قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ : مَا تَذْكُرُ ؟ قَالَ : قُتِلَ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسٍ ثُمَّ أَنْشَدَ بَيْتًا رَثَى بِهِ : فَخَرَّ عَلَى الْأَلَاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ : أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ : مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَرْعَى الْإِبِلَ لِأَهْلِي فَقُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ : فَمَا فَرَّكُمْ مِنْهُ ؟ قَالَ : قِيلَ لَنَا : بُعِثَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْتُلُ - يَعْنِي النَّاسَ - إِلَّا مَنْ أَطَاعَهُ قَالَ : وَلَا أَدْرِي مَا طَاعَتُهُ قَالَ : فَفَرَرْنَا حَتَّى قَطَعْنَا رَمْلَ بَنِي سَعْدٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ قَالَ : لَمَّا بَلَغَنَا أَمْرُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا يُقَالُ لَهُ سَنَدٌ ، فَخَرَجْنَا بِعِيَالِنَا هُرَابًا نَحْوَ الشَّجَرِ وَذُكِرَ أَنَّهُ أَكَلَ الدَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ طَعْمُهُ ؟ فَقَالَ : حُلْوٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ : بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدْ رَعَيْتُ عَلَى أَهْلِي كَفَيْتُ مِهْنَتَهُمْ ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَرَجْنَا هُرَابًا ، فَأَتَيْنَا عَلَى فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، وَكُنَّا إِذَا أَمْسَيْنَا بِمِثْلِهَا قَالَ شَيْخُنَا : إِنَّا نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنَ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ فَقُلْنَا ذَاكَ قَالَ : فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ : : فَقِيلَ لَنَا : إِنَّمَا سَبِيلُ هَذَا الرَّجُلِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَمَنْ أَقَرَّ بِهَا أَمِنَ عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ ، فَرَجَعْنَا ، فَدَخَلْنَا فِي الْإِسْلَامِ قَالَ : وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ : إِنِّي لَأَرَى هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيَّ ، وَفِي أَصْحَابِي : {{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا }}
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا رَجَاءٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْروُ بْنُ الْهَيْثَمٍ أَبُو قَطَنٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا رَجَاءٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ كَانَ يَخْتِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فِي كُلِّ عَشْرِ لَيَالٍ مَرَّةً ، قَالُوا : وَقَدْ رَوَى أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَغَيْرِهِمَا ، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ ، وَلَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ بِالْقُرْآنِ ، وَأَمَّ قَوْمَهُ فِي مَسْجِدِهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا مَاتَ أَمَّهُمْ بَعْدَهُ أَبُو الْأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَتُوُفِّيَ أَبُو رَجَاءٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهَذَا عِنْدِي وَهْلٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَلَى حِمَارِهِ قَالَ مُسْلِمٌ : وَالْإِمَامُ يُكَبِّرُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ ، وَابْنُهُ مُحْتَضِنُهُ قُلْتُ لِأَبِي خَلْدَةَ : كَانَ يَشْتَكِي ؟ قَالَ : لَا ، كَانَ كَبِيرًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ الصَّقْرِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ جَالِسًا عَلَى قَبْرِ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ حِيَالَ اللَّحْدِ ، وَقَدْ مُدَّ عَلَى الْقَبْرِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ ، فَلَمْ يُغَيِّرْهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْقَبْرِ ، وَالْفَرَزْدَقُ قَاعِدٌ قُبَالَتَهُ ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، تَدْرِي مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ : لَا ، وَمَا يَقُولُونَ يَا أَبَا فِرَاسٍ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : قَعَدَ عَلَى هَذَا الْقَبْرِ الْيَوْمَ خَيْر أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَشَرُّ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ : وَمَنْ يَعْنُونَ بِذَاكَ ؟ قَالَ : يَعْنُونِي وَإِيَّاكَ فَقَالَ الْحَسَنُ : يَا أَبَا فِرَاسٍ ، لَسْتُ بِخَيْر أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَلَسْتَ بَشَرِّهَا ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ ؟ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى اللَّحْدِ قَالَ : الْخَيْرَ الْكَثِيرَ أَعْدَدْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً قَالَ الْحَسَنُ : الْخَيْرُ الْكَثِيرُ أَعْدَدْتَ يَا أَبَا فِرَاسٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ الْفَرَزْدَقُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيرُهُمْ وَقَدْ عَاشَ قَبْلَ الْبَعْثِ بَعْثِ مُحَمَّدِ