أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ أَتَيْتُهُ وَهُوَ مُسَجًّى فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ وَأُقَبَّلُهُ وَالنَّبِيُّ يَرَانِي فَلَمْ يَنْهَنِي
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي ، وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَنْهَوْنَنِي وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَا يَنْهَانِي ، قَالَ : وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بَكِّيهِ أَوْ لَا تُبَكِّيهِ ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أُصِيبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ ، فَجَاءَتْ بِهِمَا أُمِّي قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ ، أَوْ قَالَ عَلَى جَمَلٍ ، فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ ، قَالَ : فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا فِي مَصَارِعِهِمَا
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ كُفِّنَا فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ وَقَبْرٍ وَاحِدٍ
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ لِدَفْنِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ قَالَ : زَمِّلُوهُمْ بِجِرَاحِهِمْ ، فَإِنِّي أَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسِيلُ دَمًا ، اللَّوْنُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ . قَالَ جَابِرٌ : وَكُفِّنَ أَبِي فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَكَانَ يَقُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّ هَؤُلَاءِ كَانَ أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ ؟ ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ : قَدِّمُوهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صَاحِبِهِ ، قَالُوا : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَتَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبْلَ الْهَزِيمَةِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْفِنُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الصَّفَاءِ ، وَقَالَ : ادْفِنُوا هَذَيْنِ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي الدُّنْيَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ . قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَجُلًا أَحْمَرَ ، أَصْلَعَ ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَجُلًا طَوِيلًا ، فَعُرِفَا فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي الْمَسِيلَ فَدَخَلَهُ السَّيْلُ فَحُفِرَ عَنْهُمَا وَعَلَيْهِمَا نَمِرَتانِ وَعَبْدُ اللَّهِ قَدْ أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى جُرْحِهِ ، فَأُمِيطَتْ يَدَهُ عَنْ جُرْحِهِ فَانْبَعَثَ الدَّمُ ، فَرُدَّتْ يَدُهُ إِلَى مَكَانِهَا فَسَكَنَ الدَّمُ ، قَالَ جَابِرٌ : فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ ، فَقِيلَ لَهُ : فَرَأَيْتَ أَكْفَانَهُ ؟ قَالَ : إِنَّمَا كُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ خُمِرَ بِهَا وَجْهُهُ ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ ، فَوَجَدْنَا النَّمِرَةَ كَمَا هِيَ وَالْحَرْمَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً ، فَشَاوَرَهُمْ جَابِرٌ فِي أَنْ يُطَيَّبَ بِمِسْكٍ فَأَبَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَالُوا : لَا تُحْدِثُوا فِيْهِمْ شَيْئًا ، وَحُوِّلَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَنَاةَ كَانَتْ تَمُرُّ عَلَيْهِمَا ، وَأُخْرِجُوا رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : صَرَخَ بِنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ الْعَيْنَ فَأَخْرَجْنَاهُمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَيِّنَةً أَجْسَادُهُمْ ، تَنْثَنِي أَطْرَافُهُمْ
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ وَحْدَهُ
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَبُو مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ : إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَدًا ، فَأَوْصِيكَ بِبَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرًا ، فَأُصِيبَ ، فَجَعَلْنَا الِاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ ، فَلَبِثْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي لَمْ تَدَعْنِي حَتَّى أَدْفِنَهُ وَحْدَهُ ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنَ الْقَبْرِ فَإِذَا الْأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ شَيْئًا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : دُفِنَ مَعَ أَبِي فِي قَبْرِهِ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ ، فَكَانَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ ، فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلْتُهُ ، فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا شَعَرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ ، فَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ سَنَتَيْنِ مَا عَلَيْهِ ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلَا يُفْحِشْ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ ، قَالَ : فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ ؟ فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ