أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فَانْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ قَدَّمَ الْخَيْلَ أَمَامَهُ وَهِيَ مِائَةُ فَرَسٍ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يَقُولُ : يَا بَنِيَّ ، سَلُونِي عَنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَوَاطِنِهِ ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْهُ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ ، إِلَّا وَاحِدَةً ، فِي تَبُوكَ ، خَلَّفَنِي عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَسَلُونِي عَنْ سَرَايَاهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا سَرِيَّةٌ تَخْفَى عَلَيَّ ، إِمَّا أَنْ أَكُونَ فِيهَا ، أَوْ أَنْ أَعْلَمَهَا حِينَ خَرَجَتْ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَكَانَ رَجُلًا أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا . قَالَ : وَزَادَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي صِفَتِهِ فَقَالَ : كَانَ مُعْتَدِلًا أَصْلَعَ .
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَعْطَى مُحَمَّدَ بْنِ مَسْلَمَةَ سَيْفًا فَقَالَ : قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مَا قُوتِلُوا ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَأْتِ بِهِ أُحُدًا فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى تَقْطَعَهُ ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ ضُبَيْعَةَ بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ رَجُلًا لَا تَنْقُصُهُ الْفِتْنَةُ شَيْئًا ، فَقُلْنَا مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَلَمَّا مَاتَ حُذَيْفَةُ وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ ، خَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ النَّاسِ فَأَتَيْتُ أَهْلَ مَاءٍ ، فَإِذَا أَنَا بِفُسْطَاطٍ مَضْرُوبٍ مُتَنَحٍّى تَضْرِبُهُ الرِّيَاحُ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ ؟ قَالُوا : لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَرْحَمُكُ اللَّهُ ، أَرَاكَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ ، تَرَكْتَ بَلَدَكَ ، وَدَارَكَ ، وَأَهْلَكَ ، وَجِيرَتَكَ ، قَالَ : تَرَكْتُهُ كَرَاهِيَةَ الشَّرِّ ، مَا فِي نَفْسِي أَنْ تَشْتَمِلَ عَلَى مِصْرَ مِنْ أَمْصَارِهِمْ حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ : أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَيْفًا فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، جَاهِدْ بِهَذَا السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِئَتَيْنِ تَقْتَتِلَانِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ حَتَّى تَكْسِرَهُ ، ثُمَّ كُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَكَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا كَانَ خَرَجَ إِلَى صَخْرَةٍ فِي فِنَائِهِ فَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِسَيْفِهِ حَتَّى كَسَرَهُ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ ، قَالَ : وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يُقَالُ لَهُ فَارِسُ نَبِيِّ اللَّهِ ، قَالَ : فَاتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ عُودٍ قَدْ نَحَتَهُ وَصَيَّرَهُ فِي الْجَفْنِ مُعَلَّقًا فِي الْبَيْتِ ، وَقَالَ : إِنَّمَا عَلَّقْتُهُ أُهَيِّبُ بِهِ ذَاعِرًا .
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ