنَّةٌ , قَالَ : فَقُلْتُ أَنَا : لَا لَيْسَ بِسُنَّةٍ لَا نَكْتُبُهُ , قَالَ : فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ , قَالَ : وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبِي : مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا أَنَّا كُنَّا نَأْتِي فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَنْ مَا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ فَرَأَيْنَا أَنْ لَا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ : قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ : زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ , وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ , فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ قَالَ مَعْمَرٌ : وَكُنَّا نَرَى أَنَّا قَدْ أَكْثَرَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ , فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَجْلِسُ ثُمَّ انْصَرِفُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ إِعْظَامًا لَهُ قَالَ : وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ , فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ وَسَالِمٌ الشَّيْءَ كَذَلِكَ قَالَ : وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ , فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ . قَالَ : فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِي سِنِينَ . قَالَ : وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَيْلًا , وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي , فَقَالَ : هَلْ تَخَافُ عَلَيَّ صَاحِبَكَ ؟ فَقُلْتُ : لَا بَلِ ائْمَنْ قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا بِهِ قَالَ : وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ , وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ فِي وَجْهِهِ قَطُّ وَقَالَ مَعْمَرٌ : وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ , فَقَالَ : أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي ؟ قَالَ : وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لَا يَرَى بِالْعِرَاضَةِ بَأْسًا
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ فَيُقَالُ لَهُ : يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا كِتَابُكَ وَحَدِيثُكَ نَرْوِيهِ عَنْكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ . مَا قَرَأَهُ وَلَا قُرِئَ عَلَيْهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي مَا لَا أَحْصِي يَقُولُ : مَا أُبَالِي قَرَأْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ , أَوْ حَدَّثَنِي كَلَامًا أَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ : دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَلَى الزُّهْرِيِّ , وَعَيْنَا الزُّهْرِيِّ بِهِمَا رُطُوبَةٌ وَهُوَ مُنْكَبٌّ , عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ , فَقَالَا : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ مِنْ عَيْنِي , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : جِئْنَاكَ لِنَعْرِضَ عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ . فَقَالَ : لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ . فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : اللَّهُمَّ غَفْرًا , وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِكَ هَذَا حِينَ كُنَّا نَأْتِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : اقْرَأْ يَا مَالِكُ فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَيْهِ . فَقَالَ الزُّهْرِيُّ : حَسْبُكَ عَافَاكَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَرَأَ , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَى الزُّهْرِيِّ
أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَبْصَرَ بِحَدِيثٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَالَ سُفْيَانُ : وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ قَالَ : وَجَاءَ إِلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ , فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ كِتَابًا , فَقَالَ : إِنَّ سَعْدًا قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ وَسَعْدٍ سَعْدٍ . فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ : أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْهُ . فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الْأَحْوَصِ , فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : وَمَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ ؟ قَالَ : أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ؟ يَصِفُهُ لَهُ قَالَ سُفْيَانُ : وَأَجْلَسَ الزُّهْرِيُّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ وَعَلَى الزُّهْرِيِّ ثَوْبَانِ قَدْ غُسِلَا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ رِيحَ الْأَشْنَانِ فَقَالَ : أَلَا تَأْمُرُ بِهِمَا فَيُجَمَّرَا وَجَاءَ الزُّهْرِيُّ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ مَا أَدْرِي طَافَ أَوْ لَا ؟ فَجَلَسَ نَاحِيَةً وَعَمْرٌو مِمَّا يَلِي الْأَسَاطِينَ , فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ : هَذَا عَمْرٌو , فَقَالَ : فَجَلَسَ إِلَيْهِ . فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مَا مَنَعَنِي أَنْ آتِيَكَ إِلَّا أَنِّي مُقْعَدٌ , فَتَحَدَّثَا سَاعَةً وَتَسَاءَلَا وَكَانِ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ , قَالَ : حَدَّثَنِي فُلَانٌ , وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ , قَالَ : وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ وُهَيْبٍ , قَالَ : سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ : وَلَا الْحَسَنِ ؟ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ بُرْدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ : قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ , وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : كَذَا وَكَذَا , فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسْنَا إِلَيْهِ , فَقُلْنَا لَهُ : الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرِ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ ؟ قَالَ : ابْنُهُ سَالِمٌ قَالَ : وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ : مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي لَا أَزِمَّةَ لَهَا وَلَا خُطَمَ
أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ , أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ كَانَ أَسْلَفَ الزُّهْرِيَّ بْنَ شِهَابٍ ثَلَاثِينَ دِينَارًا فِي مَنْزِلَهِ فَقَضَاهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ , فَقَالَ لَهُ : أَتَخْشَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْنَا فِي هَذَا شَيْءٌ ؟ فَضَحِكَ الزُّهْرِيُّ , وَقَالَ : هَذَا حَقُّكَ قَضَيْنَاكَ وَهَذِهِ جَائِزَةٌ أَجَزْنَاكَ بِهَا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَخْوَالِ الزُّهْرِيِّ مِنْ بَنِي نُفَاثَةَ مِنْ بَنِي الدِّبْلِ , قَالَ : أَخْدَمَ الزُّهْرِيُّ فِي لَيْلَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً كُلُّ خَادِمٍ بِثَلَاثِينَ دِينَارًا , ثَلَاثِينَ دِينَارًا بِعَيْنِهِ الْعَشَرَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ : حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ , قَالَ : لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ , وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنَ الشَّأْمِ يَمْضِي الطَّرِيقَ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي مِمْطَرٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنِ الزَّنْجِيِّ , قَالَ : رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ وَقَالَ مَالِكٌ : رَأَيْتُهُ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ , لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبِيَ وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ وَيَقُولُ لَهُ : قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الدَّيْنِ , قَالَ ابْنُ شِهَابٍ لِأَبِي : إِنِّي أَعْتَمِدُ عَلَى مَالِي , وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَتْ لِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةُ ثُمَّ مُلِئَتْ إِلَيَّ سُقُفُهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا قَالَ إِبْرَاهِيمُ : أَنَا أَشُكُّ مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا مِنْ مَالِي , قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَهُمَا إِذْ ذَاكَ فِي مَشْرُبَةٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَلْعِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَيَعِيبُهُ وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لَا يَنْطِقُ بِهَا حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ , وَيَقُولُ لِهِشَامٍ : مَا يَحِلُّ لَكَ إِلَّا خَلْعُهُ , فَكَانَ هِشَامٌ لَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِلْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَ لَهُ , وَلَا يَسُوءُهُ مَا يَصْنَعُ الزُّهْرِيُّ رَجَاءً أَنْ يُؤَلِّبَ ذَلِكَ النَّاسَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو الزِّنَادِ : فَكُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ , وَاسْمَعْ ذَرْؤَ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ , وَأَنَا أَتَغَافَلُ فَجَاءَ الْحَاجِبُ , فَقَالَ : هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ , فَقَالَ : أَدْخِلْهُ فَأَدْخَلَهُ فَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ . فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ , وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ , وَرَبِيعَةَ , فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخْلِيًا بِي فَقَدَّمَ الْعَشَاءَ , فَقَالَ لِي بَعْدَ حَدِيثٍ : يَا ابْنَ ذَكْوَانَ أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى الْأَحْوَلِ وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ ؟ أَتَحْفَظُ مِنْ كَلَامِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا ؟ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذَكَرُ يَوْمَ دَخَلْتَ وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ : كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ , وَأَنَا عَلَى الْبَابِ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكُمْ وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ , قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ , لَمْ أَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ : قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى لَئِنْ أَمْكَنَتْنِي الْقُدْرَةُ بِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ , فَقَدْ فَاتَنِي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , قَالَ : كَانَ عَمِّي الزُّهْرِيُّ , قَدِ اتَّعَدَ هُوَ وَابْنُ هِشَامٍ إِنْ مَاتَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَلْحَقَا بِجَبَلِ الدُّخَانِ , فَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَشْهُرٍ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَتَلَهَّفُ لَوْ قُبِضَ عَلَيْهِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وُلِدَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ قَدِمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى أَمْوَالِهِ بِثِلُيَةِ بِشَغْبٍ وَبَدَا , فَأَقَامَ فِيهَا , فَمَرِضَ هُنَاكَ فَمَاتَ فَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَمَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ , قَالَ : رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بِأَدَامَى وَهِيَ خَلْفَ شَغْبٍ وَبَدَا . وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ وَبِهَا ضَيْعَةُ الزُّهْرِيِّ الَّذِي كَانَ فِيهَا وَرَأَيْتُ قَبْرَهُ مُسَنَّمًا مُجَصَّصًا أَبْيَضَ قَالُوا : وَكَانَ الزُّهْرِيُّ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ فَقِيهًا جَامِعًا